إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

تابع سلسلة احاديث ماما عائشة بعد معركة الجمل

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تابع سلسلة احاديث ماما عائشة بعد معركة الجمل

    استمداد علي من الكوفة وخطبته فيهم :

    أما علي فقد كان أرسل ابنه الحسن إلى أهل الكوفة يستنفرهم ، فلما قدموا إليه قام فيهم خطيبا فقال : الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله على سيدنا محمد خاتم النبيين وآخر المرسلين ، أما بعد .

    فإن الله بعث محمدا صلى الله عليه وآله إلى الثلقين كافة ، والناس في اختلاف والعرب بشر المنازل ، مستضعفون لما بهم ، فرأب الله به الثأي ( * ) ، ولام به الصدع ( * ) ، ورتق به الفتق ، وأمن به السبيل ، وحقن به الدماء ، وقطع به العداوة الموغرة ( * ) للقلوب ، والضغائن المشحنة ( * ) للصدور ، ثم قبضه الله تعالى مشكورا سعيه ، مرضيا عمله ، مغفورا ذنبه ، كريما عند الله نزله . فيا لها من مصيبة عمت المسلمين ، وخصت الاقربين ، وولي أبو بكر فسار فينا بسيرة رضا ، رضي بها المسلمون .

    ثم ولي عمر فسار بسيرة أبي بكر رضي الله عنهما . ثم ولي عثمان فنال منكم ونلتم منه . ثم كان من أمره ما كان ، أتيتموه فقتلتموه ، ثم أتيتموني فقلتم : لو بايعتنا ؟ فقلت : لا أفعل ، وقبضت يدي فبسطتموها ، ونازعتكم كفي فجذبتموها وقلتم : لا نرضى إلا بك ، ولا نجتمع إلا عليك ، وتراكمتم علي تراكم الإبل الهيم على حياضها يوم ورودها ، حتى ظننت أنكم قاتلي وأن بعضكم قاتل بعضا ، فبايعتموني ، وبايعني طلحة والزبير ، ثم ما لبثا أن أستأذناني إلى العمرة .

    فسارا إلى البصرة فقاتلا بها المسلمين ، وفعلا بها الافاعيل ، وهما يعلمان والله أني لست بدون من مضى ، ولو أشاء أن أقول لقلت : اللهم إنهما قطعا قرابتي ، ونكثا بيعتي ، وألبا

    ( * ) رأب الله بن الثأي : أصلح به الفساد .
    ( * ) لام به الصدع : اصلحه . ( * ) الموغرة : الموقدة في الصدر .
    ( * ) المشحنة أي الموغرة ، يقال شحن عليه ، كفرح - إذا حقد . ( * )

    - ج 1 ص 213 -


    علي عدوي . اللهم فلا تحكم لهما ما أبرما . وأرهما المساءة فيما عملا ( 213 ) .


    تلاقي الجيشين والمراسلة .

    وروى الطبري ( 214 ) وقال : سار علي من الزاوية ( * ) يريد طلحة والزبير وعائشة وساروا يريدون عليا فالتقوا عند موضع قصر عبيدالله بن زياد . . فاقاموا ثلاثة أيام لم يكن بينهم قتال ، يرسل إليهم علي ويكلمهم ويردعهم ، انتهى .

    ولم يذكر الطبري ما دار بينهم من كتب ومحاججات ، وإنما ذكر بعضها ابن قتيبة وابن اعثم والرضي في نهج البلاغة ومنها الكتاب الآتي ( 215 ) الذي كتبه إلى طلحة والزبير مع عمران بن الحصين الخزاعي .

    قال فيه : أما بعد . فقد علمتما - وإن كتمتما أني لم أرد الناس حتى أرادوني ، ولم أبايعهم حتى بايعوني . وإنكما ممن أرادني وبايعني ، وإن العامة لم تبايعني لسلطان غالب ، ولا لعرض حاضر ( * ) وإن كنتما بايعتماني طائعين فارجعا وتوبا إلى الله من قريب ، وإن كنتما بايعتماني كارهين فقد جعلتما لي عليكما السبيل ( * ) بإظهاركما الطاعة ، وإسراركما المعصية ، ولعمري ما كنتما بأحق المهاجرين بالتقية والكتمان ، وإن دفعكما هذا الامر من قبل أن تدخلا فيه ( * ) كان أوسع عليكما من خروجكما منه بعد إقراركما به ، وقد زعمتما أني قتلت عثمان ، فبيني وبينكما من تخلف عني

    ( 213 ) العقد الفريد 4 / 318 .
    ( 214 ) الطبري 5 / 199 ، وط . أوربا 1 / 3175 .
    ( * ) الزاوية على ما ذكره الحموي عدة مواضع ، منها : موضع قرب البصرة وأخرى قرية على شاطئ دجلة بين اواسط البصرة يقال لها : الزاوية ومقابلها قرية أخرى يقال لها الهنيئة .
    ( 215 ) نهج البلاغة 3 / 122 والامامة والسياسة ص 65 ط . مصطفى محمد وتاريخ ابن أعثم ص 173 .
    ( * ) العرض الحاضر : ما سوى النقدين من المال . ( * ) أي جعلتما الحجة لي عليكما . ( * ) يعني الخلافة . ( * )

    - ج 1 ص 214 -


    وعنكما من أهل المدينة ، ثم يلزم كل امرئ بقدر ما احتمل ، فارجعا أيها الشيخان عن رأيكما ، فإن الآن أعظم أمركما العار من قبل أن يجتمع العار والنار والسلام .

