إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الرسول (ص) القدوة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الرسول (ص) القدوة

    حمزة سيد الشهداء هذا الرمز العظيم الذي بفقده بكى رسول الله (ص) وعياله أشدّ البكاء ، وانهدّ ركن أساسي من الأركان التي كان يحتمي ويستند عليها النبي (ص) في تبليغ الرسالة السماوية، وفي ظروف مصيرية صعبة جداً، ناهيك عن عظمة الشخصية وتألّقها وما تحمل من مثل وأخلاق عالية.

    ماذا نحكم على قاتل هذا القائد الفذ عندما يأتي إلينا تائباً معلناً إسلامه؟ ربما العاطفة وحالة التشفّي تضغط بقوة لقتل هذا الرجل أو التمثيل به!! في حين أن الإسلام له رأي آخر ( وإن تعفوا أقربُ للتقوى) ومنهج النبي (ص) يدعو للعفو عما سلف وإن كان قاتلاً لحمزة سيد الشهداء.

    ومن هنا تنبع وتظهر عظمة رسول الرحمة والإنسانية، فلم يحدّثنا التاريخ القديم والحديث ولم نسمع في الوقت الحاضر عن قائد عفا وصفح عن خصومه وأعدائه بعد ما ظفر بهم بقدر ما فعل رسول الله (ص) على الرغم من أنه كان يمر في ظروف عصيبة جداً.

    ولعلّ قصة حاطب بن أبي بلتعة مثالاً آخر يظهر الروح العظيمة التي كان يحملها نبي الرحمة (ص). فعندما كان رسول الله (ص) يجهز جيشه ويستعد للتوجّه نحو مكة لفتحها، قام حاطب بإرسال كتاب إلى أهل مكة بواسطة إحدى النساء يحذّر فيه أهل مكة من هجوم النبي (ص) المرتقب، فنزل جبرائيل وأخبر الرسول (ص) بالقصة، فبعث علياً (ع) مع جماعة فلحقوا بالمرأة وهي ما زالت في الطريق ففتشوها وأخذوا الكتاب منها فأرسل الرسول (ص) في طلب حاطب وقال له: هل تعرف الكتاب؟ فقال: نعم. قال: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: إنّ أهلي هناك وخفت عليهم.

    ماذا يصنع الساسة غالباً مع هذا الشخص عندما يقع بين أيديهم وهم يمرّون في ظروف حرب والاستعدادات قائمة على قدم وساق للتوجه للمعركة الحاسمة؟. أليس القتل هو أهون الإجراءات التي يتخذونها تجاه حاطب كما فعل عمر عندما جرّد سيفه مخاطباً النبي (ص) قائلاً له دعني أضرب عنقه؟

    إن القرارات السريعة والطائشة لا تخرج وفق ميزان الإسلام وحساباته في الغالب وإنما تنبع من ضعف أو حقد أو هوى يضغط بقوّة ليجر صاحبه إلى النار.

    رسول الله (ص) عندما عفا عن حاطب قائلاً لعمر وما يدريك لعلّ الله اطّلع على أهل بدر فغفر لهم. استطاع أن يصنع من هذا الإنسان الخائف (الجاسوس) في نظر البعض شخصاً آخر حمل فيما بعد رسائل النبي (ص) إلى الملوك والزعماء لينقل إليهم مبادئ الإسلام، وهل هناك رسالة أخرى للسماء غير إنقاذ البشرية من دياجير الظلام إلى شاطئ الأمن والسلام؟ وهل هناك محور آخر في حركة الرسول (ص) يفوق رعاية الإنسان وتهذيبه واحترام حقوقه؟
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X