إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المقاومة تستعيد زمام المبادرة.. والسقف الجنبلاطي يوفّر الحماية

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المقاومة تستعيد زمام المبادرة.. والسقف الجنبلاطي يوفّر الحماية

    المقاومة تستعيد زمام المبادرة.. والسقف الجنبلاطي يوفّر الحماية
    <<مرصاد واحد>> مجدداً وبتوقيت سياسي ذكي <<تصويباً للنقاش>>
    حسين أيوب




    بلغت الخروقات الإسرائيلية في الأيام العشرة الأولى من نيسان، رقما قياسيا. الأمم المتحدة ما عادت تصدر بيانات القلق الدورية وأخبار الصحف المحلية تخلو من أي إشارة ولو خجولة للبيانات الروتينية لمديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني. المضادات الأرضية ل<<حزب الله>> يكاد يصيبها الصدأ والمقاتلون أمضوا إجازة طويلة منذ ما قبل تشرين الأول المنصرم حتى الآن. في المقابل، تهافت ما بعده تهافت على مصير المقاومة. أولا، القرار السياسي اتخذ بنزع سلاحها. أعطيت مهلة أشهر، أي إلى ما بعد الانتخابات النيابية، لكي تحاول قيادتها إجراء تمرين ذهني حول السبل الكفيلة بحل نفسها والا جيش السلطة القادمة جاهز لتنفيذ القرار. نزع السلاح ونشر الجيش ولاحقا نبحث مع السوريين والأمم المتحدة موضوع <<المزارع>>. في التفاصيل. نسعى إلى صيغة استيعابية، فإذا سمحت امكانات الدولة المالية، يُنشأ لواء عسكري، يطلق عليه تسمية <<لواء المقاومة>> ومهمته استيعاب ميليشيا <<حزب الله>> العسكرية والتعويض ماليا على عناصرها. الموضوع العقيدي سهل طالما ستكون الفرصة متاحة اميركيا من اجل إعادة هيكلة الجيش عقائديا. موضوع السلاح، إما يسلم إلى الإيرانيين أو للجيش اللبناني. وفي الامكان التساهل لمرحلة زمنية معينة بموضوع السلاح الفردي (رشاش أو مسدس).
    لم يتبرع احد، لا من الموالاة ولا من المعارضة، بموقف من الخروقات الإسرائيلية المتمادية. ومن تكلم عنها، إنما أشار إليها عرضا. طالب السيد حسن نصر الله الأصوات التي تتحدث عن السيادة والاستقلال، على الأقل، ببيان أسبوعي عن الاعتداءات الإسرائيلية على سيادة لبنان <<لان مسألة السيادة لا تتجزأ>>. هذا الكلام صدر يوم الجمعة الفائت. في اليوم التالي، قرر وليد جنبلاط إطلاق موقف متمايز عن باقي المعارضة: <<ابعد من <<المزارع>> والأسرى، ارفض نزع سلاح <<حزب الله>> وهو جزء من امن سوريا الاستراتيجي>>.
    أحدث موقف جنبلاط صدى إيجابيا. هنا لا بد من التذكير بالعوامل التي أضفت مشروعية على إنجاز الخامس والعشرين من أيار الألفين: الحق الدولي المتمثل بالقرار 425 وتفاهم نيسان. إرادة وتضحيات المقاومة. الإجماع اللبناني، الرسمي والسياسي والشعبي، ولو بحده الأدنى والدعم السوري. اليوم يتبدل المشهد. الحق اهتز مع القرار 1559 والإجماع اهتز بدرجة عالية. إرادة المقاومة موجودة وحجم الدعم السوري يحاول التموضع في حدود السقوف اللبنانية. <<حزب الله>> وللمرة الأولى يبدي استعداده للتفاوض على سلاحه وبعض قيادييه ألمحوا إلى احتمال الانضواء في الجيش اللبناني وبعض كبريات الصحف العالمية نقلت كلاما عن احد قادته حول الاستعداد لتسليم السلاح لكن بعد تحرير <<المزارع>>.
    اللحظة السياسية المحلية والإقليمية والدولية مؤاتية. اخرج المقاومون الآلية التي تطلق <<مرصاد 1>>. ركزوها في احد الحقول وصوبوا الاتجاه جنوبا. كان الطقس مثاليا للغاية. سرعة الريح عادية جدا. الرؤية ممتازة. التحركات العسكرية الإسرائيلية في الشمال الفلسطيني توحي بحالة تأهب. بعض التقارير الاستخباراتية، كانت تقول بان الإجراءات التي اتخذها الإسرائيليون بعد العملية الأولى ل<<مرصاد 1>> في تشرين الأول المنصرم، كانت محض إجراءات نفسية وإعلامية. المناخ اللبناني والدولي لن يسمح للمقاومة بان تعيد المحاولة في المدى المنظور وارييل شارون يلتقي جورج بوش في مزرعته في تكساس و<<حزب الله>> صار جزءا من جدول الأعمال الاميركي الإسرائيلي الدائم.
