بسم الله الرحمان الرحيم
ان زواج السيدة الجليلة خديجة(رض) بالنبي محمد(ص) كان سببا في ابتعاد نساء مكة عنها وقطع علاقتها بها.
استمر الوضع على هذه الحال الى ان حملت خديجة (رض) فلم يكن جنينها سوى فاطمة الزهراء(عليها السلام).
وعندما حان موعد الولادة ارسلت بطلب نساء قريش ليرافقنها في تلك اللحظات الحساسة والموجعة ,ولكنها فوجئت بجواب قاسي واحساس بارد,حيث اجبن قائلات:
"لم تسمعي لنا وتزوجت بيتيم ابي طالب الفقير,نحن ايضا لن نقدم على مساعدتك".
علا خديجة(رض) الغم عند سماعها ذلك الجواب القاسسي والتافه لكن نور الأمل عاد ليشع في اعماقها نتيجة ايمانها بالله تعالى,الذي لن يتركها وحيدة في تلك الحالة.
وبدات لحظات الوضع الصعبة وحدها في البيت,حتى خادمتها لم تكن موجودة بجانبها, وضاق قلبها اكثر فاكثر, فغضب الناس وخشونتهم تؤذيان روحها الطاهرة.
فجأة اشرقت روحها ,وفتحت عيناها لترى اربع من النساء قد احطن بها فاصابها القلق الشديد ,فقالت واحدة من النساء الأربع:
"انا سارة!
وهذه اسيا بنت مزاحم امرأة فرعون وهي صديقتك في الجنة
وتلك مريم بنت عمران
وهذه الرابعة التي ترينها هي كلثم ابنت موسى بن عمران!
جئنا لنلي امرك من النساء".
فقالت خديجة (رض):"فولدت فاطمة فوقعت على الأرض ساجدة رافعة اصبعها".
نعم ذلك مصداق الأية الكريمة:
(ان الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة الا نخافا ولا تحزنوا)
وبشر الله سبحانه وتعالى نبيه الكريم(ص) بهذا المولود في سورة الكوثر
(انا اعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر ان شانئك هو الأبتر).

اخوتي واخواتي كل عام وانتم بخير بمناسبة ولادة سيدة نساء العالمين واستغفر الله لي ولكم.