إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

كلمة المؤلف

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلمة المؤلف

    وجهنا الرسول ( صلى الله عليه وسلم) فأحسن توجيهنا إلى التزام حُسن الأدب تجاه آل البيت مع تمام الحب والإعزاز لهم.
    فقد خص سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم) أهل بيته بمقام الخصوصية قال فيهم "إنما فاطمة بضعة منى يؤذيني ما آذاها وينصبني ما أنصبها"..... و"يا فاطمة إن الله عز وجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك" وقال للإمام على (رضى الله عنه) "لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق".

    قال في الحسنين "اللهم إنى أحبهما فأحب من يحبهما " ... فلا إيمان لمن لا محبة له في آل البيت.
    وآل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) أولى البشر بالتقديس الملائكي منذ أن سجدت الملائكة لآدم في الملأ الأعلى في حضره رب العزة.
    وشهدت الملائكة التجلي الأعظم في معراج سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهم يقولون " اللهم صل على محمد وآل محمد"... ولا غرابة إذن أن يكون آل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) محل توقير واحترام ومحبة أهل مصر وأهل السنة والجماعة في كل أقطار الأرض.

    ولقد خص الله تعالى مصر بمجموعة من لآلىء آل بيت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) جاءوا وعاشوا على أرضها ودفنوا فيها وشرفوا ترابها.

    وكثيرمن من الذين يترددون على أضرحه آل بيت الرسول (صلى الله عليه وسلم) دون أن يعرفوا من تاريخها أو سيرها الشيء الكثير.

    وفيما يلي نعرض بعض اللالىء المدفونة في مصر وهم جميعاً من النسل الشريف الذين ينتمون في نهاية المطاف إلى سيدنا على بن أبى طالب (رضى الله عنه) والى سيدتنا فاطمة الزهراء بنت (صلى الله عليه وسلم) مباشرة وبعضهم من نسل السبطين الحسن والحسين.

    وحب آل بيت النبي إذن فرض وواجب ويتأكد هذا الحب بالتعبير عنه... والكتابة عن أهل بيت النبي (صلى الله عليه وسلم) شيء من هذا الحب نعبر به نحن عن هذا الحب.




    الإمام الحسين سبط الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم السلام ولد في بيت النبوة من أبنته البتول فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) وهو أخو الإمام الحسن ابنا على بن أبى طالب كرم الله وجهه.

    قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "حسين منى وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا – الحسن والحسين سبطان من الأسباط ... وهناك حديث مروى يقول إن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال "احشر أنا والأنبياء في صعيد واحد فينادى: معاشر الأنبياء تفاخروا بالأولاد فافتخر بولدي الحسن والحسين".

    الحسين من مواليد الخامس من شعبان في السنة الرابعة للهجرة ولد في المدينة المنورة ... وكان استشهاده في كربلاء يوم الجمعة وهو يوم عاشوراء من المحرم سنة 61 هـ بمعنى إن الحسين عاش عمرا يربو على السبعة والخمسين.

    وقد روى الرواة أن الحسين حين ولد سُر به جده الرسول (صلى الله عليه وسلم) و ذهب إلى بيت فاطمة الزهراء وحمله ثم قال ماذا سميتم ابني؟ قالوا حربا "على عاده العرب في تسمية أبنائهم بأسماء البطولة والشجاعة" - فسماه الرسول (صلى الله عليه وسلم) "حسينا" كان الحسين يشبه النبي (صلى الله عليه وسلم) ومن رآه كمن رأى الرسول... تربى الحسين فى حجر جده رسول الله وأدرك من عصر النبوة ست سنوات وسبعة أشهر وسبعة أيام ... كان فيها موضع الحب والحنان من أعظم جد عرفه التاريخ وقد أفرط سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في حب الحسين ويختصه بمزيد من العطف والبر.

    ولقد شاء الله أن ينتقل النبي إلى أكرم جوار – والحسين لم يزل صبيا صغيرا وبويع أبو بكر بالخلافة ولم يزل الحسين غض الأهاب ثم ماتت أمه فاطمة الزهراء فأنساه حزنه على أمه عطف أبيه وبره.

