بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ظهرت في الساعات الأخيرة ملامح صراع فرنسي - أميركي حول مسألة القوات الدولية المزمع تكليفها مهام في جنوب لبنان. وبدا ان الفرنسيين، والمجموعة الأوروبية عموماً، اكثر قرباً من الطرح اللبناني في هذا المجال. وعشية انعقاد مجلس الأمن الدولي لاتخاذ قرار في هذا الشأن رفع الإسرائيليون من وتيرة هجماتهم العسكرية التي تميّزت امس بشمولها محاور متعدّدة في وقت واحد، على امتداد الحدود من القطاع الشرقي فالأوسط فالغربي.
القوات الدولية
وتقول مصادر ديبلوماسية إن اسرائيل تصعّد من هجومها على لبنان سعياً الى تحقيق الهدف الذي تحدّث عنه رئيس وزرائها قبل يومين، وهو إبعاد صواريخ المقاومة عن الحدود الشمالية، مؤكداً أن وقف النار لن يتحقق قبل وصول القوات الدولية الى المنطقة الحدودية. وهذا الهدف تجاريه فيه الولايات المتحدة التي تعمل ديبلوماسيتها على افساح المجال، مرّة بعد الأخرى، لاسرائيل كي تحقق تقدّماً عسكرياً يسمح بإبعاد «حزب الله» الى مسافة كافية، ونشر قوات دولية ذات قوة رادعة، تساند الجيش اللبناني على الإمساك بزمام الأمور. ولذلك، فإن واشنطن تراوغ في مسألة وقف النار لأنها لا ترغب في اعادة «الستاتيكو» الذي كان قائماً قبل 12 تموز الجاري، بل تعمل على الإفادة من الفرصة السانحة لتغييره عن طريق ممارسة اقصى درجات الضغط على اسرائيل لمواصلة عملياتها قبل وقف النار الذي يريده الأميركيون ورقة ابتزاز في بازار المساومة السياسية، خصوصاً بعد اتخاذ العدوان الإسرائيلي منحى بالغ الشراسة في حق المدنيين. والنموذج الأبلغ هو مجزرة قانا والمجازر الأخرى التي يجري اكتشافها يوماً بعد يوم في عدد من القرى الجنوبية. وتعتقد المصادر ان اسرائيل والولايات المتحدة عملتا على الخروج من «صدمة» مجزرة قانا التي حرّكت الرأي العام العالمي ضد العدوان، وقررتا تصعيد الموقف في حق المدنيين في مختلف القرى الحدودية بحيث تتلاحق المجازر المتسارعة، ويصبح لبنان قابلاً تحت وطأتها للرضوخ للشروط.
في المقابل، يعتقد الفرنسيون ان من الضروري فتح حوار حول مجمل السلّة التي يحملونها للحل مع الأطراف المعنيين، ولا سيما مع سوريا وايران، وخصوصاً في ما يتعلق بالقوة الدولية. ولهذا كانت المحادثات التي أجراها في بيروت وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي مع نظيره الإيراني منوشهر متكي، حيث كان تأكيد على ضرورة ان تحظى القوة الدولية، من حيث تركيبتها وحجمها ونوعية عتادها ومهامها ومناطق انتشارها، بقبول من جانب كل القوى المعنية، لئلاّ تصبح في جو عدائي يعوّق عملها ويحولها الى مشكلة في ذاتها.
اكدت مصادر مطلعة على اجتماع وزير الخارجية الايراني منو شهر متكي ووزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي ان الاجتماع لم يشهد توافقاً بين الوزيرين الايراني والفرنسي فالوزير متكي شدد على وقف فوري لإطلاق النار وعودة النازحين وتبادل الاسرى ثم الشروع بمباحثات سياسية. الا ان الوزير الفرنسي الذي أيد فكرة وقف اطلاق النار الا انه اعتبر ان الولايات المتحدة الاميركية ستبقى مصرة على نشر قوات دولية في الجنوب ثم وقف اطلاق النار. وبذلك ستبقى العمليات العسكرية قائمة في لبنان طالما اصرت الادارة الاميركية على موقفها وداعمة لاسرائيل.
