العضو السائل : شمس الأصيل
رقم السؤال : 122
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر موقع يا حسين والقائمين عليه على استضافة الشيخ علي الكوراني حفظه الله تعالى بحفظه وأهلا ومرحبا بكم فضيلة الشيخ
سؤالي لسماحتكم هو :
من الذي يقوم بتغسيل الإمام الحجة (عج) بعد أن يقتل ومن الحجة الذي يخلفه ؟وكيف يكون حال الدنيا بعده هل يستمر الحق والعدل بعد مقتله ؟
ومتى تظهر دولة الإمام الحسين ودولة الرسول الأكرم ؟ وكم تستمر ؟ ولكم تحياتي
أبنكم شمس الأصيل من أهالي القطيف ( العوامية )
الجواب :
حصل التباس للبعض مع الأسف بسبب نقص تتبعه ، فتصور أن مدة دولة أهل البيت(ع) سبع سنين ، لكن هذا ينافي ما صح عن أهل البيت (ع) من أن دولتهم آخر الدول ، وأنها أضعاف مدة دولة بني أمية ، وما ورد من الدعاء له (عج) ( حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلا) ، وما ورد من أن اثني عشر مهدياً يملكون بعد المهدي (عج) وأن الإمام الحسين (ع) يملك حتى يسقط حاجباه من الكبر ..الخ..
ففي شرح الأخبار للقاضي النعمان: 3/96 : ( إسماعيل بن أبان ، باسناده ، عن الحسن بن علي عليه السلام ، أنه مر - في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله - بحلقة فيها قوم من بني امية ، فتغامزوا به وذلك عند ما تغلب معاوية على ظاهر أمره . فرآهم وتغامزهم به . فصلى ركعتين ثم جاءهم . فلما رأوه جعل كل واحد منهم يتنحى عنه مجلسه له . فقال لهم : كونوا كما أنتم فاني لم أرد الجلوس معكم ولكن قد رأيت تغامزكم بي . أما والله لا تملكون يوما إلا ملكنا يومين . ولا شهرا إلا ملكنا شهرين ، ولا سنة إلا ملكنا سنتين . وأنا لنأكل في سلطانكم ونشرب ونلبس ونركب وننكح ، وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون ولا تلبسون ولا تنكحون .
فقال له رجل : وكيف يكون ذلك يا أبا محمد ، وأنتم أجود الناس ، وأرأفهم ، وأرحمهم تأمنون في سلطان القوم ولا يأمنون في سلطانكم ؟ فقال : لانهم عادونا بكيد الشيطان ، وكيد الشيطان كان ضعيفا ، وإنا عاديناهم بكيد الله ، وكيد الله شديد ). انتهى .
ورواه قبله من السنة عن أمير المؤمنين (ع) ففي كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 110 :
حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم الجيشاني سمع عليا يقول الأمر لهم حتى يقتلوا قتيلهم ويتنافسوا بينهم فإذا كان ذلك بعث الله عليهم أقواما من المشرق فيقتلوهم بددا وأحصوهم عددا والله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين ولا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعا ).
ورواه عنه ابن كثير في البداية والنهاية:6/274 ، وكنز العمال:11/364 .
وفي كتاب سليم بن قيس ص 427 :
وأما أنت يا حسن فإن الامة تغدر بك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإلا فكف يدك واحقن دمك فإن الشهادة من وراءك ، لعن الله قاتلك والمعين عليك ، فإن الذي يقتلك ولد زنا ابن زنا ابن ولد زنا . إنا أهل بيت اختار الله لنا الاخرة ولم يرض لنا الدنيا . قال : ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على ابن عباس فقال : أما إن أول هلاك بني أمية - بعد ما يملك منهم عشرة - على يد ولدك . فليتقوا الله وليراقبوا في ولدي وعترتي ، فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا . دولتنا آخر الدول ، يكون مكان كل يوم يومين ومكان كل سنة سنتين . ومنا من ولدي من يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ).
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين .
وفي الارشاد للمفيد: 2/385 :
ثم قال : إن دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله تعالى : ( والعاقبة للمتقين )
وفي الغيبة للشيخ الطوسي ص473 : ( لا يبقى بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله عز وجل : والعاقبة للمتقين )
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين ، ولأن آخر الدول يعني أنه ليس بعدها دولة ، وأن القيامة تكون بعدها .
وفي الكافي:4/162: (محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام قال :
تكرر في ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال ، وفي الشهر كله ، وكيف ما أمكنك ومتى حضر من دهرك . تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله : اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا ).
ورواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ص630
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين ، لأن تعبير( وتمتعه فيها طويلا) يتنافى مع سبع سنين .
وفي كمال الدين : ج 2 ص 358 ب 33 ح 56 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : يا ابن رسول الله ، إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا ، فقال : إنما قال اثنا عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )
وفي غيبة الطوسي : ص 285 - ( محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ) ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الحميد ، ومحمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث طويل - أنه قال: يا أبا حمزة ، إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام ). انتهى .
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين ... الخ.
ومما يلاحظ أن المفيد لم يقطع بشئ في الموضوع ، وإن قال إن رواية السبع سنين أشهر .
ففي الارشاد:2/381 : ( قد وردت الاخبار بمدة ملك القائم عليه السلام وأيامه ، وأحوال شيعته فيها ، وما تكون عليه الارض ومن عليها من الناس . روى عبد الكريم الخثعمي قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : كم يملك القائم عليه السلام ؟ قال : " سبع سنين ، تطول له الايام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم ، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله ، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب"
وقال في ص 385 : (وروى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - أنه قال : " إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ، فلم يبق مسجد على وجه الارض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء ، ووسع الطريق الاعظم ، وكسر كل جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف والمآزيب إلى الطرقات ، ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما يشاء " .
قال : قلت له : جعلت فداك ، فكيف تطول السنون ؟ قال : " يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة ، فتطول الايام لذلك والسنون " قال : قلت له : إنهم يقولون : إن الفلك إن تغير فسد . قال : " ذلك قول الزنادقة ، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك ، وقد شق الله القمر لنبيه عليه السلام ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وأنه ( كألف سنة مما تعدون ) . انتهى.
وقال في:2/386 : (وقد روي أن مدة دولة القائم عليه السلام تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها ، على ما قدمناه ، وهذا أمر مغيب عنا ، وإنما ألقي إلينا منه ما يفعله الله عزوجل بشرط يعلمه من المصالح المعلومة - له جل اسمه - فلسنا نقطع على أحد الامرين ، وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر . وليس بعد دولة القائم عليه السلام لاحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك ، ولم ترد به على القطع والثبات ، وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدى هذه الامة عليه السلام إلا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الاموات ، وقيام الساعة للحساب والجزاء ، والله اعلم بما يكون ). انتهى.
أقول: أصل حديث السبع سنين من رواية غيرنا ، بل هو من التباس فهم السبع على الرواة ، فأصلها مدة الهدنة مع الروم حسبوها مدة ملك المهدي(عج)، أو إشارة للنبي صلى الله عليه وآله فسروها بذلك ، وبعضهم تسرب منهم الينا ، وبعضه يعني مرحلة معينة من حكمه (عج) ولا يعني كل مدة حكمه .
فقد روى الطبراني في الكبير : 8/120 ح 7495 حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن الحسين ، ثنا عنبة بن أبي صغيرة ، ثنا الاوزاعي ، عن سليمان بن حبيب قال : سمعت أبا أمامة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، يوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله من إمام الناس يومئذ ؟ قال : ( المهدي من ولدي إبن ) من ولد أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري ، في خده الايمن خال أسود ، عليه عباءتان ( قطوانيتان ) كأنه من رجال بني إسرائيل ، يملك عشرين سنة ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك ).
وروىالطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد: 7/315 ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " يسير ملك المغرب إلى ملك المشرق فيقتله ، فيبعث جيشا إلى المدينة فيخسف بهم ، ثم يبعث جيشا فيسبي ناسا من أهل المدينة ، فيعوذ عائذ من ( في ) الحرم فيجتمع الناس إليه كالطير الواردة المتفرقة حتى يجتمع إليه ثلثمائة وأربعة عشر رجلا ، فيهم نسوة ، فيظهر على كل جبار وابن جبار ، ويظهر من العدل ما يتمنى له الاحياء أمواتهم ، فيحيا سبع سنين . ثم ما تحت الارض خير مما فوقها ).
وفي عقد الدرر : ص 224 وص 238 ، مرسلا: ( ولا يترك بدعة إلا أزالها ، ولا سنة إلا أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين ، مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما شاء )
وفي الطرائف لابن طاووس ص 177 : (ومن ذلك ما رواه أيضا في الجمع بين الصحاح السته عن أبي سعيد الخدرى قال قال رسول الله (ص): المهدى منى اجلى الجبهه اقنى الانف يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك سبع سنين وفي روايه عن هشام تسع سنين وفي روايه الفراء في كتاب المصابيح مثل الحديث بهذه الالفاظ إلا أنه قال يملك تسع ) .
