التعاون الإستخباري بين الموساد وآل سعود
كانت العلاقات بين آل سعود والكيان الاسرائيلي موضع شك الأصدقاء والأعداء على السواء، وربما كان هناك من يريد أن يستبعد أي نوع من العلاقة بينهما، لأن في ذلك امتهاناً لكرامة المسلم، إذ من لديه أدنى معرفة بنوع العلاقة التي يريدها الكيان الاسرائيلي لابد أن يتوقع أن أجهزة استخباراتها قد وصلت الى الأرض الأكثر قداسة في الاسلام، وهذا يستوجب موقفاً عملياً من المسلم.
في المذكرة السرية التي قدّمت الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون في بداية عهده بعد انتخابات كانون الأول (ديسمبر) 1991، والدوائر ذات العلاقة (وزارة الخارجية، ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ)، جاء ما يلي: إن العربية السعودية تعتبر الحجر الأساس في سياستنا القومية والدولية. فقد كنا نعتقد دائماً بأن سياسة حماية إسرائيل وإبقائها قوية يمكن ترسيخهما بوجود النظام السعودي الذي برز مؤخراً في المشهد العربي كقوة مؤثرة. كان مشروع الملك فهد للتسوية مع اسرائيل نقطة البداية التي يمكن الإنطلاق منها لكسر جبهة الرفض العربية وتحقيق التسوية التي تقترب الآن من مرحلة الاستكمال. فبدون النظام السعودي والسياسة المصريّة التي يتبناها الرئيس مبارك في القيام بخطوات عملية، لن يكون من الممكن تدمير العراق وإزالته من معادلة المنطقة.
وتقول المذكرة في فقرة أخرى، بأنه بعد نشأة إسرائيل وبروز تيارات فكرية قومية وراديكالية في المنطقة، أصبح النظام السعودي هاماً بدرجة كبيرة لقمع طموحات هذه القوى لأنها كانت تهدّد أمن ومستقبل إسرائيل.
وتضيف: وكما هو دارج في عدم إدراك أبناء آل سعود، فإن فهد (=الملك) فهم من حديث بينه وبين الرئيس الأسبق جورج بوش، بأن إقامة علاقات واضحة وقوية مع إسرائيل سيحقّق الأمن في المنطقة. وقد فسّر فهد أمن المنطقة بأنه يعني أمنه الشخصي. ولهذا السبب، ذهب بعيداً في إقامة علاقات إجتماعية مع إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري. وبالرغم من المشاركة السعودية في تمويل الدعم العسكري لإسرائيل خلال حرب العراق، في سبيل إبقائها خارج مجال العمل على أمل تفادي أي مواجهات مع الشعب العربي وإفشال أهداف قوات التحالف، والتي تمّت بناء على إتفاقنا مع الملك شخصياً، فإنه لا يزال ينظر الى أن ذلك مبدأ أساسي أو قانون من أجل السيطرة على سير المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية.
لاشك أن ما ظهر في العام 2006 من لقاءات شبه علنية بين أمراء آل سعود والمسؤولين الاسرائيليين لم يكن بمثابة نبتات عشوائية، فالعلاقة كما يبدو من موضوعات التعاون بين الطرفين أعمق بكثير وتعود كما تكشف المذكرة الى بدايات نشوء الكيانين، وماهو الدور المنوط بالسعودية كيما تحافظ على استقرار الدولة العبرية وبقائها مقابل التهديدات المحتملة التي يمكن أن تواجهها نتيجة ظهور تيارات وقوى معادية لها..
ثمة أسرار خطيرة مازالت خافية عن العلاقة الاسرائيلية السعودية، خصوصاً من طرفين يتقنان فن إخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام، ولربما سوف يحاول النظام السعودي ملاحقة أي وثيقة تدّل على تلك العلاقة، لأنها قد لا تبقي لمصداقيته باقية، لأنها اليوم في أسوأ حالاتها، وقد تطيح بصورتها في العالم الاسلامي..