    ولما آل الأمر إلى عمر بن الخطاب (رضى الله عنه) لم يكن الإمام الحسين قد بلغ الحلم من العمر... ولما بويع عثمان بن عفان (رضى الله عنه) كان الحسين قد جاوز العشرين ... فأضحى فتى مكتمل الخلق واسع الأفق عابداً في زهد وعالماً في وقار شابا في حكمة الشيوخ شجاعا لايهاب الموت في سبيل الله.

    كان الحسين في طليعة المجاهدين الصابرين فلما سير عثمان بن عفان (رضى الله عنه) جيشا لفتح طبرستان بقياده سعيد بن العاص اشترك الحسين في الجهاد ليبذل دمه إعلاء لكلمة الله ... وقاتل مع أبيه أصحاب الجمل واشترك في موقعة صفين وقاتل الخوارج.

    وقصة استشهاد الإمام الحسين هي قصة ذات جذور ترجع إلى العصبية والقبلية في بني أمية – فقد آلت الخلافة من معاوية إلى أبنه يزيد وهو فتى فاسق وظالم ولم يبايع الحسين "يزيد" ولم يعترف به بالرغم من إن يزيد يعتبر بيعة الحسين له شيئا هاما... وفى المدينة بعد إن رفض الحسين مبايعة يزيد عزم على الهجرة من المدينة إلى مكة وفى مكة ذاع خبر رفض الحسين لمبايعة يزيد وهنا تتقاطر عليه الرسل من المسلمين عامةً وأهل الكوفة خاصةً يبايعون الحسين بالخلافة ويستعجلون مجيئه إليهم.

    لكن الحسين قبل إن يشد الرحال إلى الكوفة يرسل ابن عمه مسلم بن عقيل ليمهد له ويتحاور مع أهل الكوفة ويرى إن كانوا جادين ويذهب مسلم ابن عقيل للكوفه ... وبعد تأكده من أهل الكوفه يرسل للحسين رسولاً يبلغه بالمجىء إلى الكوفه فالكل على بيعته وهذا ما جعل الحسين يصمم على السير إلى الكوفة... ولكن في كربلاء كانت عيون وجواسيس يزيد بن معاوية تعرف إن مسلم ابن عقيل أرسل للحسين ليأتي إلى الكوفة. وهنا تتغير الأمور ويتغير والى الكوفة ويأتي بدلا منه عبد الله بن زياد وتضم البصرة إليه - وعبد الله بن زياد هذا من أم مجوسية وهو من أعوان يزيد بن معاوية الذي رفض الحسين مبايعته وقد استخدم عبد الله بن زياد مع أهل الكوفة من صنوف الإرهاب والقتل والصلب حتى انفضوا عن مسلم بن عقيل وبانت لمسلم حقيقة الموقف وهنا يسارع بإرسال الرسل إلى الحسين ليرجوه ألا يأتي للكوفة ... ولكن أعوان بن زياد تقبض على الرسل و لم تصل رسالة مسلم إلى الإمام الحسين.

    لقد استنصر مسلم أهل الكوفة لكنهم خذلوه وطاردوه وأخذ أسيرا ثم ضربت عنقه في التاسع من ذي الحجة عام 60 هـ ... بينما سار الحسين قاصداً الكوفة في الثامن من ذي الحجة أى قبل استشهاد مسلم بيوم واحد. سار الحسين وصحبه في الطريق إلى الكوفة وكانوا 72 أو 82 كما يقولون ليدافعوا عن الحسين ... ولكن عبد الله بن زياد أرسل إليه بجند اخذوا يضيقون على الحسين ومن معه حتى أوصلوهم إلى كربلاء.

    أقام الحسين ليلته الأخيرة في كربلاء وهو لا ينتظر من عاقبته غير الموت العاجل وطلب من أصحابه ان يتفرقوا عنه فأبوا إلا إن يموتوا دونه.