الا ان الوزير الايراني شدد على حد ما نقلته المصادر العليمة على ضرورة الضغط على اسرائيل وليس فقط على لبنان ومقاومته لافتاً الى ان لبنان هو الذي يتعرض للعدوان وليس العكس والمقاومة تدافع عن شعبها وأرضها.
المصادر نفسها تؤكد ان متكي ودوست بلازي على رغم التباين في المواقف اتفقا على مواصلة الاتصالات الفرنسية ـ الايرانية وتكثيفها في الساعات المقبلة.
وخلال لقائه المسؤولين اللبنانيين شدد متكي على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم الطروحات اللبنانية لحل الازمة وهي ستقدم الدعم اللازم للبنان في مواجهة هذا العدوان.
وتكشف المصادر ان الدول المرشحة للمشاركة في هذه القوة ابلغت من يعنيهم الامر انها غير مستعدة للانخراط في هذه المهمة اذا لم تكن الاتصالات ناضجة في هذا الشأن مع سائر المعنيين، ولا سيما «حزب الله» وسوريا وايران.
الخطة العسكرية الاسرائيلية
وفي رأي اوساط سياسية رفيعة ان اسرائيل تعمل على تنفيذ خطة عاجلة تحول خلالها الجنوب ارضا محروقة، املا في بناء جدار على الخط الازرق، على غرار الجدار الفاصل في الاراضي الفلسطينية المحتلة يمكنه ان يبعد عناصر المقاومة عن الحدود، فيما تكون الصواريخ البعيدة المدى قد اصبحت مدمرة او معطلة بفعل القرار الدولي الرامي الى نشر قوات دولية وبسط سلطة الجيش اللبناني في المنطقة، وسيأتي هذا الجدار، وفقا للمعلومات المتوافرة لدى هذه الاوساط، محاذياً لمنطقة «الاراضي المحروقة» التي بدأ الاسرائيليون بتنفيذها من خلال هجومها البري والغارات الجوية التي قد تستأنف وتيرة غاراتها بعد انتهاء «هدنة» الـ 48 ساعة التي انتهت فجر اليوم. وستكون هذه المنطقة بعرض يراوح ما بين كيلومترين و7 كيلومترات، وفقاً للطبيعة الجغرافية لكل منطقة حدودية.
ولاحظت الأوساط انه طرأ تعديل في الهجوم الاسرائيلي الذي بدا متعثرا ومكلفاً جدا لقوات الاحتلال على مدى اكثر من اسبوعين في محور مارون الراس وبنت جبيل، حيث معقل «حزب الله» وخزانه في العتاد والعدد، فالإسرائيليون الذين تلقوا ضربات موجعة على ايدي رجال المقاومة في هذا المحور، عمدوا الى فتح محور يعتبرونه اقل كلفة لهم لأن طاقة المقاومة فيه ربما تكون اضعف مما هي في مارون الراس ـ بنت جبيل. وهذا المحور هو العرقوب ومزارع شبعا وصولا الى البقاع الغربي ـ راشيا، حيث الكثافة السكانية سنية ـ درزية وليست شيعية، وهذا يعني ان «حزب الله» ليس موجودا فيها في شكل واسع وعميق وداخل البنية الاجتماعية كما هي الحال في مارون الراس ـ بنت جبيل.
ويطمح الاسرائيليون الى احداث ثغرة في هذا المحور تسمح لهم بالدخول منه واقامة «كماشة» عسكرية على المقاومة. ومن محاذير هذه الخطة الاقتراب الى منطقة الحدود اللبنانية ـ السورية، فيما وزير الاعلام السوري اكد ان سوريا لن تقف مكتوفة اذا ما بلغت الاعتداءات حدودها.
وستكون الايام القليلة، بل الساعات، مؤشرا الى المنحى الذي ستتخذه الحرب المفتوحة على لبنان، والخطة الرامية الى اخضاع شعبه.
