التنقص منهم وتجريحهم:
لم يقف ابن تيميه عند الدفاع عن خصوم اهل البيت، ثم التكذيب بمنزلتهم ومناقبهم، بل تعدى وراء ذلك فاطلق عليهم لسانا لم تعرفه هذه الامه الا عند النواصب الذين امتلات قلوبهم غيضا وحقدا على آل الرسول.. وهذه نبذ من كلامه فيهم:
× انه ينفى ان تكون هناك مصلحه من وجود اهل البيت، ويقول: (لم يحصل بهم شى‏ء من المصلحه واللطف).«منهاج‏السنه 2:84»
هذا والنبى(ص) يقول: (انى تارك فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدى: كتاب اللّه، وعترتى اهل بيتى، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض).سنن الترمذى:ح/3788،مسند احمد 3:148
و غيرها»
وفى حديث آخر: (انى تارك فيكم الثقلين: اولهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور... واهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى، اذكركم اللّه فى اهل بيتى اذكركم اللّه فى اهل بيتى).«صحيح مسلم
ح/2408 اخرجه بعده طرق‏»
لكن ابن تيميه اتى على هذه الاحاديث فاولها تاويلا يضحك منه حتى البسطاء.. فقال: (الحديث الذى فى مسلم اذا كان النبى قد قاله فليس فيه الا الوصيه باتباع الكتاب، وهو لم يامر باتباع العتره ولكن قال: اذكركم اللّه فى اهل بيتى)!!«منهاج‏السنه 4:85»
ترى الم يقل(ص): (انى تارك فيكم الثقلين: اولهما كتاب اللّه)، ثم واصل الحديث حتى ذكر اهل البيت، فان كان الامر باتباع الكتاب وحده فاين هو الثقل الثانى اذن؟؟ حقا ان الهوى يعمى ويصم!!
× استغراقه فى الطعن على على(ع) والنيل منه، متمسكا بالقصه الموضوعه فى خطبته ابنه ابى جهل، وفاطمه الزهراء عنده، وكرر الكلام فيها فى اكثر من موضع من كتابه منهاج
السنه! هذه القصه التى نسجها المسور بن مخرمه، او كذبها عليه الكرابسى.
وكان الرجلان معا ناصبيين مشهورين ببغض على والانحراف عنه وبتعظيم اعدائه وموالاتهم.. وهذا معلوم جدا من حال الكرابيسى.«شرح نهج‏البلاغه 4:64»
اما المسور بن مخرمه، فكان لا يذكر معاويه الا صلى عليه!! ومع ذلك فقد كان حليفا للخوارج، يجتمعون عنده ويستمعون حديثه، بل كانوا ينتسبون اليه فيعدونه قدوه لهم!!«انظر ترجمته فى سير اعلام النبلاء3:390-393»
اليس من دواعى الشك والاستغراب ان تقبل روايه هولاء فى النيل من على بن ابى طالب؟!
اما ابن تيميه فتنبسط اساريره لهذه القصه المختلقه ظنا منه انه سينال حقا من منزله على.. او على الاقل يشفى بعض ما فى صدره!!
وفى حروب على(ع) يقول: على انما قاتل الناس على طاعته، لا على طاعه اللّه!! ويضيف قائلا: فمن قدح فى معاويه بانه كان باغيا قال له النواصب: وعلى ايضا كان باغيا ظالما.. قاتل الناس على امارته وصال عليهم.. فمن قتل النفوس على طاعته كان مريدا للعلو فى الارض والفساد، وهذا حال فرعون، واللّه تعالى يقول: (تهلك الدار الاخره نجعلها للذين لا يريدون علوا فى الارض ولا فسادا والعاقبه للمتقين)، فمن اراد العلو فى الارض والفساد لم يكن من اهل السعاده فى الاخره!!«راجع منهاج السنه 2:202-205،232-234»