    كان موضع معسكر الحسين بحيث لا يبلغ الماء ... يحول بينه وبين ذلك أربعة آلآف مقاتل يكثر فيهم الفرسان وراكبو الإبل ويحملون صنوفا من السلاح وأصبح الصباح وبدأ اليوم الأغبر في كربلاء – بينما الحسين أمام جند ابن زياد يبحثون عن شربه ماء إذ بمجموعه من الفئة الظالمة تصيح به "ألا ترى الفرات كأنه بطون الحيات والله لا تذوقه حتى تموت ومن معك عطشان" وكان هذا اليوم من الأيام الشديدة الحرارة ... ويشتد عطش الحسين وعطش من معه من الصبية والصغار، ويدعو الحسين على الظالمين "أرجو أن يكرمني الله بهوائكم أنسيتمونى من أنا؟! هل يحل لكم قتلى وانتهاك حرمتي !! ألست ابن نبيكم !! أو لم يبلغكم ما قاله رسول الله لي ولأخى: هذان سيدا شباب أهل الجنة"... ثم أخذ الحسين ينادى بأسماء أهل الكوفة الذين استدعوه "الم تكتبوا إلى أن قد أينعت الثمار واخضر الجناب وإنما تقدم على جند لك مجنده" وهنا خشي قائد جيش ابن زياد أن يخرج الأمر من يده فأشار بسهمه معلنا بدء القتال وتبعته السهام من كل جانب.

    وهنا ينظر الحسين إلى أصحابه الذين بلغوا 32 فارسا و 40 راجلا ويقول قوموا يا كرام فهذه رسل القوم إليكم ... و في كربلاء حبسوا عن الحسين وأصحابه الماء ثلاثة أيام أو يزيد ولم يبال الحسين بالعطش ولكن ماذا عن الأطفال؟ ورأى الحسين ولده عبد الله يتلوى من ألمه وعطشه وحمله على يديه يهم إن يسقيه ويقول للظالمين "اتقوا الله في الطفل إن لم تتقوا الله فينا"... فقام احد من جنود الكوفة ورمى الطفل بالسهم وهو يصيح ليسمعه الجميع "خذ اسقه هذا" فنفذ السهم إلى أحشاء الطفل وهو بين يدي والده.

    واشتد عطش الحسين وحاول أن يدنو من الفرات ليشرب فرماه (حصين بن نمير) بسهم وقع في فمه فانتزعه الحسين وجعل يتلقى الدم بيديه فامتلأت راحتاه بالدم فرمى به إلى السماء وقد شخص إليها ببصره وهو يقول "اللهم إن تكن حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير منه وانتقم لنا من القوم الظالمين".

    وبعد استشهاد الحسين وجز رأسه الشريف أسرع أتباع يزيد إلى النساء بنات رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ينازعوهن الحلي والثياب لا يزعهم عن حرمات الرسول (صلى الله عليه وسلم) وازع من دين أو مروءه.

    ثم انقلبوا إلى جثة الحسين يتخطفون ما عليها من كساء حتى أوشكوا أن يتركوها على الأرض عارية ثم ندبوا عشرة من الفرسان يوطئون جثته بحوافر الخيل كما أمرهم بن زياد فوطئوها مقبلين ومدبرين حتى رضوا ظهره وصدره وهكذا قُتل الذكور من آل بيت النبي في كربلاء لم يبق غير الصبي على زين العابدين.

    استشهد الحسين ولم يمض على موت النبي (صلى الله عليه وسلم) سوى خمسون سنة، قطعوا الرؤوس ورفعوها على الحراب أمامهم، وتركوا الجثث ملقاة دون دفن، ولم يصلوا عليها، ومروا بالنساء الشريفات حواسر الرؤوس فولولن باكيات وصاحت السيدة (زينب رضي الله عنها) تستنجد وتستجير بجدها الرسول يا محمداه هذا الحسين بالعراء وبناتك سبايا وذريتك مقتلة".

