احبتي منتدى يا حسين ، اقدم لكم انجاز طيب الابعاد لزميلتي (بنت الجوادين ) من بغداد وهي ام رائعة وسيدة من طيب أرض بلاد الرافدين
مر على ارتباطي به حوالي خمسة سنوات ، لم أشعر خلالها براحة او أي شعور يبعث في نفسي الاطمئنان على الرغم من انه جيد وملتزم وذو سمعة طيبة ولكن، وآه من تلك اللكن الكريهة التي كانت تمثل فجوة عميقة بيننا.
ارهقني التفكير ومللت الدموع ولم أجد بعد كلمات كافية لأصرفه عن ذكريات ما زال متمسك بها لوحده ويدمرني عندما يحدثني عنها.
وفي أحد الليالي التي اسهرها برفقة دموعي ، حدثت ربي، وتوسلت إليه أن يلهمني طريقة استطيع بها ان أحافظ على بيتي لأني للحظات بدأت اتصور أن بيتي سينهدم ، فقطع علي خلوتي وبادرني بالسؤال :
- لمااذ أنت مستيقظة ؟. فجاءه الجواب هذه المرة عكس ما كان يسمع مني في كل مرة فقلت له:
- اليوم إتصلت بي احدى قريباتي ( وهو يعلم بان اخاها كان قد خطبني قبل إرتباطي به ) لتخبرني عن ظروف اخيها وكيف أنه الى الان لا ينوي الارتباط بأية إنسانة أخرى، وكنت أبدي على وجهي التأثر بذلك الكلام، واكثر من قول (ياأسفي عليه ، مسكين) وهو يسمع مني مبهوتاً لا يصدق ما يسمع ، وخصوصاً بانني اخبرته كيف تكلفت بمسالة زواجه والبحث عن عروس مناسبة له ، فسالني:
- ماذا تقولين؟. فأجبته بكل برود:
- ماذا بك؟.
- الم تفكري بمشاعري ، وموقفي ، كيف تجرؤين على التحدث عن رجل آخر ؟.
- وما دخل أهلي مقابل أدائي لواجبي تجاه اقاربي ، وهل تعتقد أنني فكرت في مشاعرك في تلك اللحظة التي أفكر فيها بأنقاذ ذلك المسكين الذي جنيت انا عليه؟. فبدأ يرتجف ويرعد ، فاخلدت الى النوم بكل هدوء ، واستيقظت بعد مرور ساعة تقريبا على صوت الباب وهو يفتح ويغلق فقلت له:
- ماذا بك؟.
- كيف تستطيعين النوم هكذا، بينما انا أتقطع من الداخل ، إجلسي واخبريني ، هل كل ما تحدثت به كان حقيقة ويعبر عن مشاعركِ؟.
- هل آلمك ما قلته؟
- والله ، أأني احترق .
- إجلس اذن لنتحدث ، ألا يدور هذا الحديث بيننا تقريبا في كل يوم، ولكن الادوار تكون معكوسة ، حيث تتكلم أنت وأنا أسمع ، وأبكي ، واتوسل بان لا تكرر هذا الكلام امامي، الم اخبرك في احد الايام بانني أشكوك الى الله في سجودي ، لأنك أحرقت آخرتي ودنياي بإثارتك لغيرتي التي كانت تثار بسبب كلامك وأفعالك، ألم تلاحظ بأن كلماتي التي رددتها امامك ، ما هي إلا سوى صدى لكلماتك انت ، الم تقل لي بأني لا أفكر في مشاعرك بل بمشاعر إمرأة أخرى ، لأنها حزينة بسبب عدم سعادتها في حياتها الزوجية ، وما ذنبي انا بتعاستها ، ألم ترفضك هي للاسباب نفسها التي اقنعتني بالزواج منك إمتثالاً لقول رسول الله (ص) ( أذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فأخترتك على العالمين، فغدرت بها الدنيا ، فكنت تراني وأنا أبكي في نفس هذا الوقت والمكان ، لتستيقض أنت من نومك الهاديء ، فترى دموعي ، وتبتسم إبتسامة يتقطع لها قلبي، وتعود لنومك إشرب الان من نفس الكأس التي أسقيتني منها لسنين وسنين ، وستعلم مدى المرارة في قلبي.
فلم يجبني وكانه لا يصدق ما يسمعه مني ، وقال:
- اخبريني فقط ، هل كان كلامك حقيقة؟.
- لا ، والله ولكن أعجزتني الحيلة ولم تسعفني الكلمات بالرغم من كثرتها على إفهامك مشاعري ....فاطرق رأسه وقال:
- لا والله لاأعود ألها ابداً ، انتِ قبل كل شيء ، اقاربي، ومشاعري، مشاعرك ما أفكر به الان .
- أنا إستخدمت نفس الكلمات التي نطقت بها انت ، كي لا أظلم نفسي بذنبك ، انا لا أريد منك ولا أطلب ان تتنكر لأهلك واقاربك ولكن فقط اريد أن تعلم باني زوجتك التي رضيت بك على الرغم من تعاسة ظروفك ، وعلى الرغم من انه كان امامها فرصة ثانية غيرك إلا انها فضلتك على الجميع ، وذلك لحسن دينك وأخلاقك، وان استقرارها النفسي والعاطفي وشعورها بالامان، يجعلها تقود سفينة عائلتها وتصل بها الى بر الامان، عليك بالله أصدقني القول إذا لم اشعر بحبك فكيف ساعطي اولادي الحب الذي يحتاجونه في الحياة، لقد جعلتني امر بظروف عصيبة اتذكر عندما كنت اقول لك حتى لو تكذب عليّ،سارضى فقط لا تخبرني بحديث لا احب سماعه، الم تكن ترى دموعي وأنا أتوسل تارة، وانتفض تارة بعصبية تارة اخرى،فوالله لولا حرصي على حياتنا العائلية، ويقيني بان معدنك طيب ،لم اكن لاصبر عليك ولم أكن لاقوم بهذه المحاولة التي لو فشلت ، لفشلت معها حياتنا.
فوضع يده على فمي وقال: (كفـــى) ولاول مرة ارى الدوع في قلبه، والحنان والحب يتدفق من عينيه، وضمني الى صدره ضمة طوى معها مرحلة ايام مريرة من حياتي ولكن بقيّ شيء، هو كيف ساتخلص انا من شعوري من الغيرة في الايام المقبلة حتى تكون تجربتي هذه ناجحة ، وهذا ما ساتحدث عنه في المرة المقبلة.
