
شفقنا العراق- لا يمكن النظر الى مسيرة الأربعين في كونها مجرد طقوس عبادية محضة بقدر ما هي بناء مجتمع ورؤية ثاقبة ومرآة ناصعة للبشرية إذ تتجلى مفاهيم التكامل والتضامن وغيرهما من المفاهيم الأخلاقية ليس على الصعيد الفردي والأسري بل على الصعيد المجتمعي.
لقد أثبتت تلك الملايين في توجهها الصادق صدق المقولة الشهيرة(الإسلام محمدي الوجود وحسيني البقاء)، وهي عبارة حبّ وعاطفة أطلقها عشاق ومحبو الإمام الحسين (




التنوع والتعدد بزيارة الإمام الحسين
وقد تفردت زيارة الإمام الحسين (


ولعل لزيارة الأربعين خصوصية في كثرة الوافدين من مختلف بقاع العالم لذا ينظر المراقبون الدوليون الى هذا المهرجان العبادي الروحي التعبوي على وجل وخوف؛ لأن هذه الوفود والقدرة في التعبئة المليونية والسنوية لا تمتلكها أي دولة عظمى ولا وسطى ولا أخرى ولا الإسلامية، بل حتى النظم الشيعية لا تمتلك هذه القدرة، وإنما الذي يمتلك هذه القدرة والوميض والمحرك هو الإمام الحسين(

فالإمام الحسين(





ولعل أبرز ما يظهر العظمة والجلال في الشعائر الحسينية بعدان هما:
1- البعد العقائدي: ذلك لأن الشعائر الحسينية محمدية متصلة بسيد النبيين لقوله (

2- البعد العاطفي أو الوجداني: وهو بعد لا ينفك عن حركة القلب في خط العقل، وهذه الحركة العقلانية هي العقيدة، وهي الحب، قال الإمام الباقر: (وهل الدين إلا الحب وهل الدين إلا الحب، قال الله تعالى «حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الإِيمانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ» وقال «إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ الله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله » وقال « يُحِبُّونَ مَنْ هاجَرَ إِلَيْهِمْ»).
مسيرة الأربعين والصفاء الروحي والنوري
ويتجلى هذان البعدان (العقائدي والعاطفي أو الوجداني) في الشعائر الحسينية بالتنقل من الذكر والفكر والحرارة في القلب والمعرفة الى اللهج والدمع والنشيج والنحيب والجزع بلا حدود والتوثب في ساحات (يا ليتنا كنّا معك) وصولاً الى لقاء الله بتاج الشهادة ووسام السعادة.
لا يمكن النظر الى مسيرة الأربعين في كونها مجرد طقوس عبادية محضة بقدر ما هي بناء مجتمع ورؤية ثاقبة ومرآة ناصعة للبشرية إذ تتجلى مفاهيم التكامل والتضامن وغيرهما من المفاهيم الأخلاقية ليس على الصعيد الفردي والأسري بل على الصعيد المجتمعي كحل الأزمتين: الاقتصادية والأمنية والتمييز العنصري وغيرها من الأمراض الاجتماعية التي تعاني منها البشرية.
إذ ترى هذا المجتمع الفاضل في مسيرة الأربعين يعيش حالة من الصفاء الروحي والنوري، ويتمنى كل فرد منهم أن يعيش هذه الحالة طول عمره، ونرى المؤمن إذا دخل في معسكر هذه الأجواء للشعائر الحسينية يعيش حياة هذا المجتمع النوري الفاضل بيد أنه إذا رجع الى مدينته أو بيته وتناسى الحسين


أ.م.د خليل خلف بشير/نشرت في الولاية العدد 121-موقع الولاية