المصيبه العظمى فى فراق الامام الراحل الخمينى (قدس سره)
فى كلام ولى أمر المسلمين الخامنئى ( حفظه الله ورعاه بحق محمدوآل محمد)
اننا محرومون اليوم _مع الأسف_ من فيض وجوده ، فقد كان نعمة كبرى للغاية ، فواحسرتاه وواأسفاه وألف آه على خسارتنا إياه ، والأكثر من ذلك أثارةً للأسف أنه غادرنا في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي في أمس الحاجة إلى قيادته وتوجيهاته وإلى الشخصية التي أحياها في كيان الناس المظلومين والمستضعفين والشعوب المستذلة الممتهنة الكرامة
* لم يكن يخطر في بالي أن يأتي اليوم الذي لا يكون فيه الإمام بيننا ونبقى نحن نتحدث كمسؤولين وزملاء وعلى أي حال فقد كان فقدانه مصيبة عظمى حلّت بالعالم الاسلامي وأحدثت فراغاً كبيراً وعجيباً .
* كانت هذه الحادثة تشبه _ في نظر الأمة الإسلامية _ حادثة وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) . وحقاً إن الأمة الإسلامية في كل مكان أحسّت باليتم بفقدانه .
* لربما لا يمكن أن يملأ الفراغ الذي حصل في قلوبنا وأرواحنا وفي حياتنا وحياة العالم الاسلامي كله لسنين طوال .
* حينما توفي الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ضجت المدينة دفعة واحدة بالبكاء والعزاء ، ووصلت عواطف الناس المرهفة إلى حد صار فيه ذلك اليوم يوماً فريداً في التاريخ ، لكننا حينما رأينا هياج عواطف الشعب الإيراني العظيم حينما تلقوا خبر وفاة الامام ، فإننا جددنا إيماننا بهذه الحقيقة ، وهي أن مسلمي زماننا وشعبنا المخلص متقدمون على من كانوا في عهد نبي الإسلام الكريم (صلى الله عليه وآله) وعصر صدر الإسلام ، من حيث عمق الايمان والعواطف الملتهبة على مستوى عامة الناس
لقد كنت أحدث نفسي خلال السنوات الأخيرة مراراً أن دنيا تخلو من وجود الامام هي في اعتقادي دنيا مظلمة ولا روح فيها ، ولم أتحمل مجرد تصورها وكنت أستعيذ بالله من هذا اليوم .
* قبل الآن ، كنا نلجأ إليه في كل مصيبة تحل بنا ، وكان يفهمنا ببيانه الرائع ثقل تلك المصيبة وعمقها ، وكان يواسينا بها : كاستشهاد الأستاذ المطهري ، ووفاة المرحوم الطالقاني ، وشهادة شهداء المحراب ، وفاجعة انفجار مقر الحزب الجمهوري الاسلامي ، وفاجعة استشهاد الشهيدين رجائي وباهنر ، وقبلها جميعاً في مذبحتي 15 خرداد (5 حزيران 1963 ) و 17 شهريور (8 أيلول 1987) وباقي المصائب .
أما اليوم ، فأين ذلك الميزان العظيم كي يقيس لنا مقدار ثقل هذه المصيبة ؟ وأين هو ذلك الذي له قلب بسعة البحر العظيم ، الذي يحتضن الأمواج الغاضبة والهائجة لتلقى عند شاطئه الساكن والمستقر ؟ لم بيق لنا إلا أن نلتجأ إلى الإمام الحجة بقية الله (أرواحنا فداه) ونقدم له التعازي ونرتجي عنده المواساة .
على الرغم من أن يوسف أمتنا العزيز لم يعد بيننا الآن وكان وجوده يتجلى في وجود كل واحد من الحجاج الايرانيين العاشقين لله ، ولكنه مفقود هذا اليوم . بيد أنه يمكن العثور عليه في كل قلب ذاكر وعارف وفي كل نفس تواقة والهة ، وفي كل لسان ناطق بالحق وفي وجود كل مسلم غيور ومتحرق وفي كل مكان يجري فيه حديث عن عزة الاسلام ووحدة المسلمين والبراءة من المشركين والنفور من أنداد الله وأصنام الجاهلية .
