إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

من ثورة "الارز" إلى جمهورية" الموز"

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من ثورة "الارز" إلى جمهورية" الموز"

    كانت مشاعر الحبور والفرح بما يجري في الساحة اللبنانية بادية في البيت الأبيض الاميركي، وفي الكنيست الاسرائيلي، أكثر منها في أي مكان آخر، وبالتحديد من البيوت اللبنانية التي كانت لا تزال يلفها الحزن على جريمة التفجير البشعة التي حصلت في بيروت في 14 شباط/فبراير.
    استقالة حكومة كرامي كانت ذروة الانتصار... الذي شعر به الاميركيون والاسرائيليون الى حد التفاؤل بأنها خطوة أولى باتجاه معاهدة سلام لبنانية ـ اسرائيلية.
    وبين وزارة الخارجية الصهيونية وإعلام العدو والكنيست ورئاسة الحكومة "فرح" ببداية تحرير لبنان.. ممن... من سوريا... ولاحقاً من.. حزب الله. عظيم، تحققت في بيروت معجزات لم تكن في التصور. "اسرائيل" تريد تحرير كل لبنان (ليس فقط مزارع شبعا) وتلال كفرشوبا والقرى السبع والنقاط التي تحفّظ لبنان على عدم تحريرها حين رسم الخط الأزرق، بالمراهنة على المعارضة المتصاعدة التي حققت برأيها بعض الانتصارات الهامة.
    كونداليزا رايس وضعت ما يحصل في اطار أوسع مثلما فعل جورج بوش الرئيس الاميركي نفسه: إنه يأتي في سياق التغييرات التي هي جزء من استراتيجية اميركا في المنطقة لتطبيق المسار الديمقراطي: بدءاً بالعراق (وقبله افغانستان) مروراً بمصر وبانتخابات السلطة الفلسطينية، فلبنان الذي هو العمود الرابع في هذه الاستراتيجية.
    مساعدو رايس من فرط فرحهم اختاروا أيضاً الاسم وليس فقط المسار، فأطلقوا اسم "ثورة الأرز" في لبنان مثلما أطلقوا سابقاً اسم "الثورة البرتقالية" في أوكرانيا، لم يبق والحالة هذه الا أن يذهب ساترفيلد يوم الاثنين الى الساحة ليرفع شارة النصر بيده بدل أن يغادر من المطار بعدما أنجز مهمته.
    ولشد ما كانت الأمور تجري حسب ما ترغب واشنطن فإن بيان الترحيب "النادر" بسقوط حكومة لبنانية كان جاهزاً وسريعاً مع بيانات لاحقة لم تخف التشييع والمباركة للتحركات المعارضة، بل وعدتهم بإرسال مراقبين او مندوبين أمنيين تحت شارة دولية ما لمساعدتهم.
    (لم يقلق المعارضون اذ ربما التعامل مع ضباط الأمن الأجانب يكون بلغة أجنبية مفهومة أكثر من اعتراضهم على التعامل مع ضباط الأمن العرب الذين يطالبون بسحبهم من لبنان).
    هل تغش الادارة الاميركية نفسها عندما تقول وتفعل ذلك. وهل الاسرائيليون أغبياء عندما يبدون سرورهم لأن التطورات تريحهم وتفيدهم؟ أم أنهم في غنى عن أي تلاعب لفظي، وهم قد عودونا منذ بضع سنوات على الكلام بوقاحة عن مخططاتهم وآرائهم.
    أمام كل ذلك تبدو أطراف المعارضة اللبنانية مطالبة بفصل رؤيتها وتحركها عن المسار الاميركي المذكور، ورفض ربط مطالباتها وتصعيدها وضغوطها بـ"الأجندة" الاميركية للبنان والمنطقة، لأن ما يحصل لن يُقنع أحداً بأنه مفصول عن هذه "الأجندة".
    اللبنانيون يشعرون اليوم بأن الرياح الغربية هي التي تسيّر الأمور، وأن الداخل ليس الا أحجاراً تستفيد منها قوى التغيير الدولية مهما رفعت شعارات براقة وذات مداليل "استقلالية".
    لم يعد الشعب اللبناني قادراً على تحمل التلاعب به في غمرة صراع قوى دولية ومحلية تريد تحقيق مآرب على حساب استقراره ومستقبله ومشروعه الوفاقي الذي كرّسه الدستور بوضوح.
    المطلوب ضمانات وطنية وليس لأي فئة او طائفة على هيئة "أجندة" سياسية مقنعة تقدمها أطراف المعارضة لكل اللبنانيين، لفك الارتباط الظاهر مع المشروع الاميركي الغربي (المدعوم اسرائيلياً) الزاحف ضد هوية لبنان ووفاقه الوطني، وعلى مستوى المنطقة برمتها، بما يحقق فعلاً لبنانية التحركات والمطالب، واستقلاليتها الحقيقية للتخفيف من هواجس اللبنانيين وقلقهم المتزايد من استعمالهم وبلدهم كعود ثقاب لمشروع كبير في المنطقة لا يملكون هم فيه لحظة الإشعال ولا جهة الاستعمال.
    المطلوب أن يقولوا الى أين يقودون الوضع والبلد، والى أين يسيرون، ومن هي الجهة الحقيقية التي ستربح لاحقاً وتثمّر كل ما حصل قبل ان يستمروا في دفع الوطن الى المجهول.
    وهل تكون نتيجة عمل هؤلاء جعل لبنان جمهورية موز من تلك الجمهوريات التي تحكّم الاميركييون بقرارها على مدى عقود؟

    حسين رحال

    نقلا عن جريده الانتقاد
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X