تويت
جريدة صوت الامه 4/5/2003
عبده مغربى
فشل وزارة الأوقاف في إعداد الدعاة جعلهم الأعلى صوتا
دعاة جماعة أنصار السنة يهدمون أضرحة الحسين والسيدة زينب
يذهب الداعية الأزهري بعد تخرجه الى وزارة الأوقاف وليس لديه من مؤهلات الدعوة سوى مواد جافة درسها فى الازهر لا علاقة لها بفن الخطابة والالقاء 00 لذلك انشات الوزارة معهدا لاعداد بهدف تاهيل الخريجين وذلك فى المعهد الذى اقامته الوزارة فى بدروم مسجد النور بالعباسية 00 وتقوم مديريات الاوقاف بالمحافظات بارسال الدعاة الى المعهد وخلال شهرين يدرس الدعاة نفس المناهج التى درسوها فى الازهر 0
الغريب ان وزارة الاوقاف غيرت اسم معهد اعداد الدعاة الى مركز الثقافة الاسلامية بينما استخدمت جماعة انصار السنة الاسم لمعاهدها المنتشرة على مستوى الجمهورية 0
وقد ذهبنا يوم الاربعاء الماضى لمعهد وزارة الاوقاف والتقينا بشباب قالوا انهم جاءوا الى المعهد وهم يعتقدون انهم سيدرسون علبوما جديدة ومناهج تؤهلهم لوظيفتهم لكنهم فوجئوا بانهم يستمعون لمحاضرات لا تختلف عن تلك التى درسوها فى الجامعة الا فى كونها من تاليف شيخ الازهر 0 !
والدراسون فى مركز الثقافة الاسلامية ينقسمون الى قسمين الاول للائمة والخطباء وهم المعينون فى وزارة الاوقاف والاخر للخريجين من غير الازهر الذين يرغبون فى معرفة المزيد من علوم الدين مع ملاحظة ان هذا القسم لا يحق لدارسيه العمل فى وزارة الاوقاف الا بالمكافاة وفى المساجد التى بها نقص فى الائمة وفى هذا القسم يدرس الفنان وجدى العربى 0
الدراسة فى القسم الاول تستمر لمدة شهرين فى منطقة دير الملاك خصصتها لهم وزارة الاوقاف وتفتقر لادنى متطلبات الراحة 0
يحكى احد شباب الدعاة معاناته قائلا انه كان يعمل فى مجال البناء قبل تعيينه فى وزارة الاوقاف واعتقد ان التعيين سيحسن احواله المادية لكنه اكتشف ان احواله تسير من سىء الى اسوا وكما يقول " كنت قبل ان اعمل فى الاوقاف احصل على دخل يترؤواح بين 300 و500 جنيه شهريا والان اتقاضى راتبا قدره 150 جنيها يصل بعد اضافة المكافات الى 250 واصبح مطلوبا منى ان اشترى الكتب واوجه اعباء المعيشة بهذا المبلغ "0
المثير للدهشة ان شكل الإستراحة التى خصصتها وزارة الأوقاف للدعاة لا يسر احدا وليس فيها ملمح جمالى .. وان كل هذا شكلها من الخارج فيمكن توقع الموجود من الداخل .. فعنلبر المبيت التى يقيم بها الدعاة لا تختلف ككثيرا عن عنابر السجون التى تظهر فى الافلام المصرية .. ففى العنبر الواحد يقيم اكثر من 75 داعية ، وجميع العنابر فى الدور يخدمها مطببخ واحد به ثلاثة (( بوتوجازات )) يعمل منها واحد فقط ، وثلاجة لا تعمل وليس بها وصلات كهربائية أصلا .
اما الاسرة ، فانها – حسب تعبير احدهم – فهى ليست اسرة بقدر ما هى اعشاش للبق والحشرات الزاحفة .. ويمكن بعد ذلك توقع شكل دورات المياة ، وان كانت هذه الحالة تغنى عن اى كلام فى مركز الثقافة الإسلامية الموجودة فى بدروم مسجد النور بالعباسية رفض موظفان هناك الحديث عن المركز . لكن الصورة من الاخل كانت لا تحتاج الى كلام ففى هذا البدروم توجد عدة غرف ، وفى كل غرفة عشرات المقاعد يجلس عليها عشرات شباب الدعاة القدمون من جميع محافظات مصر ، ولكل محافظة غرفة خاصة بها .
