بسمه تعالى
والصلاة والسلام على النبي وآله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يعرف الشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، ذلك الشاعر الذي أتفحنا بغديريته و أمتعنا بأسطورته وأفجعنا بيقظانيته ، قصيدة يقظان التي كتبت للسيد الخلود والتي أثارت حوافز كثيرة من الشعراء لمعارضتها ، كيف لا وهي للمرحوم الدكتور الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ، وإذا كان أحمد شوقي قد لُقِبَ بأمير الشعراء فالسيد هو ملك الشعراء بلا منازع وذلك ليس تعصباً مني، وإنما الإبداع هو نفسه يشهدُ له بذلك .
بعد هذه المقدمة الصغيرة أتقدم إليكم بهذه الهدية المتواضعة وهي مقطع صوتي للشعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تغدمه الله بواسع رحمته يلقي فيه رائعته يقظان ويشرح القصيدة بشرح رائع مفجع أتمنى أن تحوز هذه الهدية على إعجابكم .
للتحميل اضغط بزر الفأرة الأيمن على رمز التحميل وثم حفظ الهدف بإسم (save traget as) :
http://www.arfa3.com/users/abubassem2002/yaqthaan.zip
أو يمكنكم تحميله على هذا الرابط
للتحميل اضغط بزر الفأرة الأيمن على رمز التحميل وثم حفظ الهدف بإسم (save traget as) :
http://up.c-ar.net/06/05/6550.zip
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


صورة تجمع بين الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قدس سره و الشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تغمدهما الله بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جنانه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
قصيدة يقظان
قصيدة السيد الشاعر الكبير الدكتور الشاعر السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله
كانت للشاعر بنت تركها في العراق طالبة يوم خرج قبل اثني عشر عاما ثم اكملت دراستها الجامعية وتزوجت من قريبٍ لها قبل الإنتفاضة الشعبانيةبأشهر . وحين انتكست الإنتفاضة فرت مع ثلاث وستين من أهلها إلى الأهوار ثم الى الجزيرة فصحراء نجد , وفي الصحراء وضعت وليدها البكر ( يقظان ) , اختارت له هذا الإسم لأنه من سِمات الذئب , وليذكرها أنها ولدته في الصحراء.
فإليها وإلى يقظانها الصغير , بعضَ هذا الحزن الكبير
نبئوني يا مَنْ برفحاءَ بانوا ...... كيف يغفو بليْلِها اليقظانُ
كيف هزَّتْ عواصفُ الرملِ مهداً ... ضجرتْ من بكائهِ الأوطانُ
ضاقَ فيه حضنُ الفراتين ذرعاً ... فتلقتهُ هذه الكثبانُ
فرشتْ جمرَها لهُ مُهَجُ البيدِ وجادتْ بشوكها السعدانُ
و تولتْهُ بالرضاعةِ أثداءُ السوافي وهدهدتهُ الرِعانُ
ثم غطاهُ من لظى القيظِ لفحٌ أريحيٌّ يغارُ منه الحنانُ
فاستنامتْ في ( نجد ) كالذئبِ إحدى مقلتيهِ .. وفي العراقِ الجَنانُ
وهنيئاً لحاضني ( القائدِ الرمزِ !) وما يحضنون , هذا الرهانُ
نامَ أطفالُهُمْ لديهِ .. وغصَّتْ ببقايا أطفالنا الوديانُ
غير أنا على الصحارى وما هُنّا , وهُمْ في ذرى القصورِ وهانوا
يا وليدَ الصحراءِ لاتعرفُ الصحراءُ عوداً يلويهِ رخواً بَنانُ
كُنْ - كما أرتجيكَ – عودَ قناةٍ يتمنى لو يعتليهِ سِنانُ
إنَّ يوماً ولِدْتَ فيهِ لَيومٌ ... نسيتْ فيه نفسَها الأزمانُ
ضاع تأريخُهُ القريبُ , وشبَّتْ في حنايا خمودِهِ النيرانُ
فتناسى المُدِلُّ بالرعبِ : أنَّ النارَ في كفِّ جاحميهِ دخانُ
وبانَّ ( الحزبَ ) الذي كان جيشاً ... يرعبُ الناسَ هَولُهُ اُلْعُبانُ
والزعيمَ الذي حشَرنا ( حمورابي ) بتمثالِهِ العظيمِ , جَبانُ
وبأن الشعبَ الذي كان يوماً ... مرتعَ الشكِ , كلُّهُ إيمانُ
ثارَ زحفاً يحطمُ الخوفَ حتى .. لم يعُدْ فيهِ للقيودِ مكانُ
( كربلاآتُهُ ) تناستْ مآسيها , وغطى ( عاشورَها ) شعبانُ
وانتماآتُهُ لأيامِ ( بدرٍ ) لم يبددْ أحسابَها ( نيسانُ )
يا وليدَ الصحراءِ ذكِّرْ بني قومِكَ : أنَّ العراقَ كانَ ... وكانوا .....
