الصلح هو اعقل الامور واحكمها كي يبنى المجتمع وتستأنف حياة الناس نحو السلام والاستقرار وقوله تعالى ( واذ طائفتان من المسلمين اقتتلوا فاصلحوا بينهما ) فهو يتم بين ابناء البلد الواحد نحو ازالة جميع الخلافات التي تحول بين ابناء الشعب الواحد نحو بناء واستقرار وسيادة وقد يكون الصلح بين الدول بعد حرب او نزاع حدودي خدمة للناس وحقن دماءهم وهكذا فالصلح حاجة ملحه في جميع الحالات ويشمل الكل دون استثناء عدا الباغي الذي وجب القتال عليه حتى لاتبقى فئة او جماعة تتذرع بهذا او ذاك اذا كانت الاطراف تتعامل بحسن نية وصفاء قلب هدفها الوطن والدين والشعب ولنا في صلح الإمام الحسن (ع) المثال الابرز بعدما وجد الإمام اتباعه قد نال منهم معاوية بالترغيب والترهيب ورغبة منه في حقن دماء المسلمين وليس ضعف او تخاذل( لاسامح الله ) فطريق الصلح يسلكه العقلاء اذا كانوا جادين في ولاءهم للوطن والدين والشعب وليس ولاءات خارجية او اقليمية وفي العراق بعد هذا الكم الهائل من التدمير والقتل والاعتقال والتفخيخ والذبح والتنكيل برزت الينا مبادرة السيد المالكي للمصالحة الوطنية والتي اعتبرها البعض الحل السحري لكل العقد والمشاكل حسب زعمهم وكما يقال فالتجربة اكبر برهان فهي مبادرة تحركها الإدارة الأمريكية . وسفيرها في العراق خلف الكواليس وليست نابعة من الصميم الوطني والنية الصادقة فكل طرف حكومي او متنفذ يريدها حسب هواه فيقبل بالصلح مع هذا او يرفض ذاك حسب المزاج والفائدة الآنية بل انها لاتشمل الأمور الأساسية التي حدثت بسببها الخلافات كجلاء الاحتلال وعودة الجيش السابق والتحاور مع المقاومة الشريفة واطلاق سراح المعتقلين بل انها تقفز على هذه الامور لتناقش امور ثانوية لاتشبع من جوع ولاتروي من ضمأ فهي كذر الرماد في العيون ودس السم بالعسل خاصة وانها تسير حسب المزاج الاحتلالي واعوانه فمساعيها مكبلة ولن نجني منها سوى الاعلام والتضليل الا اذا ثبت القائمون عليها انهم عراقيون نجباء هدفهم حقن دماء الشعوب وحماية الوطن واستقلاله ووحدته بغض النظر عن المصالح والكراسي .ولا نسى في الختام ان نذكر بأن السيد المالكي يريد تطبيق المصالحة مع القتلة (المليشيات والجماعات المسلحة ) ويريد اجتثاث خط السيد الحسني بدلا من اجتثاث البعث !!!!!!!