إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

ضياع السنة ـ مقارنة بين أحاديث الإمام علي عليه السلام وأحاديث أبي هرير

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ضياع السنة ـ مقارنة بين أحاديث الإمام علي عليه السلام وأحاديث أبي هرير

    عنوان غريب قد يقول عنه قائل: وماذا تعني بهذا، فالسنة موجودة في الصحاح الستة وكتب السنن؟ صحيح هذا، ولكن الصفحات القادمة كفيلة بإثبات هذا العنوان.

    وأنا جازم بأن كل مسلم غيور على الإسلام إذا تدبر ما سنقول به هنا فإنه حتما إما سيبكي أو يضحك!

    نبدأ بتوجيه هذا السؤال: هل يستطيع أحد أن يجزم بأن سنة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وصلت إلينا كاملة؟! وحتى نجيب على هذا السؤال فرافقنا - أخي القارئ - لترى هل وصلت إلينا السنة كلها أو نصفها أو ثلثها...!!


    في عصر الصحابة

    أحاديث علي بن أبي طالب (عليه السلام):

    هذا الصحابي العظيم عاش مع النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أكثر من ثلاث وعشرين سنة، وكان يتبع النبي اتباع الفصيل أثر أمه، قال عنه ابن حجر: " وكان قد رباه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من صغره لقصة مذكورة في السيرة النبوية، فلازمه من صغره فلم يفارقه إلى أن مات " (1).

    وصلنا عن علي (عليه السلام) 536 حديثا (2)، صح منها خمسون حديثا (3)، روى البخاري منها عشرين حديثا. نعم، هذا ما وصلنا عن علي، خمسون حديثا فقط!!

    ____________

    1 - فضائل الصحابة من فتح الباري: ص 142، تحقيق: خالد عبدالفتاح شيل.

    2 - راجع كتاب: أسماء الصحابة الرواة وما لكل واحد من العدد، ابن حزم، تحقيق: سيد كسروي حسن ص 44.

    3 - ذكر هذا ابن حزم في الملل والنحل: 3 / 60.



    ولكن هل يتناسب هذا الرقم مع علم علي (عليه السلام)، ومقدار ما أخذ عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)؟ علينا أن نتأمل شهادة الله ورسوله في علي ثم نحكم.

    قال تعالى: (ومن عنده علم الكتاب) (1) المقصود بالآية: علي بن أبي طالب (2).

    وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب " (3).

    وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا مدينة الحكمة وعلي بابها، فمن أراد الحكمة فليأت من بابها " (4).

    وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " أنا مدينة الفقه وعلي بابها " (5).

    وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): " ما علمت شيئا إلا علمته عليا فهو باب مدينة علمي " (6).

    وعن عبد الله بن مسعود قال: كنت عند النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فسئل عن علي فقال:

    " قسمت الحكمة عشرة أجزاء فاعطي علي تسعة أجزاء والناس جزءا واحدا " وفي كنز العمال زاد في آخر الحديث " وعلي أعلم بالواحد منهم " (7).

    ____________

    1 - الرعد: 43.

    2 - راجع الجامع لأحكام القرآن 9 / 336. الاتقان، السيوطي 1 / 13. ينابيع المودة، القندوزي الحنفي: ص 102، تفسير الثعلبي، وروى ذلك أبو نعيم.

    3 - هذا حديث صحيح ومصادره تربو على المائة عند أهل السنة ستأتي في بحث آخر.

    4 - تاريخ بغداد: 11 / 204. المناقب، ابن المغازلي الشافعي: ص 124. فرائد السمطين.

    لسان الميزان: 5 / 19.

    5 - تذكرة الخواص، ابن الجوزي: ص 653. تفسير الثعلبي: ص 122.

    6 - المناقب، ابن المغازلي. إحقاق الحق 5 / 501.

    7 - كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد 5 / 32. حلية الأولياء 1 / 64. تفسير الثعلبي. مطالب السؤول، ابن طلحة الشافعي: ص 21، المناقب / ابن المغازلي، المناقب / اخطب خوارزم: ص 49. مقتل الحسين، أخطب خوارزم: ص 43 فرائد السمطين. ميزان الاعتدال 1 / 58. الكواكب الدرية، المناوي الشافعي 1 / 39، الأربعين لعلي القاري ص 50، ينابيع المودة ص 70، المناقب المرتضوية: محمد صالح الترمذي ص 78، فتح الملك العلي ص 33، إحقاق الحق 5 / 517 - 520، وقد روي هذا الحديث موقوفا على ابن مسعود.



