قال الشيخ الخراساني دام ظله مخاطبةً لصاحب العصر و الزمان عجل الله فرجه الشريف :
يا فاعل (ما به الوجود) (1) ، ويا من أينما كان (ما منه الوجود) -الله تعالى بتأثير قوَّته- كنتَ أنتَ أيضاً هناك ، فلا يخلو مكان -بحكم البرهان- من (فاعل ما منه الوجود) ، ولا يخلو مكان منك أنتَ أيضاً -يعني من تأثير فعلك- ، لأن أفعاله -أي الله- تعالى وإن كانت أفعاله -أي الله- ، ولكنها بواسطتك أنتَ ، فمنه تعالى كل شيء ، لأن كل شيء منه لا إله إلا الله ، ومنكَ أنتَ كلُّ شيء ، لأن كل شيء يكون بواسطتك ...

نحن مُوحِّدون ، لا نعرف شيئاً مِنكَ -يعني على نحو الاستقلالية- بل نعرف أن كل شيء من الله تعالى ، ولكن في عين الحال التي نرى أن كل شيء منه هو ، ونرى أن أنفاس صدورنا منه (سبحانه) ، ولكن بِكَ أنتَ ، النظرة و الرؤية التي نتمتع بها ، والخطوة التي نخطوها ، كلها منه (سبحانه و تعالى) ولكنها بِكَ أنت ...يا أيتها الرحمة التي وسعت كل شيء (2) .



المصدر :
مقطتفات ولائية ص53 ترجمة عباس بن نخي "الخطبة الثالثة صبر الحجة" .
التاريخ : 13/شعبان/1411هـ ، 1991/2/27م ، المسجد الاعظم في قم المقدسة .

---
1-يعني واسطة الفيوضات الإلهية ، وهو (الإمام المعصوم) هو الآن (صاحب العصر و الزمان) عجل الله فرجه الشريف ، وفي الزيارة الجامعة الكبيرة : "بكم فتح الله وبكم يختم ويمكن ينزل الغيث وبكم يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه..." .
2-الظاهر استخدام مجازي من سماحة الشيخ الخراساني على صاحب الزمان باعتباره ناقل الرحمة من الله تعالى إلينا كما تبيَّن مما سبق .

ملاحظة : ما بين ( - - ) هذه لتوضيح الكلام وليست من الترجمة ، مثل الكلام في أسفل المنشور .