تويت
ويا هيك وظيفة وطنية ويا بلا يا بيك ....
حين قرأت الخبر الذي نُقل على لسان كوليت افيتال النائبة عن حزب العمل الصهيوني حاولت وبحسن نية استبعاد أن يصل الامر بـ"أمير المختارة" أن يصل إلى هذا المستوى...بل ذهبت إلى إعتبار الخبر دس صهيوني لتعميق حالة التشويش التي تعمل عليها ماكينة البروباغاندا الصهيونية الامريكية لخلط الاوراق وجعل الانسان العربي في حيرة من أمره...
لكنني وفي اليوم التالي حين فتحت جريدة السفير البيروتية التي أعتبرها رزينة وجدت الخبر يتصدر الصفحة الاولى... أعدت وبحسن نية قراءة الخبر بدقة وإذ به لا يختلف عن الخبر الذي تناقلته وسائل الاعلام المختلفة يوم 28 آب... إستوقفتني الجملة التالية:
السوريين يشكلون عنصرا مهما في العنف الدائر في منطقتنا>، مضيفا أنه <ينبغي بذل كل جهد ممكن من أجل طرد كل نفوذ سوري عن الأرض اللبنانية>.
أليس من العجيب، بالطبع هو ليس عجيبا، أن نرى كل هذا الكم من الانسلاخ بشتى أنوعه الذي بات صفة ملازمة للكثير من القوى المتحالفة مع "قصر المختارة"، حيث صار الامر يتجاوز المعقول أو حتى المسموح به في أخلاقيات السياسة العربية التي تقف باستعداد أمام الاملاءات الامريكية والتي يأتي بها بخبث كوفي عنان لنتجاوز النقد السياسي إلى حالة من التعميم الاستشراقي ، وكأن وليد "بيك" لم يعد ومعه تلك الثلة التي تدعي ما تدعيه من حرص على البلد، بإتهام جمعي لـ" السوريين" و ذلك القول عن "طرد النفوذ السوري"...
أعتقد أنه من المعيب حقا أن تنطلي على عقولنا بأن كل هذا الحديث الذي أفرغ فيه جنبلاط ما في جعبته من إنسلاخ كلي وإلتصاقه بالمشروع الامريكي هو حديث "عرضي" مع أفيتال التي تمثل كيان قتل ما قتل ودمر ما دمر في بلد "البيك"...
ثم لماذا يُعلن جنبلاط الحرب على سوريا بالضبط في ذلك اللقاء "المفاجئ" مع النائبة الصهيونية؟
للسوريين قدرة على أن يجيبوا جنبلاط على "إعلان الحرب" الذي أطلقه على "السوريين"... وليكن حزب الله حرا في طريقة تعامله مع التصريحات والمكنونات عند جنبلاط...
ولنا نحن كواحد من المواطنين العرب أن نسأل:
كيف تكون الوطنية وطنية والسيادة المهدورة لم تجف دماءها المهدورة... بدءا من الاقتراح الذي حمله كوفي عنان بخلق منطقة منزوعة السلاح في جنوب بلده مرورا بهذا الحصار الذي تفرضه عقلية صهيونية غير آبهة بما تسببه من إحراج لهؤلاء الذين يتوافقون معها... وليس إنتهاءا بفرض نتائج معاكسة للنتائج التي خلقتها حالة التصدي للعدوان الصهيوني الهمجي على لبنان.. فهاهو الاحتلال يفرض على البلد حالة من الذل وخرق أقل حقوق الوطنية ... دون أن يُطلق البيك ولو كلمة بوجه من يحاول إذلال بلده والمعروفة الاسم والعنوان!
ليس من الصعب إكتشاف نوعية هذه الوطنية التي يتشدق بها جنبلاط إذا ما أحلت القارئ إلى مقالة الدكتور اسعد ابو خليل ليكتشف حالة الانفصام الذي يعاني منها الرجل وهو يُذكرني بمتناقضات "زعيم ثوري" كان يدعي ما يدعيه جنبلاط عن العروبة قبل إصابته بأعراض الانسلاخ الكامل ...
أخيرا، لم يذكر لنا بطل الجبل بأي سلاح سيحارب " السوريين"؟!
طبعا لن يقال لنا كل ما دار في حديثه "العرضي" مع النائبة الصهيونية التي فيما يبدو مُرحب بنفوذ كيانها في لبنان جنبلاط أكثر مما يمكن تصوره... المستقبل سيحمل لنا ما لن يفاجئنا...
"ويا هيك وظيفة وطنية ويا بلا يا بيك"!
بقلم ناصر السهلي
