إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

سفّود ملك الموت أنسى علياً أشدّ وجعه !!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سفّود ملك الموت أنسى علياً أشدّ وجعه !!

    12. سفّود ملك الموت أنسى علياً أشدّ وجعه !!

    من جلسات سماحة المرجع الوحيد الخراساني في التفسير صبيحة هذا اليوم الأربعاء 16 ذي الحجة 1436 هـ الموافق 30-9-2015 م.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    كان البحث في هذه الآية الشريفة: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ وَمَا خَلْفَكُمْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [يس : 45]

    ولباب مدينة العلم أمير المؤمنين عليه السلام عبارة في نهج البلاغة عن الموت وما بعده: فَغَيْرُ مَوْصُوفٍ مَا نَزَلَ بِهِم اجْتَمَعَتْ عَلَيْهِمْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ وَحَسْرَةُ الْفَوْت‏..(ص160)

    وقد سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ (ص): أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ؟
    قَالَ: أَكْثَرُهُمْ ذِكْراً لِلْمَوْتِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ اسْتِعْدَاداً. (الكافي ج3 ص258)

    فإذا كان غيرَ قابل للوصف في بيان علي عليه السلام! فأي بيان يمكنه أن يبيّن حال خروج الروح منا ؟!
    وتتبع الروايات يوضح كلام أمير المؤمنين عليه السلام.

    من هو يحيى بن زكريا ؟
    هو الذي سلم الله عليه ثلاث مرات: ﴿وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيّاً﴾ [مريم : 15]

    من صلى عليه ذات القدوس، رب الأرباب، مالك الملك يوم يموت، كان كلامه عن الموت كما روى ثقة الإسلام الكليني أعلى الله مقامه في الكافي، والرواية عن أبي عبد الله عليه السلام: إِنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ جَاءَ إِلَى قَبْرِ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا (ع) وَكَانَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يُحْيِيَهُ لَهُ فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ وَ خَرَجَ إِلَيْهِ مِنَ الْقَبْرِ: فَقَالَ لَهُ مَا تُرِيدُ مِنِّي؟

    الداعي عيسى بن مريم كلمة الله، روح الله، والمدعو يحيى بن زكريا: ﴿وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حياً﴾!
    فَقَالَ لَهُ: أُرِيدُ أَنْ تُؤْنِسَنِي كَمَا كُنْتَ فِي الدُّنْيَا.
    فَقَالَ لَهُ: يَا عِيسَى مَا سَكَنَتْ عَنِّي حَرَارَةُ الْمَوْتِ !
    إذا كان هذا حال يحيى، فما حالنا نحن ؟!
    هذه الروايات محيرة !
    وَ أَنْتَ تُرِيدُ أَنْ تُعِيدَنِي إِلَى الدُّنْيَا وَ تَعُودَ عَلَيَّ حَرَارَةُ الْمَوْتِ فَتَرَكَهُ فَعَادَ إِلَى قَبْرِه‏ (الكافي ج3 ص260)
    إذا كان الموت فعل هذا بيحيى، فماذا سيفعل بالآخرين ؟!

    وهذه رواية أخرى في الكافي، وسندها قوي:
    عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِي أَيُّوبَ عَنْ يَزِيدَ الْكُنَاسِيِّ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ع قَالَ: إِنَّ فِتْيَةً مِنْ أَوْلَادِ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا مُتَعَبِّدِينَ وَكَانَتِ الْعِبَادَةُ فِي أَوْلَادِ مُلُوكِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
    وَ إِنَّهُمْ خَرَجُوا يَسِيرُونَ فِي الْبِلَادِ لِيَعْتَبِرُوا فَمَرُّوا بِقَبْر عَلَى ظَهْرِ الطَّرِيقِ قَدْ سَفَى عَلَيْهِ السَّافِي لَيْسَ يُبَيَّنُ مِنْهُ إِلَّا رَسْمُهُ فَقَالُوا: لَوْ دَعَوْنَا اللَّهَ السَّاعَةَ فَيَنْشُرَ لَنَا صَاحِبَ هَذَا الْقَبْرِ فَسَاءَلْنَاهُ كَيْفَ وَجَدَ طَعْمَ الْمَوْتِ.
    فَدَعَوُا اللَّهَ وَ كَانَ دُعَاؤُهُمُ الَّذِي دَعَوُا اللَّهَ بِهِ: أَنْتَ إِلَهُنَا يَا رَبَّنَا لَيْسَ لَنَا إِلَهٌ غَيْرُكَ وَ الْبَدِيعُ الدَّائِمُ غَيْرُ الْغَافِلِ وَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ لَكَ فِي كُلِّ يَوْمٍ شَأْنٌ، تَعْلَمُ كُلَّ شَيْ‏ءٍ بِغَيْرِ تَعْلِيمٍ، انْشُرْ لَنَا هَذَا الْمَيِّتَ بِقُدْرَتِكَ.