وعلى هذا النحو مضى فى صفحات عديده من كتابه منهاج السنه هذا الكتاب الذى شحن بالبدعه من اوله الى آخره كما هو واضح من كل ما نقلناه عنه فى هذا المقتضب، هذا مع ان الذى جاء فى الحديث الصحيح فى حروب على صريح فى شرعيه حروبه ووجوب نصرته فيها. ومن ذلك: - قوله(ص): (ان منكم من يقاتل على تاويل القرآن كما قاتلت على تنزيله) فاستشرف له القوم وفيهم ابو بكر وعمر، فقال ابو بكر: انا هو؟ قال(ص): (لا). قال عمر: انا هو؟ قال(ص): (لا، ولكن خاصف النعل) وكان على يخصف نعل رسول اللّه(ص). قال ابو سعيد الخدرى: فاتيناه فبشرنا، فلم يرفع به راسه كانه قد سمعه من رسول اللّه(ص).«و هذا حديث صحيح اخرجه احمد فى المسند 3:82،و ابن حبان فى صحيحه ح/6898 ،و الحاكم فى المستدرك 3:123 و وافقه الذهبى فقال:صحيح على شرط الشيخين،و الخطيب، فى تاريخ بغداد 8:423،و ابن كثير فى البدايه و النهايه 7:375»
- وقوله(ص) لعلى وفاطمه والحسن والحسين(ع): (انا حرب لمن حاربتم، وسلم لمن سالتم).«سنن الترمذى ح/3870،سنن ابن ماجه ح/145،مسند احمد 2:442،مصابيح السنه للبغوى 4:190»
لكن ابن تيميه يكذب بهذا الحديث، وكعادته بلا اى دليل من نقل صحيح او تحقيق علمى مقبول، وانما يجادل فيه جدال امرى‏ء عشق المراء حتى مع كلام اللّه وكلام رسوله(ص)!«انظر
منهاج السنه 2:234»
× وفى علم على يتكلم ابن تيميه كلاما يجل عنه ادنى طلبه العلوم قدرا.. فيقول: ليس فى الائمه الاربعه ولا غيرهم من ائمه الفقهاء من يرجع الى على فى فقهه.. فمالك اخذ علمه عن اهل
المدينه، واهل المدينه لا يكادون ياخذون عن على!.. وابو حنيفه الشافعى واحمد تنتهى طرقهم الى ابن عباس، وابن عباس مجتهد مستقل، ولا يقول بقول على!!«منهاج السنه 4:142-143»
هكذا يفعل الهوى بصاحبه، فما زال الهوى يحمله على قول بعد قول حتى غاص فى لجج العناد، فهو لا يدرى ما يقول.. حتى يضع نفسه موضع سخريه العلماء. بل والسالكين طريق التعلم..
اللهم الا مقلديه الذين تمسكوا باقواله اشد من تمسكهم بكتاب اللّه وسنه رسوله(ص)!! لقد صنف الامام الشافعى كتابا مفردا اثبت فيه انتهاء علم اهل المدينه الى على وابن عباس.. ونقل ابن قدامه فى (المغنى) عن ابن عباس انه كان يقول: (اذا ثبت لنا عن على قول لم نعده الى غيره)، وعن ابن عباس ايضا: (اعط‏ى على تسعه اعشار العلم، وانه لاعلمهم بالعشر الباقى).«طبقات الفقهاء:42»
× وفى الحسين السبط الشهيد له كلام لا تجد له نظيرا حتى عند وعاظ يزيد الذين كانوا يتزلفون له فى حياته..
- فيقول مره فى خروج الحسين على يزيد: (هذا راى فاسد، فان مفسدته اعظم من مصلحته، وقل من خرج على امام ذى سلطان الا كان ما تولد على فعله من الشر اعظم مما تولد من الخير)!!«منهاج السنه‏2 :241»
اذن يا طلاب الحريه وعشاق الاستقلال ما انتم الا مفسدون.. وما عليكم الا ان تذلوا للسلطان، وتمدوا ظهوركم لجلاديه واعناقكم لسيافيه، فان الشيخ ابن تيميه يقول: ان مطالبتكم بالحريه عمل فاسد، مفسدته اعظم من مصلحته!!
عجبا للباحث الكبير مالك بن نبى كيف غفل عن هذه المقوله فى نظريته التى اسماها (القابليه للاستعمار)! لكن العقاد اجاد فى تفسير هذه المقوله وامثالها، فقال: (ان القول بصواب الحسين معناه القول ببطلان تلك الدوله.. والتماس العذر للحسين معناه القاء الذنب على يزيد، وليس
بخاف كيف ينسى الحياء وتبتذل القرائح احيانا فى تنزيه السلطان القائم وتاثيم السلطان الذاهب)!«عباس محمودالعقاد:االشهداء:106»
- ويقول مره اخرى معتذرا ليزيد: (ويزيد ليس باعظم جرما من بنى اسرائيل، كان بنو اسرائيل يقتلون الانبياء، وقتل الحسين ليس باعظم من قتل الانبياء)1!!«منهاج السنه‏2:247»
ارايت عذرا اقبح من فعل كهذا؟