قال رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
للامام علي عليه السلام
أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي
صحيح الجامع الصغير الجزء الاول صفحة 311
ولكي تتعرف ايها المسلم العزيز على مكانة الامام علي عليه السلام
عليك في بداية الامر ان تعرف ما هي مكانة هارون من موسى
وما هي مكانة هارون في القران الكريم
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
وقال ايضاً
قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (25) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (26) وَاحْلُلْ
عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (27) يَفْقَهُوا قَوْلِي (28) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ
أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي
(30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي
وقال ايضاً
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا
وقال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
وَلَقَدْ مَنَنَّا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (114) وَنَجَّيْنَاهُمَا وَقَوْمَهُمَا مِنَ
الْكَرْبِ الْعَظِيمِ (115) وَنَصَرْنَاهُمْ فَكَانُوا هُمُ الْغَالِبِينَ (116)
وَآتَيْنَاهُمَا الْكِتَابَ الْمُسْتَبِينَ
(117) وَهَدَيْنَاهُمَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (118) وَتَرَكْنَا عَلَيْهِمَا فِي
الْآخِرِينَ (119) سَلَامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ (120) إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي
الْمُحْسِنِينَ (121) إِنَّهُمَا
مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ
فكام هدى الله سبحانه وتعالى موس وهارون عليهم السلام الى
الصراط المستقيم كذلك هدى رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
والامام علي عليه السلام
وهنا انقل رواية اوردها الامام احمد في مسنده
حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ يَعْنِي
الْفَرَّاءَ، عَنْ إِسْرَائِيلَ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ، عَنْ عَلِيٍّ،
قَالَ: قِيلَ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ
نُؤَمِّرُ بَعْدَكَ ؟ قَالَ: " إِنْ تُؤَمِّرُوا أَبَا بَكْرٍ، تَجِدُوهُ أَمِينًا، زَاهِدًا فِي
الدُّنْيَا، رَاغِبًا فِي الْآخِرَةِ، وَإِنْ تُؤَمِّرُوا عُمَرَ تَجِدُوهُ قَوِيًّا أَمِينًا، لَا
يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ، وَإِنْ
تُؤَمِّرُوا عَلِيًّا - وَلَا أُرَاكُمْ فَاعِلِينَ - تَجِدُوهُ هَادِيًا مَهْدِيًّا، يَأْخُذُ بِكُمُ
الطَّرِيقَ الْمُسْتَقِيمَ
هذه الرواية جات في مسند الامام احمد في مسند الامام علي عليه
السلام
بسند حسب القواعد الحديثية صحيح و زيد الذي لونته باللون
الازرق لم يجرحه احد بل وثقوه
حتى ان الحافظ ابن حجر قال ثقة وكذلك رتبه عند الذهبي في كتابه
الكاشف قال وثق
وكذلك اوردها الهيثمي في كتاب مجمع الزوائد
قال
رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط ورجال البزار ثقات
ولا ادري لماذا ضعفوا هذه الرواية
على كل حال لست هنا بصدد تصحيح او تضعيف الرواية انما فقط
هي موافقة للقران الكريم
اما الاية التي هي في اللون الازرق
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ
والسؤال المطروح هنا هو هل نزل القران على علي ام على رسول
الله صلى الله عليه واله وسلم
الجواب لا القران نزل على رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
لكن الله سبحانه وتعالى على لسان نبيه صلى الله عليه واله وسلم
النبي الامي الذي لاينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى
قال
علي مع القران والقران مع علي
فقد جعل رسول الله صلى الله عليه واله وسلم علياً عليه السلام مع
القران الكريم الله
وجعل القران الكريم مع الامام علي عليه السلام
وقال الله سبحانه وتعالى ايضاً
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي
وقال ايضاً
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ
يبين لنا الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم حيث يقول
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى تِسْعَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ فَاسْأَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِذْ جَاءَهُمْ فَقَالَ
لَهُ فِرْعَوْنُ إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا
وبعد ان اعطاه رب العالمين سبحانه وتعالى الايات البينات
قال في كتابه الكريم
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ
وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ
والسؤال المطروح هنا هو ان الله سبحانه وتعالى قال ارسلنا موسى
بالايات البينات ولم يقل هارون