والحديث التالي الذي صححه الحاكم يبين لنا وجهاً آخر لخطئهم :
فقد روى في المستدرك : 4/ 557 بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله " المهدي منا أهل البيت أشم الانف أقنى ، أجلى ، يعيش هكذا ، وبسط يساره وإصبعين من يمينه المسبحة والابهام وعقد ثلاثة !وقال " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) انتهى.
ولا يتسع المجال لاستيفاء الموضوع ، ومحاكمة الروايات التي ورد فيها السبع سنين عندنا .
رقم السؤال : 122
السؤال :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نشكر موقع يا حسين والقائمين عليه على استضافة الشيخ علي الكوراني حفظه الله تعالى بحفظه وأهلا ومرحبا بكم فضيلة الشيخ
سؤالي لسماحتكم هو :
من الذي يقوم بتغسيل الإمام الحجة (عج) بعد أن يقتل ومن الحجة الذي يخلفه ؟وكيف يكون حال الدنيا بعده هل يستمر الحق والعدل بعد مقتله ؟
ومتى تظهر دولة الإمام الحسين ودولة الرسول الأكرم ؟ وكم تستمر ؟ ولكم تحياتي
أبنكم شمس الأصيل من أهالي القطيف ( العوامية )
الجواب :
حصل التباس للبعض مع الأسف بسبب نقص تتبعه ، فتصور أن مدة دولة أهل البيت(ع) سبع سنين ، لكن هذا ينافي ما صح عن أهل البيت (ع) من أن دولتهم آخر الدول ، وأنها أضعاف مدة دولة بني أمية ، وما ورد من الدعاء له (عج) ( حتى تسكنه أرضك طوعاً وتمتعه فيها طويلا) ، وما ورد من أن اثني عشر مهدياً يملكون بعد المهدي (عج) وأن الإمام الحسين (ع) يملك حتى يسقط حاجباه من الكبر ..الخ..
ففي شرح الأخبار للقاضي النعمان: 3/96 : ( إسماعيل بن أبان ، باسناده ، عن الحسن بن علي عليه السلام ، أنه مر - في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله - بحلقة فيها قوم من بني امية ، فتغامزوا به وذلك عند ما تغلب معاوية على ظاهر أمره . فرآهم وتغامزهم به . فصلى ركعتين ثم جاءهم . فلما رأوه جعل كل واحد منهم يتنحى عنه مجلسه له . فقال لهم : كونوا كما أنتم فاني لم أرد الجلوس معكم ولكن قد رأيت تغامزكم بي . أما والله لا تملكون يوما إلا ملكنا يومين . ولا شهرا إلا ملكنا شهرين ، ولا سنة إلا ملكنا سنتين . وأنا لنأكل في سلطانكم ونشرب ونلبس ونركب وننكح ، وأنتم لا تأكلون في سلطاننا ولا تشربون ولا تلبسون ولا تنكحون .
فقال له رجل : وكيف يكون ذلك يا أبا محمد ، وأنتم أجود الناس ، وأرأفهم ، وأرحمهم تأمنون في سلطان القوم ولا يأمنون في سلطانكم ؟ فقال : لانهم عادونا بكيد الشيطان ، وكيد الشيطان كان ضعيفا ، وإنا عاديناهم بكيد الله ، وكيد الله شديد ). انتهى .
ورواه قبله من السنة عن أمير المؤمنين (ع) ففي كتاب الفتن لنعيم بن حماد ص 110 :
حدثنا ابن وهب عن حرملة بن عمران عن سعيد بن سالم الجيشاني سمع عليا يقول الأمر لهم حتى يقتلوا قتيلهم ويتنافسوا بينهم فإذا كان ذلك بعث الله عليهم أقواما من المشرق فيقتلوهم بددا وأحصوهم عددا والله لا يملكون سنة إلا ملكنا سنتين ولا يملكون سنتين إلا ملكنا أربعا ).
ورواه عنه ابن كثير في البداية والنهاية:6/274 ، وكنز العمال:11/364 .