إنه حي ما دام الإسلام المحمدي حياً ، وأنه حي ما دام لواء عظمة الإسلام ووحدة المسلمين والنفور من الظالمين عالياً خفاقاً .
* كان هذا الإنسان الفذ قدوة في الايمان والاخلاص والعمل ، هذا الانسان الذي هزّ العالم اليوم بوفاته والتحاقه بالرفيق الاعلى مثلما يهتز العالم _عادة_ لفقدان الأنبياء والأولياء . ولا شك في أن هذا الانسان الجليل الفذ من أولياء الله ، وقد هز العالم بارتحاله ، وكان قدوة لنا في إيمانه بالله وبنهجه وأهدافه .
* كان انساناً بلغ قمة الهيبة وهو في غاية التواضع ، ولما غربت شمس وجوده الآن ، لم يستطع حتى أعداؤه كتمان عظمته .
* لقد شاهد أصحاب البصيرة لمعات قرب الحق في طلعته النيرة ، وذاق الجميع طعم البر الالهي الذي ينهمر في حياته ومماته ، وقد استجيب دعاؤه الذي كان يقول فيه : ( إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي فلا تقطع برك علي في مماتي ) .
فأحدث برحيله ثورة أخرى ... اجتمع حول نعشه عشرة ملايين قلب محترق وفجع مئات الملايين من المسلمين في كل انحاء العالم وأغرقهم في بحر حزنه وعزائه .
لقد كانت مصيبة فقدان الإمام بمستوى عظمة الإمام نفسه ، وهل هناك غير الله وأوليائه من يعرف مدى هذه العظمة ؟! هناك حيث القلوب الكبرى تفقد تماسكها وحيث لا يتمالك العظماء أنفسهم ، هناك حيث السوح ملأى بالملايين الملايين من أفراد البشر الذين لا يقر لهم قرار ، فأي لغة أو قلم يستطيع أن يعبر عن عظمة هذه السوح ؟!
وهل استطيع أنا أن أصف هذه العظمة وقد كنت قطرة قلقة يعوزها الصبر في ذلك المحيط المتلاطم في ذلك اليوم وتلك الأيام .
أما الوجه الآخر للمشهد وأعني بذلك أفق ملكوت العالم في ذلك اليوم ، فقد كان ميسوراً لأهل البصيرة والمعرفة فقط ... نعم ربما شهدت الأحداق النافذة والتي تخرق رؤاها كل حجب الملك ، وتحلق طيور رؤيتها إلى آفاق الملكوت ، شهدت عجائب أكثر ومشاهد أروع من ذلك اليوم ، يوم عاشوراء الخميني .
انه يوم عروج نفس مطمئنة إلى حيث يكمن اللطف والرحمة الالهية ، ويوم صعود العمل الصالح الذي تحول إلى رداء من نور يلبسه الجسد الملكوتي لتلك الروح المجردة وقد استحال إلى وابل من غفران وفضل رباني يمطر وجود ذلك العبد الصالح إلى دار سلام أبدي تضم بين حناياها ذلك التائق إلى الرضوان الإلهي .
وأسفاً على ذلك المحفل الملكوتي لم تكن بارقة من أنواره تصلنا نحن أهل الأرض فتواسينا وتعزينا ، ولم يكن من نصيبنا إلا الدموع المنهمرة من أعيننا على نيران هجران ذلك الانسان الذي كان قبلة القلوب .
لقد كانت لوعة مصيبة فقدان ذلك الأب الرؤوف والمعلم الشفيق والمرشد الحكيم والراصد المستيقظ دوماً والطبيب الحاذق في معرفة الآلام وعلاجها ، وملاك رحمة الله تعالى على الأمة ، وتذكار الأنبياء والأولياء في الأرض ، وحرقة فقدانه تكويان أهل الأرض وتفرقهم في بحر من الغم الذي لا تنفع معه أي مواساة .
لقد فقد الدهر الانسان الأوحد فيه وابتلعت الأرة درة يتيمة لا مثيل لها ولا بديل .
لقد فارق الدنيا حامل لواء الاسلام العملاق بعد عمر مبارك قضاء في السعي الدؤوب من أجل رفعة الاسلام ، وجلس للعزاء قطب عالم الامكان وولي الله الأعظم أرواحنا له الفداء في مصيبة خليفته .
