إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

المهدي الموعود في الأديان السماوية الثلاث

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • المهدي الموعود في الأديان السماوية الثلاث

    يعتقد المنكرون من معتنقي الديانات السماوية الثلاث ـ اليهودية والنصرانية والإسلام ـ أن المخلّص الموعود هو من نتاجات العقل الإنساني! وأن هذه العقيدة نشأت نتيجة ظلم الإنسان لأخيه الإنسان.
    جاءت هذه النظرية إثر ما لمسوه من اعتقاد أصحاب الديانات غير السماوية بوجود المخلّص الذي يُنقذ البشرية من الظلم والطغيان، حيث قالوا إن فكرة ظهور هذا المخلّص لا تنحصر بالديانات السماوية، إذ يؤمن بها كثير من البشر ومنهم الوثنيون. فإن الإنسان ـ على اختلاف العقائد والأديان ـ يأمل بمجيء يوم يتخلص فيه البشر من الظلم والاستبداد، وتنعم الأرض بالسلام والأمن والاستقرار. ففكرة المخلّص (المصلح) هو حلم الإنسانية المشترك، وقد يتحقق هذا الحلم وقد لا يتحقق…
    والحقيقة أن هذا التصور الخاطئ لعقيدة المخلّص لدى هؤلاء جاء نتيجةً لقصور النظر وضيق الفكر، وعدم الموضوعية في قراءة التاريخ، وبالتالي اللامبالاة في إصدار الأحكام الجزافية.
    إن أبسط قراءة للتاريخ تؤكد أن أصحاب الديانات غير السماوية هم أيضاً امتداد لنسل آدم ومن بعده نوح وإبراهيم (عليهم السلام) فليس من المستغرب أن تبقى بعض آثار النبوة في معتقداتهم رغم انحراف أتباعها وعدم إيمانهم بالتوحيد والنبوة، ولاسيما أن عقيدة المخلًّص (المنقذ) يمكن توظيفها كفكرة لدعم معتقداتهم.
    كما أن الديانات السماوية الثلاث جاءت كامتداد طبيعي لرسالات هؤلاء الأنبياء الكرام التي تضمّنت البشارة بالموعود المخلص.
    وقال البعض الآخر من المشككين بضعف النصوص الواردة في الكتب السماوية بخصوص المنقذ الموعود، وعدم دلالتها عليه، وحاولوا تأويل هذه النصوص على غير وجهتها الصحيحة، وبالتالي ذهبوا إلى رفض فكرة المخلّص جملة وتفصيلاً.
    ومما لاشك فيه هو بطلان ما ذهب إليه هؤلاء، لأنهم خرجوا عن إجماع علماء الديانات السماوية الثلاث الذين أكدوا صحة هذه النصوص ووثاقتها.
    كما أن النصوص التي جاءت مبشرة بالمخلّّص الموعود في الديانات السماوية من الكثرة والوضوح بحيث لا يمكن لأي باحثٍ منصف التشكيك بها، أو محاولة تأويلها، وبالأخص ما جاء في دين الإسلام الحنيف ـ من قرآنٍ وأخبار وروايات ـ حيث حدد معالم شخصية المصلح وهويتها بتسميته بالمهدي، وكذلك حددت علامات ظهوره على الساحة السياسية بصورة تكاد تكون دقيقةً للغاية.
    وفي هذه العجالة سوف نلقي الضوء على ما جاء في الديانتين اليهودية والنصرانية، وموقف علماء تلك الديانتين تجاه هذه الشخصية، ثم نورد بعض ما جاء في النصوص القرآنية والأحاديث النبوية، لنرى مدى مطابقة ما جاء في الأديان السماوية بخصوص المخلّص الموعود.
    يعتقد اليهود أن المخلّص الموعود هو من بني إسرائيل، وأنه من نسل النبي داوود، وقالوا إن هذا المخلّص ـ والذي أسموه بالمسيح ـ سوف يخرج في آخر الزمان، فيقيم العدل ويُصلح ما فسد من أخلاق الناس وسلوكياتهم، وتنعم الأرض بعد مجيئه بالخير والبركات…
    لم يحدد اليهود معالم شخصية هذا المخلص ولا مكان ظهوره، كما أحاطوه بالغموض واكتفوا بالقول إنهم ينتظرون هذا المخلّص ليكشف هو عن نفسه عند ظهوره. وهذا الموقف من اليهود له أسبابه الخاصة الكامنة في أنفسهم, لأن ما جاء في أسفارهم لا يتفق مع رغباتهم وأهوائهم في كون هذا المخلّص يعود إليهم نسباً…
    فهم يجدون نصوص أسفارهم تُعيّن شخصيةً لا تمت إليهم بصلة، لا من الناحية العقائدية ولا من الناحية النسبية، فهو ابن النبي الموعود في آخر الزمان الذي تدين جميع البشرية بدينه. ويكون هذا النبي من نسل إسماعيل بن إبراهيم (عليهما السلام) وليس هو من نسل إسحاق كما كانوا يتمنون. فتعمدوا إلى إخفاء الكثير من معالم هاتين الشخصيتين وأحاطوهما بالرموز والكنايات كي لا يتعرف عليهما غيرهم من الأمم.
    وعـــلى الرغم من ذلك فقد جاءت بعض النــــصوص واضحة المعالم بينة الحجة، كمــــا في الفقرة (20) من الفصل (17) من سفر التكوين وفيه: (لقد سمعت دعاءك بخصوص إسماعيل. ها أنا أباركه وأثمره وأجعله كبيراً (أو عظيماً) بما ماد واثني عشر إماماً يكونون من نسله، وسيكون أمة عظيمة)(1).
    هذا النص التوراتي جاء استجابةً من الله تعالى لدعاء السيدة هاجر زوجة إبراهيم الخليل لابنها إسماعيل، بعدما عزم إبراهيم (عليه السلام) أن يأخذها وابنها إلى مكة المكرمة بيت الله العتيق، الذي لا زرع فيه ولا ماء.والنص واضح على ما فيه من الرموز، فقد جاء في الحديث الشريف عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله (ص) يقول: (لا يزال الإسلام عزيزاً إلى اثني عشر خليفة) ثم قال كلمة لم أفهمها، فقلتُ لأبي: ما قال؟ فقال: (كلهم من قريش)(2).وجاء في المزمور (72) من مزامير داوود (عليه السلام) ما نصه: (اللهم أعط شريعتك للملك، وعدلك لابن الملك، ليحكم بين شعبك بالعدل، ولعبادك المساكين بالحق. فلتحمل الجبال والآكام السلام للشعب في ظل العدل. ليحكم لمساكين الشعب بالحق، ويخلص البائسين ويسحق الظالم. يخشونك ما دامت الشمس وما أنار القمر على مرالأجيال والعصور. سيكون كالمطر يهطل على العشب وكالغيث الوارف الذي يروي العطشى. يشرق في أيامه الأبرار ويعمُّ الســـلام إلى يوم يختفي القـــمر من الوجود، ويملك من البحر إلى البحر ومن النهر إلـــى أقاصي الأرض)(3).
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X