وسيبقى غيرُ الفراتيْنِ لم يصنعْ عراقاً , وليخسىءِ النسيانُ
كيف غالوا دمَ ( الشعيبةِ ) و ( العشرينَ ) و( الكوتَ ) واستباحوا وخانوا
كيف تظما بنتُ ( الرُمَيثةِ ) في نجدٍ , وتُسقى فراتَها الذؤبانُ
كيف جاءتْ بنو تميمٍ من ( الهندِ ) , وهلَّتْ من ( مكةَ ) التركمانُ !
كيف يُنمى الى ( عليٍّ ) فتىً يأباهُ , من لؤمِ عنصرٍ ( مروانُ ) !
وليقلْ ما يريدُ , ولينشرِ الإعلامُ ما شاءَ بَثهُ السلطانُ
فسيأتي يومٌ بهِ ينطقُ الحقُّ بليغاً , ويخرسُ الخيزرانُ
وستنشقُّ عن بنيها بطونُ الأرضِ , والغادرونَ كانوا فبانوا
وبِ ( سوقِ الشيوخِ ) لا رملِ ( رفحا ) من جديدٍ سيولَدُ (اليقظانُ )
وسترتدُّ كلُّ شاخصةٍ خجلى , وتبقى لأهلها ( بغدانُ )
الفراتانِ ماءُ يعربَ , لا الأتراكُ ترعاهما ولا إيرانُ
يا وليدَ الصحراءِ أنت على الصحراءِ نبتٌ يُغرى به الأرجوانُ
وَلدتكَ الشحناءُ ذئباً , فكنْ ذئبَ فلاةٍ , في جوفِهِ إنسانُ !
أنتَ ... مَنْ أنتَ ؟ .. أنت نبعٌ من ( الأهوارِ ) أودى بجذرِهِ الطوفانُ
وفسيلٌ من نخلةٍ كادَ – لولا الحقدُ – يزهو بعذقِهِ البستانُ
أنتَ , لولا ( الذئابُ ) , ما كنتَ إلا ( بلبلاً ) كلُّنا لهُ آذانُ
المناغاةُ , في صباحكَ عيدٌ , والبُكا , في مسائهِ , مهرجانُ
ورنينُ الأطفالِ أبلغُ ما تسمعُ أذنٌ , وما ينُثُّ لسانُ
وعزيزٌ عليَّ أنْ تتلقاكَ رقيقاً تلكَ الصخورُ الخشانُ
وتُلاقيكَ بالأعاصيرِ والأنواءِ في رملِ ( رفحةَ ) الأحضانُ
الضحى مِن غبارِها الجَهْمِ ليلٌ ... والدجى مِن سَمومِها ضَحيانُ
يا وليدَ الصحراءِ لولا ( دمشقٌ ) وقلوبٌ , لِما لقيتَ , حِزانُ
وجذورٌ شدتكَ بِ ( الأسدِ ) الهادرِ تُرعى حقوقُها وتُصانُ
لتناستكَ يعربُ , واستضافَتكَ صِلالُ الفلاةِ والعِقبانُ
ولحيّاكَ مِن ذرى ( نجد ) لفحٌ عربيٌّ بِ (أمنِهِ ) يُستعانُ
أريحيٌّ نماهُ للكرمِ الباذخِ ( فِهرٌ ) وأنجبتْ ( عدنانُ ) !
أكثيرٌ عليهِ أنْ يفتحَ الصحراءَ للجارِ لزَّهُ الطغيانُ !!
ويحوكَ الهجيرَ خيمةَ عِزٍّ ... اللظى والرمالُ فيها جِفانُ !!
وإذا اهتزتِ المقاصيرُ بالأمسِ لصرعى الكويتِ وهي جِنانُ ......
