إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الحق والباطل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحق والباطل

    الحق والباطل

    الحمد لله وحده لا شريك له وصلى الله على عبده محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين.
    قال الله تعالى:[إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا].
    منذ أن خلق الله الإنسان على وجه الأرض كان هناك عنصران متضادان وهذان العنصران هما عنصر الخير والشر، الخير تقوده جنود رحمانية والشر تقوده جنود شيطانية فالذي يحمل عنصر الخير يمكن أن يكون من دعاة الخير ولكل ما لهذه الكلمة من معنى والذي يحمل عنصر الشر يدعو للشر بكل ما تعنيه هذه الكلمة.
    وهذا مستمر في مسيرة الإنسان إلى يوم القيامة ولو عدنا إلى تاريخ ما قبل الإسلام قليلاً لعرفنا انه كان هناك من يمثل هذين العنصرين من القبائل العربية واهم هذه القبائل بنو هاشم حيث كانت الأولى تمثل جانب الخير بما يحمل في طياته من كرم وشجاعة ومكارم الأخلاق ومروءة ووفاء، بينما كانت الفئة الثانية تمثل الشر بما فيه من حقد وكره وحسد ومساوئ الأخلاق وسفك للدماء، إلى غير ذلك وقد بدأت شوكة الشر تشتد بظهور النبي الأكرم (صلى الله عليه واله) في بني هاشم، فحملوا في نفوسهم اشد الضغائن على بني هاشم عموماً وعلى رسول الله وأهل بيته خصوصاً.
    ومن الذين حملوا عنصر الخير من أهل بيت النبوة الأطهار، ريحانة رسول الله(صلى الله عليه واله) فلذة كبد الزهراء وقرة عين أمير المؤمنين عليه السلام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) والذي تعرض لأنكر أنواع الظلم من قبل أولئك الذين لم يعرفوا الخير مرة ولم تدخل في قلوبهم الرحمة يوماً.
    لقد عاثوا في الأرض فساداً فأراد الإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) النهوض لحماية هذا الدين الحنيف وحفظ هذه الشريعة السمحاء شريعة العدل والمساواة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نهض ملبياً نداء المسلمين واستغاثة المظلومين في كل بقاع الأرض صارخاً بأعلى صوته: «ما خرجت أشراً ولا بطراً إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي».
    بينما خرج الطرف الآخر بقيادة الطاغية يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الطليق بن الطليق الذي ورث عن أبيه وأجداده الحقد والحسد لآل رسول الله (صلى الله عليه واله) جاء يزيد بجريمته التي لم يشهد لها التاريخ مثيلاً عبر من خلالها عن كل ما يكنه من عداء لرسول الله ولأمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليه السلام).
    يزيد بن معاوية ما إن سمع بخروج الحسين (عليه السلام) متوجهاً إلى العراق حتى أعدّ العدة وجيّش الجيوش تأهباً واستعداداً لملاقاة سيد الشهداء (عليه السلام) وقتاله.
    وكان واليه على الكوفة ابن زياد الذي بلغ من ظلمه أنه أمر جيشه ليحولوا بين الإمام الحسين (عليه السلام) وبين ماء الفرات الذي أحلّه الله لجميع مخلوقاته.
    وكانت وقعة كربلاء تلك الثورة الحسينية التي لا زالت أصدائها تدوي في عمق التاريخ ينهل منها كل طالب للحق والحقيقة وكان ذلك في اليوم التاسع من المحرم في اليوم الذي جاء فيه شمر بن ذي الجوشن أرض كربلاء حيث بدأ حصار الحسين وعياله.
    يروى عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال:« تاسوعاء يوم حوصر فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه بكربلاء واجتمع عليه خيل أهل الشام وأناخوا عليه وخرج ابن مرجانة وعمر بن سعد بتوافر الخيل وكثرتها واستضعفوا فيه الحسين (عليه السلام) وأصحابه وأيقنوا انه لا يأتي الحسين (عليه السلام) ناصر ولا يمده من أهل العراق ثم قال: بأبي المستضعف الغريب» وبالرغم من صعوبة الموقف وكثرة الجيش المتأهب لقتال الإمام (عليه السلام) وقلة أنصاره وقف بينهم خاطباً معلناً عن رأفته ورحمته بهم: قائلاً: « أثني على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إني أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا في الدين وجعلت لنا أسماعاً وأبصاراً وأفئدة فاجعلنا من الشاكرين.
    أما بعد فإني لا اعلم أصحاباً أوفى ولا خيراً من أصحابي ولا أهل بيت أبر ولا أوصل من أهل بيتي فجزاكم الله عني خيراً ألا وإني لأظن يوماً لنا من هؤلاء.
    ألا وإنني قد أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام وهذا الليل قد غشيكم فاتخذوه جملاً».
    ثم بعد أن أمضى كلامه مع أصحابه وأهل بيته اعتزل في خباء له وعنده جوين مولى أبي ذر الغفاري وهو يعالج سيفه ويصلحه ويقول:
    يــا دهر أف لك من خليـــل ******* كم لك بالإشراق والأصيل
    من صاحب أو طالب قتـــيل ******* والـــدهــر لا يقنع بالبديـل
    وإنمــــا الأمـــر إلى الجليل ******* وكـــلّ حـــي سالك سبيلـي
    وكان قد سمع هذا الشعر ولده علي بن الحسين (عليه السلام) وأخته زينب (عليه السلام) فلم تملك نفسها حتى جاءت عنده فقالت:«واثكلاه ليت الموت أعدمني الحياة اليوم ماتت أمي فاطمة وأبي علي وأخي الحسن (عليه السلام) يا خليفة الماضين وثمال الباقين..»
    هذا ما لقيه الإمام أبو عبد الله الحسين (عليه السلام) من زمرة الظالمين وأعوانها فإنا لله وإنا إليه راجعون والعاقبة للمتقين وسيعلم الذين ظلموا (آل محمد) أي منقلب ينقلبون.
    والحمد لله رب العالمين.
    منقول من مجله المنبر الحسيني
    الشيخ اسماعيل الجفال
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X