بسم الله الرحمن الرحيم
اللجنة العلمية في شعبة البحوث والدراسات ·
إن الضابطة الشرعية لقبول الأعمال هي أن تكون لله تعالى، وعلى هذه الضابطة تتفاضل الأعمال المقبولة، فأي عمل أكثر خلوصا لله تعالى سيكون هو الأفضل.
ثم إن هنالك ضابطة أخرى مترتبة على الضابطة الأولى وهي، مقدار المصلحة والمنفعة المترتبة على ذلك العمل، فأي عمل تترتب عليه منفعة أعظم سيكون ثوابه أكبر بعد تحقق الضابطة الأولى (نية القربة الى الله تعالى).
قال تعالى: (لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) (النساء /96).
فالإيمان بالله تعالى أجره عظيم عند الله تعالى، غير أن الجهاد في سبيله تعالى بالنفس والمال له اجر أعظم بكثير من الإيمان الخالي عن الجهاد، والعلة في ذلك واضحة، إذ لولا دماء الشهداء، وجهادهم لما وصل الإسلام إلى ما وصل إليه الآن.
ولتقريب ذلك أكثر استعين بمثال.
إن إطعام الفقير من المستحبات المؤكدة في الشريعة، وله أجر وثواب عند الله تعالى، غير أن المجاهد الذي يطعم مهجته لالة الحرب دفاعا عن الدين والمقدسات والفقراء، له أجر وثواب أيضا.
ولكن يقينا أن أجر من أطعم لقمة، غير أجر من أطعم روحه ونفسه وجاد بهما دفاعا عن أمر مقدس.
أليس الجود بالنفس اقصى غاية الجود؟
قال تعالى: (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ () الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ) (التوبة/20-21).
وعلى هذا أصبح الجواب واضحا، فان الطبخ للإمام الحسين


ومن جانب آخر، إن الطعام الذي يطبخ لسيد الشهداء يأكله الفقراء بمعية زوار أبي عبد الله

فلا مجال للمقارنة وان أيهما أفضل الطبخ أم إطعام الفقراء.
وهل الطبخ الذي يكون في المواكب يقدم للأغنياء خاصة؟ أم هو لكل زوار أبي عبد الله والكثير منهم فقراء.
هذا إذا أردنا أن نتكلم بعيدا عن الروايات والأدلة التي ذكرت ثواب زيارة الإمام الحسين وثواب خدمة زواره صلوات الله وسلامه عليه.
فقد ثبت عندنا أن أول إمام نصب خيمة لاستقبال زوار الإمام الحسين (


حيث روى ابن قولويه رحمه الله (عن موسى بن القاسم الحَضرميّ «قال : قدم أبو عبد الله








أضف إلى ذلك أن الطبخ للإمام الحسين


قناة «الأئمة الاثنا عشر»