السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
نبث إليكم حديث الجمعة الموافق 11 - ربيع الأول - 1423 (24-5-2002) والذي كان تحت عنوان :
((( مناقب النبي (ص) بين التعظيم والتعليم )))
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1 - إن من الخطأ بمكان ، أن ننظر الى منزلة النبي الاعظم من خلال مناقبه المثلى ، لاجل التعظيم المجرد طلبا : للشفاعة ، او قضاء الحاجة - كما هو متعارف بين العامة - ناسين الهدف الذي من اجله بعث النبي الاكرم (ص) ، الا وهو تخليص البشرية من كل شوائب الشرك : جليّها وخفيّها .. ولا يتحقق ذلك الا من خلال اتخاذ النبي (ص) اسوة وقدوة ، لا بمعنى الوصول الى نفس مدارج النبي من الكمال ، وانما التشبه به قدر الامكان.
2 - إن ما يؤكد قابلية النبي (ص) للتأسي به بدرجة من الدرجات ، هي التعابير الملفتة في قوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير } ، ففيها التعبير بـ ( كان) الدال على الثبات والاستمرار ، والخطاب للجميع بعبارة ( لكم ) .. واشترطت القدرة على التأسي ، بضرورة الايمان بالله تعالى الذي لولاه ، لما تحرك العبد ، ولولا الحركة لما رأى ضرورة للتأسي برموز تلك الحركة .. وكذلك بضرورة الايمان باليوم الاخر الذي لولاه ، لفقد العبد مشوقات الحركة : طمعا في الأجر ، وخوفا من العقاب.
3 - زامنت ولادة النبي (ص) تغييرات طبيعية ملفتة من : انفصام طاق كسرى ، وابطال سحر السحرة ، وجفاف بحيرة ساوة ، لتبشر بتحقق عصر جديد في تاريخ البشرية .. فهي المرحلة الثانية الملفتة بعد خلقة آدم (ع) كما زامنها ايضا تحرك الابالسة لتغيير المسيرة .. فقد ورد أن الابالسة قالوا للشيطان : ما الذي افزعك يا سيدنا؟.. فقال لهم : ويلكم !.. لقد انكرت السماء والارض منذ الليلة ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى الى الحرم ، وخاطب جبرائيل قائلا : هل لي فيه نصيب؟.. قال: لا .. قال ففي امته؟.. قال: نعم ، فقال رضيت .. والدرس العملي من ذلك : انه كلما اشتدت موجبات الهداية ، كلما ازداد تكالب الاعداء على السائر في طريق الهدى.
4 - يصف علي (ع) أخاه وهو ربيب المصطفى ، قائلا : ( ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيما ، اعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ) .. وهكذا فإن الله تعالى اذا اراد بعبد خيرا ، سدده الهاما، أو إقرانا بملك.. فما المانع من أن يطلب العبد من ربه ، أن يسدده بملائكة التسديد ، ليحفظونه في دورة حياته الصاخبة ، من موجبات الانحرافات ، والارتماء في احضان الشياطين؟
5 - إن القرآن الكريم وصف النبي (ص) بما لم يصف به احدا من الانبياء العظام ، وهو انه على خلق عظيم .. وليس المهم أن يمتلك الانسان هذه الصفة في خلوته مع نفسه ، وانما المهم أن يكون كذلك في خضم المواجهة مع العناصر الاجتماعية المنافرة .. فقد ورد انه جاء شاب الى النبي (ص) فقال : أتأذن لي بالزنا ؟.. فنهره الاصحاب واغلظوا عليه ، ولكن نبي الرحمة (ص) اراد أن يجتث جذور الفساد من اعماق وجوده ، عندما ارجعه الى فطرته قائلا له: اتحب أن يزنى بأمك او اختك.... فقال لا .. فقال (ص) : كل الناس كذلك!.. ثم وضع يده المباركة على صدره قائلا: اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه!.. فأي منا له مثل سعة الصدر هذه ، في استيعاب الحركات المنحرفة؟!..
