العضو السائل : المحقق
رقم السؤال : 29
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر ادارة المنتدى على استضافة سماحة الشيخ علي الكوراني .
وعندي سؤال لسماحة الشيخ وهو :
هل كل دعاء عبادة ؟ وماهو الفرق بين الدعاء والاستغاثة ؟ وشكرا
الجواب :
الأخ الكريم : قولك كل دعاء عبادة ، مجمل ، لايصح على إطلاقه . فنداؤك لزيد من الناس ، هو في اللغة دعاء وليس عبادة .
نعم يصح أن تقول :إن كل دعاء للمعبود عز وجل وفق أمره ، فهو عبادة .
والإستغاثة : هي طلب الغوث والعون ، فإن كانت استغاثة بالله تعالى فهي دعاء له ، وهي عبادة لأن الله أمرنا بها .
وإن كانت استغاثة بغيره ، فهي على أنواع ، منها عبادة للمستغاث به ، ومنها ما ليس بعبادة .
فاستغاثتك بصديقك ليساعدك في أمر ، ليست عبادة وهي جائزة .
واستغاثتك بالنبي وآله صلى الله عليه وآله وطلبك منهم أن يساعدوك بالقدرة والكرامة التي أعطاهم الله ليست عبادة ، وهي جائزة لأن عبادتك لله وحده وليست لهم ، وإنما هم عباد مكرمون .
وقد حاول المتمسلفة أن يفرقوا في الحكم بين التوسل والإستغاثة ، وبين التوسل بالحي والميت ، فقالوا إن التوسل بالحي جائز ، والتوسل الى الله بإيمانك بالنبي صلى الله عليه وآله جائز لأنه توسل بعمل ، أما توسلك بذات النبي والإمام صلوات الله عليهم ، فحرام وشرك ، لأنه ميت لاينفع !
لكن يشكل عليهم أن التوسل إن كان شركاً ، فلا فرق فيه بين حي وميت .
ثم قالوا إن الإستغاثة بالنبي (ص) تعني طلب الشئ من النبي مباشرة ، فهي حرام وشرك لأنها عبادة له ، لكنهم لم يأخذوا هذا التفسير للإستغاثة من أصل في اللغة ولا القرآن ولا الحديث ، بل اخترعوه !
إن معنى استغاث به في اللغة شبيه بتوسل به ، وقولك ناداه فتوسل به ، مثل قولك ناداه فاستغاث به ، فالفرق بينهما لم يأت من لفظهما ، بل من نية المنادي .
لذلك لم يفهم المتمسلفون ، أو لم يريدوا أن يفهموا أن المستغيث لا يعبد نبيه وآله (ع) عندما يستغيث بهم ! بل هو موحد يعبد الله تعالى وحده ، ويستغيث بمن أكرمهم الله وأمر باتخاذهم وسيلة وغوثاً ، فقال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:35)
وقد فصلنا القول في ذلك في كتاب( العقائد الإسلامية )، المجلد الثالث ، وكتاب: ( ألف سؤال وإشكال )، المجلد الأول .
رقم السؤال : 29
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر ادارة المنتدى على استضافة سماحة الشيخ علي الكوراني .
وعندي سؤال لسماحة الشيخ وهو :
هل كل دعاء عبادة ؟ وماهو الفرق بين الدعاء والاستغاثة ؟ وشكرا
الجواب :
الأخ الكريم : قولك كل دعاء عبادة ، مجمل ، لايصح على إطلاقه . فنداؤك لزيد من الناس ، هو في اللغة دعاء وليس عبادة .
نعم يصح أن تقول :إن كل دعاء للمعبود عز وجل وفق أمره ، فهو عبادة .
والإستغاثة : هي طلب الغوث والعون ، فإن كانت استغاثة بالله تعالى فهي دعاء له ، وهي عبادة لأن الله أمرنا بها .
وإن كانت استغاثة بغيره ، فهي على أنواع ، منها عبادة للمستغاث به ، ومنها ما ليس بعبادة .
فاستغاثتك بصديقك ليساعدك في أمر ، ليست عبادة وهي جائزة .
واستغاثتك بالنبي وآله صلى الله عليه وآله وطلبك منهم أن يساعدوك بالقدرة والكرامة التي أعطاهم الله ليست عبادة ، وهي جائزة لأن عبادتك لله وحده وليست لهم ، وإنما هم عباد مكرمون .
وقد حاول المتمسلفة أن يفرقوا في الحكم بين التوسل والإستغاثة ، وبين التوسل بالحي والميت ، فقالوا إن التوسل بالحي جائز ، والتوسل الى الله بإيمانك بالنبي صلى الله عليه وآله جائز لأنه توسل بعمل ، أما توسلك بذات النبي والإمام صلوات الله عليهم ، فحرام وشرك ، لأنه ميت لاينفع !
لكن يشكل عليهم أن التوسل إن كان شركاً ، فلا فرق فيه بين حي وميت .
ثم قالوا إن الإستغاثة بالنبي (ص) تعني طلب الشئ من النبي مباشرة ، فهي حرام وشرك لأنها عبادة له ، لكنهم لم يأخذوا هذا التفسير للإستغاثة من أصل في اللغة ولا القرآن ولا الحديث ، بل اخترعوه !
إن معنى استغاث به في اللغة شبيه بتوسل به ، وقولك ناداه فتوسل به ، مثل قولك ناداه فاستغاث به ، فالفرق بينهما لم يأت من لفظهما ، بل من نية المنادي .
لذلك لم يفهم المتمسلفون ، أو لم يريدوا أن يفهموا أن المستغيث لا يعبد نبيه وآله (ع) عندما يستغيث بهم ! بل هو موحد يعبد الله تعالى وحده ، ويستغيث بمن أكرمهم الله وأمر باتخاذهم وسيلة وغوثاً ، فقال عز من قائل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (المائدة:35)
وقد فصلنا القول في ذلك في كتاب( العقائد الإسلامية )، المجلد الثالث ، وكتاب: ( ألف سؤال وإشكال )، المجلد الأول .