    وجيئت برؤس آل البيت وطافوا بها في مدينة كربلاء ... نادي واليها ابن زياد إلى الصلاة الجامعة وصعد المنبر ثم خطب فقال "الحمد الله الذي اظهر الحق وأهله ونصر أمير المؤمنين يزيد بن معاوية وحزبه وقتل الكذاب بن الكذاب الحسين بن على وشيعته".

    وخرج من أهل الكوفة جماعة (التوابين) وداعيتهم المختار بن أبى عبيد الثقفي واقسموا ألا يتركوا واحدا من قاتلي الحسين.

    أما عبد الله بن زياد فقتل وأحرق وشركاؤه ألقيت أشلاءهم للكلاب ... وكان مجرد شبهة الاشتراك في كربلاء كافيا لذبح صاحبه وسحله وحرقه وصلبه ... وبلغ من انتقام جماعة التوابين حدا فاق مذابح كربلاء... وتلاحقت فيما بعد النكبات على أسره معاوية وعلى الأمويين بصفه عامة حتى قضى عليهم جميعا.

    وقد ترددت الآراء حول رأس الإمام الحسين وترى د/سعاد ماهر إن أقوى الآراء هو إن الرأس طيف به في الأمصار الإسلامية حتى وصل إلى عسقلان حيث دفن هناك وحينما إستولى الفرنجه على عسقلان، تقدم الصالح طلائع وزير الفاطميين فى مصر فدفع 30 آلف درهم واسترد الرأس الشريف ونقله إلى القاهرة ... وفى مكان المشهد الحسيني بدأت القاهرة القديمة من ألف عام أو يزيد على يد الفاطميين نسبة إلى فاطمة الزهراء أم الحسين وابنه رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وزوجة على بن أبى طالب وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) "إن الله فطم ابنتي فاطمة وولديها ومن أحبهم من النار".

    منطقة المشهد الحسيني كانت مقر حكم الفاطميين في القاهرة وفى مكان المشهد الحسيني الحالي وحوله كان "قصر الزمرد" أهم قصور دوله الفاطميين وهذا القصر كان يشمل منطقة خان الخليلي ويمتد حتى حافة شارع بورسعيد الآن، وفى مكان قصر الزمرد ... وكان اشرف مكان بالقصر تقام به الصلاة " جيء بالرأس الشريف ليدفن هناك، ولأن الزمرد لونه اخضر فقد سميت المنطقة بالباب الأخضر ومنطقة الباب الأخضر هي التي تضم مقام الإمام الحسين (رضي الله عنه) وهذا المقام يضم الرأس الشريف وعليه الآن مقصورة من الفضة تحوى فصوصا خمسا من الماس هدية من طائفة البهرة.
    ولا يمكن إن نتحدث عن المشهد الحسيني دون إن نتحدث عن غرفة تجاور الرأس الشريف وهذه الغرفة لها بابان احدهما يفتح على المسجد والأخر يفتح على المشهد الحسيني وفى داخل الدولاب الآثار النبوية الشريفة وتشمل: قطعة من قميص الرسول (صلى الله عليه وسلم) ومكحله ومرودا (عصا المكحله يكحل بها العين) وباقيا عصا وشعرات من شعره الشريف ومصحفين كريمين بالخط الكوفي على رق غزال احدهما منسوب لعثمان بن عفان والآخر منسوب لعلى بن أبى طالب (رضي الله عنهما) وهذه المخلفات النبوية تداولها آل البيت وتسارع عليها الخلفاء والأمراء.

    ويوجد بالمشهد الحسيني 15 شعرة من شعرات الرسول الشريفة فبعضها تم شراءه وبعضها أهدى للمشهد الحسيني وهذا يؤكد إن الرسول (صلى الله عليه وسلم) كان يهدى شعره بين الناس ... أما المصحفين المنسوبان لعثمان وعلى ليساهما المصحفين الأصليين وإنما تم نسخهما في عصر بعد عصر الخليفتين الراشدين رضي الله عنهما وأرضهما.


    المرجع : كتاب آل بيت النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى مصر للأستاذ أحمد أبوكف
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:28 PM
ردود 0
5 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, يوم أمس, 09:20 PM
ردود 0
6 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X