تويت
السلطة تعرقل المبادرة العربية والسنيورة يصوب نحو مجلس النواب
السلطة تعرقل المبادرة العربية والسنيورة يصوب نحو مجلس النواب . وبري يصف هذا التصويب بالمشروع التدميري.
12/12/06
تستمر المعارضة في تحركاتها وفي غضون ايام سيعلن الانتقال الى مرحلة جديدة من الاهداف تتمثل في تشكيل حكومة انتقالية تعمل على اقرار قانون انتخابي جديد، وذلك في ضوء تعنت فريق السلطة وضربه للمبادرات جريا على عادته وبايعاز خارجي يريد تصعيد الاوضاع وكان اخر انجازات السلطة على هذا الصعيد ضرب المبادرة العربية التي يقودها الموفد الرئاسي السوداني مصطفى عثمان اسماعيل .
فبعد ان عاد اسماعيل الى بيروت بطلب من رئيس الحكومة اللادستورية فؤاد السنيورة لتفعيل البحث في المبادرة فوجئ الموفد بتغير في موقف السنيورة الذي حول البوصلة نحو المجلس النيابي وانعقاده للبحث في مواضيع الخلاف ومنها حكومة الوحدة الوطنية مع طلبه انسحاب المعارضة من الشارع. وقد أوضح رئيس مجلس النواب نبيه بري للموفد السوداني ان لا مشكلة لديه حيال الافكار التي يطرحها من حيث المبدأ لكن ما نقله الموفد الى بري عن موقف السنيورة لا يوحي أي جديد لحلحلة الازمة.
ونقل زوار بري عنه بحسب صحيفة النهار انه فهم من اسماعيل ان السنيورة طرح على الموفد افكارا جديدة يبدأ تنفيذها بوقف الاعتصامات والتحركات في الشارع وطرح قضايا المحكمة الدولية والانتخابات الرئاسية وموضوع الحكومة في الحوار وعلى مجلس النواب. وأبلغ بري صراحة الى زواره انه من غير الوارد ان ينقل الازمة الى مجلس النواب باعتبارها المؤسسة الدستورية الوحيدة التي لا تزال في منأى عن تداعيات الازمة، بل هو يدعو مجلس النواب الى الانعقاد لتكريس شرعية أي اتفاق يتم التوصل اليه، اما في حال انتقال الخلاف الى المجلس فما الذي يضمن عدم استقالة 57 نائبا للمعارضة؟ وماذا يحل بالمجلس ودوره حينذاك؟
وقال بري لـصحيفة الاخبار انه يأمل الجلوس إلى طاولة حوار لمعالجة كل المشكلات القائمة والتوصّل إلى قرارات نهائية، ويدعو على الأثر مجلس النواب إلى الانعقاد لتكريس قانوني لما يكون قد اتفق عليه، ووضعه فوراً موضع التنفيذ.
وبعدما أشار بري الى أن الاكثرية تحاول تعطيل المجلس النيابي مستدلاً على ذلك بما قاله السنيورة عنه امس من انه “معطل ومخطوف” قال إن خطة السنيورة الجديدة فيها مزيد من أسباب العرقلة لمنع الوصول الى حل، وأضاف “انها لا تعيدنا إلى الوراء أشواطاً طويلة فحسب، وإنما هي مشروع تدميري بات الآن يستهدف مجلس النواب بالذات من خلال إقحامه في المواجهة وتعريضه للاحتقانين السياسي والمذهبي”. ولاحظ أن التعرّض للمجلس “متعمّد وهو كان حتى الساعة خارج دائرة الصراع بين الحكومة والمعارضة”. وأعرب عن اعتقاده بأن الغالبية تريد أن تحوّل مشروع المحكمة الدولية إلى مادة ابتزاز من أجل أن تخيّر الآخرين: “مَن ليس معها فهو ضد المحكمة حكماً”.
وكان السنيورة وصف مجلس النواب امس بأنه “معطل ومخطوف” وقال أمام وفود زارته في السرايا الحكومية: “الناس يعيشون حالة من التوتر فلماذا، من أجل إدخال كذا وزيراً على الحكومة، نحن غير معارضين لهذا الموضوع، ولكن هل نريد هذا الشيء من أجل التعطيل أم لتسهيل وتفعيل عمل الحكومة، فرئيس الجمهورية مأخوذ كلياً منهم، ولديهم مجلس النواب المعطل والمخطوف الآن، فلماذا لا يعقد جلسات، ألسنا في نظام ديموقراطي؟”. وأضاف: “نقول للفريق الآخر إننا مستعدون لإعطائكم سبل المشاركة لكن شرط عدم التعطيل والاتفاق مسبقاً على موضوع المحكمة ذات الطابع الدولي .
وردت مصادر الرئيس بري على ما سمّته “بداية حملات الافتراء على المجلس النيابي ورئيسه” وقالت إنها “لن تصدق جنوح رئيس الحكومة ونحوه هذا المنحى” واكتفت بالقول: “من كانت نوافذه من زجاج لا يتمتع بأي حكمة إذا فكَّر برشق الناس بالحجارة”.
هذه الاجواء التي طغت على تحركات اسماعيل والمواقف الداخلية قد تنسحب على تحرك الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى الذي يعود اليوم الى بيروت . وقال موسى انه سيبحث اليوم في بيروت نقاط مبادرة سماها "عرضا لتسوية الازمة الراهنة في لبنان". واوضح ان العرض يتضمن اقتراحات في شأن الانتخابات الرئاسية والمحكمة الدولية وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية. وقال ان المحكمة الدولية هي احد الموضوعات الرئيسية التي يجب ان تحظى بتوافق الطرفين وانه يجري التشاور حاليا في شأن التفاصيل، مشيرا الى ضرورة موافقة الحكومة اللبنانية التي تضم الاطراف كافة على تفاصيل هذه المحكمة قبل ان يتم اقرارها.
بموازاة ذلك واستمرارا في الاجراءات الاستفزازية الغير شرعية ينعقد مجلس الوزراء اللادستوري اليوم في السراي الحكومة برئاسة السنيورة لاعادة اقرار مشروع المحكمة الدولية واحالته على مجلس النواب.
موقع المقاومة