إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

أنظروا إلى مكانة الحسين عليه السلام حتى عند المسيحيين

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أنظروا إلى مكانة الحسين عليه السلام حتى عند المسيحيين

    عن الوكالة الوطنية للإعلام - لبنان

    المطران مطر شارك في المجلس العشورائي للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى : وطننا مني في هذه الايام بخسارة ونكسة موجعة عبر فقدان الرئيس الحريري وعلى اللبنانيين الاصغاءالى اصوات العقل والمحبة لمواجهةالفتنة بالفطنة وطنية

    17/2/2005 (سياسة)
    أكد رئيس أساقفة بيروت للطائفة المارونية المطران بولس مطر "ان وطننا مني في هذه الايام بخسارة كبيرة وبنكسة موجعة وخطيرة عبر فقد دولة الرئيس رفيق الحريري واستشهاده في سبيل لبنان".

    وقال في كلمة القاها خلال مجلس عزاء حسيني اقيم في مقر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى برعاية وحضور نائب رئيس المجلس الشيخ عبد الامير قبلان "اننا فخورون ان نسمع اصوات العقل والمحبة تعيد الرجاء في كل منعطف الى النفوس وتصالح الشعب مع احلامه بالخير والسلام".

    حضر مجلس العزاء مدير مكتب آية الله العظمى الامام السيد علي السيستاني في لبنان حامد الخفاق، النائبان علي الخليل وناصر قنديل، المدير العام للضمان الاجتماعي الدكتور محمد كركي، الأمين العام لمجلس كنائس الشرق الاوسط جرجس ابراهيم صالح، رئيس الجامعة الاسلامية في لبنان حسن الشلبي وأمينها العام السفير فوزي صلوخ وحشد كبير من علماء الدين وشخصيات اجتماعية وسياسية وتربوية وعسكرية ورؤساء بلديات ومواطنين.


    المطران مطر
    والقى المطران مطر كلمة قال فيها :" تحية وسلام اليكم يا صاحب السماحة وقد وجهتم الي دعوة كريمة لاقف معكم في رحاب أيام كربلاء، فأقف من معانيها الروحية والانسانية والاجتماعية وقفة مؤمن بأن أنوار الله تشع من وجوه خاصة أصفيائه وتضيء السبل في معارج هذاالدهر هداية للسالكين فيها الى قمة المواعيد.
    وتحية وسلام اليكم جميعا ايها الاعزاء وأنتم تقيمون في هذه الايام العطرة ذكرى استشهاد الحسين ابن علي واولاده وأصحابه في سبيل الله ومن أجل عيش الاسلام بما يرضيه تعالى ويقيم في الارض عدله ويتمم في الناس مشيئته.
    واني اصارحكم القول بأننا نحن معشر المسيحيين نتابع في كل عام هذه المناسبة المليئة بالمعاني والعبر، وبأننا نحاول استشراف مراميها الكبيرة في ضوء ايماننا وعلى هدي من القيم التي تحرك وجداننا في الاعماق.
    واننا لنرى في ذلك ان عاشوراء ليست مناسبة دينية خاصة بطائفة كريمة من طوائف بلادنا بقدر ما هي حدث له علاقة بجوهرالاسلام، كل الاسلام، وبقدر ما هي اختيار كوني الابعاد لننشد الحق المطلق، فلا يضيع في نسبيات الزمن ولا في تقلبات الامزجة على انواعها.
    في المستوى الروحي اولا، يطل علينا وجه الحسين السائر الى الاستشهاد وفي قسماته ملامح اقتداء بالسيد المسيح الذي حمل صليبه الى الجلجلة، وكان صليب كفارة عن خطايا الارض كلها وجسر عبور من شر الخطيئة الى جدة الحياة المنزهة تحت لواء النعمة والخير.
    وقد ابتغى الحسين الثورة في وجه الحكم الذي رأى فيه تهديدا لقيم الاسلام في المساواة واحقاق الحقوق.
    وكان ميزان الغلبة لغير صالحه. الا انه لم يتراجع ولم يحسب لمنطق السطوة المادية حسابا، بل وقف بقوة الروح التي تسود حينا وتقهر حينا وتعود فتغلب الشر بالخير وتصلح ما كان فاسدا وتقوم ما كان معوجا، وتفتح للمستقبل البشري آفاقا جديدة من نور، فقد كان منه الا ان قبل الموت وصمد في وجه الطغيان حتى الشهادة القصوى.
    ان في هذا الموقف تقاربا من موقف المسيح الذي اعلن في الانجيل ان احدا لا يستطيع ان يأخذ منه حياته بل هو الذي يعطيها من أجل حياة العالم. فرضي ان يبقي عليه رؤساء اليهود يدا ولم يتراجع عن رسالته ولا عن قصده. وفيما هم كانوا يبغون الغاءه والتخلص من كابوس تقريعه لهم كان هو يبغي اسقاط الحواجز بين الشعوب كلها وجمع ابناء الله في الارض الى انسانية واحدة والى مصير واحد. ويلمع امام خاطرنا تقارب آخر يرتسم في زينب ، السيدة الواقفة على جسد الحسين بعد استشهاده مذكرة ايانا بمريم الام الحزينة المصلية على أقدام الصليب ، وقد انزل عنه وحيدها ليوضع في حضنها قبل ان يستودع القبر لثلاثة ايام .اذ تتأوه زينب ضارعة لتقول: "اللهم تقبل منا هذا القربان".