    قالت أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): " دعا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بأديم وعلي بن أبي طالب عنده فلم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يملي وعلي يكتب حتى ملأ بطن الأديم وظهره وأكارعه " (1).

    وقال علياء بن أحمر: " إن علي بن أبي طالب خطب الناس فقال: (من يشتري علما بدرهم؟) فاشترى الحارث الأعور صحفا بدرهم، ثم جاء بها عليا فكتب له علما كثيرا " (2).

    وقال علي (عليه السلام): " إن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) علمني ألف باب كل باب فيها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب، حتى علمت ما كان وما يكون إلى يوم القيامة، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب " (3).

    وقال (عليه السلام): " سلوني قبل أن تفقدوني ولن تسألوا بعدي مثلي... " (4).

    وقال علي (عليه السلام): " سلوني، فوالله لا تسألونني عن شئ إلا حدثتكم به، وسلوني عن كتاب الله، فوالله ما من آية إلا وأنا أعلم، بليل نزلت أم بنهار، أم بسهل أم بجبل " (5).

    ____________

    1 - دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه، محمد الأعظمي: 1 / 127.

    2 - محمد الأعظمي: 1 / 129. عن ابن سعد 6 / 116. العلل، المديني 1 / 42. تقييد العلم: ص 89. العلم، ابن خيثمة: ص 144.

    3 - ينابيع المودة: ص 77. أرجح المطالب: ص 413، المحدث الهروي في الأربعين حديثا، وفتح الملك العلي: ص 19. إحقاق الحق.

    4 - مستدرك الحاكم: 2 / 352 و 466 وصححهما.

    5 - الاستيعاب: 3 / 1107. جامع بيان العلم: 1 / 464. الرياض النضرة: 2 / 1198. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 71. إحقاق الحق.



    قال ابن عبد البر: " أجمع الناس كلهم على أنه لم يقل أحد من الصحابة ولا أحد من العلماء: سلوني، غير علي بن أبي طالب ".

    وقال علي (عليه السلام): " والله ما نزلت آية إلا وقد علمت فيما نزلت، واين نزلت، وعلى من نزلت، إن ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا " (1).

    وقال علي: " القلوب أوعية، وخيرها أوعاها " ثم يقول: هاه هاه إن ههنا - وأشار بيده إلى صدره - علما لو أصبت له حملة " وفي رواية: (لو وجدت له حملة) (2).

    وروي عن علي أنه قال: " أما والله لو طرحت لي وسادة لقضيت لأهل التوراة بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم، ولأهل القرآن بقرآنهم " (3).

    وعن ابن عباس وقد سأله الناس فقالوا: أي رجل كان عليا، قال: " كان ممتلئا جوفه حكما وعلما وبأسا ونجدة مع قرابته من رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) " (4).

    وقال ابن عباس: " قسم علم الناس خمسة أجزاء فكان لعلي منها أربعة أجزاء، ولسائر الناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم فيه " (5).

    والآن هل يصح أن يقال: إن كل ما أخذه علي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خمسون حديثا؟!!

    لا أعتقد أن أحدا يقول ذلك إلا أن تكون قد انطفأت شعلة ذهنه. إذن فأين علم علي

    ____________

    1 - حلية الأولياء 1 / 67. المناقب، أخطب خوارزم: ص 54. فرائد السمطين. تاريخ الخلفاء، السيوطي: ص 71. ينابيع المودة: ص 287. الشرف المؤبد، النبهاني: ص 112. إسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار، المناقب، ابن المغازلي. إحقاق الحق: 7 / 581 - 584.

    2 - إعلام الموقعين 1 / 21. الطبقات الكبرى، عبد الوهاب الشعراني 1 / 18. ينابيع المودة: ص 26. لطائف المنن، عبد الوهاب المصري 2 / 89. الفائق للزمخشري 3 / 188. لسان العرب 13 / 390.

    3 - أبو العباس المبرد " الفاضل ": ص 3. المناقب، ابن المغازلي. شرح المقاصد، التفتازاني 2 / 220.

    مطالب السؤول: ص 26. التذكرة، ابن الجوزي: ص 20. فرائد السمطين. ينابيع المودة: ص 70 و 220. أرجح المطالب، عبد الله الحنفي: ص 111. وإحقاق الحق 7 / 581.

    4 - الرياض النضرة 2 / 194، وأحمد في المناقب.

    5 - الكامل، ابن الأثير: 3 / 399. الاستيعاب: 2 / 463. البيان والتبين، الجاحظ: 3 / 247.



