إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ثلاثة وجوه لمحسن عبد الحميد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ثلاثة وجوه لمحسن عبد الحميد

    ثلاثة وجوه لمحسن عبد الحميد - علي الشلاه

    [30-05-2005]
    يعد الشيخ محسن عبد الحميد من الشخصيات الاكثر اضطراباً في المشهد السياسي العراقي الراهن ، فقد استطاع الشيخ السني الكردي المولد والقومية ( ولد في كركوك عام 1937 ودرس في السليمانية من اسرة كردية من الملالي) ان يتعايش مع كل العصور التي مر بها العراق بل وان يستعرب خالعاً كرديته حسب مشيئة البعثيين أبان سنوات حكمهم السود مستغلاً النزعة الطائفية التي يشترك واياهم فيها ، ففي حين توهم كثيرون ان عبد الحميد سيقصى من التدريس في الجامعة وربما يعتقل اسوة باخوانه المجاهدين من الشيعة وبعض السنة الا انه بقي طليقاً منفذاً لرغبات النظام واجهزته الأمنية وكانت اخر مهمة كلف بها من قبل عزة الدوري نائب صدام هو عضوية لجنة برئاسة مدير الأمن العام للرد على انتشار اشرطة الخطيب العراقي الأشهر الدكتور أحمد الوائلي أواخرالتسعينات واستجاب هو للمهمة على مافيها من ضعة وامتهان ودونية .

    وعند سقوط الدكتاتورية تفاجأ كثيرون وهم يرون الشيخ عبد الحميد يتنقل بين الضباط والجنود الأمريكيين في فندق فلسطين أكثر من أية شخصية عراقية اخرى في محاولة يائسة لتشكيل حكومة موالية للاحتلال او الاشتراك فيها على الأقل، وهو ماتحقق له عند تشكيل مجلس الحكم حيث مثل السنة ( العرب ) اضافة الى السياسيين المعروفين نصير الجادرجي وعدنان الباججي اللذان رفضا اللهجة الطائفية السائدة في خطابه ، بعد ان احيا اسم حزب ميت منذ نهاية الستينات هو الحزب الاسلامي الذي لاعلاقة له بجذوره من قريب او بعيد لكنه لم يستطع احتلال اسم الاخوان المسلمين لوجود عدد من كوادرهم الفاعلة الذين يعرفون ماضيه وعلاقاته باجهزة نظام صدام الأمنية جيداً ، غير ان مسيرة عبد الحميد الطائفية تواصلت في مجلس الحكم فكان يعترض على كل مايطرح من زملائه الأعضاء الشيعة ممايضطرهم وبعض الاعضاء الآخرين العرب السنة الى اسكاته كما حصل عندما رفض عبد الحميد ان يصدر مجلس الحكم بياناً في نعي الدكتور أحمد الوائلي عند وفاته بحجة نقده للصحابة في محاضراته مما حدا بالعضو نصير الجادرجي الى نهره قائلاً ان ثلاثة ملايين عراقي خرجوا لتشيع الوائلي .

    كما بقي عبد الحميد يشعر بالنقص ازاء الزعماء الأكراد لعلمه برصيدهم الشعبي الذي يفتقر له هو تماماً فقام بدور المترجم للزعيم الكردي مسعود البرزاني عند رئاسته لمجلس الحكم عندما اراد البرزاني الحديث بالكردية رغم علم الشيخ عبد الحميد انه عضو مجلس حكم والمفروض ان منزلته مقاربة لمنزلة الزعيم البرزاني علاوة على ان عربية الأخير لاتقل عن عربية المترجم الشيخ اضافة الى وجود مئات المترجمين الأكراد القادرين على ذلك اضافة الى الاعضاء الاكراد الآخرين في مجلس الحكم .

    وفي الانتخابات ادرك عبد الحميد انه لن يحصد اكثر من عشرات الأصوات لانعدام رصيده الجماهيري عند العرب ولوجود زعامات حقيقية عند الأكراد لاتترك له املاً في النيابة حتى باسم الاسلاميين الاكراد فقام بالدور الأخطر في حياته عندما قدم قائمة بالمرشحين قاطعاً الطريق على تكوين قوائم اخرى للسنة العرب الذي قاطع بعضهم الانتخابات لكنه سرعان ماانسحب بعد انتهاء موعد الترشيح ليترك الساحة مرتبكة وليفتح الطريق امام فوز كردي كبير مكن الأكراد من فرض شروطهم على القوائم الأخرى وكادت عقدة كركوك ان تودي بالعراق كله عندما وجد الزعماء الأكراد ان الفرصة سانحة لهم لمرة نادرة في التاريخ بان يحصلوا على كركوك ( مسقط رأس الملا محسن عبد الحميد حسب لقبه لدى الاخوة الأكراد) فتشددوا في مطالبهم لكن تشدد القوائم الاخرى في المقابل وخصوصاً الدكتور ابراهيم الجعفري رئيس الوزراء المكلف قد حال دون ذلك ، ويبدو ان رؤية الشيخ عبد الحميد في مقاطعة الانتخابات كانت ترمي الى احراج الزعماءالشيعة في موضوع كركوك فاذا وافقوا فقد تحقق له مايريد من خلال الزعم



    بانهم يسعون لتقسيم العراق من خلال اعطائهم كركوك للأكراد ، وان لم يوافقوا فقد تسوء علاقتهم بالزعماء الأكراد وهو غاية مايتمناه هو وحلفاؤه الطائفيون وفي كلا الحالين لن يحرج هو باعلان رأيه في كركوك وعائديتها مما يبقي ابوابه مشرعة مع الطرفين السنيين العربي والكردي .

    وحين فشلت رؤيته في الانتخابات فقد وجد نفسه في منافسة مع مرجعية سنية اخرى هي هيئة الشيخ حارث الضاري الذي كان قد تقاسم المشهد السني معه على ان يظل عبد الحميد مع الحكومة وقبلها مجلس الحكم لكي لاتضيع الكعكة تماما كما ضاعت على الشيعة في بدايات القرن المنصرم ، وعلى الرغم من العلاقة العسلية التي ربطت محسن عبد الحميد وحزبه بالمحتلين الامريكان- وتأكيده على النضال السلمي فقط وهو الأمر الذي لم يلمه عليه احد رغم لومهم للاحزاب الشيعية القائلة به واتهامهم لها بالخيانة- فان المزايدة على الشارع السني مع هيئة علماء السنة القريبة شكلاً ومضموناً من حركة طالبان الأفغانية وافكارها قد نقل خطاب عبد الحميد خطوات كبيرة في باحة الطائفية والتشدد وصارت وسائل اعلامه تدق طبول الحرب الطائفية ليل نهار، في محاولة مفضوحة لسد باب المشاركة في الحكم على القوى العلمانية والعقلانية السنية التي تؤمن بالوحدة الوطنية وبمبدأ المواطنة لكل العراقيين شيعة وسنة ومسيحيين او عرباُ وأكراداُ وتركماناً وكلدواشوريين .

    ترى لماذا اعتقل الأمريكيون اقرب الحلفاء اليهم في المشهد السني العراقي وهل هناك مبررات قوية لهذا الأمر تجعل الامريكيين يجازفون بتهشيم صورة طالما حاولوا تصويرها بانها قابلة للرأب ؟

    اسألوا محسن عبد الحميد عندما يفرج عنه حلفاؤه الأمريكان قريباً
    .
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X