إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

عمر وبو بكر يمنعان تدوين السنة ومن كتب السنة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • عمر وبو بكر يمنعان تدوين السنة ومن كتب السنة

    التدوين عند أهل السنة : وأما تدوين الحديث عند أهل السنة - وكما أشرنا إليه آنفا - فإن بعض الأصحاب ومنهم أبو بكر ، خالفوا تدوين الحديث بعد وفاة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بل منعوا التحديث عنه ( صلى الله عليه وآله )
    - أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 47
    أيضا ، ومن هنا فلم يستطع أحد من أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) أن يروي أو يكتب ما سمعه من النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، بل ألقوا ما كتبوا من الأحاديث في الماء أو أحرقوها بالنار ، وتبريرا لما فعلوه تجاه الحديث وتثبيتا لهذه الخطيئة الغير علمية اختلقوا أحاديث ونسبوها إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . نحو : ( لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه ) ( 1 ) ( 2 ) .

    المنع في عهد أبي بكر : إن الصديق جمع الناس بعد وفاة نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) فقال : إنكم تحدثون عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحاديث تختلفون فيها ، والناس بعدكم أشد اختلافا ، فلا تحدثوا عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) شيئا ، فمن سألكم فقولوا : بيننا وبينكم كتاب الله ، فاستحلوا حلاله وحرموا حرامه ( 3 ) .

    وقالت عائشة : جمع أبي الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكانت خمسمائة حديث فبات ليلة يتقلب كثيرا . قالت : فغمني فقلت : أتتقلب لشكوى أو لشئ بلغك ؟ فلما أصبح قال : أي بنية ! هلمي بالأحاديث التي عندك ، فجئته بها ، فدعا بنار فحرقها . فقلت : لم أحرقتها ؟ قال : خشيت أن أموت وهي عندي فيكون فيها أحاديث عن رجل ائتمنته ووثقت به ولم يكن كما حدثني فأكون قد نقلت ذلك ( 4 ) .

    * ( هامش ) *
    ( 1 ) صحيح مسلم 4 : 2298 كتاب الزهد والرقاق باب ( 16 ) باب التثبت في الحديث ح 72 .
    ( 2 ) والدليل على كون هذا الحديث من الأحاديث الموضوعة والمختلقة هو عدم تمسك أبي بكر وعمر به ، وسوف تقرأ في الفصول الآتية بأن أبا بكر وعمر قد تذرعا بمعاذير واهية واستدلا على منعهما نقل أحاديث النبي ( صلى الله عليه وآله ) وتدوينها بأدلة تافهة وحجج
    ركيكة ، ولو كان هذا الحديث مما قد ورد عن رسول الله حقا لتمسكا به في توجيه غايتهما ، وأضف على هذا ، ولو سلمنا صحة الحديث لكان الإمام مالك بن أنس ( الموطأ ) والإمام أحمد بن حنبل ( المسند ) ومؤلفو الصحاح والسنن والمسانيد هم أول من خالفوا أمر رسول الله
    ( صلى الله عليه وآله ) وأسرعوا بعمل نهى عنه النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ولذا ترى أن علماء أهل السنة استنكروا صدور هذا الحديث عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو أنهم ادعوا صدوره واختصاصه بمجالات خاصة .
    ( 3 ) تذكرة الحفاظ للذهبي 1 : 3 . ( 4 ) المصدر : 5 . ( * )
    - أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 48
    ولا يخفى ما نتج عن هذا العمل - الصادر من أبي بكر الذي منع نقل الحديث تارة ، وأقدم على إحراقه وإبادته تارة أخرى - على المسلمين والحفاظ والرواة من الآثار السيئة والنتائج السلبية ، ففي السنوات الثلاث من خلافة أبي بكر انكب المسلمون
    على تلاوة القرآن واكتفوا بها دون مراجعة التفسير والبيان ، وتركوا نقل الحديث وكتابته ، وبهذا تحقق ما أراده أبو بكر من حصر اهتمام المسلمين على الآيات القرآنية فقط .

    المنع في عهد عمر : ففي السنوات العشر من عهد الخليفة عمر بن الخطاب - الذي عرف بالخشونة والتصلب - اشتد الوطيس على الحديث ، فلم يكتف عمر بمنع نقل الحديث وتدوينه فحسب ، بل إنه استعمل في تحقيق هدفه أسلوب القهر والقوة( 1 ) .

    قال الصحابي المعروف قرظة بن كعب ( 2 ) : لما سيرنا عمر بن الخطاب إلى العراق مشى معنا عمر إلى حرارة ، ثم قال : أتدرون لم شيعتكم ؟ قلنا : تكرمة لنا . قال : ومع ذلك - لحاجة - إنكم تأتون أهل قرية لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فلا تصدوهم بالأحاديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فتشغلوهم ، جردوا القرآن ، وأقلوا الرواية عن الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأنا - شريككم ، فلما قدم قرظة بن كعب الكوفة قالوا : حدثنا ، فقال : نهانا عمر ( 3 ) .

