كيف تفسر القران
اختلف المسلمون في طريقة تفسير القران الكريم فمنهم من قال للقران تفسير
ظاهر فقط ومنهم من قال بالظاهر والباطن معاً أما الأول فسوف يقف محتاراً
أمام هذه الآيات ومثيلاتها
1( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ) (التوبة:67)
2- (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (الجاثـية:34)
3- (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ) (البقرة:245)
4- (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى
وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الاسراء:72) فلو اخذناها بالظاهر لكفرنا والعياذ بالله
لأن الله لأينسى وهو القائل ( لأتأخذه سنة ولأنوم ) إذن نضطر الى تأويلها
فنقول ( نسوأ الله : نسوا طاعته , فنساهم آي هملهم وتركهم ( سحب من تحتهم
بساط الرحمة والغفران والعفو ) أما الاية الرابعة فنضطر كذالك لتأويلها لأن
ظاهرها يتصادم مع العقل في عدالة الله فمن غير الممكن أن يعاقب الله أعمى
البصر في الاخرة لكونه اعمى فتأول اعمى البصرالى اعمى البصيره وكذالك
الأية الثالثة ( لانستطيع أن نأخذها بالظاهر لانه خلاف العقل والنطق فألله
الغني المغني كيف يُقرض فلذالك نأول الفعل يُقرض الى ينفق ماله في سبيل الله
واما الفريق الذي يقول بالظاهر والباطن معا فنقول له ان كلمه باطن معناها
خفي فاذا كانت هناك ايات خفيه سوف تسقط حجتها فان الله لايحتج الا بالواضح
البين وليس الخفي اما قائلهم الذي يقول انها خفيه على عامه الناس وواضحه
على العلماء وانهم هم الذين سوف يوضحونها لعامه الناس,نقول ان الله تعالى
قد قال في محكم كتابه (واما الذين كفروا(لاحظ الذين كفروا من عامه الناس)
افلم تكن اياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين)الجاثيه 30
وقوله(واذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم الا ان قالوا ائتونا بآ باءنا
ان كنتم صادقين)الجاثية 24 لاحظ (آياتنا بينات ) والباطن خفي ليس بيّن
وقوله(ولقد انزلنا آيات مبينات) النور 46 فكيف المبين أي الشارح يكون باطن
فكيف يشرح غيره اذا كان كذلك.
فيقول القائل اذن مافائدة العلماء؟ أن لهم أن يفهموا القرآن على اكثر من
وجه والعامة تفهمه على وجه واحد وهذا الوجه حجة يوم الحساب بحيث أن الوجوه
تفهمها العلماء لاتتصادم مع نفسها فلنأخذ بعض الايات .
1-(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)
(البقرة:152)
فظاهر الاية يقول ان نذكر الله فذكره اما في الصلاة اليومية ونوافلها او
في الدعاء والتسبيح، يذكرنا يكتب لنا الاجر والثواب وهذا التفسير حجة امّا
العالم من خلال تبحره في علم(اللغة والبلاغة والمنطق) يتوصل الى تفسير آخر
وعلى شرط ان لايتعارض مع ظاهر الاية فيقول ان ذكر الله في هذه الاية هو
استحظار الله عند المعصية أي عندما تتعرض لمعصية الله تمتنع لانك ذكرته في
وجدانك وهذا التفسير حجة على العالم وعلى من تعلمه من العالم وبلا شك أن
الله يقصد التفسير الاول والثاني لانه من دلائل بلاغة القرآن الكريم.