فلأنَّ العراقَ مِنّا – وهمْ أهلٌ – وسعدٌ , وجابرٌ ضِيفانُ !!
وَسِماتُ الكرامِ أنْ ينزلَ الضيفُ , وتُجلى عن دارِها الوِلدانُ !!
يا أبا باسلٍ وبعضُ همومِ العُربِ أنَّ الجذورَ فيها تُشانُ
والدماءَ التي تشدُّ سوانا .. مزَّقتنا كأنها العدوانُ
العراقيُّ وهو للعربِ دارٌ .. وحسامٌ لِضَيمِهِمْ وَسِنانُ
وقلوبٌ إذا تشكَّتْ بِ ( يافا ) طِفلةٌ , شبَّ وّقدُها الغيْرانُ
وكأنَّ الرحابَ في ( النجفِ الأشرفِ ) مِن فرطِ غيضها ( وهرانُ )
والعراقيُّ حينَ ثارَ على الظلمِ وغالى بجانِحَيْهِ الهَوانُ
فاجأتْهُ أنَّ العروبةَ ( أمٌّ ) ما لَها – عند حزنِهِ – أجفانُ !!
طرَدتهُ (هَوازِنٌ ) فأجارَتهُ ( قريشٌ ) لكنهم ( رومانُ ) !!
يا أبا باسلٍ ولولا دمشقٌ .. ودمٌ فيكَ ماتِعٌ ريّانُ
لاعتقدنا أنَّ العروبةَ ( كأسٌ ) ننتشيها .... ودارُ يعربَ ( حانُ )
ضَمّنا مِنكَ خافِقٌ دونهُ الأهلُ , وَبِشرٌ تُنسى بِهِ الأحزانُ
واحتوانا مُجرَّبٌ لو أطاعوهُ , لَضلَّتْ طريقَها الأشجانُ
ولَكانتْ ( أمُّ المعاركِ ) حُلماً .. ضاقَ فيهِ ( بوشٌ ) وأضغثَ ( جانُ )
********************************************
رفحاء : المنطقة الصحراوية التي وضع فيها المهجَّرين العراقيين في السعودية.
والصلاة والسلام على النبي وآله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الكل يعرف الشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جنانه، ذلك الشاعر الذي أتفحنا بغديريته و أمتعنا بأسطورته وأفجعنا بيقظانيته ، قصيدة يقظان التي كتبت للسيد الخلود والتي أثارت حوافز كثيرة من الشعراء لمعارضتها ، كيف لا وهي للمرحوم الدكتور الشاعر السيد مصطفى جمال الدين ، وإذا كان أحمد شوقي قد لُقِبَ بأمير الشعراء فالسيد هو ملك الشعراء بلا منازع وذلك ليس تعصباً مني، وإنما الإبداع هو نفسه يشهدُ له بذلك .
بعد هذه المقدمة الصغيرة أتقدم إليكم بهذه الهدية المتواضعة وهي مقطع صوتي للشعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تغدمه الله بواسع رحمته يلقي فيه رائعته يقظان ويشرح القصيدة بشرح رائع مفجع أتمنى أن تحوز هذه الهدية على إعجابكم .
للتحميل اضغط بزر الفأرة الأيمن على رمز التحميل وثم حفظ الهدف بإسم (save traget as) :
http://www.arfa3.com/users/abubassem2002/yaqthaan.zip
أو يمكنكم تحميله على هذا الرابط
للتحميل اضغط بزر الفأرة الأيمن على رمز التحميل وثم حفظ الهدف بإسم (save traget as) :
http://up.c-ar.net/06/05/6550.zip
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


صورة تجمع بين الشهيد السعيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الحكيم قدس سره و الشاعر الدكتور السيد مصطفى جمال الدين تغمدهما الله بواسع رحمته وأسكنهما فسيح جنانه .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
قصيدة يقظان
قصيدة السيد الشاعر الكبير الدكتور الشاعر السيد مصطفى جمال الدين رحمه الله
كانت للشاعر بنت تركها في العراق طالبة يوم خرج قبل اثني عشر عاما ثم اكملت دراستها الجامعية وتزوجت من قريبٍ لها قبل الإنتفاضة الشعبانيةبأشهر . وحين انتكست الإنتفاضة فرت مع ثلاث وستين من أهلها إلى الأهوار ثم الى الجزيرة فصحراء نجد , وفي الصحراء وضعت وليدها البكر ( يقظان ) , اختارت له هذا الإسم لأنه من سِمات الذئب , وليذكرها أنها ولدته في الصحراء.