برزت اشارات في الساعات الماضية تؤكد ان اسرائيل عازمة على استمرار عدوانها لبعض الوقت وتوسيع نطاق هجماتها البرية بهدف السعي الى تحقيق انتصارات عجزت حتى الآن عن تحقيقها بسبب الضربات التي تلقتها على ايادي المقاومين في الجنوب وكان اخرها معركة عيتا الشعب امس حيث وقعت القوة الاسرائيلية المجوقلة المهاجمة في كمائن المقاومين ما ادى الى تدمير عدد من الآليات ومقتل وجرح ما لا يقل عن 35 جنديا حتى مساء امس.
وكانت القوات الاسرائيلية وسعت منذ صباح امس نطاق هجماتها البرية على اكثر من محور في وقت بدا انها تحاول الاستفادة من المهلة والضوء الاخضر الذي اعطته الادارة الاميركية لها علها تحقق شيئا في أيام عجزت عن تحقيقه في 21 يوما من العدوان، وبالتالي تحاول الاستفادة منه في الحل الذي يجري السعي إلى تحقيقه.
وعلى رغم توسيع اسرائيل نطاق هجماتها البرية الا ان الكلام الذي قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي مساء امس في تصريحه الذي يبدو انه اصبح يوميا كشف عن حاجة الحكومة لرفع معنويات الاسرائيليين وعن محاولة إظهار اسرائيل بموقع من حقق انتصارات وانجازات استباقا لوقف اطلاق نار قد يحصل في اي وقت.
واعترف رئيس الوزراء ايهود اولمرت بعدم القدرة على القضاء على اطلاق الصواريخ خصوصا البعيدة المدى لكنه قال ان كل من يريد ان يطلق الصواريخ سوف يفكر اكثر لانه اصبح يعرف الحساب.
وقال «نحن موجودون في بداية عملية سياسية ستقود في نهاية المطاف الى وقف اطلاق النار بشروط مختلفة تماما عن تلك التي كانت قائمة على حدودنا الشمالية مع وجود قوة تكون حاجزا حقيقيا بيننا وبين من يريد قتلنا وذلك بدعم دولي غير مسبوق، وبدعم من دول عربية للمرة الاولى في حال مواجهة بيننا وبين مجموعة عربية، تقف هذه الدول ضد المنظمة العربية (حزب الله). كل هذه الامور هي جزء من القدرة على الصمود من الاصرار التي تظهرها دولة اسرائيل في هذه الايام».
وكان وزير العدل الاسرائيلي اعلن عصر امس ان اسرائيل ستستأنف غاراتها على نطاق واسع على لبنان اعتبارا من فجر امس في اشارة الى انتهاء فترة الـ48 ساعة التي اعلنتها اسرائيل بأنها لن تشهد غارات جوية، غير ان هذه الغارات استمرت امس على القرى الحدودية وتوسعت لتطاول مناطق في النبطية بالاضافة الى استهداف شاحنتين ومناطق قرب المصنع على الحدود اللبنانية - السورية.
في هذا الوقت برز خلاف اكثر بين الموقف الاميركي والموقف الاوروبي حيث جرى اعداد مشروع للاتحاد الاوروبي من اجل وقف اطلاق نار فوري تدعمه داخل الاتحاد بقوة فرنسا وعدد من الدول بينها رئيسة الاتحاد حاليا فنلندا، بينما تعارضه بريطانيا وتتحفظ عليه المانيا وهولندا.
وعكس ايضا التباين في الموقف بين واشنطن والاتحاد الاوروبي التصريح المقتضب الذي ادلت به وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفين والذي وصفت فيه الموقف الفرنسي بأنه اصبح فيه اشكالية، كما انتقدت الموقف الروسي وقالت انه سجل تراجعا عن الموقف الذي اعلن في اجتماع الدول الثمانية.
وبرز ايضا اللقاء الذي جمع مساء اول امس وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الايراني في السفارة الايرانية في بيروت، وسبقه تصريح للفرنسي وصف بأنه ايجابي تجاه طهران.
كما برز انتقاد رئاسة الاتحاد الاوروبي على لسان وزير الخارجية الفنلندي قرار اسرائيل تصعيد عدوانها على لبنان ووصفه بأنه قرار غير مقبول.
