إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من قتل الحريري؟ إنهم أعداء النجاح، أعداء النهضة الجديدة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من قتل الحريري؟ إنهم أعداء النجاح، أعداء النهضة الجديدة

    جمال احمد خاشقجي ہ

    من قتل الحريري؟ إنهم أعداء النجاح، أعداء النهضة الجديدة

    بيروت مدينة الفرح، هكذا نعرفها نحن السعوديين ولهذا احببناها، ولكنها لم تكن كذلك الجمعة الماضية عندما وصلتها في صحبة سمو السفير السعودي في بريطانيا الامير تركي الفيصل ليقدم واجب العزاء في صديقه واخيه الشيخ رفيق الحريري كانت (بيت موت) كبيرا، والعيون حزينة والابتسامات باهتة عاش الحريري يوحد لبنان وبدمه اكتملت وحدته، ثمن كبير ولكن الجائزة كبيرة هي استقلال وطن وحرية شعب.
    الجميع يعرف من قتل الحريري، عبارة ابنه بهاء عندما سئل عمن يعتقد انه خلف الجريمة وصاغها بالفرنسية «أليس ذلك واضحا؟» تحولت الى شعار، المهم ان تصل الرسالة الى القاتل ولكن مشكلة من يعيشون في الظلام ومن استمرأوا الاستبداد انهم لا يهتمون بالرسائل التي تأتيهم من الشارع ذلك انهم لا يقرأون التاريخ لانهم صدقوا انهم يصنعونه، وعندما يستبينون الحقيقة يكون الوقت قد تأخر وطوق النجاة قد فات.
    عندما تقف في وسط بيروت اليوم وترى أبهة المكان وأناقته وجماله المعماري وحرص المبدع على التفاصيل الصغيرة لن تترحم على الحريري فقط باني كل هذا، وانما ستعرف المجرم ايضا، فقاتله لا يهمه الجمال والنجاح والانجاز، لا يستخدم الارقام سوى ارقام المعتقلين وعدد الزنزانات المتاحة، لا يهمه ان يشعر الناس من حوله بالسعادة والرخاء، قاتلو الحريري يعيشون في بيئة مهمشة، وفوضى عمرانية، وتخبط في الادارة، وضعف في الانتاج، لا ترد كلمة المستقبل على ألسنتهم وهي التي صنع منها الحريري شعارا، انما يعيشون دوما في الحاضر متوثبين حذرين.
    شعرت وانا ارى العاطفة الصادقة في وجوه اللبنانيين الذين ملأوا جنبات منزلة الحزين، ان رفيق الحريري مثّل لمن قتله النجاح الذي عجزوا عن تحقيقه، والصبر والحكمة اللذين لا يجيدونهما، والسياسة التي يفتقدونها، وصداقة العالم واحترامه الذي هم ابعد ما يكونون عنه، والتسامح الذي لم يبلغوه، كان اكبر منهم ولهذا قتلوه، امام ضريحه رأيت ما اعاد لي ثقتي في قوة المسلم السني، سيدة مسيحية تبكي، ترسم الصليب على صدرها وتصلي على روح رجل احبته، وبجوارها شيخ معمم يقرأ الفاتحة والدموع تترقرق في عينيه وعن يسارهما درزي حزين، الجميع ثكلى ومكلومون، هذه الصورة هي قوة «المسلم السني» الذي يراد كسره في هذا الزمن، السني القوي المتسامح الذي يشعر انه بهدي محمد يرحم الجميع ويضم الجميع.
    اشعر انني «طائفي» وانا أؤكد على سنية الرجل، ولكن، دافعي الى ذلك شعور قوي بالقلق بينما ارى السنة يتعرضون لهجمة شرسة في ذاتهم وفي منهجهم وفي رأس مالهم ومصدر قوتهم وما ميزهم عن الآخرين، الا وهو «تسامحهم» نتعرض لهجمة طائفية تثير التوجس، وهجمة اخرى اكثر ايلاما من داخل الصف، من اولئك المتطرفين الذين اختطفوا اليقظة الاسلامية المعاصرة والتي كان يجب ان تشد من عضد السنة فاذا بها تتحول وبالاً عليهم.