6 - لم تنحصر معجزة النبي الاكرم (ص) في فلق القمر وحركة الجماد ، وانما تعدت الى فلق القلوب ، وحركة الافكار.. واذا بأمة تنفرد بين الامم بأرذل خصلة ( الا وهي وأد البنت وهي من احب فلذات اكبادنا) لتتحول الى خير امة اخرجت للناس ، امثال : حنظلة غسيل الملائكة ، وقتادة بن النعمان الذي شهد بدرا ، وفقئت عينه يوم احد فجاء الى رسول الله (ص) فقال: ان لي امرأة جميلة ، احبها وتحبني ، واني جديد عرس ، فاكره أن تراني بهذه الهيئة .. فأخذها النبي (ص) ووضعها في مكانها قائلا: اللهم اكسه الجمال !..
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
والسلام ختام .
===========================
ملاحظة:
1- تكرم احد الاخوة بترجمة انجليزية للومضات ، نشرنا مقتطفات منها في مقالات واردة .. فيرجى من اهل الاختصاص ابداء ملاحظاتهم عليها .
2-نشرنا في قسم المقتطفات ، برنامجا للبراعم المؤمنة (الاطفال).
3-ابتهال مؤثر يذكرنا بغيبة الامام (ع) منشور على المقتطفات.
4-اذا اردتم حذف العنوان ، فيرجى اعلامنا على العنوان التالي: alseraj@alseraj.com
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535
نبث إليكم حديث الجمعة الموافق 11 - ربيع الأول - 1423 (24-5-2002) والذي كان تحت عنوان :
((( مناقب النبي (ص) بين التعظيم والتعليم )))
واليكم أهم محاور هذا الحديث :
1 - إن من الخطأ بمكان ، أن ننظر الى منزلة النبي الاعظم من خلال مناقبه المثلى ، لاجل التعظيم المجرد طلبا : للشفاعة ، او قضاء الحاجة - كما هو متعارف بين العامة - ناسين الهدف الذي من اجله بعث النبي الاكرم (ص) ، الا وهو تخليص البشرية من كل شوائب الشرك : جليّها وخفيّها .. ولا يتحقق ذلك الا من خلال اتخاذ النبي (ص) اسوة وقدوة ، لا بمعنى الوصول الى نفس مدارج النبي من الكمال ، وانما التشبه به قدر الامكان.
2 - إن ما يؤكد قابلية النبي (ص) للتأسي به بدرجة من الدرجات ، هي التعابير الملفتة في قوله تعالى : { لقد كان لكم في رسول الله اسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثير } ، ففيها التعبير بـ ( كان) الدال على الثبات والاستمرار ، والخطاب للجميع بعبارة ( لكم ) .. واشترطت القدرة على التأسي ، بضرورة الايمان بالله تعالى الذي لولاه ، لما تحرك العبد ، ولولا الحركة لما رأى ضرورة للتأسي برموز تلك الحركة .. وكذلك بضرورة الايمان باليوم الاخر الذي لولاه ، لفقد العبد مشوقات الحركة : طمعا في الأجر ، وخوفا من العقاب.
3 - زامنت ولادة النبي (ص) تغييرات طبيعية ملفتة من : انفصام طاق كسرى ، وابطال سحر السحرة ، وجفاف بحيرة ساوة ، لتبشر بتحقق عصر جديد في تاريخ البشرية .. فهي المرحلة الثانية الملفتة بعد خلقة آدم (ع) كما زامنها ايضا تحرك الابالسة لتغيير المسيرة .. فقد ورد أن الابالسة قالوا للشيطان : ما الذي افزعك يا سيدنا؟.. فقال لهم : ويلكم !.. لقد انكرت السماء والارض منذ الليلة ، ثم انغمس في الدنيا فجالها حتى انتهى الى الحرم ، وخاطب جبرائيل قائلا : هل لي فيه نصيب؟.. قال: لا .. قال ففي امته؟.. قال: نعم ، فقال رضيت .. والدرس العملي من ذلك : انه كلما اشتدت موجبات الهداية ، كلما ازداد تكالب الاعداء على السائر في طريق الهدى.