* مثلما هزّ أثناء حياته العروش الفرعونية فإنه بموته سلب الكرى والاحلام الباطلة من عيون الأعداء .
ومن الآن فصاعداً سيشهد العالم تفتح براعم الخميني الكبير يوماً بعد آخر وأن النبتة التي قام بغرسها والبذرة التي زرعها هي تلك الكلمة الطيبة التي : (( أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها )) .
* لقد ظل الأعداء المجروحون من هذه الثورة ينتظرون بلهفة يوم فقدانه وينظرون إليه شزراً بعين الطمع والغدر ، لكي يتطاولوا _ في غياب ذلك الراصد اليقظ والحارس العتيد _ على وليده الناشىء وميراثه وحصيلة مساعيه وهو الجمهورية الإسلامية في إيران والصحوة الإسلامية في العالم .
لكن اليقظة الثورية والايمان الواعي والوفاء المصطبغ بلون العشق ، والتي أبداها الشعب الإيراني العظيم في تشييع نعش الامام كان تشييعاً فريداً من نوعه ، ومراسم العزاء التاريخية لذلك الانسان الفذ والحوادث التي تلك ذلك اليوم والعلاقة الوثيقة والروابط العميقة التي أبداها مسلمو العالم في آسيا وأوروبا وأفريقيا وغيرها نحو الشعب الايراني والإمام الفقيد . كلها قد أدخلت اليأس في قلوب الأعداء وحولت تحليلاتهم وتوقعاتهم إلى خرافات وأوهام وأباطيل .
* لقد بدأ إمامنا الكبير عصراً جديداً واننا اليوم ونحن نحمل قلوباً وأنفساً مترعة بالأسى واللوعة لفقدان ذلك الانسان العزيز الذي لا مثيل له في الأمة الاسلامية ، فإن علينا أن نؤدي أعظم وظيفة وهي أن نعرف خصائص هذا العصر الجديد الذي بدأه الإمام وجعل الشعب يسبح في أجوائه ، وأن نحافظ عليها.
فى كلام ولى أمر المسلمين الخامنئى ( حفظه الله ورعاه بحق محمدوآل محمد)
اننا محرومون اليوم _مع الأسف_ من فيض وجوده ، فقد كان نعمة كبرى للغاية ، فواحسرتاه وواأسفاه وألف آه على خسارتنا إياه ، والأكثر من ذلك أثارةً للأسف أنه غادرنا في الوقت الذي كان فيه العالم الإسلامي في أمس الحاجة إلى قيادته وتوجيهاته وإلى الشخصية التي أحياها في كيان الناس المظلومين والمستضعفين والشعوب المستذلة الممتهنة الكرامة
* لم يكن يخطر في بالي أن يأتي اليوم الذي لا يكون فيه الإمام بيننا ونبقى نحن نتحدث كمسؤولين وزملاء وعلى أي حال فقد كان فقدانه مصيبة عظمى حلّت بالعالم الاسلامي وأحدثت فراغاً كبيراً وعجيباً .
* كانت هذه الحادثة تشبه _ في نظر الأمة الإسلامية _ حادثة وفاة رسول الله (صلى الله عليه وآله) وشهادة أمير المؤمنين (عليه السلام) . وحقاً إن الأمة الإسلامية في كل مكان أحسّت باليتم بفقدانه .
* لربما لا يمكن أن يملأ الفراغ الذي حصل في قلوبنا وأرواحنا وفي حياتنا وحياة العالم الاسلامي كله لسنين طوال .
* حينما توفي الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ضجت المدينة دفعة واحدة بالبكاء والعزاء ، ووصلت عواطف الناس المرهفة إلى حد صار فيه ذلك اليوم يوماً فريداً في التاريخ ، لكننا حينما رأينا هياج عواطف الشعب الإيراني العظيم حينما تلقوا خبر وفاة الامام ، فإننا جددنا إيماننا بهذه الحقيقة ، وهي أن مسلمي زماننا وشعبنا المخلص متقدمون على من كانوا في عهد نبي الإسلام الكريم (صلى الله عليه وآله) وعصر صدر الإسلام ، من حيث عمق الايمان والعواطف الملتهبة على مستوى عامة الناس
لقد كنت أحدث نفسي خلال السنوات الأخيرة مراراً أن دنيا تخلو من وجود الامام هي في اعتقادي دنيا مظلمة ولا روح فيها ، ولم أتحمل مجرد تصورها وكنت أستعيذ بالله من هذا اليوم .
