بسم الله الرحمن الرحيم
من أدعية الوسائل إلى المسائل لحفيد رسول الله ــ ص ــ الإمام علي الرضا (ع):
اللهم جديرٌ مَن أمرْتَه بالدعاءِ أن يدعوكَ، ومَن وعدتَه بالإجابةِ أن يرجوكَ؛ ولي ــ اللهم ــ حاجةٌ قد عجزتْ عنها حيلتي[1]، وكلَّتْ فيها طاقتي، وضَعُفتْ عن مرامها[2] قدرتي، وسوَّلتْ لي نفسي الأمارةُ بالسوء وعدوِّي الغَرورُ الذي أنا منه مبتلىً أن أرغب فيها إلى ضعيفٍ مثلي، ومَن هو في النُّكولِ[3] شكلي، حتى تداركتني رحمتُكَ، وبادرتْني بالتوفيقِ رأفتُكَ، ورددتَ عليَّ عقلي بتطوّلكَ[4]، وألهمتَني رُشدي بتفضُّلِكَ، وأحييتَ بالرجاء لك قلبي، وأزلتَ خُدعةَ عدوِّي عن لُبِّي[5]، وصحَّحتَ بالتأميل[6] فكري، وشرحتَ بالرجاء لإسعافك صدري، وصوَّرتَ لي الفوزَ ببلوغ ما رجوتُه والوصولِ إلى ما أمـَّلتُه[7]، فوقفتُ ــ اللهم ربِّ ــ بين يديك، سائلاً لك، ضارعاً[8] إليكَ، واثقاً بك، متوكِّلاً عليك في قضاء حاجتي وتحقيق أمنيتي وتصديق رغبتي، فأنـْجِح ــ اللهم ــ حاجتي بأيمن نجاحٍ، واهدها سبيلَ الفلاحِ، وأعِذني ــ اللهم ــ بكرمِكَ من الخيبة والقنوط والأناة[9] والتثبيط[10] بهنِّي إجابتِكَ وسابغ موهبتك، إنك مَلِيٌّ وليٌّ، وعلى عبادك بالمنائح[11] الجزيلة وفيٌّ، وأنتَ على كل شيء قديرٌ، وبكلِّ شيء محيطٌ، وبعبادك خبيرٌ بصير.[12]
تقديم
سام محمد الحامد علي
www.alaweenonline.com
www.safwaweb.com
www.freemoslem.com
[1] الحيلة: القدرة على التصرّف. [المنجد في اللغة]
[2] المَرام: المطلب. [المنجد في اللغة]
[3] النكول: النكوص والجبن. [المنجد في اللغة]
[4] التطوّل: التفضُّل والإنعام والمنة.. [المنجد في اللغة]
[5] اللب: العقل، القلب. [المنجد في اللغة]
[6] التأميل: الرجاء. [المنجد في اللغة]
[7] أمـَّلتُه: رجوته. [المنجد في اللغة]
[8] ضارعاً: مبتهلاً خاشعاً متذللاً. [المنجد في اللغة]
[9] الأناة: الانتظار والتمهُّل؛ وتعني أيضاً: الوِقار والحِلم. [المنجد في اللغة] والمعنى الأول هو المقصود بالدعاء الشريف، والله أعلم.
[10] التثبيط: الإعاقة.. [المنجد في اللغة]
[11] المنائح: العطايا. [المنجد في اللغة]
[12] الصحيفة الرضوية: أدعية الإمام علي الرضا ــ عليه السلام ــ، محمد علي دخيل، دار المرتضى، ط1، ص191 وما بعد.