فنستنتج أن تفسير القرن ليس دائما بالظاهر وليس دائما بالتأويل ورأينا
أيضا الايات التي جاءت على اكثر من وجه، فمن هنا يتسنى لنا أن نسمي تفسير
القرآن ب(التفسير العقلي) الذي يعتمد على مدارك العقل( العلم والحكمة) ولهذا
قال عز وجل في الكتاب:
1-(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ
الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى
لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:89) أي تبيانا لاساسيات كل شي والتفاصيل فنأخذها من
النبي(ص)
2-(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
(محمد:24) 3- (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ
كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم:58) 4- (ولَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:17) 5- (إِنَّ هَذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)
(الإسراء:9) 6-( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ
يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38) 7-(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) 8-)وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً
عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ
الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ) (الرعد:37) ومنها
نفهم ان معنى (عربيا) هو مفهوم
) 9-رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) الطلاق:11
فاما الجزء الثاني من التفسير فهو خاص بعلماء التفسير فمنهم من يقول ان
الاداة كانت اسما او حرفا هي التي تحدد المعنى فقولهم هذا لا ياخذ مجرى
الاطلاق لاننا سوف نقف امام هذه الاية وايا ت اخرى عاجزين فمثلا الاية ( قد
يعلم الله المعوقين منكم ) الاحزاب 17 ؛ قد ، هنا اذا اعربناها حسب القاعدة
النحوية والتي قول اذا دخل قد على الفعل الماضي افاد ت التحقيق واذا دخلت
على المضارع افادت التقليل فالذي يعربها هنا للتقليل يكفر لان علم الله
كامل وليس ناقص
فليس لنا ان نعربها الا للتحقيق لان المعنى لايسمح لنا بذلك ولان الله هو
خالق الافعال فاي فعل ينسب الى الله فهو كامل ؛ ومنهم من قال ان المعنى هو
الذي يحدد معنى الاداة لان هناك ادوات لها اكثر من معنى ، وهذا الراي مصيب
في امور ومخطىء في امور لانه يفتح علينا باب التاويل الى اكثر من معنى حتى
لو وضع فيه نقطة يجب ان يكون في التحديد ضابط علمي ففي النهاية تجر هذه
العملية الى فوضى اذن ما علينا الاان نتخذ اوسط الامرين عقلا فنقول ان
الاداة هي التي تحدد المعنى ما لم يتعارض مع مدارك العقل فمثلا عندما ناتي الى
هذه الاية ( ولاصلبنهم في جذوع النخل ) طه 71 جاءت هنا (في) بمعنى (على)
لانها تعارضت مع العقل كيف يصلب الشخص داخل جذوع النخل ، وفي ذلك امثلة
كثيرة منها ( ليس كمثله شيء ) فالكاف في كل الكلام بمعنى مثل الا في هذه
الاية فهي حرف جر زائد يفيد التوكيد اذ لايصح عقلا ان نقول ( مثل مثله ) وهذا
شرك بالتاكيد ، فقد شابهت الكاف هنا الباء الحرف الجر الزائد الداخل على
خبر ليس( ليس زيد بقائم ) فكانها الاية بهذا اللفظ ( ليس بمثله شيء ) وقد
اجاز فريق من النحاة ان ينوب الحرف عن الحرف .
والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته
اختلف المسلمون في طريقة تفسير القران الكريم فمنهم من قال للقران تفسير
ظاهر فقط ومنهم من قال بالظاهر والباطن معاً أما الأول فسوف يقف محتاراً
أمام هذه الآيات ومثيلاتها
1( نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ
الْفَاسِقُونَ) (التوبة:67)
2- (وَقِيلَ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ
هَذَا وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ) (الجاثـية:34)
3- (مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ
لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ
تُرْجَعُونَ) (البقرة:245)
4- (وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمَى
وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (الاسراء:72) فلو اخذناها بالظاهر لكفرنا والعياذ بالله
لأن الله لأينسى وهو القائل ( لأتأخذه سنة ولأنوم ) إذن نضطر الى تأويلها
فنقول ( نسوأ الله : نسوا طاعته , فنساهم آي هملهم وتركهم ( سحب من تحتهم
بساط الرحمة والغفران والعفو ) أما الاية الرابعة فنضطر كذالك لتأويلها لأن
ظاهرها يتصادم مع العقل في عدالة الله فمن غير الممكن أن يعاقب الله أعمى
البصر في الاخرة لكونه اعمى فتأول اعمى البصرالى اعمى البصيره وكذالك
الأية الثالثة ( لانستطيع أن نأخذها بالظاهر لانه خلاف العقل والنطق فألله
الغني المغني كيف يُقرض فلذالك نأول الفعل يُقرض الى ينفق ماله في سبيل الله
واما الفريق الذي يقول بالظاهر والباطن معا فنقول له ان كلمه باطن معناها
خفي فاذا كانت هناك ايات خفيه سوف تسقط حجتها فان الله لايحتج الا بالواضح
البين وليس الخفي اما قائلهم الذي يقول انها خفيه على عامه الناس وواضحه
على العلماء وانهم هم الذين سوف يوضحونها لعامه الناس,نقول ان الله تعالى
قد قال في محكم كتابه (واما الذين كفروا(لاحظ الذين كفروا من عامه الناس)
افلم تكن اياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوما مجرمين)الجاثيه 30
وقوله(واذا تتلى عليهم آياتنا بينات ما كان حجتهم الا ان قالوا ائتونا بآ باءنا
ان كنتم صادقين)الجاثية 24 لاحظ (آياتنا بينات ) والباطن خفي ليس بيّن
وقوله(ولقد انزلنا آيات مبينات) النور 46 فكيف المبين أي الشارح يكون باطن
فكيف يشرح غيره اذا كان كذلك.