المواجهات البرية
وعلى الصعيد الميداني وسعت اسرائيل نطاق هجومها البري امس على لبنان ودارت معارك ضارية بين المقاومين وقوات اسرائيلية مجوقلة معززة بالطيران الحربي والمروحيات وبالقصف المدفعي العنيف على محاور امتدت من رامية غربا الى بنت جبيل شرقا مروراً بعيتا الشعب، والقوزح ثم كفركلا ـ العديسة ـ الطيبة، وصولا حتى مثلث مارون الراس ـ عيترون ـ ينت جبيل.
وتمكن المقاومون من صد هذه الهجمات والاشتباك مع القوات المهاجمة وتدمير عدد من الاليات وقتل وجرح ما لا يقل عن 35 جنديا اسرائيليا تأكد سقوط 4 جنود منهم قتلى، واعترف العدو الاسرائيلي بوقوع عدد من الاصابات بين قتيل وجريح. ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية ان اربعة جنود قتلوا واصيب 7 آخرون بجراح.
وقالت مصادر امنية ان الجيش الذي حشد ثلاث فرق جديدة على الحدود مع لبنان يحضر لهجوم بري، وترافق ذلك مع معلومات تسربت من المجلس الوزاري الامني المصغر باعطاء الضوء الاخضر للتوغل في الاراضي اللبنانية بين 6 و7 كيلومترات.
وزير الخارجية الايراني
وعلى الصعيد السياسي اجرى وزير الخارجية الايراني منو شهر متكي محادثات امس مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ووزير الخارجية وعقد مؤتمراً صحفياً اكد فيه وقوف ايران الى جانب لبنان وشعبه، تأييد ايران لكل مشروع يجمع عليه اللبنانيون.
وقال: «يجب الا يحقق الاحتلال الاسرائيلي اهدافه في السياسة بعد ان عجز عن تحقيقها بالوسائل العسكرية». واكد «ان الاعتداءات الصهيونية الواسعة تمّ التخطيط لها مسبقا، وقال لاول مرة بتاريخ الصراع مع اسرائيل يواجه الصهاينة نكسة وهزيمة. وشدد ايضا على دعم لبنان حكومة وشعبا ومقاومة.
المصدر:جريدة الديار اللبنانية. بتاريخ 02/08/2006 الساعة 12:57
http://www.ghaliboun.net/newsdetails.php?id=1027
القوات الدولية
وتقول مصادر ديبلوماسية إن اسرائيل تصعّد من هجومها على لبنان سعياً الى تحقيق الهدف الذي تحدّث عنه رئيس وزرائها قبل يومين، وهو إبعاد صواريخ المقاومة عن الحدود الشمالية، مؤكداً أن وقف النار لن يتحقق قبل وصول القوات الدولية الى المنطقة الحدودية. وهذا الهدف تجاريه فيه الولايات المتحدة التي تعمل ديبلوماسيتها على افساح المجال، مرّة بعد الأخرى، لاسرائيل كي تحقق تقدّماً عسكرياً يسمح بإبعاد «حزب الله» الى مسافة كافية، ونشر قوات دولية ذات قوة رادعة، تساند الجيش اللبناني على الإمساك بزمام الأمور. ولذلك، فإن واشنطن تراوغ في مسألة وقف النار لأنها لا ترغب في اعادة «الستاتيكو» الذي كان قائماً قبل 12 تموز الجاري، بل تعمل على الإفادة من الفرصة السانحة لتغييره عن طريق ممارسة اقصى درجات الضغط على اسرائيل لمواصلة عملياتها قبل وقف النار الذي يريده الأميركيون ورقة ابتزاز في بازار المساومة السياسية، خصوصاً بعد اتخاذ العدوان الإسرائيلي منحى بالغ الشراسة في حق المدنيين. والنموذج الأبلغ هو مجزرة قانا والمجازر الأخرى التي يجري اكتشافها يوماً بعد يوم في عدد من القرى الجنوبية. وتعتقد المصادر ان اسرائيل والولايات المتحدة عملتا على الخروج من «صدمة» مجزرة قانا التي حرّكت الرأي العام العالمي ضد العدوان، وقررتا تصعيد الموقف في حق المدنيين في مختلف القرى الحدودية بحيث تتلاحق المجازر المتسارعة، ويصبح لبنان قابلاً تحت وطأتها للرضوخ للشروط.