* قبل الآن ، كنا نلجأ إليه في كل مصيبة تحل بنا ، وكان يفهمنا ببيانه الرائع ثقل تلك المصيبة وعمقها ، وكان يواسينا بها : كاستشهاد الأستاذ المطهري ، ووفاة المرحوم الطالقاني ، وشهادة شهداء المحراب ، وفاجعة انفجار مقر الحزب الجمهوري الاسلامي ، وفاجعة استشهاد الشهيدين رجائي وباهنر ، وقبلها جميعاً في مذبحتي 15 خرداد (5 حزيران 1963 ) و 17 شهريور (8 أيلول 1987) وباقي المصائب .
أما اليوم ، فأين ذلك الميزان العظيم كي يقيس لنا مقدار ثقل هذه المصيبة ؟ وأين هو ذلك الذي له قلب بسعة البحر العظيم ، الذي يحتضن الأمواج الغاضبة والهائجة لتلقى عند شاطئه الساكن والمستقر ؟ لم بيق لنا إلا أن نلتجأ إلى الإمام الحجة بقية الله (أرواحنا فداه) ونقدم له التعازي ونرتجي عنده المواساة .
على الرغم من أن يوسف أمتنا العزيز لم يعد بيننا الآن وكان وجوده يتجلى في وجود كل واحد من الحجاج الايرانيين العاشقين لله ، ولكنه مفقود هذا اليوم . بيد أنه يمكن العثور عليه في كل قلب ذاكر وعارف وفي كل نفس تواقة والهة ، وفي كل لسان ناطق بالحق وفي وجود كل مسلم غيور ومتحرق وفي كل مكان يجري فيه حديث عن عزة الاسلام ووحدة المسلمين والبراءة من المشركين والنفور من أنداد الله وأصنام الجاهلية .
إنه حي ما دام الإسلام المحمدي حياً ، وأنه حي ما دام لواء عظمة الإسلام ووحدة المسلمين والنفور من الظالمين عالياً خفاقاً .
* كان هذا الإنسان الفذ قدوة في الايمان والاخلاص والعمل ، هذا الانسان الذي هزّ العالم اليوم بوفاته والتحاقه بالرفيق الاعلى مثلما يهتز العالم _عادة_ لفقدان الأنبياء والأولياء . ولا شك في أن هذا الانسان الجليل الفذ من أولياء الله ، وقد هز العالم بارتحاله ، وكان قدوة لنا في إيمانه بالله وبنهجه وأهدافه .
* كان انساناً بلغ قمة الهيبة وهو في غاية التواضع ، ولما غربت شمس وجوده الآن ، لم يستطع حتى أعداؤه كتمان عظمته .
* لقد شاهد أصحاب البصيرة لمعات قرب الحق في طلعته النيرة ، وذاق الجميع طعم البر الالهي الذي ينهمر في حياته ومماته ، وقد استجيب دعاؤه الذي كان يقول فيه : ( إلهي لم يزل برك علي أيام حياتي فلا تقطع برك علي في مماتي ) .
فأحدث برحيله ثورة أخرى ... اجتمع حول نعشه عشرة ملايين قلب محترق وفجع مئات الملايين من المسلمين في كل انحاء العالم وأغرقهم في بحر حزنه وعزائه .
لقد كانت مصيبة فقدان الإمام بمستوى عظمة الإمام نفسه ، وهل هناك غير الله وأوليائه من يعرف مدى هذه العظمة ؟! هناك حيث القلوب الكبرى تفقد تماسكها وحيث لا يتمالك العظماء أنفسهم ، هناك حيث السوح ملأى بالملايين الملايين من أفراد البشر الذين لا يقر لهم قرار ، فأي لغة أو قلم يستطيع أن يعبر عن عظمة هذه السوح ؟!
وهل استطيع أنا أن أصف هذه العظمة وقد كنت قطرة قلقة يعوزها الصبر في ذلك المحيط المتلاطم في ذلك اليوم وتلك الأيام .