والطريف ان هناك عددا من الدعاة لا يعرفون ان فى المعهد مراكز كمبيوتر ومعامل للغات .. فقد تحدث كثيرا د. حمدى زقزوق وزير الأوقاف عن البرنامج المتكامل لإعداد الداعية العصرى الذى يعرف لغات اخرى غير العربية ويستطيع التعامل مع اجهزة الكومبيوتر وغير ذلك من التصريحات الوردية .. وفى مركز الثقافةالإسلامية مركز للكومبيوتر فعلا ، عبارة عن حجرة التدريب الذى يبدا فى التسعة صباحا وينتهى فى الثانية ظهرا يصبح من الصعب جدا على الداعية المتدرب ان يفكر فى الكومبيوتر او معامل اللغات .. خاصة ان الداعية يخدم نفسه بنفسة .. فيغسل ملابسة ويجهز طعامة وغير ذلك من الإحتياجات التى لن يقوم بها غيرة .
هذا هو المناخ الذى توفره وزارة الأوقاف لجيل الدعاة المفترض فيهم انهم قادرون على مواجهة الأفكار المتطرفة .
وفى معهد اعداد الدعاة المسئولية ليست محددة .. لإذ يتنازع المسئولون فيه الشيخ محمد مصطفى مدير عام الإدارة العامة للمراكز الثقافية ، وكمال موسى مدير عام التدريب فى وزارة الأوقاف . أما فى الإستراحة فانه لا يمكن لتنازل فيها عن مسؤلية أقل من مسؤلية وزير الأوقاف نفسة الدكتور حمدى زقزوق خاصة عندما عرفنا بانه لم يسبق له ان زارها او سعى لمعرفة احوالها فى يوم من الأيام .
وفى الوقت الذى يعانىفيه معهد وزارة الأوقاف من الإهمال الواضح فىاعداد الدعاة تعمل جماعة أنصار السنة المحمدية على تفريخ دعاة يعتنقون أفكارها وذلك فى المقر الذى لا يوصف باقل من كونه (( صرحا )) استطاعت الجماعة من خلاله الإستفادة من تقصسر المؤسسات الدينية الرسمية .
ةتجدر الإشارة ان جماعة انصار السنة قد شيدت هذا المبنى على انقاض فيللا واجهت بعض المتاعب فى هدمها ، لكنها نجحت فى الحصول على تصريح بالهدم وتشييد هذا المبنى القائم حاليا فى (( 8 شارع قولة )) بمنطقة عابدين بوسط القاهرة .. وفى هذا المبنى خصصت الجماعة مكانا لائقا لتدريب الراغبين فى ممارسة الدعوة وذلك فى معهد اعداد الدعاة الذى حدد شروط الإلتحاق به فى ثمانية بنود اهمها حفظ ثلاثة اجزاء من القرآن الكريم ، وحفظ الأحاديث العشرة الأولى من الأربعين النووية مع ذكر الصحابى وراوى الأحاديث من الأئمة . وان يكون المتدرب حاصلا على مؤهل متوسط على الأقل ولا تقل نسبة حضورة عن 60%وفى معهد جماعة انصار السنة يدرس المتدرب على مدار سنتين مصطلح الحديث وتجويد القرآن ، والعقيدة والفقة والنحو والقراءات والتفسير والسيرة والخطابة .
وتعتمد منهج المعهد على فكرجماعة أنصار السنة فى جميع المواد الدراسية ولا يوجد للأزهر او وزارة الأوقاف ادنى دور او علاقة بهذه المناهج ، والمثير فى الموضوع ان خريج هذا المعهد يستطيع العمل فى مساجد وزارة الأوقاف والقاء الدروس فيها ، وبالتالى استطاعت الجماعة النفاذ الى مساجد الوزارة من خلال العمل بالمكافأة بعد الحصول على تصريح يعتمد فىالأصل على الموافقة الأمنية . أما الأكثر إثارة فإن جماعة أنصار السنة تمتلك أكثر من 150 فرعا موزعة على جميع المحافظات على عكس وزارة الأوقاف التى تاتى بالعاة من مختلف محافظات الجمهورية وفى معاهد اعداد الدعاة التابعة للجماعة يتم تدريس الفقة الحنبلى من كتاب العدة لإبن قدامة المقدسى والعقيدة وعدة كتب اخرى تعتمد فى مجملها على المذهب الوهابى القادم من اللملكة العربية السعودية .