في المقابل، يعتقد الفرنسيون ان من الضروري فتح حوار حول مجمل السلّة التي يحملونها للحل مع الأطراف المعنيين، ولا سيما مع سوريا وايران، وخصوصاً في ما يتعلق بالقوة الدولية. ولهذا كانت المحادثات التي أجراها في بيروت وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست - بلازي مع نظيره الإيراني منوشهر متكي، حيث كان تأكيد على ضرورة ان تحظى القوة الدولية، من حيث تركيبتها وحجمها ونوعية عتادها ومهامها ومناطق انتشارها، بقبول من جانب كل القوى المعنية، لئلاّ تصبح في جو عدائي يعوّق عملها ويحولها الى مشكلة في ذاتها.
اكدت مصادر مطلعة على اجتماع وزير الخارجية الايراني منو شهر متكي ووزير خارجية فرنسا فيليب دوست بلازي ان الاجتماع لم يشهد توافقاً بين الوزيرين الايراني والفرنسي فالوزير متكي شدد على وقف فوري لإطلاق النار وعودة النازحين وتبادل الاسرى ثم الشروع بمباحثات سياسية. الا ان الوزير الفرنسي الذي أيد فكرة وقف اطلاق النار الا انه اعتبر ان الولايات المتحدة الاميركية ستبقى مصرة على نشر قوات دولية في الجنوب ثم وقف اطلاق النار. وبذلك ستبقى العمليات العسكرية قائمة في لبنان طالما اصرت الادارة الاميركية على موقفها وداعمة لاسرائيل.
الا ان الوزير الايراني شدد على حد ما نقلته المصادر العليمة على ضرورة الضغط على اسرائيل وليس فقط على لبنان ومقاومته لافتاً الى ان لبنان هو الذي يتعرض للعدوان وليس العكس والمقاومة تدافع عن شعبها وأرضها.
المصادر نفسها تؤكد ان متكي ودوست بلازي على رغم التباين في المواقف اتفقا على مواصلة الاتصالات الفرنسية ـ الايرانية وتكثيفها في الساعات المقبلة.
وخلال لقائه المسؤولين اللبنانيين شدد متكي على ان الجمهورية الاسلامية الايرانية تدعم الطروحات اللبنانية لحل الازمة وهي ستقدم الدعم اللازم للبنان في مواجهة هذا العدوان.
وتكشف المصادر ان الدول المرشحة للمشاركة في هذه القوة ابلغت من يعنيهم الامر انها غير مستعدة للانخراط في هذه المهمة اذا لم تكن الاتصالات ناضجة في هذا الشأن مع سائر المعنيين، ولا سيما «حزب الله» وسوريا وايران.
الخطة العسكرية الاسرائيلية
وفي رأي اوساط سياسية رفيعة ان اسرائيل تعمل على تنفيذ خطة عاجلة تحول خلالها الجنوب ارضا محروقة، املا في بناء جدار على الخط الازرق، على غرار الجدار الفاصل في الاراضي الفلسطينية المحتلة يمكنه ان يبعد عناصر المقاومة عن الحدود، فيما تكون الصواريخ البعيدة المدى قد اصبحت مدمرة او معطلة بفعل القرار الدولي الرامي الى نشر قوات دولية وبسط سلطة الجيش اللبناني في المنطقة، وسيأتي هذا الجدار، وفقا للمعلومات المتوافرة لدى هذه الاوساط، محاذياً لمنطقة «الاراضي المحروقة» التي بدأ الاسرائيليون بتنفيذها من خلال هجومها البري والغارات الجوية التي قد تستأنف وتيرة غاراتها بعد انتهاء «هدنة» الـ 48 ساعة التي انتهت فجر اليوم. وستكون هذه المنطقة بعرض يراوح ما بين كيلومترين و7 كيلومترات، وفقاً للطبيعة الجغرافية لكل منطقة حدودية.
