إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الغدير كعليٍّ عصيٌّ على الإدراك !

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الغدير كعليٍّ عصيٌّ على الإدراك !

    الغدير كعليٍّ عصيٌّ على الإدراك !

    كلمة لسماحة الشيخ الوحيد قبل يوم من عيد الغدير، الأربعاء 17 ذي الحجة 1434 هـ، الموافق 23-10-2013م.

    بسم الله الرحمن الرحيم
    اليوم يوم البحث في التفسير، لكن القرآن الناطق روح القرآن، من بقي القرآن به إلى يوم القيامة، فمن هو ؟

    كلنا نعرف يوم عيد الغدير، أما إدراك ذلك اليوم فأمر يعجز كل البشر عن دركه بدون مبالغة، لماذا ؟
    كل قول يجب أن يكون مقروناً بالمنطق والاستدلال.

    معرفة يوم الغدير متوقفة على ثلاثة مطالب:
    أحدها: معرفة نفس ذلك اليوم، وأن اليوم مع أنه مشترك من حيثية الزمان مع بقية الأيام فما هو الامتياز الذي كان سبباً ليُنتخب هذا الزمان الخاص ؟
    ليس كل زمان لائقاً ليكون زماناً خاصاً.
    كل جزئيات العالم بمعيار وحساب، وكل شيء عنده بمقدار وقدر.
    فالأول معرفة نفس ذلك اليوم.

    والثاني: يوم ماذا هو هذا اليوم ؟ وماذا حصل فيه ؟

    والثالث: يوم من ؟

    هنا ينبغي أن يُرى ماذا قال عقل الكل وكل العقل.
    ليس عند أحد خبر أي يوم هو هذا ويوم ماذا ويوم من ؟
    ومعرفته تتوقف على هذه الأقسام الثلاثة.

    والأفضل أن نستعين به هو، ينقل شيخ المحدثين الصدوق في الأمالي ص126رواية نتعرض لقسم منها: عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص يَوْمَ غَدِيرِ خُمٍّ أَفْضَلُ أَعْيَادِ أُمَّتِي: هذا جواب السؤال الأول، خصوصية نفس الزمان ههنا.
    إن نسبة عيد الشهر الذي دعي الناس فيه إلى الله وأوجب عليهم فيه الصيام إلى هذا العيد نسبة الفاضل إلى الأفضل.

    وحج ذلك البيت الذي: اخْتَارَ مِنْ خَلْقِهِ سُمَّاعاً أَجَابُوا إِلَيْهِ دَعْوَتَهُ وَ صَدَّقُوا كَلِمَتَهُ وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنْبِيَائِهِ وَ تَشَبَّهُوا بِمَلَائِكَتِهِ الْمُطِيفِين‏ ، ذلك العيد الذي جعل لذلك المقام الذي جعله سبحانه للإسلام علَمَاً وللعائذين حرماً، نسبة ذلك العيد الذي هو عيد الأضحى ليوم الغدير نسبة الفاضل للأفضل.
    هذا قسم مما يتعلق بنفس الزمان.

    أما ما هو ذلك اليوم ؟ هنا يعجز العقل.
    وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ بِنَصْبِ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَماً لِأُمَّتِي يَهْتَدُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِي وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ وَ أَتَمَّ عَلَى أُمَّتِي فِيهِ النِّعْمَةَ وَ رَضِيَ لَهُمُ الْإِسْلَامَ دِيناً
    في الكلمة الأولى تتحير كلّ العقول، لأن فهم المطالب ليس بسيطاً، والرواية غير الدراية..

    يوم ماذا ؟ في ذلك ثلاثة مطالب: وَ هُوَ الْيَوْمُ الَّذِي أَكْمَلَ اللَّهُ فِيهِ الدِّينَ.
    فينبغي معرفة الدين، ومرجعنا القرآن الكريم: ﴿أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ [آل عمران : 83]
    ﴿إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ﴾ [آل عمران : 19]
    ذلك الإسلام الذي هو الدين عند الله، وعظمته بلغت حدّ أن يكون هذا الدين دعاء إبراهيم بعد مقام الخلة وبناء الكعبة، ودعاء إسماعيل بعد الذبح العظيم: ﴿رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ﴾ [البقرة : 128]

    مثل هذا الدين من أوله إلى آخره كان ناقصاً، وأصبح كاملاً بكلمة واحدة، ما كانت تلك الكلمة ؟
    الَّذِي أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ: كلمات النبي (ص) في مواضع خاصة لها حسابها، أكمل دينه بماذا ؟ بأن أمرني، هو الآمر وأنا المأمور، من الآمر ومن المأمور وما هو متعلق الأمر ؟

    بفهم هذين الطرفين يفهم الطرف الثالث، ليس المأمور إبراهيم ولا موسى ولا عيسى، أولئك كلهم دون هذا المتعلق، المأمور الشخص الأول في العالم، ومتعلق الأمر : أَمَرَنِي اللَّهُ تَعَالَى ذِكْرُهُ فِيهِ بِنَصْبِ أَخِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ع عَلَماً لِأُمَّتِي.
    وما هي الغاية ؟ يَهْتَدُونَ بِهِ مِنْ بَعْدِي.