    وأخرج الذهبي في تذكرة الحفاظ عن أبي سلمة أنه قال لأبي هريرة : أكنت تحدث في عهد الخليفة عمر هكذا ؟ قال : لو كنت أحدث في عهد عمر مثل ما أحدثكم لضربني
    * ( هامش ) *
    ( 1 ) دامت خلافته عشر سنوات وستة أشهر وأربعة أيام .

    ( 2 )
    هو من صحابة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) المعروفين واشترك في غزوات عديدة منها أحد ،
    وقال ابن حجر في الإصابة 5 : 329 ترجمة قرظة بن كعب رقم 7113 : إن أول من نيح عليه بالكوفة قرظة بن كعب .

    ( 3 )
    مستدرك الصحيحين 1 : 102 ،
    سنن ابن ماجة
    1 : 12 باب ( 3 ) باب التوقي في الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ح 28
    الطبقات الكبرى
    6 : 7 طبقات الكوفيين ، جامع بيان العلم 2 : 167 ،
    سنن الدارمي
    1 : ص 85 باب من هاب الفتيا مخافة السقط ،
    تذكرة الحفاظ
    للذهبي 1 : 7 . ( * )
    - أضواء على الصحيحين - الشيخ محمد صادق النجمي ص 49
    بمخفقته ( 1 ) . وكان عمر بن الخطاب مستبدا يفرض الضغوط الكثيرة على أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) الذين كانوا يروون الحديث عنه ( صلى الله عليه وآله ) .

    روي أن أبا موسى الأشعري نقل لعمر حديثا في باب الاستئذان من صاحب الدار . فقال له عمر : إن لم تقم عليه بينة لأوجعتك . وظل هذا التشدد من قبل الخليفة مخيما على الرواة حتى اعترض عليه جمع من الصحابة كما ورد في ذيل الرواية الآنفة أن أبا منذر قال لعمر : فلا تكن يا بن الخطاب عذابا على أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 2 ) .

    ومن استبداده وتشدده أنه حبس ثلاثة من الصحابة : ابن مسعود ، أبا الدرداء ، أبا مسعود الأنصاري ، وفرض عليهم الإقامة الجبرية في المدينة ، وظلوا تحت المراقبة الشديدة حتى قتل ، وما كان ذنبهم إلا أنهم رووا أحاديث سمعوها من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 3 )

    وأخرج الحاكم في مستدركه إن الخليفة عمر حبس ابن مسعود ، وأبا الدرداء ، وأبا ذر في المدينة ليصدهم عن رواية الحديث ( 4 ) .

    ونتيجة لهذا الاستبداد العمري في المنع من نقل الحديث والنهي عنه يقول الصحابي سائب بن يزيد - 80 ه‍ - : صحبت سعد بن مالك ( 5 ) من المدينة إلى مكة فما سمعته يحدث عن رسول الله حديثا واحدا ( 6 ) .

    وقال الشعبي : جالست ابن عمر سنة كاملة فما سمعته يحدث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حديثا ( 7 )

    * ( هامش ) *
    ( 1 ) تذكرة الحفاظ 1 : 7 .
    ( 2 ) صحيح البخاري 8 : 67 كتاب الاستئذان باب التسليم والاستئذان ثلاثا ، وسوف يأتي تفصيل القصة في مبحث الخلافة فصل جهل الحكام بالأحكام .
    ( 3 ) تذكرة الحفاظ 1 : 7 ، ومجمع الزوائد 1 : 149 .
    ( 4 ) مستدرك الصحيحين 1 : 110 كتاب العلم .
    ( 5 ) كان من نجباء الأنصار وعلمائهم وقد حفظ عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سننا كثيرة وروي عنه علما جما ،
    الإستيعاب 2 : 602 رقم الترجمة 954 .

    ( 6 ) سنن ابن ماجة 1 : 12 باب ( 3 ) باب التوقي في الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ح 29 .
    ( 7 ) الطبقات الكبرى لابن سعد 4 : 106 ،
    سنن ابن ماجة
    1 : 11 المقدمة باب ( 3 ) باب التوقي في الحديث عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ح 26 ،
    صحيح البخاري
    9 : 112 كتاب التمني باب خبر المرأة الواحدة . وفيه : قاعدت ابن عمر قريبا من سنتين أو سنة ونصف . ( * )

المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 21-02-2015, 05:21 PM
ردود 119
18,090 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:34 PM
استجابة 1
100 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-05-2024, 02:27 PM
استجابة 1
71 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 04-10-2023, 10:03 AM
ردود 2
154 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 09-01-2023, 12:42 AM
استجابة 1
160 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X