ولاحظت الأوساط انه طرأ تعديل في الهجوم الاسرائيلي الذي بدا متعثرا ومكلفاً جدا لقوات الاحتلال على مدى اكثر من اسبوعين في محور مارون الراس وبنت جبيل، حيث معقل «حزب الله» وخزانه في العتاد والعدد، فالإسرائيليون الذين تلقوا ضربات موجعة على ايدي رجال المقاومة في هذا المحور، عمدوا الى فتح محور يعتبرونه اقل كلفة لهم لأن طاقة المقاومة فيه ربما تكون اضعف مما هي في مارون الراس ـ بنت جبيل. وهذا المحور هو العرقوب ومزارع شبعا وصولا الى البقاع الغربي ـ راشيا، حيث الكثافة السكانية سنية ـ درزية وليست شيعية، وهذا يعني ان «حزب الله» ليس موجودا فيها في شكل واسع وعميق وداخل البنية الاجتماعية كما هي الحال في مارون الراس ـ بنت جبيل.
ويطمح الاسرائيليون الى احداث ثغرة في هذا المحور تسمح لهم بالدخول منه واقامة «كماشة» عسكرية على المقاومة. ومن محاذير هذه الخطة الاقتراب الى منطقة الحدود اللبنانية ـ السورية، فيما وزير الاعلام السوري اكد ان سوريا لن تقف مكتوفة اذا ما بلغت الاعتداءات حدودها.
وستكون الايام القليلة، بل الساعات، مؤشرا الى المنحى الذي ستتخذه الحرب المفتوحة على لبنان، والخطة الرامية الى اخضاع شعبه.
برزت اشارات في الساعات الماضية تؤكد ان اسرائيل عازمة على استمرار عدوانها لبعض الوقت وتوسيع نطاق هجماتها البرية بهدف السعي الى تحقيق انتصارات عجزت حتى الآن عن تحقيقها بسبب الضربات التي تلقتها على ايادي المقاومين في الجنوب وكان اخرها معركة عيتا الشعب امس حيث وقعت القوة الاسرائيلية المجوقلة المهاجمة في كمائن المقاومين ما ادى الى تدمير عدد من الآليات ومقتل وجرح ما لا يقل عن 35 جنديا حتى مساء امس.
وكانت القوات الاسرائيلية وسعت منذ صباح امس نطاق هجماتها البرية على اكثر من محور في وقت بدا انها تحاول الاستفادة من المهلة والضوء الاخضر الذي اعطته الادارة الاميركية لها علها تحقق شيئا في أيام عجزت عن تحقيقه في 21 يوما من العدوان، وبالتالي تحاول الاستفادة منه في الحل الذي يجري السعي إلى تحقيقه.
وعلى رغم توسيع اسرائيل نطاق هجماتها البرية الا ان الكلام الذي قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي مساء امس في تصريحه الذي يبدو انه اصبح يوميا كشف عن حاجة الحكومة لرفع معنويات الاسرائيليين وعن محاولة إظهار اسرائيل بموقع من حقق انتصارات وانجازات استباقا لوقف اطلاق نار قد يحصل في اي وقت.
واعترف رئيس الوزراء ايهود اولمرت بعدم القدرة على القضاء على اطلاق الصواريخ خصوصا البعيدة المدى لكنه قال ان كل من يريد ان يطلق الصواريخ سوف يفكر اكثر لانه اصبح يعرف الحساب.
وقال «نحن موجودون في بداية عملية سياسية ستقود في نهاية المطاف الى وقف اطلاق النار بشروط مختلفة تماما عن تلك التي كانت قائمة على حدودنا الشمالية مع وجود قوة تكون حاجزا حقيقيا بيننا وبين من يريد قتلنا وذلك بدعم دولي غير مسبوق، وبدعم من دول عربية للمرة الاولى في حال مواجهة بيننا وبين مجموعة عربية، تقف هذه الدول ضد المنظمة العربية (حزب الله). كل هذه الامور هي جزء من القدرة على الصمود من الاصرار التي تظهرها دولة اسرائيل في هذه الايام».