فإليها وإلى يقظانها الصغير , بعضَ هذا الحزن الكبير
نبئوني يا مَنْ برفحاءَ بانوا ...... كيف يغفو بليْلِها اليقظانُ
كيف هزَّتْ عواصفُ الرملِ مهداً ... ضجرتْ من بكائهِ الأوطانُ
ضاقَ فيه حضنُ الفراتين ذرعاً ... فتلقتهُ هذه الكثبانُ
فرشتْ جمرَها لهُ مُهَجُ البيدِ وجادتْ بشوكها السعدانُ
و تولتْهُ بالرضاعةِ أثداءُ السوافي وهدهدتهُ الرِعانُ
ثم غطاهُ من لظى القيظِ لفحٌ أريحيٌّ يغارُ منه الحنانُ
فاستنامتْ في ( نجد ) كالذئبِ إحدى مقلتيهِ .. وفي العراقِ الجَنانُ
وهنيئاً لحاضني ( القائدِ الرمزِ !) وما يحضنون , هذا الرهانُ
نامَ أطفالُهُمْ لديهِ .. وغصَّتْ ببقايا أطفالنا الوديانُ
غير أنا على الصحارى وما هُنّا , وهُمْ في ذرى القصورِ وهانوا
يا وليدَ الصحراءِ لاتعرفُ الصحراءُ عوداً يلويهِ رخواً بَنانُ
كُنْ - كما أرتجيكَ – عودَ قناةٍ يتمنى لو يعتليهِ سِنانُ
إنَّ يوماً ولِدْتَ فيهِ لَيومٌ ... نسيتْ فيه نفسَها الأزمانُ
ضاع تأريخُهُ القريبُ , وشبَّتْ في حنايا خمودِهِ النيرانُ
فتناسى المُدِلُّ بالرعبِ : أنَّ النارَ في كفِّ جاحميهِ دخانُ
وبانَّ ( الحزبَ ) الذي كان جيشاً ... يرعبُ الناسَ هَولُهُ اُلْعُبانُ
والزعيمَ الذي حشَرنا ( حمورابي ) بتمثالِهِ العظيمِ , جَبانُ
وبأن الشعبَ الذي كان يوماً ... مرتعَ الشكِ , كلُّهُ إيمانُ
ثارَ زحفاً يحطمُ الخوفَ حتى .. لم يعُدْ فيهِ للقيودِ مكانُ
( كربلاآتُهُ ) تناستْ مآسيها , وغطى ( عاشورَها ) شعبانُ
وانتماآتُهُ لأيامِ ( بدرٍ ) لم يبددْ أحسابَها ( نيسانُ )
يا وليدَ الصحراءِ ذكِّرْ بني قومِكَ : أنَّ العراقَ كانَ ... وكانوا .....
وسيبقى غيرُ الفراتيْنِ لم يصنعْ عراقاً , وليخسىءِ النسيانُ
كيف غالوا دمَ ( الشعيبةِ ) و ( العشرينَ ) و( الكوتَ ) واستباحوا وخانوا
كيف تظما بنتُ ( الرُمَيثةِ ) في نجدٍ , وتُسقى فراتَها الذؤبانُ
كيف جاءتْ بنو تميمٍ من ( الهندِ ) , وهلَّتْ من ( مكةَ ) التركمانُ !
كيف يُنمى الى ( عليٍّ ) فتىً يأباهُ , من لؤمِ عنصرٍ ( مروانُ ) !
وليقلْ ما يريدُ , ولينشرِ الإعلامُ ما شاءَ بَثهُ السلطانُ
فسيأتي يومٌ بهِ ينطقُ الحقُّ بليغاً , ويخرسُ الخيزرانُ
وستنشقُّ عن بنيها بطونُ الأرضِ , والغادرونَ كانوا فبانوا
وبِ ( سوقِ الشيوخِ ) لا رملِ ( رفحا ) من جديدٍ سيولَدُ (اليقظانُ )
وسترتدُّ كلُّ شاخصةٍ خجلى , وتبقى لأهلها ( بغدانُ )
الفراتانِ ماءُ يعربَ , لا الأتراكُ ترعاهما ولا إيرانُ
يا وليدَ الصحراءِ أنت على الصحراءِ نبتٌ يُغرى به الأرجوانُ
وَلدتكَ الشحناءُ ذئباً , فكنْ ذئبَ فلاةٍ , في جوفِهِ إنسانُ !