وفى المعهد التابع للمركز الرئيسى يقوم بتدريس منهج العقيدة الشيخ الوصيف على حزة وهو من الدقهلية ويعمل فى نفس الوقت مديرا لإدارة الدعوة ، ومن الحاضرين معاوية ىمحمد هيكل من قيادات الجماعة ويحاضر فى الخطابة وزكريا حسين ويقوم بتدريس علوم القران وفتحى امين عثمان ويقوم بتدريس السيرة من كتاب الرحيق المختوم وعادل السيد الذى يقوم بتدريس علوم القران اما عبد المنعم سعيد فيقوم بتدريس علوم ومصطلح الحديث 0
الشيخ اسامة على سليمان من قيادات الجماعة قال ان سوق الدعاة سوق فوضوى لان القائمين بامر الدعوة ليسوا على المستوى العلمى الذى يؤهلهم لها0
وارجع تاسيس الجماعة لمعهد اعداد الدعاة الى هذا السبب وقال ان المواد التى تدرس فى معهد اعداد الداعاة التابع لوزارة الاوقاف تتبع عقيدة الاشاعرة ونحن نرى فى الجماعة ان ها المذهب باطل كما انهم يدرسون الفقه المذهبى المتعصب بغض النظر عن الراجح والمرجوح الذى يعتمده فكر الجماعة 0
والخطير فى تدريب جماعة انصار السنة للدعاة ان منهجها يختلف كثيرا عن مناهج الازهر ومناهج وزارة الاوقاف وافكارها كذلك 000
فالجماعة – مثلا – تدعو الى ارشاد الناس بتحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لتشريف القبور ورفع القباب فوقها واتخاذها مساجد 000 وتقول الجماعة فى منهجها " نريد ان تتحطم هذه الطواغيت والاصنام التى اقيمت باسم الاولياء والصالحين 00 فصرفت الناس عن توحيد الله وعبادته الى عبادتها وعن الضراعة اليه وعن الاستعانة به الى الاستعانة بها وعن القسم به الى القسم بها وعن النذر اليه الى النذر اليها وعن الطواف بيته الى الطواف باضرحتها "
ووفقا لهذا الفكر فان الداعية الذى تعده جماعة انصار السنة سيطالب – اول ما يطالب – بهدم مساجد اولياء الله الصالحين وال البيت مثل ضريح الامام الحسين وضريح السيدة زينب وجميع قباب ومراقد ال البيت !
ولا يقتصر فكر الجماعة على هذا الامر فحسب 000 فالجماعة ترى ضرورة ارشاد الناس الى ان اصل الداء وجرثومته هو السماح للنساء بارتياد الملاهى من مراقص وسينمات ومسارح وما اليها 000 وهذا يشير الى ان داعية معهد انصار السنة سيدعو ايضا الى اغلاق المسارح ودور الينما او على الاقل حبس النساء عنها وحبسهن فى المنازل !