    فهل تحبس دموع اتقياء الله أمام هذه التقدمة الى عزته وهي صادرة عن قلوب ملئت غفرانا وتضحية كما ملئت من قبل استقامة ومحبة؟ هذه قراءتنا الروحية لاستشهاد الحسين نقدمها أمامكم صادقين، وهي تهز مشاعرنا في الصميم وتزيدنا محبة لله ولعباده، ومحبة لكم بخاصة ايها الاعزاء الذين تحيون شعائر هذا "القربان" في موسم عاشوراء، الروح والايمان والتضحية والوفاء. وهي تسهل علينا القراءة الثانية الانسانية والاجتماعية لابعاد ثورة الحسين وأثرها الكبير عبر مسار التاريخ.

    ان من يتفحص الامر في تاريخ علي مع الخلافة رضي الله عنه، وفي علاقة الحسين مع يزيد، لا بد له من ان يلحظ المسافة القائمة او تلك التي تقوم في حالة هذا الدهر بين القيم السامية التي يتضمنها القرآن الكريم وبين مسار الجماعة حكاما ومحكومين عبر تقلبات الزمن ونحن نخبر الامر عينه في المسافة القائمة عبر الزمان بين قمة الدعوة الانجيلية ومنبطحات الدروب التي يسلكها حاملو الانجيل او العاملون على تحقيق هذه الدعوة. ذلك ان الثقل المادي الذي تشكو منه الضمائر لا يصحح سوى بالرفعة الروحية التي تطلب من الله بورع فيستجيب سبحانه سؤال سائليها برحمته. ولعلنا نجد في هذه المسافة تفسيرا لتباين غالبا ما يبرز بين الائمة والحاكمين او لمصالحة يجب ان يكون مرغوبا فيها بين السياسة والاخلاق، فتستقيم معها أمور الدنيا ويتحول الحكم بحق الى ملح الارض. ان الحسين كان يحيا اسلامه وايمانه في مستوى المطلق، بينما الحكم القائم أمامه كان قد اكتفى بالنسبيات وبتسيير شؤون العباد عبر منطق المساومات والحسابات. فكيف لهذين المسارين ان يجتمعا؟ الموضوع في ذلك جلل والامر خطير لاننا امام عملية اصلاح الدنيا بالدين اذا فسدت . فكيف اذا اختلط الدين على أصحابه وغيبت عنه الرؤيا الصحيحة والعرفان السليم؟ افلا ترون هنا ايها السادة ما يفرض تفسير الانسان لا بالفقه وحده بل بفضل الارواح النقية، التي تنزع عن العيون غشاوات تحجب الحق وتعيق الفهم الذي لا يكتمل لا بتدخل القلوب؟ فلا سلطة فوق سلطة الكتاب.
    لكن الذين يحكمون قد لا يقرأون الكتاب وقد لا يسيرون بموجبه في كل حين، فهم بحاجة الى من يذكرهم به او الى من ينبه خواطرهم الى مستلزمات المسؤولية الملقاة على عاتقهم حيال الجماعة ومصيرها. لذلك بقي علي رضي الله عنه ضمير خلافة والخلفاء بأنوار قلبه وسيبقى على الدهر عاملا في هذا المنحى وعنصر تقويم لمسارالاسلام والمسلمين. ولذلك بقي الحسين ايضا ويبقى بمحبته المطلقة للعدل والرحمة والمساواة بين المسلمين وفي الناس اجمعين، تلك الخميرة التي تطلع عجين الشعوب وتسهم في ارتقائها الى قمة الدعوة وصلاحها المطلق. وقد لا نكون بعيدين عن الحقيقة اذا ما رأينا في ظاهرة فتح باب الاجتهاد واسعا كما تفتحون وفي مطلب وجود الامامة بصورة مستمرة الى جانب الخلافة علامات مميزة عن ضرورة حسن التعاطي مع الواقع التاريخي المعيوش بما يضمن له انفتاحا على المثال، وتجسيدا متطورا لهذا المثال في ارتقاء الزمن حتى اكتماله.