أنتَ ... مَنْ أنتَ ؟ .. أنت نبعٌ من ( الأهوارِ ) أودى بجذرِهِ الطوفانُ
وفسيلٌ من نخلةٍ كادَ – لولا الحقدُ – يزهو بعذقِهِ البستانُ
أنتَ , لولا ( الذئابُ ) , ما كنتَ إلا ( بلبلاً ) كلُّنا لهُ آذانُ
المناغاةُ , في صباحكَ عيدٌ , والبُكا , في مسائهِ , مهرجانُ
ورنينُ الأطفالِ أبلغُ ما تسمعُ أذنٌ , وما ينُثُّ لسانُ
وعزيزٌ عليَّ أنْ تتلقاكَ رقيقاً تلكَ الصخورُ الخشانُ
وتُلاقيكَ بالأعاصيرِ والأنواءِ في رملِ ( رفحةَ ) الأحضانُ
الضحى مِن غبارِها الجَهْمِ ليلٌ ... والدجى مِن سَمومِها ضَحيانُ
يا وليدَ الصحراءِ لولا ( دمشقٌ ) وقلوبٌ , لِما لقيتَ , حِزانُ
وجذورٌ شدتكَ بِ ( الأسدِ ) الهادرِ تُرعى حقوقُها وتُصانُ
لتناستكَ يعربُ , واستضافَتكَ صِلالُ الفلاةِ والعِقبانُ
ولحيّاكَ مِن ذرى ( نجد ) لفحٌ عربيٌّ بِ (أمنِهِ ) يُستعانُ
أريحيٌّ نماهُ للكرمِ الباذخِ ( فِهرٌ ) وأنجبتْ ( عدنانُ ) !
أكثيرٌ عليهِ أنْ يفتحَ الصحراءَ للجارِ لزَّهُ الطغيانُ !!
ويحوكَ الهجيرَ خيمةَ عِزٍّ ... اللظى والرمالُ فيها جِفانُ !!
وإذا اهتزتِ المقاصيرُ بالأمسِ لصرعى الكويتِ وهي جِنانُ ......
فلأنَّ العراقَ مِنّا – وهمْ أهلٌ – وسعدٌ , وجابرٌ ضِيفانُ !!
وَسِماتُ الكرامِ أنْ ينزلَ الضيفُ , وتُجلى عن دارِها الوِلدانُ !!
يا أبا باسلٍ وبعضُ همومِ العُربِ أنَّ الجذورَ فيها تُشانُ
والدماءَ التي تشدُّ سوانا .. مزَّقتنا كأنها العدوانُ
العراقيُّ وهو للعربِ دارٌ .. وحسامٌ لِضَيمِهِمْ وَسِنانُ
وقلوبٌ إذا تشكَّتْ بِ ( يافا ) طِفلةٌ , شبَّ وّقدُها الغيْرانُ
وكأنَّ الرحابَ في ( النجفِ الأشرفِ ) مِن فرطِ غيضها ( وهرانُ )
والعراقيُّ حينَ ثارَ على الظلمِ وغالى بجانِحَيْهِ الهَوانُ
فاجأتْهُ أنَّ العروبةَ ( أمٌّ ) ما لَها – عند حزنِهِ – أجفانُ !!
طرَدتهُ (هَوازِنٌ ) فأجارَتهُ ( قريشٌ ) لكنهم ( رومانُ ) !!
يا أبا باسلٍ ولولا دمشقٌ .. ودمٌ فيكَ ماتِعٌ ريّانُ
لاعتقدنا أنَّ العروبةَ ( كأسٌ ) ننتشيها .... ودارُ يعربَ ( حانُ )
ضَمّنا مِنكَ خافِقٌ دونهُ الأهلُ , وَبِشرٌ تُنسى بِهِ الأحزانُ
واحتوانا مُجرَّبٌ لو أطاعوهُ , لَضلَّتْ طريقَها الأشجانُ
ولَكانتْ ( أمُّ المعاركِ ) حُلماً .. ضاقَ فيهِ ( بوشٌ ) وأضغثَ ( جانُ )
********************************************
رفحاء : المنطقة الصحراوية التي وضع فيها المهجَّرين العراقيين في السعودية.