4 - يصف علي (ع) أخاه وهو ربيب المصطفى ، قائلا : ( ولقد قرن الله به من لدن أن كان فطيما ، اعظم ملك من ملائكته ، يسلك به طريق المكارم ) .. وهكذا فإن الله تعالى اذا اراد بعبد خيرا ، سدده الهاما، أو إقرانا بملك.. فما المانع من أن يطلب العبد من ربه ، أن يسدده بملائكة التسديد ، ليحفظونه في دورة حياته الصاخبة ، من موجبات الانحرافات ، والارتماء في احضان الشياطين؟
5 - إن القرآن الكريم وصف النبي (ص) بما لم يصف به احدا من الانبياء العظام ، وهو انه على خلق عظيم .. وليس المهم أن يمتلك الانسان هذه الصفة في خلوته مع نفسه ، وانما المهم أن يكون كذلك في خضم المواجهة مع العناصر الاجتماعية المنافرة .. فقد ورد انه جاء شاب الى النبي (ص) فقال : أتأذن لي بالزنا ؟.. فنهره الاصحاب واغلظوا عليه ، ولكن نبي الرحمة (ص) اراد أن يجتث جذور الفساد من اعماق وجوده ، عندما ارجعه الى فطرته قائلا له: اتحب أن يزنى بأمك او اختك.... فقال لا .. فقال (ص) : كل الناس كذلك!.. ثم وضع يده المباركة على صدره قائلا: اللهم اغفر ذنبه ، وطهر قلبه ، وحصن فرجه!.. فأي منا له مثل سعة الصدر هذه ، في استيعاب الحركات المنحرفة؟!..
6 - لم تنحصر معجزة النبي الاكرم (ص) في فلق القمر وحركة الجماد ، وانما تعدت الى فلق القلوب ، وحركة الافكار.. واذا بأمة تنفرد بين الامم بأرذل خصلة ( الا وهي وأد البنت وهي من احب فلذات اكبادنا) لتتحول الى خير امة اخرجت للناس ، امثال : حنظلة غسيل الملائكة ، وقتادة بن النعمان الذي شهد بدرا ، وفقئت عينه يوم احد فجاء الى رسول الله (ص) فقال: ان لي امرأة جميلة ، احبها وتحبني ، واني جديد عرس ، فاكره أن تراني بهذه الهيئة .. فأخذها النبي (ص) ووضعها في مكانها قائلا: اللهم اكسه الجمال !..
=============================
هذه ترجمة بسيطة ولمن أحب الاستماع بشكل أوضح علني أهملت شيء يمكنه الاستعانة بالرابط التالي :
http://www.alseraj.com/main.shtml
الدال على الخير كفاعله .
والسلام ختام .
===========================
ملاحظة:
1- تكرم احد الاخوة بترجمة انجليزية للومضات ، نشرنا مقتطفات منها في مقالات واردة .. فيرجى من اهل الاختصاص ابداء ملاحظاتهم عليها .
2-نشرنا في قسم المقتطفات ، برنامجا للبراعم المؤمنة (الاطفال).
3-ابتهال مؤثر يذكرنا بغيبة الامام (ع) منشور على المقتطفات.
4-اذا اردتم حذف العنوان ، فيرجى اعلامنا على العنوان التالي: alseraj@alseraj.com
===========================
اعلان هام للاخوة الكرام : ترشيح موقع السراج في الطريق الى الله لافضل المواقع الشيعية على TOP SHIA SITES
http://www.topshia.com/in.php?site=1003355535