    ثم أرسل علي ابن عباس إلى الزبير خاصة وقال له : لا تلقين طلحة فإنك إن تلقه تجده كالثور عاقصا قرنه يركب الصعب ويقول : هو الذلول ، ولكن الق الزبير فإنه ألين عريكة فقل له : يقول لك ابن خالك : عرفتني بالحجاز وأنكرتني بالعراق ، فما عدا مما بدا ( * ) ! ؟ وفي رواية ابن عساكر : يقول لك علي : نشدتك الله ألست بايعتني طائعا غير مكره ؟ فما الذي أحدثت فاستحللت به قتالي ؟ !

    قال ابن عباس : قلت الكلمة للزبير لم يزدني على أن قال : قل له : إنا مع الخوف الشديد لنطمع ( 216 ) .

    وقال لي ابنه عبد الله : قل له : بيننا وبينك دم خليفة ووصية خليفة ، واجتماع اثنين ، وانفراد واحد ، وأم مبرورة ، ومشاورة العامة ، قال : فعلمت أنه ليس وراء هذا الكلام إلا الحرب ، فرجعت إلى علي ( ع ) فأخبرته ( 217 ) .

    ( * ) ( عقص الشعر ) ضفره فتله ، ولواه . وهو تمثيل له في تغطرسه وكبره وعدم انقياده ( والعريكة ) الطبيعة . عرفه بالحجاز . فبايعه ، وأنكره بالعراق ، فنكث بيعته وخرج عليه . ( فما عدا مما بدا ) أي فما صرفك عن الذي ظهر منك ، قال الشريف الرضي : وهو أول من سمعت منه هذه الكلمة .
    ( 216 ) رواه محمد بن اسحاق والكلبي ، راجع شرح النهج 2 / 165 تحقيق : " محمد أبو الفضل ابراهيم " وفي الاغاني 16 / 126 قريب منه .
    ( 217 ) لقد نسب ابن عبد ربه هذا الجواب إلى الزبير نفسه في العقد الفريد 4 / 314 غير ان الزبير ابن بكار نسبه إلى عبد الله بن الزبير وهو الاشبه بالصواب ، كما في شرح النهج 2 / 169 ، وابن عساكر 5 / 363 ، ويقصد بدم الخليفة : دم عثمان الذي يتهم به علي بن أبي طالب ، ووصية خليفة : عهد عمر بالشورى ، واجتماع اثنين : اجتماع طلحة والزبير من أهل الشورى على نقض بيعته وانفراد واحد : انفراد علي بالأمر ، وأم مبرورة : عائشة ، التي كانت معهم ضد علي . ( * )


    - ج 1 ص 215 -


    ثم أرسل عبد الله بن عباس وزيد بن صوحان إلى عائشة ( 218 ) وقال لهما ما خلاصته : اذهبا إلى عائشة وقولا لها : إن الله أمرك أن تقري في بيتك وألا تخرجي منه ، وإنك لتعلمين ذلك غير أن جماعة قد أغروك ، فخرجت من بيتك ، فوقع الناس لا تفاقك معهم في البلاء والعناء ، وخير لك أن تعودي إلى بيتك ولا تحومي حول الخصام والقتال ، وإن لم تعودي ولم تطفئي هذه النائرة فإنها سوف تعقب القتال ، ويقتل فيها خلق كثير فاتقي الله يا عائشة ! وتوبي إلى الله ، فإن الله يقبل التوبة من عباده ويعفو . وإياك أن يدفعك حب عبد الله ابن الزبير وقرابة طلحة إلى أمر تعقبه النار .

    فجاءا إلى عائشة وبلغا رسالة علي إليها ، فقالت : إني لا أرد على ابن أبي طالب بالكلام ، لاني لا أبلغه في الحجاج ، فرجعا إليه وأخبراه بما قالت .


    وفي رواية أخرى أن طلحة نادى بأصحابه : ناجزوا القوم فإنكم لا تقمومون لحجاج ابن أبي طالب . وخطب عبد الله بن الزبير وقال : أيها الناس ! إن علي بن أبي طالب قتل الخليفة بالحق عثمان ، ثم جهز الجيوش إليكم ليستولي عليكم ، ويأخذ مدينتكم ، فكونوا رجالا تطالبون بثأر خليفتكم ، واحفظوا حريمكم ، وقاتلوا عن نسائكم وذراريكم وأحسابكم وأنسابكم ، أترضون لاهل الكوفة أن يردوا بلادكم ، اغضبوا فقد غوصبتم ، وقاتلوا فقد قوتلتم ، ألا وإن عليا لا يرى أن معه في هذا الامر أحدا سواه ، والله لئن ظفر بكم ليهلكن دينكم ودنياكم .

