بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد الطيبن الطاهرين المعصومين واللعن الدائم على اعدائهم اجمعين من الان الى قيام يوم الدين العنوان الثالث عنوان السب :
بمعنى وصف الاخر بما يوجب تنقيص وام لم يكون اللفظ مستقبحاً في حد نفسه نظير قول الشخص لغيره يا غبي فإن كلمة الغبي وان لم تكن مستقبحة في نفسها لينطبق عليها عنوان السب بالمعنى المقتدم ولكنها اذا كانت بقصد التنقيص فهي سب بالمعنى الثالث وليس هذا العنوان محرماً بشكل مطلق لامر الشارع الاقدس به في بعض الموارد بل الشارع نفسه قد استخدم هذا الاسلوب ويشهد لذلك قول الله عز وجل : ( مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل اسفاراً بئس مثل القوم الذين كذبوا بايات الله والله لا يهدي القوم الظالمين ) وقوله في حق بلعم بن باعروا الذي كفر بايات الله (فمثله كمثل الكلب ان تحمل عليه يلهث او تتركه يلهث ذلك مثل القوم الذين كذبوا باياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون) فوصف اولئك بانهم مثل الحمار ووصف هذا بانه مثله مثل الكلب وبما ان كلا الوصفين وصفان بقصد التنقيص والاسقاط فيكونان سباً بالمعنى الثالث من المعاني المتقدمة وقد ورد عن النبي الاعظم صل الله عليه واله وسلم باتفاق الفريقين انه عبر عن مروان بن الحكم بانه الوزع بن الوزغ وهذا التعبير وصف بقصد التنقيص ايضاً.
وقد اعتمد الشارع هذا الاسلوب فيما لو كان الشخص ما اعتبار اجتماعي وكان اعتباره يؤدي لإضلال الناس وافسادهم فكان الائمة عليهم السلام يسقطون موقعية امثال هؤلاء الاشخاص من خلال استخدام الكلمات الموجبة لتقنيصهم ولهذا ورد ان الامام الحسين عليه السلام قال لشمر بن ذي الجوشن يا ابن راعية المعزى والامثلة لذلك في كلماتهم عليهم السلام كثيرة جداً
ومن هنا يفهم المقصود من قول الامام الصادق عليه السلام في الرواية المعتبرة عنه بسنده عن جده رسول الله صل الله عليه واله وسلم قال اذا رأيتم اهل الريب والبدع من بعدي فأظهروا البراءة منهم واكثروا من سبهم فإن المراد من السب المأمور بالاكثار منه في الرواية هو وصف اصحاب البدع بما يوجب تنقيصهم كالتعبير عنهم بانهم لئام وجبناء وارجاس وضالون ومضلون ونحو ذلك
والمحصلة فإن لعن المستحقين للعن واحد من المبادئ القرأنية والدعوة الى تجاوزه كما ينادي بها بعض التغيريين على خلاف تعاليم الدين والقرأن .
كما اتضح ايضاً ان ما يتردد على الالسنة من التفريق بين اللعن والسب واعتبار اللعن مبدئا دينياً بخلاف السب ليس صحيحاً على اطلاقه بل ينبغي التفكيك بين السب بمعنى الفحش من القول والسب بمعنى الوصف بقصد التنقيص فالاول منهي عنه والثاني مأمور به فيما لو كان المقصود به اعداء الله واعداء اوليائه عليهم السلام . ا,ه
وجها لوجه بين الاصالة والتجديد ص 234-235