هذا هو الداعية الذى تعده جماعة انصار السنة فى ظل فشل وزارة الاوقاف والازهر فى ايجاد المناخ المناسب لانتاج الداعية المتمكن الذى يمتلك الحجة والاقناع لواجهة الفكر المتطرف القادم من السعودية عبر الاف المجلدات وملايين الريالات التى استطاعت بموجبها جماعة انصار السنة ان تنتشر فى جميع محافظات الجمهورية وان تنتصر على وزارة الاوقاف التى اكتفت بوجود معهد فى بدروم باحد مساجد القاهرة بينما انشات – ومازالت تنشىء – جماعة انصار السنة معاهدها فى اغلب محافظات مصر 000 وتهتم بنظافة وجمال المكان بينما تترك وزارة الاوقاف دعاتها فى اماكن لا علاقة لها بالنظافة ولا الجمال ويكتفى الوزير بتنظيف وتجميل تصريحاته التى تتحدث عن تطوير الخطاب الدينى واعداد داعية عصرى 0
عبده مغربى
فشل وزارة الأوقاف في إعداد الدعاة جعلهم الأعلى صوتا
دعاة جماعة أنصار السنة يهدمون أضرحة الحسين والسيدة زينب
يذهب الداعية الأزهري بعد تخرجه الى وزارة الأوقاف وليس لديه من مؤهلات الدعوة سوى مواد جافة درسها فى الازهر لا علاقة لها بفن الخطابة والالقاء 00 لذلك انشات الوزارة معهدا لاعداد بهدف تاهيل الخريجين وذلك فى المعهد الذى اقامته الوزارة فى بدروم مسجد النور بالعباسية 00 وتقوم مديريات الاوقاف بالمحافظات بارسال الدعاة الى المعهد وخلال شهرين يدرس الدعاة نفس المناهج التى درسوها فى الازهر 0
الغريب ان وزارة الاوقاف غيرت اسم معهد اعداد الدعاة الى مركز الثقافة الاسلامية بينما استخدمت جماعة انصار السنة الاسم لمعاهدها المنتشرة على مستوى الجمهورية 0
وقد ذهبنا يوم الاربعاء الماضى لمعهد وزارة الاوقاف والتقينا بشباب قالوا انهم جاءوا الى المعهد وهم يعتقدون انهم سيدرسون علبوما جديدة ومناهج تؤهلهم لوظيفتهم لكنهم فوجئوا بانهم يستمعون لمحاضرات لا تختلف عن تلك التى درسوها فى الجامعة الا فى كونها من تاليف شيخ الازهر 0 !
والدراسون فى مركز الثقافة الاسلامية ينقسمون الى قسمين الاول للائمة والخطباء وهم المعينون فى وزارة الاوقاف والاخر للخريجين من غير الازهر الذين يرغبون فى معرفة المزيد من علوم الدين مع ملاحظة ان هذا القسم لا يحق لدارسيه العمل فى وزارة الاوقاف الا بالمكافاة وفى المساجد التى بها نقص فى الائمة وفى هذا القسم يدرس الفنان وجدى العربى 0
الدراسة فى القسم الاول تستمر لمدة شهرين فى منطقة دير الملاك خصصتها لهم وزارة الاوقاف وتفتقر لادنى متطلبات الراحة 0
يحكى احد شباب الدعاة معاناته قائلا انه كان يعمل فى مجال البناء قبل تعيينه فى وزارة الاوقاف واعتقد ان التعيين سيحسن احواله المادية لكنه اكتشف ان احواله تسير من سىء الى اسوا وكما يقول " كنت قبل ان اعمل فى الاوقاف احصل على دخل يترؤواح بين 300 و500 جنيه شهريا والان اتقاضى راتبا قدره 150 جنيها يصل بعد اضافة المكافات الى 250 واصبح مطلوبا منى ان اشترى الكتب واوجه اعباء المعيشة بهذا المبلغ "0
المثير للدهشة ان شكل الإستراحة التى خصصتها وزارة الأوقاف للدعاة لا يسر احدا وليس فيها ملمح جمالى .. وان كل هذا شكلها من الخارج فيمكن توقع الموجود من الداخل .. فعنلبر المبيت التى يقيم بها الدعاة لا تختلف ككثيرا عن عنابر السجون التى تظهر فى الافلام المصرية .. ففى العنبر الواحد يقيم اكثر من 75 داعية ، وجميع العنابر فى الدور يخدمها مطببخ واحد به ثلاثة (( بوتوجازات )) يعمل منها واحد فقط ، وثلاجة لا تعمل وليس بها وصلات كهربائية أصلا .
اما الاسرة ، فانها – حسب تعبير احدهم – فهى ليست اسرة بقدر ما هى اعشاش للبق والحشرات الزاحفة .. ويمكن بعد ذلك توقع شكل دورات المياة ، وان كانت هذه الحالة تغنى عن اى كلام فى مركز الثقافة الإسلامية الموجودة فى بدروم مسجد النور بالعباسية رفض موظفان هناك الحديث عن المركز . لكن الصورة من الاخل كانت لا تحتاج الى كلام ففى هذا البدروم توجد عدة غرف ، وفى كل غرفة عشرات المقاعد يجلس عليها عشرات شباب الدعاة القدمون من جميع محافظات مصر ، ولكل محافظة غرفة خاصة بها .
