بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد
لاحظ أخي القارئ غيبة الحسن البصري أمام الحجاج وجنوده لخوفه منهم فلماذاهناك من يتعجب من غيبة الإمام المهدي عليه السلام وإخفاء الله لشخصه أنقل هذا التوثيق:


وقال الشيخ ابن تيميه : (تغيب الحسن البصري عن الحجاج، فدخلوا عليه ست مرات، فدعا الله - عز وجل - فلم يروه. ودعا على أحد الخوارج كان يؤذيهم فخر ميتًا ) (1)
أقول : ولاتنس إخفاء الله للمصطفى صلى الله عليه واله وسلم :
- وأقام رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم ينتظر أمر الله حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا أتاه جبريل عليه السلام ، فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه ، دعا رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب ، فأمره أن يبيت على فراشه ، ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ، ثم خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم على القوم وهم على بًابه وخرج معه بحفنة من تراب فجعل يذرها على رءوسهم ، وأخذ الله عز وجل بأبصارهم عن نبيه وهو يقرأ : ] يس والقرآن الحكيم - إلى قوله - فأغشيناهم فهم لا يبصرون
الراوي: محمد بن إسحاق المحدث: البيهقي - المصدر: دلائل النبوة - الصفحة أو الرقم: 2/469
خلاصة حكم المحدث: [له ما يؤكده]
قال العلامه كمال الدين الشافعي (2) في الباب الثاني عشر من كتابه مطالب السؤول في مناقب آل الرسول عن الإمام المهدي ابن العسكري عليهما السلام :
وأما عمره: فإنه ولد في أيام المعتمد على الله، خاف فاختفى وإلى الآن، فلم يمكن ذكر ذلك إذ من غاب وإن انقطع خبره لا توجب غيبته وانقطاع خبره الحكم بمقدار عمره ولا بانقضاء حياته، وقدرة الله واسعة وحكمه وألطافه بعباده عظيمة عامة، ولوازم عظماء العلماء أن يدركوا حقائق مقدوراته وكنه قدرته لم يجدوا إلى ذلك سبيلا، ولا نقل طرف تطلعهم إليه حسيرا وحده كليلا، وأملى عليهم لسان عجزهم عن الإحاطة به وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
وليس ببدع ولا مستغرب تعمير بعض عباد الله المخلصين، ولا امتداد عمره إلى حين، فقد مد الله تعالى أعمار جمع كثير من خلقه من أصفيائه وأوليائه ومن مطروديه وأعدائه، فمن الأصفياء: عيسى (عليه السلام)، ومنهم الخضر، وخلق آخرون من الأنبياء طالت أعمارهم، حتى جاز كل واحد منهم ألف سنة أو قاربها كنوح (عليه السلام) وغيره.
وأما من الأعداء المطرودين: فإبليس، وكذلك الدجال، ومن غيرهم كعاد الأولى، كان فيهم من عمره ما يقارب الألف، وكذلك لقمان صاحب لبد .
وكل هذه لبيان اتساع القدرة الربانية في تعمير بعض خلقه، فأي مانع يمنع من امتداد عمر الصالح الخلف الناصح إلى أن يظهر فيعمل ما حكم الله له به؟ ) انتهى النقل
أنقل التالي :
الجامع لأحكام القرآن
لأبي عبد الله محمد بن احمد الأنصاري القرطبي
الجزء الحادي العشر
ص 202
وهذه الآية ترد على من قال : إنه لايخاف ؛ و الخوف من الأعداء سنة الله في أنبيائه وأوليائه مع معرفتهم به وثقتهم . " انتهى النقل
جاء في مركز الفتوى رقم الفتوى : 63474 " وسبب خوف موسى عليه السلام من فرعون أنه أخبر أن فرعون وملأه يريدون قتله عقوبة على قتله للقبطي. قال الله تعالى: وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ (20) فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفًا يَتَرَقَّبُ {القصص: 20-21}.
دمتم برعاية الله
كتبته : وهج الإيمان
ـــــــــــــــــــ
(1) الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان لابن تيمية ص314.
(2) وهذه ترجمة العلامه محمد بن طلحه الشافعي :
* ( أبو سالم النصيبي ) *
( 582 - 652 ه*** = 1186 - 1254 م )
محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن ، كمال الدين القرشي النصيبي العدوي الشافعي ، أبو سالم : وزير من الأدباء الكتاب . ولد بالعمرية ( من قرى نصيبين ) ورحل إلى نيسابور ، وولي الوزارة بدمشق ، ثم تركها وتزهد . وتوفي بحلب . له ( العقد الفريد للملك السعيد - ط ) و ( مطالب السول في مناقب آل الرسول - ط ) و ( الدر المنظم في السر الأعظم - خ ) و ( مفتاح الفلاح في اعتقاد أهل الصلاح - خ ) تصوف ، و ( نفائس العناصر لمجالس الملك الناصر - خ ) .