    هنا سر كمال الدين، كانت بعثة كل الأنبياء ناقصة وتمت بالخاتم، كان نزول الكتب من صحف آدم إلى إنجيل عيسى ناقصاً وتم بالقرآن، رسالة أعظم الرسل وأكمل الكتب أيضاً كانت ناقصةً وأكملت بعلي !
    هذا فهم المطلب، لماذا ؟ وما برهانه ؟
    النبي (ص) معلم الكل، إمام كل الأنبياء، والقرآن كتابه، لكن هل يكون مثل هذا الكتاب كاملاً أم ناقصاً دون مبين ؟
    هذا الكتاب الذي هو ثمرة وجوده هل يكمل دون مبين ومفصل ؟ دون من يميز المحكمات عن المتشابهات ؟ والعام عن الخاص ؟ والمطلق عن المقيد ؟ والعزائم عن الرخص ؟ وبطون وتخوم الكتاب الذي لا يدرك قعره ؟
    ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ ﴾ [النحل : 89]
    من هو الذي يستخرج كل شيء من هذا الكتاب ؟

    فتكون النتيجة أنه لو لم يكن هذا اليوم لكانت بعثة كل الأنبياء من آدم إلى الخاتم كلها ناقصة !
    ولكان نزول كل الكتب من الصحف إلى القرآن ناقصاً.
    ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ﴾.

    وتصل النوبة: إلى يوم من هو ؟
    ثُمَّ قَالَ‏ (ص): مَعَاشِرَ النَّاسِ: لقول كلماته يرتجف القلب الى ان تصل النوبة لفهمها. ابتداء الكلام: معاشر الناس، فطرف الخطاب عموم الناس إلى يوم القيامة.
    إِنَّ عَلِيّاً مِنِّي وَ أَنَا مِنْ عَلِيٍّ: القيامة هنا، إن: محققاً، علي مني وأنا من علي، ماذا في هذه الجملة ؟ فكروا جيدا.

    لهذه الدائرة قطب، والقطب بلا دائرة لا معنى له، قام بعملٍ تتم فيه الحجة على العالم، هو (ص) في الوسط، وعلي (ع) حوله محيط به، فكروا في اللفظ جيداً لتصلوا للمعنى.
    علياً مني: علي في الأول، وأنا من علي: علي في الآخر.
    علي مني: وماذا عني ؟

    عصارة عمر ابن سينا كتاب الإشارات، وله إشارة في الإشارات وفي تلك الإشارة بحث الإنية، ما هي الإنية ؟ ماذا يعني أنا ؟
    هذه يدي وهذه رجلي وهذه عيني وهذا رأسي، لكن أنا شيء آخر، علي مني: من تلك الإنية وجد علي، هذا المطلب الأول.

    والكلمة الثانية: إنيتي أنا من علي، ماذا يعني هذا ؟ هنا حيرة الكمل.
    خُلِقَ مِنْ طِينَتِي: وهذا المطلب الثالث.
    وَ هُوَ إِمَامُ الْخَلْقِ بَعْدِي: كل الخلائق مأمومة وهو الإمام حصراً.
    يُبَيِّنُ لَهُمْ مَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنْ سُنَّتِي: وهذا المطلب الخامس.
    وَ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ: هل فهمتم ماذا يعني أمير المؤمنين ؟ اقرؤوا سورة (المؤمنون) وانظروا: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ﴾ [المؤمنون: 1-3]
    مثل هؤلاء أميرهم علي بن أبي طالب عليه السلام.

    ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ﴾ [الأنفال : 2]
    المؤمن أعز من الكبريت الأحمر، وعلي أمير هذا الجمع.
    وَ قَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَ يَعْسُوبُ الْمُؤْمِنِينَ وَ خَيْرُ الْوَصِيِّينَ وَ زَوْجُ سَيِّدَةِ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ: بيّن كل الخصوصيات النسبية والحسبية والسببية، وأن يوم الغدير يوم مثل هذا.

    ختم الكلام مهم، من أين بدأ وأين يختم ؟ بدأ من هنا : إن علياً مني، هذه البداية وشروع المطلب، وأما ختم الكلام:
    وَ أَبُو الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ.

    ثلاثة كلمات: أي يوم ويوم ماذا ويوم من ؟
    من كان اليوم يومه ليس قابلاً للإدراك بتلك البساطة.

    نختم الكلام : تفسير القمي: أَبِي عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ عَنِ ابْنِ أُذَيْنَةَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ هُوَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع.
    وَ سُئِلَ عَنِ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ أَعْلَمُ ؟ أَمِ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ؟
    فَقَالَ: مَا كَانَ عِلْمُ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمٌ مِنَ الْكِتابِ عِنْدَ الَّذِي عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتابِ إِلَّا بِقَدْرِ مَا تَأْخُذُ الْبَعُوضَةُ بِجَنَاحِهَا مِنْ مَاءِ الْبَحْر.(تفسير القمي1: 367)
    هذا هو علي، علي من عنده علم الكتاب.
    ومن كان عنده علم من الكتاب يحضر عرش بلقيس وكان مستعداً لاحضار الجبال، فسئل الإمام عن المقايسة بين آصف وسليمان وداوود وكلهم عندهم علم من الكتاب وبين من عنده علم الكتاب..
    إن نسبتهم إلى من عنده علم الكتاب من جهة الفضل بهذا المقدار.
    فما عندهم قطرة وما عند علي تمام البحر.

    والحمد لله رب العالمين

    شعيب العاملي
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة مروان1400, يوم أمس, 05:42 AM
استجابة 1
17 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:28 PM
ردود 0
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:20 PM
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
ردود 17
1,554 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X