والطريف ان هناك عددا من الدعاة لا يعرفون ان فى المعهد مراكز كمبيوتر ومعامل للغات .. فقد تحدث كثيرا د. حمدى زقزوق وزير الأوقاف عن البرنامج المتكامل لإعداد الداعية العصرى الذى يعرف لغات اخرى غير العربية ويستطيع التعامل مع اجهزة الكومبيوتر وغير ذلك من التصريحات الوردية .. وفى مركز الثقافةالإسلامية مركز للكومبيوتر فعلا ، عبارة عن حجرة التدريب الذى يبدا فى التسعة صباحا وينتهى فى الثانية ظهرا يصبح من الصعب جدا على الداعية المتدرب ان يفكر فى الكومبيوتر او معامل اللغات .. خاصة ان الداعية يخدم نفسه بنفسة .. فيغسل ملابسة ويجهز طعامة وغير ذلك من الإحتياجات التى لن يقوم بها غيرة .
هذا هو المناخ الذى توفره وزارة الأوقاف لجيل الدعاة المفترض فيهم انهم قادرون على مواجهة الأفكار المتطرفة .
وفى معهد اعداد الدعاة المسئولية ليست محددة .. لإذ يتنازع المسئولون فيه الشيخ محمد مصطفى مدير عام الإدارة العامة للمراكز الثقافية ، وكمال موسى مدير عام التدريب فى وزارة الأوقاف . أما فى الإستراحة فانه لا يمكن لتنازل فيها عن مسؤلية أقل من مسؤلية وزير الأوقاف نفسة الدكتور حمدى زقزوق خاصة عندما عرفنا بانه لم يسبق له ان زارها او سعى لمعرفة احوالها فى يوم من الأيام .
وفى الوقت الذى يعانىفيه معهد وزارة الأوقاف من الإهمال الواضح فىاعداد الدعاة تعمل جماعة أنصار السنة المحمدية على تفريخ دعاة يعتنقون أفكارها وذلك فى المقر الذى لا يوصف باقل من كونه (( صرحا )) استطاعت الجماعة من خلاله الإستفادة من تقصسر المؤسسات الدينية الرسمية .
ةتجدر الإشارة ان جماعة انصار السنة قد شيدت هذا المبنى على انقاض فيللا واجهت بعض المتاعب فى هدمها ، لكنها نجحت فى الحصول على تصريح بالهدم وتشييد هذا المبنى القائم حاليا فى (( 8 شارع قولة )) بمنطقة عابدين بوسط القاهرة .. وفى هذا المبنى خصصت الجماعة مكانا لائقا لتدريب الراغبين فى ممارسة الدعوة وذلك فى معهد اعداد الدعاة الذى حدد شروط الإلتحاق به فى ثمانية بنود اهمها حفظ ثلاثة اجزاء من القرآن الكريم ، وحفظ الأحاديث العشرة الأولى من الأربعين النووية مع ذكر الصحابى وراوى الأحاديث من الأئمة . وان يكون المتدرب حاصلا على مؤهل متوسط على الأقل ولا تقل نسبة حضورة عن 60%وفى معهد جماعة انصار السنة يدرس المتدرب على مدار سنتين مصطلح الحديث وتجويد القرآن ، والعقيدة والفقة والنحو والقراءات والتفسير والسيرة والخطابة .
وتعتمد منهج المعهد على فكرجماعة أنصار السنة فى جميع المواد الدراسية ولا يوجد للأزهر او وزارة الأوقاف ادنى دور او علاقة بهذه المناهج ، والمثير فى الموضوع ان خريج هذا المعهد يستطيع العمل فى مساجد وزارة الأوقاف والقاء الدروس فيها ، وبالتالى استطاعت الجماعة النفاذ الى مساجد الوزارة من خلال العمل بالمكافأة بعد الحصول على تصريح يعتمد فىالأصل على الموافقة الأمنية . أما الأكثر إثارة فإن جماعة أنصار السنة تمتلك أكثر من 150 فرعا موزعة على جميع المحافظات على عكس وزارة الأوقاف التى تاتى بالعاة من مختلف محافظات الجمهورية وفى معاهد اعداد الدعاة التابعة للجماعة يتم تدريس الفقة الحنبلى من كتاب العدة لإبن قدامة المقدسى والعقيدة وعدة كتب اخرى تعتمد فى مجملها على المذهب الوهابى القادم من اللملكة العربية السعودية .
