إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي الكوثر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي الكوثر


    فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) هي الكوثر

    يقول المفسرون في سبب نزول سورة الكوثر :
    أن أحد أقطاب المشركين ، وهو العاص بن وائل ، التقى يوماً برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عند باب المسجد الحرام ، فتحدّث مع النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وذلك بمرأى من جماعة من صناديد قريش ، وهم جلوس في المسجد الحرام ، فما أن أتمَّ حديثه مع الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وفارقه ، جاء إلى أولئك الجالسين ، فقالوا له : من كنت تُحَدِّث ؟
    قال : ذلك الأبتر ، وكان مقصوده من هذا الكلام أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ليس له أولاد وعقب ، إذن سينقطع نسلُه ، فكان هذا سبباً لنزول سورة الكوثر وهي : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ) سورة الكوثر .
    رَدّاً على العاص الذي زعم أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبتر .
    أما المعنى ، فهو أن الله سوف يُعطيك نسلاً في غاية الكثرة ، لا ينقطع إلى يوم القيامة .
    وقال فخر الدين الرازي في تفسيره : الكوثر أولاده ( صلى الله عليه وآله ) ، لأن هذه السورة إنما نزلت رَدّاً على مَن عَابَهُ ( صلى الله عليه وآله ) بعدم الأولاد .
    فالمعنى أنَّه سيعطيه نسلاً يبقون على مَرِّ الزمان ، فانظر كم قُتل من ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، لكن العالم ممتلئٌ منهم ، بينما لم يبق من بني أمية أحد يُعبَأُ به .
    هذا وإنَّ للمفسرين آراءً أخرى في معنى الكوثر تصل إلى ( 26 ) رأياً ، منها : العِلْم ، النبوَّة ، القرآن ، الشفَاعة ، شَرَف الجنة ، الحوض ، إلى غيرها من الأقوال في معنى الكوثر ، لكنَّ جميع ما قيل في معنى الكوثر يندرج تحت عنوان الخير الكثير ، فلا تناقض بين الأقوال إذن .
    وممّا يؤيِّد ذلك ما روي عن ابن عباس أنه قد فَسَّر الكوثر بالخير الكثير ، فقال له سعيد بن جبير : ان أناساً يقولون هو نهر في الجنة .
    فقال : هو من الخير الكثير .
    ولعلَّ أحسن الأقوال وأكثرها إنطباقاً على سبب نزول السورة هو ما قيل بأن المراد من الكوثر كثرة النسل والذرية .
    وقد ظهر ذلك في نسله ( صلى الله عليه وآله ) من ولد فاطمة ( عليها السلام ) ، إذ لا ينحصر عددهم ، بل يتَّصل بحمد الله إلى آخر الدهر مَدَدهم ، وهذا يطابق ما ورد في سبب نزول السورة .
    بل وهذا الرأي أرجحُ في ميزان التحليل العلمي المُحايِد ، لأن الآية جاءت رداً على تعيير النبي ( صلى الله عليه وآله ) بعدم استمرار نسله ، فنزلت الآية لكي تُقرِّر في الحقيقة أمرين :
    الأول : أنَّ البنت هي كالابن ، من حيث اعتبارها من الذرِّية والنسل والعقب .
    الثاني : إن الله عَزَّ وجَلَّ سَيرزُقُ النبي ( صلى الله عليه وآله ) من هذه البنت نسلاً وذرية ، وإن اسمه ( صلَّى الله عليه وآله ) سيبقى حياً ومتألقاً على مرِّ العصور ، وعلى طول التاريخ .
    والمتأمِّل في التأريخ الإسلامي على امتداده إلى يومنا هذا ، يتيقَّن عمق الأصالة الإيمانية ، والروح المحمدية في مذهب أهل البيت ( عليهم السلام ) .
    ولذا نجد أن حقَّهم ( عليهم السلام ) من الحقوق الواجب على المؤمنين والمؤمنات معرفتها ، كمعرفتهم وطاعتهم وموالاتهم ، وغير ذلك من الحقوق الأخرى .
    ولم يوجب الله تعالى علينا أداء حقوقهم ( عليهم السلام ) إلاَّ لأنهم أهل الحق ، والنجاة ، والصراط المستقيم ، وباب الله العظيم .
    ولقد تكرَّم الله تعالى على نبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) بفيوضات كثيرة ، وَنِعَمٍ متعدِّدة ، وهباتٍ جزيلة ، ذكرها في كتابه الكريم .
    ويكفيه ما أعطاه من نعمة الرضا فقال : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى ) الضحى : 5 .
    ولكن مع ذلك لا يفوتنا أن نذكر ما تحصل عليه ( صلى الله عليه وآله ) من خير هو أساس الخير كله على الأمة الإسلامية عامة ، وعلى الأمة الشيعية خاصة , ألا وهو الكوثر .
    أخيراً :

    وبناءً ما مرَّ نقول : إنَّ كلَّ المعاني التي جاءت لتوضيح الكوثر - وإن اختَلَفَت في ألفاظها - إلا أنَّ لها اتِّحاد في المعنى ، وتُصَبُّ تحت قالب واحد ، وهو كون تَمَتَّع النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالخير السخِي المُستمر .
    والله تعالى إضافة للبُشرى المستمرة في بقاء هذه النعمة واستمرارها ليوم القيامة ، يشير سبحانه إلى قضية الإخبار بالمستقبل أيضا ، وهذا إخبار إعجازي يدل ويثبت ظهور الخير بعد زمن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، سواء بَعُدَ أم قَرُب .
    ولو رجعنا إلى سبب نزول السورة لعرفنا أن القوم وسموا النبي ( صلى الله عليه وآله ) بالأبتر ، أي الشخص المَعْدوم العقب ، وجاءت الآية لتقول : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ ) الكوثر : 1 .
    إذن فالخير الكثير ، أو الكوثر هي فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، لماذا ؟ ، لأن نسل الرسول ( صلى الله عليه وآله ) انتشر بواسطة الزهراء ( عليها السلام ) ، مع العلم أن امتداد الذرية الطيِّبة لم يكن فقط جسماني ، بل رساليٌ أيضاً .
    وبما أن علماء الأمة الإسلامية هُم حُمَاة الشريعة ، والذين يدفعون عنها كل الشُبُهات فما كان عِلمهم إلاَّ من نتاج هذا الكوثر .
    وكون المذهب الشيعي منبثق من أهل البيت ( عليهم السلام ) ، وهُم درٌّ مستخرج من بحر فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) ، ولؤلؤ أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) ، والعلماء يأخذون من فيض هذا البحر العميق بلا قاع .
    فيمكن القول أيضاً : إن من مصاديق الكوثر هو ما يقدّمه العلماء الكرام من خدمات رسالية جليلة للإسلام .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X