    وأكثر من هذا القول ونحوه ، فبلغ ذلك عليا ، فقال لولده الحسن : قم يا بني فاخطب . فقام الحسن خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وصلى على نبيه ، ثم قال :

    ( 218 ) تاريخ ابن أعثم ص 175 ، وطبعة حيدر آباد الدكن 2 / 306 . ( * )

    - ج 1 ص 216 -


    أيها الناس ! قد بلغنا مقالة ابن الزبير في أبي ، وقوله فيه : إنه قتل عثمان . وأنتم يا معشر المهاجرين والانصار وغيرهم من المسلمين علمتم بقول الزبير في عثمان ، وما كان اسمه عنده ، وما كان يتجنى عليه .

    وإن طلحة يومذاك راكز رايته على بيت ماله ، وهو حي ، فأنى لهم أن يرموا أبي بقته وينطقوا بذمه ، ولو شئنا القول فيهم لقلنا . وأما قوله : إن عليا ابتز الناس أمرهم ، فإن أعظم حجة لابيه زعم أنه بايعه بيده ولم يبايعه بقلبه ، فقد أقر بالبيعة وادعى الوليجة فليأت على ما أدعاه ببرهان ، وأنى له ذلك .

    وأما تعجبه من تورد أهل الكوفة على أهل البصرة ، فما عجبه من أهل حق توردوا على أهل باطل . أما أنصار عثمان فليس لنا معهم حرب ولا قتال ، ولكننا نحارب راكبة الجمل وأتباعها ( 219 ) .

    ولما رجعت رسل علي ( ع ) من عند طلحة والزبير وعائشة يؤذنونه بالحرب ( 220 ) ، قام فحمد الله وأثنى عليه وصلى على رسوله ثم قال : أيها الناس ! إني قد راقبت هؤلاء القوم كي يرعووا أو يرجعوا ، ووبختهم بنكثهم ، وعرفتهم بغيهم ، فلم يستحيوا ، وقد بعثوا إلي أن ابرز للطعان ، واصبر للجلاد ، وإنما تمنيك نفسك أماني الباطل ، وتعدك الغرور ، ألا هبلتم الهبول ( * ) لقد كنت وما أهدد بالحرب ، ولا أرهب بالضرب ! ولقد أنصف القارة من راماها ( * ) فليرعدوا وليبرقوا ، فقد رأوني قديما وعرفوا نكايتي ، فكيف رأوني !

    ( 219 ) روى الخطبتين ابن أعثم في ص 174 ، وفي طبعة حيدر آباد الدكن 2 / 302 305 ، والمفيد في الجمل 158 159 ، والوليجة : الدخيلة والامر يسر ويكتم .
    ( 220 ) تاريخ ابن أعثم 175 ، وابن أبي الحديد 1 / 101 طبعة مصطفى الحلبي بمصر ، واللفظ لابن أبي الحديد .
    ( * ) هبلتهم الهبول : ثكلتهم الثواكل من النساء .
    ( * ) القارة من بني الهون بن خزيمة بن مدركة بن الياس ، أخو بني أسد وكانوا حلفاء لبني زهرة من قريش ، ابن خلدون 2 / 139 ، وكانوا مشهورين بجودة الرمي وفي لسان العرب : كانوا رماة الحدق في الجاهلية ، وزعموا أن رجلا من بني قارة وآخر من بني أسد التقيا ، فقال القاري : إن شئت صارعتك ، وإن شئت راميتك ، فقال الاسدي : اخترت المراماة . فقال القاري : لقد أنصفتني وأنشد : قد أنصف القارة من راماها * إنا إذا ما فئة نلقاها * نرد أولادها على اخراها * ثم انتزع له سهما فشك فؤاده ، وقيل غير ذلك ، راجع تاريخ اليعقوبي 1 / 265 : ط بيروت . ( * )

    - ج 1 ص 217 -


    أنا أبو الحسن الذي فللت حد المشركين ، وفرقت جماعتهم ، وبذلك القلب ألقى عدوي اليوم وإني لعلى ما وعدني ربي من النصر والتأييد وعلى يقين من أمري ، وفي غير شبهة من ديني ، أيها الناس : إن الموت لا يفوته المقيم ولا يعجزه الهارب . ليس عن الموت محيد ولا محيص . من لم يقتل مات . إن أفضل الموت القتل . والذي نفس علي بيده ، لالف ضربة بالسيف أهون من موتة واحدة على الفراش . ثم مد يده بالدعاء وقال : اللهم إن طلحة نكث بيعتي وألب على عثمان حتى قتله ثم عضهني به ( * ) ورماني . اللهم فلا تمهله . اللهم إن الزبير قطع رحمي ونكث بيعتي ، وظاهر علي عدوي فاكفنيه اليوم بما شئت . ثم نزل .


    قال ابن أعثم : ثم دنت العساكر بعضها إلى بعض واستعرض علي جيوشه فبلغوا عشرين ألفا ، واستعرض طلحة والزبير فبلغوا ثلاثين ألفا
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 09:44 PM
استجابة 1
10 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, يوم أمس, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X