الخصائصالعضوية
إن فتياتنا هن الآنفي وضع يمكن معه القول أنهن قد نضجن من الناحية الجنسية بشكل نسبي ، وإكتملت لديهنتقريبا جميع الصفات الأنثوية وإعتدن عليها ، وأصبحن نساء ناضجات . وهذه حقيقة أشاراليها أحد علماء النفس بقوله : إن الفتيات يبلغن جنسيا في بداية المراهقة ، ويبلغنجسميا في نهايتها(1).
وتبدو الفتاة في هذه المرحلة إمرأة كاملة من حيث الشكل والهيئةوالقامة ، وكل شيء فيها ينم عن أنها أنثى ناضجة شأنها شأن كل النساء البالغاتالناضجات وإذا جلست قي مجلس ما ، فلا أحد ينظر اليها بإعتبارها صبية صغيرة تختلف عنالأخريات.
وضعالنمو
يتواصل النمو العضويلدى الفتاة بعد البلوغ الجنسي ، ولا يتوقف الى بعد أن تكتمل بناءات الأعضاء وتستحكم، وتصل الفتاة الى البلوغ الجسمي الكامل . وبحسب بعض علماء نفس النمو فإن الفتاةالبالغة تعتبر أنثى ناضجة وقد بلغت ما يمكن أن تبلغه من زيادة في الوزن وفي الطول ،وإن إيقاع نموها يتباطأ بشكل مفاجئ في مرحلة ما بعد البلوغ الجنسي(2).
وبالطبع فإن نموالأعضاء والأطراف يتوقف لدى الفيتات في حوالي سن 16 عاما . ولا بد من الإضافةهنا نالآراء مختلفة حول الحد الأقصى لحالة
(1) علم نفس أسبرلينج ص 177 .
(2) علم نفسالطفل 230 .
270
النمو ، وقد ذهب بعض العلماء الى الإعتقادبأنها تستمر حتى الى سن 24 عاما ، الا أن الرأي الغالب هو أنها يمكن تتواصل لحين سنالعشرين.
نمو العظاموالأعضاء
يشمل النمو ، بعدمرحلة البلوغ ، جميع جهات وابعاد الجسم ، ولا يقتصر على الطول والوزن لوحدهما ، بلأنه يتوزع بشكل طردي على الوجه ، والأعضاء ، والأطراف ، وبقيةجوانب الجسم . ويضسفعلماء النمو قولهم : إن النمو والتكامل السريع لا يقتصر على العظام والعضلات فحسب ،بل إنه يشمل الأعضاء الداخلية ، أيضا فتقوى عضلات القلب ويكبر حجمه بشكل ملحوظ ،ويكبر كذلك أيضا حجم القفص الصدري والرئتين بنفس الإيقاع.
إستحكامالجسم
ينمو الجسم بالتدريجمع بدايات البلوغ ويزداد إستحكاما . وتخرج العظام من حالتها الغضروفية لتصبح شيئافشيئا قوية صلبة ، وحتى إن بعض العظام الصغيرة تلتحم ببعضها لتشكل معا قطعة واحدة . وبذلك تتقوى الأطراف وتستحكم العضلات لدى الفتاة بالشكل الذي يمكنها من السيطرة علىأعضائها خلال الحركة ، والذهاب والإياب ، وحمل الأشياء ونقلها من مكان الى آخر .
قدرةالتحمل
تزاداد في هذهالمرحلة قوة افتاة ، من الناحية الجسمية والعضلية وتكتسب القابلية على القيامبأعمال شاقة نسبيا وعلى تحمل الإجهاد والتعب . وتأخذ القوة العضلية بعد النضوجالجنسي والجسمي وإكتمال الشخصية ، منحى معتدلا وطبيعيا ، فتسعى الفتاة الىإستخدامها بشكل منطقي وفي المجالات المفيدة في حياتها . ولابد من الإشارة هنا الىأن الفتيات ، في مثل هذه السن ،
أضعف من الفتيان من الناحية العضلية ،وأقل قدرة على تحمل المشاق والإجهاد العضلي ، وإن متوسط القوة العضلية لدى الذكورفي سن 18 عاما يعادل تقريبا ضعف القوة العضلية لدى الإناث .
الحالةالنسوية
عادة يفترض أن يتكررالطمث لدى أغلب الفتيات ، بعد مرور عام على البلوغ ، في كل 28 يوما . ويعد نزول دمالحيض طبيعيا حتى في حال تكراره مرة في كل 21 الى 35 يوما . وفي هذه الأثناء ،تنتظم معامل الإفراز الهرموني بنظام وإيقاع معينين في الحالات الطبيعية . وفيالحالات غير الطبيعية ، التي يختل فيها وضع الإفراز الهرموني ويضطرب على أثره الحيض، نتيجة لعوامل نفسية أو مرضية ، فإن الواجب يحتم على أولياء الأمور ، خصوصاالأمهات ، المبادرة الى مساعدة الفتاة على تجاوز الحالة وإزالة العوامل المسببة أماعن طريق طمأنتها وغرشادها وتوجيهها أوعن طريق عرضها على طبيبة متخصصة.
الأمراضوالإصابات
ذكرنا فيما مر منالبحث إن الفتيات يتعرضن أثناء فنرة المراهقة لمجموعة من الأمراض والإصابات يؤثر كلمنها بنحو وآخر على حياتهن وشخصياتهن ، وهذه الإصابات تشمل الجوانب الجنسيةوالنفسية والعاطفية ، وتعيق الكثير منها نموها وتقلق أحوالهن بشدة في بعض الحالات.
فالام المعدةالتي كان يعاني منها أعضاء هذه الفئة فيالمراحل السابقة من حياتهن ، تتحسن في هذه المرحلة وتزول لوحدها وليس من شكفي اثرالإضطرابات النفسية والفكرية وحالات القلق في تفاقم مختلف الإصابات العضويةوالنفسية قبل ,اثناء وبعد سن البلوغ .
إن نسبةالوفيات بعدسنالبلوغ أقل بكثير قياسا مع مرحلة الطفولة ، وإن أبناءنا في هذه السن يكونون فيالواقع قد أمنو خطر الموت الى حدود كبيرة ، الا أنه وفي الوقت ذاته ، فإن خطر الموتفي أوساط هذه الفئة يزيد في سن 13 ـ 18 عاما أكثر بكثير من سن 9 ـ 13 عاما ، ومنهنا فإنمن الحكمة إحاطتهم بنوع من الرعاية الخاصة في هذه السنين من أجل الحفاظ علسلامتهم النفسية الجسمية.
الحملوالإنجاب
ليس هناك ما يحولدون زواج الفتاة في سني المراهقة من الناحية العضوية والنفسية . الا أنها لا تكونمهيئة من الناحية البيولوجية للحمل والإنجاب دائما ، وحتى الطمث لا يمكن أن يكوندليلا على إستعداد الفتاة لمثل هذا الشيء . فما أكثر الفتيات اللاتي يحضن في سن 9و10 أعوام دون أن يكن قادرات على الحمل والإنجاب .
إنالجهاز التناسلي لدى الفتيات ينمو في سني ما بعد البلوغ ويصبح حينذاك قادرا علىإداء وظائفه في إستقبال وحفظ الخلايا الجنينية .
فكلمازاد عمر المراهقة زاد معه بإطراد إستعداها على الحمل والإنجاب . وطبقا لتحقيقات ،قام بها (سي ، أس فورد) و (فران ليتش) فإن عددا قليلا جدا من الفتيات يكن قادراتعلى الحمل قبل سن الخامسة عشر.