وفي كتاب سليم بن قيس ص 427 :
وأما أنت يا حسن فإن الامة تغدر بك ، فإن وجدت أعوانا فجاهدهم وإلا فكف يدك واحقن دمك فإن الشهادة من وراءك ، لعن الله قاتلك والمعين عليك ، فإن الذي يقتلك ولد زنا ابن زنا ابن ولد زنا . إنا أهل بيت اختار الله لنا الاخرة ولم يرض لنا الدنيا . قال : ثم أقبل رسول الله صلى الله عليه وآله على ابن عباس فقال : أما إن أول هلاك بني أمية - بعد ما يملك منهم عشرة - على يد ولدك . فليتقوا الله وليراقبوا في ولدي وعترتي ، فإن الدنيا لم تبق لأحد قبلنا ولا تبقى لأحد بعدنا . دولتنا آخر الدول ، يكون مكان كل يوم يومين ومكان كل سنة سنتين . ومنا من ولدي من يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ).
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين .
وفي الارشاد للمفيد: 2/385 :
ثم قال : إن دولتنا آخر الدول ، ولم يبق أهل بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا ، لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا بمثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله تعالى : ( والعاقبة للمتقين )
وفي الغيبة للشيخ الطوسي ص473 : ( لا يبقى بيت لهم دولة إلا ملكوا قبلنا لئلا يقولوا إذا رأوا سيرتنا : إذا ملكنا سرنا مثل سيرة هؤلاء ، وهو قول الله عز وجل : والعاقبة للمتقين )
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين ، ولأن آخر الدول يعني أنه ليس بعدها دولة ، وأن القيامة تكون بعدها .
وفي الكافي:4/162: (محمد بن عيسى بإسناده عن الصالحين عليهم السلام قال :
تكرر في ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال ، وفي الشهر كله ، وكيف ما أمكنك ومتى حضر من دهرك . تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله : اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا ).
ورواه الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد ص630
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين ، لأن تعبير( وتمتعه فيها طويلا) يتنافى مع سبع سنين .
وفي كمال الدين : ج 2 ص 358 ب 33 ح 56 - حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق قال : حدثنا محمد بن أبي عبد الله الكوفي قال : حدثنا موسى بن عمران النخعي ، عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد عليهما السلام : يا ابن رسول الله ، إني سمعت من أبيك عليه السلام أنه قال : يكون بعد القائم اثنا عشر مهديا ، فقال : إنما قال اثنا عشر مهديا ولم يقل اثنا عشر إماما ، ولكنهم قوم من شيعتنا يدعون الناس إلى موالاتنا ومعرفة حقنا )
وفي غيبة الطوسي : ص 285 - ( محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ) ، عن أبيه ، عن محمد بن عبد الحميد ، ومحمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن أبي حمزة ، عن أبي عبد الله عليه السلام - في حديث طويل - أنه قال: يا أبا حمزة ، إن منا بعد القائم أحد عشر مهديا من ولد الحسين عليه السلام ). انتهى .
وهذا صريح في رد رواية السبع سنين ... الخ.
ومما يلاحظ أن المفيد لم يقطع بشئ في الموضوع ، وإن قال إن رواية السبع سنين أشهر .
ففي الارشاد:2/381 : ( قد وردت الاخبار بمدة ملك القائم عليه السلام وأيامه ، وأحوال شيعته فيها ، وما تكون عليه الارض ومن عليها من الناس . روى عبد الكريم الخثعمي قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : كم يملك القائم عليه السلام ؟ قال : " سبع سنين ، تطول له الايام والليالي حتى تكون السنة من سنيه مقدار عشر سنين من سنيكم ، فيكون سنو ملكه سبعين سنة من سنيكم هذه ، وإذا آن قيامه مطر الناس جمادى الآخرة وعشرة أيام من رجب مطرا لم ير الخلائق مثله ، فينبت الله به لحوم المؤمنين وأبدانهم في قبورهم ، فكأني أنظر إليهم مقبلين من قبل جهينة ينفضون شعورهم من التراب"
وقال في ص 385 : (وروى أبو بصير ، عن أبي جعفر عليه السلام - في حديث طويل - أنه قال : " إذا قام القائم عليه السلام سار إلى الكوفة فهدم بها أربعة مساجد ، فلم يبق مسجد على وجه الارض له شرف إلا هدمها وجعلها جماء ، ووسع الطريق الاعظم ، وكسر كل جناح خارج في الطريق ، وأبطل الكنف والمآزيب إلى الطرقات ، ولا يترك بدعة إلا أزالها ولا سنة إلا أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما يشاء " .
قال : قلت له : جعلت فداك ، فكيف تطول السنون ؟ قال : " يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة ، فتطول الايام لذلك والسنون " قال : قلت له : إنهم يقولون : إن الفلك إن تغير فسد . قال : " ذلك قول الزنادقة ، فأما المسلمون فلا سبيل لهم إلى ذلك ، وقد شق الله القمر لنبيه عليه السلام ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون وأخبر بطول يوم القيامة وأنه ( كألف سنة مما تعدون ) . انتهى.
