كشف قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلية الجنرال بني غينتس، النقاب أمس عن أن خلية حزب الله التي اصطدمت الأسبوع الفائت بوحدة خاصة إسرائيلية، كانت تخطط لعملية نوعية، موضحا أن قواته أحبطت محاولة الحزب لاختطاف جنود.
ونعت المقاومة الإسلامية مساء أمس الشهيد ملحم حسن سلهب الذي سقط شهيدا في هذه المواجهة.
وأعلن رئيس الحكومة الإسرائيلية أرييل شارون أن حكومته معنية بحدود هادئة مع لبنان، مشيرا الى انها لن تنسحب من مزارع شبعا.
وفي مؤتمر صحافي خاص عرض الجنرال غينتس نتائج التحقيقات التي أجرتها قيادة الجبهة الشمالية الإسرائيلية حول المواجهات الأخيرة مع حزب الله. وقال إن خلية حزب الله مكثت في المنطقة أقل من يوم واحد قبل اكتشافها والصدام معها. وأشار إلى أن ناشطا رفيع المستوى من حزب الله لقي مصرعه وأن اثنين من رفاقه أفلحا بالفرار وأن أحدهما على الأقل أصيب بجروح.
وأعلن حزب الله أن الشهيد الذي سقط <<في ميدان الشرف أثناء المواجهات البطولية الأخيرة التي خاضتها المقاومة الإسلامية، مع قوات النخبة في جيش العدو>> هو ملحم حسن سلهب. وأشار بيان المقاومة إلى أن الشهيد من مواليد حارة صيدا وأنه <<التحق بصفوف المقاومة في العام 84 وشارك في عشرات العمليات ضد قوات العدو وعملائه>>.
وأوضح قائد الجبهة الشمالية الإسرائيلية أن خلية حزب الله كانت مزودة بمعدات متطورة وكاميرات حديثة وبنادق من طراز إم 16 بتصويب ليزري إضافة إلى أجهزة رؤية ليلية. ويبدو أن سقوط الكاميرات بأيدي الجيش الإسرائيلي أتاح له التعرف على أسماء مقاتلي الحزب واسم الشهيد.
ونقل موقع <<معاريف>> الإلكتروني عن مصادر في قيادة الجبهة الشمالية قولها إن <<هذه هي الخلية الأشد تطورا، من ناحية وسائل القتال، التي يصطدم بها الجيش الإسرائيلي منذ الخروج من لبنان قبل حوالى خمس سنوات>>. وبحسب التقديرات فإن هذا العتاد المتطور لدى حزب الله يعبر عن التمويل القوي الذي يحظى به.
وقال غينتس عن المواجهة في مزارع شبعا إنه <<في الأيام الأخيرة مررنا بحادث مهم في ذلك القطاع، وعلى ما يبدو حلنا دون اختطاف جنود. لقد كان لهذه الخلية هدف وهو زعزعة الاستقرار على الحدود وتصعيد الموقف>>. وأضاف أن الخلية تسللت إلى الأراضي التي تسيطر عليها إسرائيل بخلاف ادعاءات حزب الله، موضحا أن لدى إسرائيل جثة أحد أفراد الخلية والمعروف باسمه الحركي <<جابر>>. وتابع أن القرار بشأن إعادة جثمان الشهيد هو أمر متروك للمستوى السياسي، وأن على الحكومة اللبنانية <<منع المنظمات الإرهابية
من العمل من أراضيها>>.
وأعرب غينتس عن أمله بأن ينفذ لبنان قرار الأمم المتحدة الداعي لنشر الجيش اللبناني في الجنوب وتجريد حزب الله من سلاحه. وأضاف أنه لم يتفاجأ من عدم رد حزب الله على غارات إسرائيل على مواقعه في لبنان.
وكان شارون قد أبلغ صحيفة <<هآرتس>> بعد المواجهات في مزارع شبعا أن <<لنا مصلحة في حدود هادئة قدر الإمكان في الشمال>>. وأضاف إن <<ذلك يلزم القوات العاملة هناك بالعمل بحذر شديد، من أجل عدم وقوع إصابات في صفوفهم، ومن أجل عدم إجبارنا على تنفيذ عمليات قاسية هناك. ودوما أقول لهم: احذروا. فمن المريح لنا أن تبقى الجبهة الشمالية هادئة>>.
وأبدى شارون تقديره بأنه ليست هناك فرصة الآن لنزع سلاح حزب الله، معتبرا أنه ليست لسوريا وإيران مصلحة في ذلك، <<فهؤلاء (حزب الله) يعملون لمصلحة السوريين الذين لا يزالون هناك، كما أن لإيران من الجهة الثانية مصلحة كبيرة في المحافظة على مكانتها في لبنان>>. وردا على سؤال حول احتمال انسحاب إسرائيل من مزارع شبعا، قال شارون <<لا حاجة لذلك. هذه ليست أرضا لبنانية، وإنما أرض سورية>>.