
بدأ الفلسطينيون بأخذ كافة الإجراءات اللازمة للتصدي لأي عدوان إسرائيلي محتمل، مع قرب انتهاء المهلة التي حدّدتها الدولة العبرية، حيث انتشر المئات من المسلحين قرب المناطق المحاذية للسياج الحدودي التي سادها حالة من التوتر والاستعداد.
وانتشر المئات من المقاومين الفلسطينيين، من كافة الفصائل، عند المفترقات ومحاور الطرق، المؤدية إلى المناطق الحدودية للقطاع، ونشط هؤلاء المقاومون خلال ذلك في اتخاذ ترتيبات احتياطية، لمواجهة الاحتلال، وذلك من خلال زرع عبوات ناسفة في الطرق التي يحتمل أن تسلكها الدبابات والآليات الإسرائيلية، في حال اجتياحها للأراضي الفلسطينية، وفي بعض المحاور المؤدية إلى المناطق الحدودية، ووضع السواتر الترابية.
وأكد ممثلون عن التنظيمات الفلسطينية المسلحة، جاهزية فصائل المقاومة، لمواجهة العدوان الإسرائيلي. وقالوا إنه في حال قيام قوات الاحتلال بتنفيذ اغتيالات، أو اجتياح للمناطق الفلسطينية؛ فإن المقاومة ستردّ بشكل قاس، وبوسائل مبتكرة، وجديدة، وستتولى الاستبسال في الدفاع عن الأراضي الفلسطينية.
وقال "أبو عبيدة"، الناطق الإعلامي، باسم كتائب القسّام، الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنهم أتمّوا الاستعدادات لصد أي اجتياح محتمل وتم أخذ كافة التدابير. وأضاف "نحذر قوات الاحتلال من القيام بأي حماقة، ودخول إلى قطاع غزة، لأنها لن تجد ما يسرها، وسيكون الرد عليها بقوة".
وأعلنت "سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، حالة النفير العام، في صفوف مجاهديها، "للتصدي للعدوان الإسرائيلي المرتقب"، الذي يهدِّد أركان حرب الاحتلال بالقيام به في الساعات القادمة على قطاع غزة.
وجاء بيان صحفي إنّ السرايا، "إذ تعلن حالة النفير العام للتصدي للعدوان، لتدعو لتفعيل غرفة العمليات المشتركة بين جميع فصائل المقاومة، لتكون قادرة على مواجهة العدو الصهيوني ومخططاته الإرهابية، ولتؤكد للعدو أنّ المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي أمام عدوانه وجرائمه، ضد أبناء شعبنا الصابر"، وفق تعبيره.
وأكدت "سرايا القدس"، أنّ مجاهديها جاهزون للتصدي للعدوان، "وقادرون - بإذن الله - على ضرب العدو الصهيوني، والتصدي لاجتياحاته التي يعد لها"، كما جدّدت السرايا "العهد والبيعة مع الله على مواصلة طريق المقاومة والجهاد، حتى تحرير كامل التراب الفلسطيني المقدس، وزوال الاحتلال عن أرضنا المباركة"، بحسب تعبير البيان.
وكان "أبو هارون"، الناطق الإعلامي باسم كتائب الشهيد أحمد أبو الريش، التابعة لحركة فتح، قد أكد أنّ "عمليات المقاومة النوعية، وحدها هي الكفيلة بفك الحصار والإفراج عن الأسرى، واسترجاع الحقوق الفلسطينية السليبة".
وقال الناطق، في مؤتمر صحفي، عقده مساء أمس الاثنين في ساحة الجندي المجهول في مدينة غزة، "إنّ تهديدات أولمرت، ووزراء حكومته القيام بعملية عسكرية في قطاع غزة؛ لن ترهب الشعب الفلسطيني، وستقابل بضربات المقاومة"، التي قال "إنها لن تستقبل جنود الاحتلال بالورود والزهور".
وأكد الناطق باسم "أبو الريش"، أنّ الكتائب الفتحاوية ستلتف حول المقاومة، وستكون الدرع والجسر الواقي لمنع دخول قوات الاحتلال إلى قطاع غزة، حسب قوله، موجهاً رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي، ايهود أولمرت، ذكر فيها "إنك لا تستطيع الدخول إلى غزة والسيطرة عليها، وستخسر كثيراً أمام المقاومة وضرباتها".
وكان أولمرت قد هدّد بأنه سينفذ عملية اجتياح برية في قطاع غزة، إذا لم يتم إعادة الجندي الإسرائيلي المختطف، قبل اليوم الثلاثاء.
وفي حديثه، وجّه "أبو هارون" نداءً لآسري الجندي الإسرائيلي، طالبهم فيه بعدم خذلان الأسرى، ودموع الأطفال، قائلاً "نقول للخاطفين لا تخذلوا الأسرى وذويهم، ولا دموع الطفلة هدى غالية".
من جانبها؛ اتخذت المشافي والعيادات ومراكز الإسعاف الأولي في محافظة شمال غزة ترتيباتها للعمل في حال وقوع اجتياح، أو عدوان محتمل. وقالت مصادر إدارية وطبية مختلفة في هذه المؤسسات، إنها وضعت خططاً وبرامج لمواجهة نتائج الأحداث والتغيرات الأمنية في المنطقة، مشيرين إلى أنهم يعملون على مدار الساعة، خلال الأيام الماضية، لاستقبال حالات الطوارئ، وتلبية احتياجات المواطنين.
وأضافت المصادر الطبية أنه تمت زيادة عدد الأسرّة في أقسام الاستقبال، في المشافي والعيادات، وإخلاء غرف الطوارئ، والعمليات الجراحية العاجلة، تحسباً لوصول مصابين. هذا وتأهبت سيارات الإسعاف العاملة بوزارة الصحة، وجمعية الهلال الأحمر، والتابعة لمشفى العودة، للعمل، في أي لحظة.
يُشار إلى أنّ ثلاثة مشافٍ تعمل في محافظة شمال غزة هي العودة، والشهيد كمال عدوان في بيت لاهيا، ومشفى الخدمات الطبية في حي الندى، غرب بيت حانون، بالإضافة إلى عيادات الإغاثة الطبية، وعيادات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، علاوة على العيادات التابعة لوزارة الصحة في مختلف مناطق المحافظة.