    قَالَ: فَخَرَجَ مِنْ ذَلِكَ الْقَبْرِ رَجُلٌ أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْيَةِ يَنْفُضُ رَأْسَهُ مِنَ التُّرَابِ فَزِعاً شَاخِصاً بَصَرَهُ إِلَى السَّمَاءِ، فَقَالَ لَهُمْ: مَا يُوقِفُكُمْ عَلَى قَبْرِي ؟
    فَقَالُوا: دَعَوْنَاكَ لِنَسْأَلَكَ: كَيْفَ وَجَدْتَ طَعْمَ الْمَوْتِ ؟
    فَقَالَ لَهُمْ: لَقَدْ سَكَنْتُ فِي قَبْرِي تِسْعاً وَ تِسْعِينَ سَنَةً مَا ذَهَبَ عَنِّي أَلَمُ الْمَوْتِ وَ كَرْبُهُ وَ لَا خَرَجَ مَرَارَةُ طَعْمِ الْمَوْتِ مِنْ حَلْقِي.
    فَقَالُوا لَهُ: مِتَّ يَوْمَ مِتَّ وَأَنْتَ عَلَى مَا نَرَى أَبْيَضُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ؟
    قَالَ: لَا وَ لَكِنْ لَمَّا سَمِعْتُ الصَّيْحَةَ اخْرُجْ اجْتَمَعَتْ تُرْبَةُ عِظَامِي إِلَى رُوحِي فَبَقِيَتْ فِيهِ فَخَرَجْتُ فَزِعاً شَاخِصاً بَصَرِي مُهْطِعاً إِلَى صَوْتِ الدَّاعِي فَابْيَضَّ لِذَلِكَ رَأْسِي وَ لِحْيَتِي. (الكافي ج3 ص260)

    لم يكن رأسه ولحيته قد ابيض قبل الموت، لكنه ابيّض لما خرج فزعاً !
    هذا يبيّن كلامه سلام الله عليه: فغير موصوف ما نزل بهم !

    فإذا كان يحيى بن زكريا مع ما ثبت له من تلك المقامات ممن لم تسكن عنه حرارة الموقت ! فما هو وضع الآخرين ؟!
    هنيئاً لمن ذهبوا من الدنيا وحملوا من أفضل زاد.. ﴿ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى﴾

    فما الذي ينبغي فعله للهروب من الفقر في يوم المصيبة هذا ؟!
    لقد بينت ذلك النصوص الشريفة، ومن ذلك أمور:
    الأول: الصدقة الجارية.
    الثاني: السنة الحسنة.. من سنُّ سنّة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها..
    اغتنموا أيام العطل، واذهبوا إلى المناطق المحرومة من التربية والتعليم الديني.. فإن أرجعتم أحداً لله بالتوبة كان ذلك أفضل ذخيرة للموت !

    انظروا من كان بعيداً عن أحكام الدين أو مبتلى بشبهة من أهل الشبهات، واعملوا على إحكام عقيدته ومحو الشبهة من نظره فهذا هو ذخيرة الموت !

    للأسف فقد انقضى العمر ولم نفهم ما الذي أمامنا وينتظرنا..

    الشدة عظيمة إلى حدّ أن أمير المؤمنين عليه السلام يقول فيها: آه من قلة الزاد وطول الطريق وبعد السفر !

    إذا كان هذا كلامه عليه السلام، وهو من كان يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين .. فماذا نعمل نحن المساكين ؟!

    علينا أن نتوجه إلى ولي العصر ليساعدنا، فما حالنا إن لم يساعدنا عند الحاجة؟
    لا تتركوا دعاء العهد عند الصباح علّ وعسى ينظر إلينا في يوم من الأيام.
    فإذا نظر إلينا حلّت كل مشاكلنا..
    هينئاً لمن كانوا محط عنايته ومورد لطفه عليه السلام..

    رواية أخرى في الكافي أيضاً وسندها تامّ: عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّوْفَلِيِّ عَنِ السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام
    والرواية في كتاب الكافي الشريف، والسند حجة في مقام الفتوى: أَنَّ أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ (ع) اشْتَكَى عَيْنَهُ فَعَادَهُ النَّبِيُّ ص فَإِذَا هُوَ يَصِيحُ:
    كان الوجع إلى حد أن مثله عليه السلام كان يصيح من الوجع !
    فَقَالَ النَّبِيُّ (ص): أَ جَزَعاً أَمْ وَجَعاً ؟
    فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا وَجِعْتُ وَجَعاً قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ.
    فَقَالَ: يَا عَلِيُّ إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ إِذَا نَزَلَ لِقَبْضِ رُوحِ الْكَافِرِ نَزَلَ مَعَهُ سَفُّودٌ مِنْ نَارٍ فَيَنْزِعُ رُوحَهُ بِهِ فَتَصِيحُ جَهَنَّمُ.

    فَاسْتَوَى عَلِيٌّ (ع) جَالِساً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَعِدْ عَلَيَّ حَدِيثَكَ فَلَقَدْ أَنْسَانِي وَجَعِي مَا قُلْتَ.
    ثُمَّ قَالَ: هَلْ يُصِيبُ ذَلِكَ أَحَداً مِنْ أُمَّتِك ؟
    قَالَ: نَعَمْ حَاكِمٌ جَائِرٌ وَ آكِلُ مَالِ الْيَتِيمِ ظُلْماً وَ شَاهِدُ زُورٍ.(الكافي ج3 ص253)

    فهذا السفود من النار أيضاً يستعمل في قبض الأرواح في هذه الأمة !
    وللحديث تتمة إن شاء الله..

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, اليوم, 05:42 AM
ردود 0
5 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة مروان1400
بواسطة مروان1400
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:28 PM
ردود 0
5 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:20 PM
ردود 0
6 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X