وفى المعهد التابع للمركز الرئيسى يقوم بتدريس منهج العقيدة الشيخ الوصيف على حزة وهو من الدقهلية ويعمل فى نفس الوقت مديرا لإدارة الدعوة ، ومن الحاضرين معاوية ىمحمد هيكل من قيادات الجماعة ويحاضر فى الخطابة وزكريا حسين ويقوم بتدريس علوم القران وفتحى امين عثمان ويقوم بتدريس السيرة من كتاب الرحيق المختوم وعادل السيد الذى يقوم بتدريس علوم القران اما عبد المنعم سعيد فيقوم بتدريس علوم ومصطلح الحديث 0
الشيخ اسامة على سليمان من قيادات الجماعة قال ان سوق الدعاة سوق فوضوى لان القائمين بامر الدعوة ليسوا على المستوى العلمى الذى يؤهلهم لها0
وارجع تاسيس الجماعة لمعهد اعداد الدعاة الى هذا السبب وقال ان المواد التى تدرس فى معهد اعداد الداعاة التابع لوزارة الاوقاف تتبع عقيدة الاشاعرة ونحن نرى فى الجماعة ان ها المذهب باطل كما انهم يدرسون الفقه المذهبى المتعصب بغض النظر عن الراجح والمرجوح الذى يعتمده فكر الجماعة 0
والخطير فى تدريب جماعة انصار السنة للدعاة ان منهجها يختلف كثيرا عن مناهج الازهر ومناهج وزارة الاوقاف وافكارها كذلك 000
فالجماعة – مثلا – تدعو الى ارشاد الناس بتحريم الرسول صلى الله عليه وسلم لتشريف القبور ورفع القباب فوقها واتخاذها مساجد 000 وتقول الجماعة فى منهجها " نريد ان تتحطم هذه الطواغيت والاصنام التى اقيمت باسم الاولياء والصالحين 00 فصرفت الناس عن توحيد الله وعبادته الى عبادتها وعن الضراعة اليه وعن الاستعانة به الى الاستعانة بها وعن القسم به الى القسم بها وعن النذر اليه الى النذر اليها وعن الطواف بيته الى الطواف باضرحتها "
ووفقا لهذا الفكر فان الداعية الذى تعده جماعة انصار السنة سيطالب – اول ما يطالب – بهدم مساجد اولياء الله الصالحين وال البيت مثل ضريح الامام الحسين وضريح السيدة زينب وجميع قباب ومراقد ال البيت !
ولا يقتصر فكر الجماعة على هذا الامر فحسب 000 فالجماعة ترى ضرورة ارشاد الناس الى ان اصل الداء وجرثومته هو السماح للنساء بارتياد الملاهى من مراقص وسينمات ومسارح وما اليها 000 وهذا يشير الى ان داعية معهد انصار السنة سيدعو ايضا الى اغلاق المسارح ودور الينما او على الاقل حبس النساء عنها وحبسهن فى المنازل !
هذا هو الداعية الذى تعده جماعة انصار السنة فى ظل فشل وزارة الاوقاف والازهر فى ايجاد المناخ المناسب لانتاج الداعية المتمكن الذى يمتلك الحجة والاقناع لواجهة الفكر المتطرف القادم من السعودية عبر الاف المجلدات وملايين الريالات التى استطاعت بموجبها جماعة انصار السنة ان تنتشر فى جميع محافظات الجمهورية وان تنتصر على وزارة الاوقاف التى اكتفت بوجود معهد فى بدروم باحد مساجد القاهرة بينما انشات – ومازالت تنشىء – جماعة انصار السنة معاهدها فى اغلب محافظات مصر 000 وتهتم بنظافة وجمال المكان بينما تترك وزارة الاوقاف دعاتها فى اماكن لا علاقة لها بالنظافة ولا الجمال ويكتفى الوزير بتنظيف وتجميل تصريحاته التى تتحدث عن تطوير الخطاب الدينى واعداد داعية عصرى 0