    الذي أخذه عن النبي؟ ولماذا لم يصلنا منه سوى خمسين حديثا؟ وأليس هذا معناه أن علم علي الذي أخذه عن النبي والذي لا يقدر بعدد قد ضاع عند أهل السنة؟

    أليس هذا هو الواقع المر الذي يجب الإذعان له؟ إن أبا هريرة لم ير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) سوى سنتين وروى عنه 5374 حديثا (1)، وعلي (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي رافق النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) منذ طفولته ولازمه كظله، يروي خمسين حديثا؟!!

    فهل هذا عدل يا مسلمين؟ وأين علم أبي هريرة من علم علي؟! يقول ابن عباس: " والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر " (2).

    وأرى هنا أنه لابد من الاعتراف بأننا فقدنا كما نوعيا هائلا من السنة النبوية التي يحفظها علي ولم تصل لنا. فالذي وصلنا عن علي (صلى الله عليه وآله وسلم) قياسا لسعة علمه وطول مدة ملازمته للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) خير دليل على ضياع قسم كبير من السنن التي كانت عند علي.

    وقد اعترف بهذه الحقيقة الشيخ محمد أبو زهرة يقول في ذلك: " وإنه يجب علينا أن نقرر هنا أن فقه علي (عليه السلام) وفتاويه وأقضيته لم ترو في كتب السنة بالقدر الذي يتفق مع مدة خلافته، ولا مع المدة التي كان منصرفا فيها إلى الدرس والإفتاء في مدة الراشدين قبله، وقد كانت حياته كلها للفقه وعلم الدين، وكان أكثر الصحابة اتصالا برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقد رافق الرسول وهو صبي قبل أن يبعث (صلى الله عليه وآله وسلم)، واستمر معه إلى أن قبض الله تعالى رسوله إليه، ولذا كان يجب أن يذكر له في كتب السنة أضعاف ما هو مذكور فيها " (3).

    ____________

    1 - أسماء الصحابة الرواة: ص 37.

    2 - الاستيعاب: 3 / 1104. ذخائر العقبى: ص 78. أسد الغابة: 3 / 597. تاريخ الخلفاء، السيوطي. الشذرات الذهبية، محمد بن طولون: ص 51. ينابيع المودة: ص 70. الشرف المؤبد: ص 59. المناقب، اخطب خوارزم: ص 55، راجع إحقاق الحق.

    3 - الإمام الصادق: ص 162.



    إننا نؤكد الحقيقة حين نقر بأنه كان يجب أن يذكر عن علي أضعاف ما هو مذكور عنه ولكن للأسف فقدت هذه الأضعاف.

    ويعترف أبو زهرة أن علم علي (عليه السلام) لا يقل عن علم عبد الله بن مسعود فيقول:

    " هذه كلمة عارضة ذكرناها لبيان أن عليا (رضي الله عنه) كان له علم لا يقل عن علم عبد الله ابن مسعود " (1).

    ومع موقفنا من هذه المقارنة - إذ إن علم علي لا يقاس بعلم أحد من الصحابة والنصوص السالفة خير دليل على ما نقول - لكننا نقول لأبي زهرة ولأهل السنة: لقد وصلنا عن ابن مسعود 848 حديثا فإذا كان علم علي لا يقل عن علم ابن مسعود فقد فقدنا من علم علي الذي أخذه عن النبي 798 حديثا!! وهو عدد نستطيع أن نعمل منه موطأ كموطأ مالك الذي يحوي 700 حديث. فتأمل بربك هذه الخسارة!. أضف لهذا أن مسند علي في مسند أبي يوسف يعقوب بن شيبة السدوسي خمسة مجلدات!! ولكن ماذا تساوي الخمسون حديثا أمام خمسة مجلدات (2)؟!!

    وهذا الحارث الأعور اشترى - كما مر - صحفا بدرهم ثم جاء بها عليا فكتب له علما كثيرا.

    ولو رجعنا إلى مسند أحمد بن حنبل - وهو أكثر من روى عن علي (عليه السلام) من أصحاب السنن - لوجدنا الحارث الأعور يروي حديثا واحدا عن علي (عليه السلام) ولكنه ضعيف (3). فأين ذهب هذا العلم الكثير الذي كتبه علي (عليه السلام) للحارث؟!!

    ____________

    1 - الإمام الصادق.

    2 - الرسالة المستطرفة لبيان مشهور كتب السنة المشرفة: ص 52.

    3 - راجع المسند تخريج: شعيب الأرنؤوط.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X