وكان وزير العدل الاسرائيلي اعلن عصر امس ان اسرائيل ستستأنف غاراتها على نطاق واسع على لبنان اعتبارا من فجر امس في اشارة الى انتهاء فترة الـ48 ساعة التي اعلنتها اسرائيل بأنها لن تشهد غارات جوية، غير ان هذه الغارات استمرت امس على القرى الحدودية وتوسعت لتطاول مناطق في النبطية بالاضافة الى استهداف شاحنتين ومناطق قرب المصنع على الحدود اللبنانية - السورية.
في هذا الوقت برز خلاف اكثر بين الموقف الاميركي والموقف الاوروبي حيث جرى اعداد مشروع للاتحاد الاوروبي من اجل وقف اطلاق نار فوري تدعمه داخل الاتحاد بقوة فرنسا وعدد من الدول بينها رئيسة الاتحاد حاليا فنلندا، بينما تعارضه بريطانيا وتتحفظ عليه المانيا وهولندا.
وعكس ايضا التباين في الموقف بين واشنطن والاتحاد الاوروبي التصريح المقتضب الذي ادلت به وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفين والذي وصفت فيه الموقف الفرنسي بأنه اصبح فيه اشكالية، كما انتقدت الموقف الروسي وقالت انه سجل تراجعا عن الموقف الذي اعلن في اجتماع الدول الثمانية.
وبرز ايضا اللقاء الذي جمع مساء اول امس وزير الخارجية الفرنسي ووزير الخارجية الايراني في السفارة الايرانية في بيروت، وسبقه تصريح للفرنسي وصف بأنه ايجابي تجاه طهران.
كما برز انتقاد رئاسة الاتحاد الاوروبي على لسان وزير الخارجية الفنلندي قرار اسرائيل تصعيد عدوانها على لبنان ووصفه بأنه قرار غير مقبول.
المواجهات البرية
وعلى الصعيد الميداني وسعت اسرائيل نطاق هجومها البري امس على لبنان ودارت معارك ضارية بين المقاومين وقوات اسرائيلية مجوقلة معززة بالطيران الحربي والمروحيات وبالقصف المدفعي العنيف على محاور امتدت من رامية غربا الى بنت جبيل شرقا مروراً بعيتا الشعب، والقوزح ثم كفركلا ـ العديسة ـ الطيبة، وصولا حتى مثلث مارون الراس ـ عيترون ـ ينت جبيل.
وتمكن المقاومون من صد هذه الهجمات والاشتباك مع القوات المهاجمة وتدمير عدد من الاليات وقتل وجرح ما لا يقل عن 35 جنديا اسرائيليا تأكد سقوط 4 جنود منهم قتلى، واعترف العدو الاسرائيلي بوقوع عدد من الاصابات بين قتيل وجريح. ونقل عن مصادر امنية اسرائيلية ان اربعة جنود قتلوا واصيب 7 آخرون بجراح.
وقالت مصادر امنية ان الجيش الذي حشد ثلاث فرق جديدة على الحدود مع لبنان يحضر لهجوم بري، وترافق ذلك مع معلومات تسربت من المجلس الوزاري الامني المصغر باعطاء الضوء الاخضر للتوغل في الاراضي اللبنانية بين 6 و7 كيلومترات.
وزير الخارجية الايراني
وعلى الصعيد السياسي اجرى وزير الخارجية الايراني منو شهر متكي محادثات امس مع رؤساء الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة ووزير الخارجية وعقد مؤتمراً صحفياً اكد فيه وقوف ايران الى جانب لبنان وشعبه، تأييد ايران لكل مشروع يجمع عليه اللبنانيون.
وقال: «يجب الا يحقق الاحتلال الاسرائيلي اهدافه في السياسة بعد ان عجز عن تحقيقها بالوسائل العسكرية». واكد «ان الاعتداءات الصهيونية الواسعة تمّ التخطيط لها مسبقا، وقال لاول مرة بتاريخ الصراع مع اسرائيل يواجه الصهاينة نكسة وهزيمة. وشدد ايضا على دعم لبنان حكومة وشعبا ومقاومة.
المصدر:جريدة الديار اللبنانية. بتاريخ 02/08/2006 الساعة 12:57
http://www.ghaliboun.net/newsdetails.php?id=1027