وقال في:2/386 : (وقد روي أن مدة دولة القائم عليه السلام تسع عشرة سنة تطول أيامها وشهورها ، على ما قدمناه ، وهذا أمر مغيب عنا ، وإنما ألقي إلينا منه ما يفعله الله عزوجل بشرط يعلمه من المصالح المعلومة - له جل اسمه - فلسنا نقطع على أحد الامرين ، وإن كانت الرواية بذكر سبع سنين أظهر وأكثر . وليس بعد دولة القائم عليه السلام لاحد دولة إلا ما جاءت به الرواية من قيام ولده إن شاء الله ذلك ، ولم ترد به على القطع والثبات ، وأكثر الروايات أنه لن يمضي مهدى هذه الامة عليه السلام إلا قبل القيامة بأربعين يوما يكون فيها الهرج ، وعلامة خروج الاموات ، وقيام الساعة للحساب والجزاء ، والله اعلم بما يكون ). انتهى.
أقول: أصل حديث السبع سنين من رواية غيرنا ، بل هو من التباس فهم السبع على الرواة ، فأصلها مدة الهدنة مع الروم حسبوها مدة ملك المهدي(عج)، أو إشارة للنبي صلى الله عليه وآله فسروها بذلك ، وبعضهم تسرب منهم الينا ، وبعضه يعني مرحلة معينة من حكمه (عج) ولا يعني كل مدة حكمه .
فقد روى الطبراني في الكبير : 8/120 ح 7495 حدثنا علي بن سعيد الرازي ثنا علي بن الحسين ، ثنا عنبة بن أبي صغيرة ، ثنا الاوزاعي ، عن سليمان بن حبيب قال : سمعت أبا أمامة يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (سيكون بينكم وبين الروم أربع هدن ، يوم الرابعة على يد رجل من أهل هرقل يدوم سبع سنين . فقال له رجل من عبد القيس يقال له المستورد بن خيلان : يا رسول الله من إمام الناس يومئذ ؟ قال : ( المهدي من ولدي إبن ) من ولد أربعين سنة كأن وجهه كوكب دري ، في خده الايمن خال أسود ، عليه عباءتان ( قطوانيتان ) كأنه من رجال بني إسرائيل ، يملك عشرين سنة ، يستخرج الكنوز ويفتح مدائن الشرك ).
وروىالطبراني في الأوسط كما في مجمع الزوائد: 7/315 ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( " يسير ملك المغرب إلى ملك المشرق فيقتله ، فيبعث جيشا إلى المدينة فيخسف بهم ، ثم يبعث جيشا فيسبي ناسا من أهل المدينة ، فيعوذ عائذ من ( في ) الحرم فيجتمع الناس إليه كالطير الواردة المتفرقة حتى يجتمع إليه ثلثمائة وأربعة عشر رجلا ، فيهم نسوة ، فيظهر على كل جبار وابن جبار ، ويظهر من العدل ما يتمنى له الاحياء أمواتهم ، فيحيا سبع سنين . ثم ما تحت الارض خير مما فوقها ).
وفي عقد الدرر : ص 224 وص 238 ، مرسلا: ( ولا يترك بدعة إلا أزالها ، ولا سنة إلا أقامها ، ويفتح قسطنطينية والصين وجبال الديلم ، فيمكث على ذلك سبع سنين ، مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم هذه ، ثم يفعل الله ما شاء )
وفي الطرائف لابن طاووس ص 177 : (ومن ذلك ما رواه أيضا في الجمع بين الصحاح السته عن أبي سعيد الخدرى قال قال رسول الله (ص): المهدى منى اجلى الجبهه اقنى الانف يملا الارض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ويملك سبع سنين وفي روايه عن هشام تسع سنين وفي روايه الفراء في كتاب المصابيح مثل الحديث بهذه الالفاظ إلا أنه قال يملك تسع ) .
والحديث التالي الذي صححه الحاكم يبين لنا وجهاً آخر لخطئهم :
فقد روى في المستدرك : 4/ 557 بسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله " المهدي منا أهل البيت أشم الانف أقنى ، أجلى ، يعيش هكذا ، وبسط يساره وإصبعين من يمينه المسبحة والابهام وعقد ثلاثة !وقال " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) انتهى.
ولا يتسع المجال لاستيفاء الموضوع ، ومحاكمة الروايات التي ورد فيها السبع سنين عندنا .