    هل هناك مؤامرة على السنة ونحن نشيع وجها سنيا مضيئا؟ انظروا الى الخريطة من حولنا، وتأملوا التحالفات الطارئة، اقرأوا بين سطور التصريحات التي تتحدث عن التفتيت والكيانات العرقية والمذهبية، لم يكن الحريري يوما طائفيا، ولكن ما بال سنة لبنان يتعاملون مع مقتله وكأن ظهرهم قد انكسر؟ هل لانه اعاد الاعتبار الى قيمة السني في لبنان بعدما اختطفها قومي يساري يوما، ويختطفها جهادي يزعم انه سلفي اليوم، والمفارقة انهم يريدون ان يضيع دمه بين الاثنين او هكذا يحاول احدهم ان يوحي لنا من خلال مسرحية هزيلة لم يصدقها احد، ولكن الجميع يعلم ان جريمة مقتله لا بد ان يكشف سرها ولا تطوي مثلما طويت جرائم مماثلة، وتوقفوا مليا امام تصريح سمو وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل الذي قال من بيت الحريري ان «عدم معاقبة الجاني سيقود الى ما لا تحمد عقباه عربيا ودوليا».
    الخاسر الاخر في مقتل الحريري هو حزب النجاح القادم بقوة والمتشكل من سياسيين ورجال اعمال الساعين الى نهضة عربية حقيقية تنعكس ارقاما ورخاء ووظائف وابداعا وليست نهضة زعماء وشعارات، وحقق انجازات في عالم جديد نراه في جدة والرياض وبيروت ودبي وعمان والقاهرة، وبالتالي لم يكن غريبا ان يقف ممثلو هذا الحزب المتحالف والمنفتح على العالم كله في منتدى جدة الاقتصادي قبل ايام دقيقة حداد يترحمون على روح الشهيد بينما كانت صورته الباسمة دوما تطل عليهم.
    عرفت رفيق الحريري جيدا، واسعدتني كلمات احد ابنائه ورجاله الصديق هاني حمود رئيس تحرير صحيفة المستقبل التي مثلت رؤيته المستقبلية دون ان تكون صحيفة الزعيم التي تسبّح بحمده، حين جاءني بينما كنت بين جموع المعزين واحتضنني وقال «لقد كان يحبك يا جمال» فأبكاني، واعترف انني احببته ذلك انني اتعلق بالناجحين لايماني انهم القادرون على تحقيق التغيير الذي نريد لعالمنا البائس الذي افقره العسكر والمطبلون والشعاراتية، فلهؤلاء الناجحين طاقة تبث روح النجاح لمن حولهم ويكفي الحريري ان 33 الف طالب لبناني تعلموا حول العالم بدعمه فاصبحوا اليوم القاعدة الى تبني لبنان.
    آخر لقاء معه كان في سرايا الحكومة التي بناها لكل رئيس وزراء قادم للبنان والذي سيتذكر دوما انه يعيش في ظل ما بناه الحريري ومن بين حديث طويل معه اذكر قصة تفسر كيف صنع الفقيد لبنان الجديد، كنت اسير معه الى خارج القصر، فاستوقفه في الطريق اثنان احدهما يحمل لفافة هي خريطة لاحد احياء بيروت ففردها امامه وكلنا وقوف وقال «دولة الرئيس لقد وجدنا قطعة ارض على مساحة محترمة تتبع البلدية، انها مناسبة جدا لموقف سيارات عمومي يفك خناق المنطقة «فرد» لا، اريد مدرسة عليها «فقال الرجل» ولكن المنطقة محتاجة اكثر الى موقف سيارات «رد الرئيس» ليكن، اجمعوا بين الامرين، موقف تحت الارض ومدرسة فوقها واجعلوا مدخل المدرسة بعيدا عن مدخل الموقف».
    أرضى الجميع وحسم الامر، تعلم كيف تكون المشاريع العملاقة في بلده السعودية، كما تعلم هناك كيف يمكن للسلطة القوية ان تكون سببا للاتجار فيما يفيد الناس وليس في التسلط عليهم، فنقل هذه الروح الى بلده لبنان بعدما امتلك السلطة والحكمة وحب الخير معا فخرج كل لبنان يودعه يوم جنازته.

    صورة أخيرة

    بينما كان الامير تركي الفيصل في سيارته يستعد للمغادرة بعدما زار ضريح الشهيد اقترب صبي لبناني وقرع على زجاج السيارة، ارخى الامير الزجاج استمع للصبي الذي سأل «مين بتكونوا؟» فرد عليه الامير «انا سعودي، جئت ازور قبر الرئيس وادعو له بالرحمة، ادعُ له يا ابني ان يسكن الله روحه الجنة» قالت سيدة كانت بجواره لعلها ام الصبي «يا طويل العمر، لا تتركونا وحدنا» رد عليها سموه «يا اختي لم نترك لبنان وحده في الماضي ولن نتركه ابدا، خاصة بعد غياب رفيق، نحن في السعودية اخوان لكم».


    ہ كاتب ومستشار اعلامي سعودي


    ========
    © 2001-2005 جريدة الوطن ، حقوق الطبع محفوظة
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X