    كانت التقديرات في القيادة العسكرية والسياسية للمقاومة متفقة على التوقيت. ثمة قصف إسرائيلي طاول أعماق المناطق المحررة مؤخرا ولم يتحرك المقاومون أو يحركوا بطارياتهم. انطلقت <<مرصاد 1>> في اللحظة المناسبة. بعض المقاومين لم يتوانوا عن توديعها ومنهم من قال <<لنطلب منها أن تسجل وصيتها تلفزيونيا>>. الارجحية أن تسقط شهيدة إذا صحت الاحتياطات الإسرائيلية. المهم وصول الرسالة إلى إسرائيل <<ومن يهمه الأمر داخليا وخارجيا>>. اتخذت الطائرة لنفسها خطا دائريا. رصدها المستوطنون والجنود وحرس الحدود. تردد ان النيران انهمرت في اتجاهها وتحركت طائرتان أو أكثر من سلاح الجو الإسرائيلي. الطائرة تكمل سيرها. تمر فوق عكا ونهاريا ثم تستدير باتجاه الشمال وتنزل حيث كان في انتظارها رجال المقاومة. لا احد يدري ما هي الغلة التي عادت بها استخباراتيا. المهم أنها عادت سليمة. كانت غرامات قليلة من المتفجرات البلاستيكية المضغوطة، كافية لتحويل الطائرة إلى قنبلة نووية في حال اصطدامها بمعامل البترو كيماويات في عكا او مصانع الأسلحة العسكرية.
    أُذيع بيان <<المقاومة الإسلامية>>. اعترفت إسرائيل بنجاح <<حزب الله>> في اختراق دفاعاتها الجوية. جرّبت التصريحات العسكرية والسياسية التقليل من حجم الاختراق الأمني والعسكري. لكن في الدوائر الاستخباراتية المغلقة بدا النقاش مختلفا. من الأسئلة المطروحة: هل نجح الحزب فعلا في تحقيق اختراق جاسوسي واستخباراتي كبير لكي يكون بمقدوره التحكم بهذا العمل وربما لاحقا القيام بأعمال أكبر أرضاً وجواً؟
    حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، كانت الوحدة الإعلامية المركزية في <<حزب الله>>، وتحديدا وحدة الرصد، لا تملك غلة حقيقية لرفعها للقيادة المركزية. لا ردود فعل لبنانية، وتحديدا من جانب قوى المعارضة، في مواجهة الإطلاق الثاني ل<<مرصاد 2>>. اظهر الرصد للإعلام المكتوب والمرئي والمسموع أن المعارضة مربكة في التعامل مع ما جرى. الفضل هنا لوليد جنبلاط. رفع سقفه السياسي، تحديدا في موضوع المقاومة. ذهب ابعد من <<المزارع>>. لعله بذلك، كما قيادة <<حزب الله>> يرى <<المزارع>> محررة في القريب العاجل، <<لكن من قال إن هذا هو سقف المقاومة>>؟ لعل <<مرصاد 1>> في طلعتها الثانية تعيد تصويب النقاش الداخلي حول المعنى الحقيقي لتمسك <<حزب الله>> بسلاحه. هل هناك استعداد لنقاش من نوع آخر؟ نقاش يصل إلى حدود الوظيفة السياسية الاستراتيجية للمقاومة ببعديها المحلي والإقليمي ربطا بموقع لبنان الإقليمي في المرحلة المقبلة. هل هناك عاقل، في علم السياسة، يفرط بورقة قوة يملكها لأي خصم طالما لم تعقد التسوية بينهما؟ هل يمكن جعل المقاومة احتياطيا استراتيجيا للبنان في مواجهة الخروقات الإسرائيلية المتمادية للسيادة اللبنانية؟ هل هناك من لبناني عاقل يجاهر بجعل الجيش اللبناني يتولى حماية الحدود والتصدي لإسرائيل؟ وهل هناك سابقة عربية نظامية من هذا النوع؟
    حسنا فعل <<حزب الله>> في التوقيت. <<تصوروا العملية نفسها لو حصلت في عز مسيرة الاستقلال والسيادة، لن يتردد كثيرون في القول إن الحزب إنما يريد إزاحة الأنظار عن المعركة الحقيقية وكأن قتال إسرائيل أو <<اختراق سيادتها>> صار اليوم عيبا من العيوب في ظل المنطق السيادي الأحادي الجانب السائد حاليا>>. ويضيف قيادي في <<حزب الله>>: <<رحم الله رفيق الحريري. صحيح انه كان يقيس أمورا من هذا النوع بمقياس الخوف على الموسم السياحي والمشروع الاعماري في لبنان، وهو خوف مشروع ومبرر، ولكنه، وفي الوقت نفسه، لم يكن ليوفر جهدا خارجيا من اجل حماية المقاومة، والشواهد كثيرة>>.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X