فيقول القائل اذن مافائدة العلماء؟ أن لهم أن يفهموا القرآن على اكثر من
وجه والعامة تفهمه على وجه واحد وهذا الوجه حجة يوم الحساب بحيث أن الوجوه
تفهمها العلماء لاتتصادم مع نفسها فلنأخذ بعض الايات .
1-(فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلا تَكْفُرُونِ)
(البقرة:152)
فظاهر الاية يقول ان نذكر الله فذكره اما في الصلاة اليومية ونوافلها او
في الدعاء والتسبيح، يذكرنا يكتب لنا الاجر والثواب وهذا التفسير حجة امّا
العالم من خلال تبحره في علم(اللغة والبلاغة والمنطق) يتوصل الى تفسير آخر
وعلى شرط ان لايتعارض مع ظاهر الاية فيقول ان ذكر الله في هذه الاية هو
استحظار الله عند المعصية أي عندما تتعرض لمعصية الله تمتنع لانك ذكرته في
وجدانك وهذا التفسير حجة على العالم وعلى من تعلمه من العالم وبلا شك أن
الله يقصد التفسير الاول والثاني لانه من دلائل بلاغة القرآن الكريم.
فنستنتج أن تفسير القرن ليس دائما بالظاهر وليس دائما بالتأويل ورأينا
أيضا الايات التي جاءت على اكثر من وجه، فمن هنا يتسنى لنا أن نسمي تفسير
القرآن ب(التفسير العقلي) الذي يعتمد على مدارك العقل( العلم والحكمة) ولهذا
قال عز وجل في الكتاب:
1-(وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ
أَنْفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاءِ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ
الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى
لِلْمُسْلِمِينَ) (النحل:89) أي تبيانا لاساسيات كل شي والتفاصيل فنأخذها من
النبي(ص)
2-(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)
(محمد:24) 3- (وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ
كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ) (الروم:58) 4- (ولَقَدْ يَسَّرْنَا
الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ) (القمر:17) 5- (إِنَّ هَذَا
الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ
الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً)
(الإسراء:9) 6-( مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ
يُحْشَرُونَ) (الأنعام:38) 7-(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) (يوسف:2) 8-)وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ حُكْماً
عَرَبِيّاً وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ مَا جَاءَكَ مِنَ
الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا وَاقٍ) (الرعد:37) ومنها
نفهم ان معنى (عربيا) هو مفهوم
) 9-رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ ) الطلاق:11
فاما الجزء الثاني من التفسير فهو خاص بعلماء التفسير فمنهم من يقول ان
الاداة كانت اسما او حرفا هي التي تحدد المعنى فقولهم هذا لا ياخذ مجرى
الاطلاق لاننا سوف نقف امام هذه الاية وايا ت اخرى عاجزين فمثلا الاية ( قد
يعلم الله المعوقين منكم ) الاحزاب 17 ؛ قد ، هنا اذا اعربناها حسب القاعدة
النحوية والتي قول اذا دخل قد على الفعل الماضي افاد ت التحقيق واذا دخلت
على المضارع افادت التقليل فالذي يعربها هنا للتقليل يكفر لان علم الله
كامل وليس ناقص
فليس لنا ان نعربها الا للتحقيق لان المعنى لايسمح لنا بذلك ولان الله هو
خالق الافعال فاي فعل ينسب الى الله فهو كامل ؛ ومنهم من قال ان المعنى هو
الذي يحدد معنى الاداة لان هناك ادوات لها اكثر من معنى ، وهذا الراي مصيب
في امور ومخطىء في امور لانه يفتح علينا باب التاويل الى اكثر من معنى حتى
لو وضع فيه نقطة يجب ان يكون في التحديد ضابط علمي ففي النهاية تجر هذه
العملية الى فوضى اذن ما علينا الاان نتخذ اوسط الامرين عقلا فنقول ان
الاداة هي التي تحدد المعنى ما لم يتعارض مع مدارك العقل فمثلا عندما ناتي الى
هذه الاية ( ولاصلبنهم في جذوع النخل ) طه 71 جاءت هنا (في) بمعنى (على)
لانها تعارضت مع العقل كيف يصلب الشخص داخل جذوع النخل ، وفي ذلك امثلة
كثيرة منها ( ليس كمثله شيء ) فالكاف في كل الكلام بمعنى مثل الا في هذه
الاية فهي حرف جر زائد يفيد التوكيد اذ لايصح عقلا ان نقول ( مثل مثله ) وهذا
شرك بالتاكيد ، فقد شابهت الكاف هنا الباء الحرف الجر الزائد الداخل على
خبر ليس( ليس زيد بقائم ) فكانها الاية بهذا اللفظ ( ليس بمثله شيء ) وقد
اجاز فريق من النحاة ان ينوب الحرف عن الحرف .
والسلام على من اتبع الهدى ورحمة الله وبركاته