الجواب
قال الله سبحانه وتعالى
وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي
حيث جعل الله سبحانه وتعالى في هذه الايات البينات شريكاً لموسى
وهو هارون عليهم السلام
وهنا يتضح لنا معنى هذه الاية الكريم
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي
قد تسال ايها المسلم العزيز لماذا هذا البحث حول موسى وهارون
عليهم السلام
الجواب على هذا السؤال قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ
بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ
يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ
إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (25) وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي
ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ
فكما ان الله سبحانه وتعالى ارسل رسله بالبينات كذلك ارسل موسى
عليه السلام
وكذلك ارسل نبيه محمد صلى الله عليه واله وسلم
قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم
وَلَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَمَا يَكْفُرُ بِهَا إِلَّا الْفَاسِقُونَ
وقال ايضاً
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
لكن السؤال هو من ياتي بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
ليبين هذه الايات البينات
والحال ان شريعة محمد صلى الله عليه واله وسلم باقية الي يوم
الدين
حيث قال الله سبحانه وتعالى
إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ
مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ
الْحِسَابِ
وقال ايضاً
وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ
الْخَاسِرِينَ
والصحابة لم يكونوا على معرفة ودراية تامة بالقران الكريم لانه
ببساطة لم ينزل عليهم انما انزل على رسول الله صلى الله عليه
واله وسلم
فيكف يحكمون بكتاب لم يحيطوا بكل ما فيه
الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم قال عنهم
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى
الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا
فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ
لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا
وقد روى الامام احمد في مسنده
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال: لقد جلست أنا وأخي
مجلسا ما أحب أن لي به حُمر النَّعم، أقبلت أنا وأخي وإذا مشيخة
من صحابة رسول
الله صلى الله عليه وسلم على باب من أبوابه، فكرهنا أن نفرق
بينهم، فجلسنا حَجْرَة، إذ ذكروا آية من القرآن، فتماروا فيها حتى
ارتفعت أصواتهم، فخرج
رسولُ الله صلى الله عليه وسلم مُغْضَبًا حتى احمر وجهه، يرميهم
بالتراب، ويقول: "مهلا يا قوم، بهذا أهلكت الأمم من قبلكم باختلافهم
على أنبيائهم،
وضربهم الكتب بعضها ببعض، إن القرآن لم ينزل يكذب بعضه
بعضا، بل يصدّق بعضه بعضا، فما عرفتم منه فاعملوا به، وما
جهلتم منه فردوه إلى عالمِه
لاحظ ايها المسلم العزيز قول رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
قال ردوه الى عالمه
لكن من هو هذا العالم بعد رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
وقد قرات ان الدين عند الله الاسلام
ومن يتخذ غير دين الاسلام فلن يقبل منه
فكما ارسل رسوله صلى الله عليه واله وسلم واعطاه ايات بينات
كذلك اعطى الايات البينات للذين ياتون بعد رسول الله صلى الله
عليه واله وسلم
حيث قال
بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا
الظَّالِمُونَ
وهذه ما تحققت الا في الامام علي والائمة عليهم السلام
حيث اشركه الله سبحانه وتعالى في امر النبي صلى الله عليه واله
وسلم لاكنه ليس بنبي
بنص حديث رسول الله صلى الله عليه واله وسلم
فكما ان الله سبحانه وتعالى انزل على رسوله صلى الله عليه واله
وسلم ايات بينات حيث قال
هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلَى عَبْدِهِ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى
النُّورِ وَإِنَّ اللَّهَ بِكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ
كذلك جعل هذه الايات البينات في صدور الذين اوتوا العلم
حيث جعلها في الامام علي واهل البيت عليهم السلام
وكما اعطى الله سبحانه وتعالى الايات لموسى عليه السلام
كذلك اعطاها لرسوله صلى الله عليه واله وسلم واشرك معه الامام
علي عليه السلام في الامر
بنص حديث نبيه صلى الله عليه واله وسلم
حيث قال يا علي انتي مني بمنزلة هارون من موسى الا انه لا نبي
بعدي
اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلَا تَنِيَا فِي ذِكْرِي
وقال ايضاً
وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ
وقال ايضاً
ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ
بقلم
خادم خدمة اهل البيت عليهم الصلاة والسلام ابداً ودائماً ان شاء الله
العبد الفاني انصار