    وستبقى ثورة الحسين عنوان صلاح لسيرة الحاكمين ما دام في الارض من يصدرون الاحكام، سواء أكانوا مسلمين ام من أديان أخرى. لان هذه القمة في العطاء الصادق وهذه الشجاعة في نشدان الحق هي محط أنظار لاهل الارض قاطبة وهي باتت تحمل بعدا عالميا مؤكدا يفيد منها طالبو الافادة في كل مكان. ونسأل ثالثا وأخيرا، هل لبلدنا العزيز لبنان ولاقطارنا العربية المحيطة ان تفيد اليوم وبصورة خاصة من ثورة الحسين واستشهاده؟ ونسارع في معرض الجواب الى الاشارة بأن مطلب الحسين في معاملة بني قريش وسائر العرب والاعاجم سواسية باسم الاسلام، ودونما تمييز بين مؤمن ومؤمن، يشكل موقفا فريدا في تحقيق المساواة بين الناس. وهو موقف لم يره الحسين محصنا في زمنه فسعى الى تحقيقه والى ان يكون المستقبل مساحة مفتوحة لهذا التحقيق. وكذا في أمر العلاقة بين المسلمين والنصارى. فلقد أعطى النبي قواعد لهذا التلاقي. وأعطى للزمن ان يبني عمارات له في جماعات دعا الى ان تدخل العقل والصفاء في واقع حياتنا. مما يشير الى ان دولة الاسلام ليست لتستلهم من الماضي وحده وانها تتطور مع الايام وان المثال في قيامها ليس سلفي المنحى. فهي ايضا مستقبلية الاشراق تتخذ من ثورة الحسين منارات لها وتفيد من آراء الفقهاء والعلماء في كل عصر من أجل اكتمالها. وكم نحن فخورون في وطننا العزيز، هذا الوطن الذي مني في هذه الايام بخسارة كبيرة وبنكسة موجعة وخطيرة عبر فقد دولة الرئيس رفيق الحريري واستشهاده في سبيل لبنان، ان نسمع أصوات العقل والمحبة تعيد الرجاء في كل منعطف الى النفوس وتصالح الشعب مع احلامه بالخير والسلام، ويشرفناان نذكر من بين هذه الاصوات المحبة صوت سماحة الامام موسى الصدرأعاده الله وسماحة الامام محمد مهدي شمس الدين طيب الله ذكراه، وسماحة الامام عبد الامير قبلان رجل الحكمة الواسعة والقلب الكبير.
    لقد وقفتم يا صاحب السماحة منذ عام ونيف على منبر احدى جامعات لبنان تتحدثون عن دور المسيحيين في لبنان الوطن وعن دور المسلمين على حد سواء، وذكرتم بآيات القرآن وبمواقف الرسول من هذه العلاقة الجوهرية، تنويرا للآراء في لبنان والعالم، وخلصتم الى ان الاسلام هو دين الرحمة والمسيحية دين المحبة.
    فكم يجدر باللبنانيين في هذا الجو المدلهم الخطير الذي يرمي اليوم بثقله على نفوسهم، ان يصغوا الى مثل هذه الاصوات تدعوهم الى وحدة الصف والى التعالي على الجراح ومواجهة الفتنة بالفطنة متوكلين على ربهم اولا، وعلى نفوسهم ثانيا في ما يلقى عليهم من تبعات وما يحملونه من مسؤوليات. وقد يكون مكتوبا علينا ان نحمل كنوزنا الوطنية في آنية من خزف فتسهر عليها لئلا يحط الخزف وتضيع الكنوز. لكننا نؤمن جميعا بأن الشهادة هي قربان في سبيل الله وانها على الارض طريق مزهرالى القيامة والحياة. والسلام عليكم".
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X