أما الوجه الآخر للمشهد وأعني بذلك أفق ملكوت العالم في ذلك اليوم ، فقد كان ميسوراً لأهل البصيرة والمعرفة فقط ... نعم ربما شهدت الأحداق النافذة والتي تخرق رؤاها كل حجب الملك ، وتحلق طيور رؤيتها إلى آفاق الملكوت ، شهدت عجائب أكثر ومشاهد أروع من ذلك اليوم ، يوم عاشوراء الخميني .
انه يوم عروج نفس مطمئنة إلى حيث يكمن اللطف والرحمة الالهية ، ويوم صعود العمل الصالح الذي تحول إلى رداء من نور يلبسه الجسد الملكوتي لتلك الروح المجردة وقد استحال إلى وابل من غفران وفضل رباني يمطر وجود ذلك العبد الصالح إلى دار سلام أبدي تضم بين حناياها ذلك التائق إلى الرضوان الإلهي .
وأسفاً على ذلك المحفل الملكوتي لم تكن بارقة من أنواره تصلنا نحن أهل الأرض فتواسينا وتعزينا ، ولم يكن من نصيبنا إلا الدموع المنهمرة من أعيننا على نيران هجران ذلك الانسان الذي كان قبلة القلوب .
لقد كانت لوعة مصيبة فقدان ذلك الأب الرؤوف والمعلم الشفيق والمرشد الحكيم والراصد المستيقظ دوماً والطبيب الحاذق في معرفة الآلام وعلاجها ، وملاك رحمة الله تعالى على الأمة ، وتذكار الأنبياء والأولياء في الأرض ، وحرقة فقدانه تكويان أهل الأرض وتفرقهم في بحر من الغم الذي لا تنفع معه أي مواساة .
لقد فقد الدهر الانسان الأوحد فيه وابتلعت الأرة درة يتيمة لا مثيل لها ولا بديل .
لقد فارق الدنيا حامل لواء الاسلام العملاق بعد عمر مبارك قضاء في السعي الدؤوب من أجل رفعة الاسلام ، وجلس للعزاء قطب عالم الامكان وولي الله الأعظم أرواحنا له الفداء في مصيبة خليفته .
* مثلما هزّ أثناء حياته العروش الفرعونية فإنه بموته سلب الكرى والاحلام الباطلة من عيون الأعداء .
ومن الآن فصاعداً سيشهد العالم تفتح براعم الخميني الكبير يوماً بعد آخر وأن النبتة التي قام بغرسها والبذرة التي زرعها هي تلك الكلمة الطيبة التي : (( أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أُكلها كل حين بإذن ربها )) .
* لقد ظل الأعداء المجروحون من هذه الثورة ينتظرون بلهفة يوم فقدانه وينظرون إليه شزراً بعين الطمع والغدر ، لكي يتطاولوا _ في غياب ذلك الراصد اليقظ والحارس العتيد _ على وليده الناشىء وميراثه وحصيلة مساعيه وهو الجمهورية الإسلامية في إيران والصحوة الإسلامية في العالم .
لكن اليقظة الثورية والايمان الواعي والوفاء المصطبغ بلون العشق ، والتي أبداها الشعب الإيراني العظيم في تشييع نعش الامام كان تشييعاً فريداً من نوعه ، ومراسم العزاء التاريخية لذلك الانسان الفذ والحوادث التي تلك ذلك اليوم والعلاقة الوثيقة والروابط العميقة التي أبداها مسلمو العالم في آسيا وأوروبا وأفريقيا وغيرها نحو الشعب الايراني والإمام الفقيد . كلها قد أدخلت اليأس في قلوب الأعداء وحولت تحليلاتهم وتوقعاتهم إلى خرافات وأوهام وأباطيل .
* لقد بدأ إمامنا الكبير عصراً جديداً واننا اليوم ونحن نحمل قلوباً وأنفساً مترعة بالأسى واللوعة لفقدان ذلك الانسان العزيز الذي لا مثيل له في الأمة الاسلامية ، فإن علينا أن نؤدي أعظم وظيفة وهي أن نعرف خصائص هذا العصر الجديد الذي بدأه الإمام وجعل الشعب يسبح في أجوائه ، وأن نحافظ عليها.