كانت العلاقات بين آل سعود والكيان الاسرائيلي موضع شك الأصدقاء والأعداء على السواء، وربما كان هناك من يريد أن يستبعد أي نوع من العلاقة بينهما، لأن في ذلك امتهاناً لكرامة المسلم، إذ من لديه أدنى معرفة بنوع العلاقة التي يريدها الكيان الاسرائيلي لابد أن يتوقع أن أجهزة استخباراتها قد وصلت الى الأرض الأكثر قداسة في الاسلام، وهذا يستوجب موقفاً عملياً من المسلم.
في المذكرة السرية التي قدّمت الى الرئيس الأميركي بيل كلينتون في بداية عهده بعد انتخابات كانون الأول (ديسمبر) 1991، والدوائر ذات العلاقة (وزارة الخارجية، ولجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ)، جاء ما يلي: إن العربية السعودية تعتبر الحجر الأساس في سياستنا القومية والدولية. فقد كنا نعتقد دائماً بأن سياسة حماية إسرائيل وإبقائها قوية يمكن ترسيخهما بوجود النظام السعودي الذي برز مؤخراً في المشهد العربي كقوة مؤثرة. كان مشروع الملك فهد للتسوية مع اسرائيل نقطة البداية التي يمكن الإنطلاق منها لكسر جبهة الرفض العربية وتحقيق التسوية التي تقترب الآن من مرحلة الاستكمال. فبدون النظام السعودي والسياسة المصريّة التي يتبناها الرئيس مبارك في القيام بخطوات عملية، لن يكون من الممكن تدمير العراق وإزالته من معادلة المنطقة.
وتقول المذكرة في فقرة أخرى، بأنه بعد نشأة إسرائيل وبروز تيارات فكرية قومية وراديكالية في المنطقة، أصبح النظام السعودي هاماً بدرجة كبيرة لقمع طموحات هذه القوى لأنها كانت تهدّد أمن ومستقبل إسرائيل.
وتضيف: وكما هو دارج في عدم إدراك أبناء آل سعود، فإن فهد (=الملك) فهم من حديث بينه وبين الرئيس الأسبق جورج بوش، بأن إقامة علاقات واضحة وقوية مع إسرائيل سيحقّق الأمن في المنطقة. وقد فسّر فهد أمن المنطقة بأنه يعني أمنه الشخصي. ولهذا السبب، ذهب بعيداً في إقامة علاقات إجتماعية مع إسرائيل على المستويين السياسي والعسكري. وبالرغم من المشاركة السعودية في تمويل الدعم العسكري لإسرائيل خلال حرب العراق، في سبيل إبقائها خارج مجال العمل على أمل تفادي أي مواجهات مع الشعب العربي وإفشال أهداف قوات التحالف، والتي تمّت بناء على إتفاقنا مع الملك شخصياً، فإنه لا يزال ينظر الى أن ذلك مبدأ أساسي أو قانون من أجل السيطرة على سير المفاوضات العربية ـ الإسرائيلية.
لاشك أن ما ظهر في العام 2006 من لقاءات شبه علنية بين أمراء آل سعود والمسؤولين الاسرائيليين لم يكن بمثابة نبتات عشوائية، فالعلاقة كما يبدو من موضوعات التعاون بين الطرفين أعمق بكثير وتعود كما تكشف المذكرة الى بدايات نشوء الكيانين، وماهو الدور المنوط بالسعودية كيما تحافظ على استقرار الدولة العبرية وبقائها مقابل التهديدات المحتملة التي يمكن أن تواجهها نتيجة ظهور تيارات وقوى معادية لها..
ثمة أسرار خطيرة مازالت خافية عن العلاقة الاسرائيلية السعودية، خصوصاً من طرفين يتقنان فن إخفاء الحقائق وتضليل الرأي العام، ولربما سوف يحاول النظام السعودي ملاحقة أي وثيقة تدّل على تلك العلاقة، لأنها قد لا تبقي لمصداقيته باقية، لأنها اليوم في أسوأ حالاتها، وقد تطيح بصورتها في العالم الاسلامي..