من أقوال الشهيد السعيد
محمد باقر الصدر(قدس سره)
واصفاً إياه أحد أقسام المجتمع الفرعوني والذي ينطبق على الكثير من مجتمعنا الإسلامي اليوم .
الهمـج الرعـاع
قال أمير المؤمنين (عليه السلام)[ الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق].
ﮪذا التقسيم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ربما كان لمجتمعه آنذاك وإذا هو تقسيم خاص ، وربما يكون عاماً لأي ناس يعيشون في أي مكان وزمان وإذا ينبغي أن نربطه بالتشتت الذي يحدثه الفراعنة كما نصت الآية الكريمة من سورة القصص(( أن فرعون عَلا في الأرض وجعل أهلها شيعاً )) القصص / 4 .
في الحقيقة إن ﮪذا التقسيم لم يكن بالتحديد لأمة أو لمجتمع، أية أمرة وأي مجتمع ، وإنما هو الحالة الطبيعية لأي فرد أن يكون في إحدى ثلاث حالات ، أما أن يكون عالم رباني أو يكون متعلم على سبيل نجاة يملك من العلم والمعرفة بقدر يمكنه أن يكون تابعاً بإحسان أو متعلماً بوعي ، أو همج رعاع ينعقون مع كل ناعق أي السواد الأعظم من الناس الذي يبتني إيمانهم على العواطف والأوهام بما ينسجم مع الظروف الموضوعية والنفسية التي يعيشونها ، أولئك الذين تؤثر بهم الدعوات المزوقة المزينة ما دامت تداعب عواطفهم وأهم محرك لهؤلاء هو ما يشعرهم بالأهمية وتحقيق الذات بسبب ما يعيشونه من التخلف والنقص والمرتبة الاجتماعية في الدنيا فيتشبثون بكل داعية إذا أحس الواحد منهم بأنه سوف يكون له شأن ، وبعض هؤلاء بالرغم من أنه قد تجاوز حالة الشعور بانه دائماً في الخلف بشهادة علمية مدرسية أواموال من تجارة أو ماشابههُ يضل في صف الهمج الرعاع ومنهم من يتجاوزها فعلاً إلى عز العبودية لله تعالى ، ومنهم من يتجاوزها إلى عز العلاقة مع المستكبرين والتبعية لهم ، والهمج الرعاع في المجتمع الفرعوني هم أنفسهم الذين أشار إليهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع فرق أنهم على درجات في تخلفهم السياسي والاجتماعي ، فهم يتزاحمون بين حد أعلى وهو أن يكون على مقربة من أعوان الظلمة والانخراط في فئآتهم ، وحد ادنى وهم الذين أصابوا من الدنيا شيئاً من المال والمرتبة العلمية وهم على حماية معطياتها عاكفون ، واغلب همهم وفكرهم في حياتهم الشخصية والأسرية فقط .
إن الظواهر الاجتماعية بما فيها الفئات التي برزت إلى الساحة بسبب ظلم وظلال وتظليل فرعون في الحقيقة موجودة داخل نفس الإنسان وجزء من تناقضه الداخلي قبل أن تكون ظاهرة اجتماعية.
فكل إنسان من الممكن أن يكون فرعوناً طاغياً أو معيناً للظالمين أويكون صدّيقاً أو من الصالحين كل ذلك يعتمد على تغلب إحدى القوتين فيهِ . قوة الشهوة وهوى النفس من قبضة التراب الأرضية أو قوة العقل والهوى من نفخة الروح الربانية .
ولذلك فأن ﮪذه الفئة (الهمج الرعاع) أبرز ما يميزها هو إتباعهم لهوى أنفسهم ومشتهياتهم لدرجة يفتقد فيهم الرشد ولا يعود المنطق والدليل والبرهان من الحجج التي يعتمدها فكرهم ثم سلوكهم . بل هم يفتقدون الرشد لدرجة لا يعود التفكير وأعمال العقل ذو دور واضح في حياتهم وسلوكهم .
أن لكل ظاهرة اجتماعية خلفيات وأوليات نشأت عنها وصدرت منها وكان السبب في وجودها وصحيح إن المستكبرين هم السبب الأول لتمزيق المجتمع وتشتت أفراده وتناثر طاقاته لكن ﮪذا التشتت في نفس الوقت له أسبابه التي وجدتها والتي لا تبرئ ساحة المستكبرين من الجريمة .
محمد باقر الصدر(قدس سره)
واصفاً إياه أحد أقسام المجتمع الفرعوني والذي ينطبق على الكثير من مجتمعنا الإسلامي اليوم .
الهمـج الرعـاع
قال أمير المؤمنين (عليه السلام)[ الناس ثلاث عالم رباني ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق].
ﮪذا التقسيم من أمير المؤمنين (عليه السلام) ربما كان لمجتمعه آنذاك وإذا هو تقسيم خاص ، وربما يكون عاماً لأي ناس يعيشون في أي مكان وزمان وإذا ينبغي أن نربطه بالتشتت الذي يحدثه الفراعنة كما نصت الآية الكريمة من سورة القصص(( أن فرعون عَلا في الأرض وجعل أهلها شيعاً )) القصص / 4 .
في الحقيقة إن ﮪذا التقسيم لم يكن بالتحديد لأمة أو لمجتمع، أية أمرة وأي مجتمع ، وإنما هو الحالة الطبيعية لأي فرد أن يكون في إحدى ثلاث حالات ، أما أن يكون عالم رباني أو يكون متعلم على سبيل نجاة يملك من العلم والمعرفة بقدر يمكنه أن يكون تابعاً بإحسان أو متعلماً بوعي ، أو همج رعاع ينعقون مع كل ناعق أي السواد الأعظم من الناس الذي يبتني إيمانهم على العواطف والأوهام بما ينسجم مع الظروف الموضوعية والنفسية التي يعيشونها ، أولئك الذين تؤثر بهم الدعوات المزوقة المزينة ما دامت تداعب عواطفهم وأهم محرك لهؤلاء هو ما يشعرهم بالأهمية وتحقيق الذات بسبب ما يعيشونه من التخلف والنقص والمرتبة الاجتماعية في الدنيا فيتشبثون بكل داعية إذا أحس الواحد منهم بأنه سوف يكون له شأن ، وبعض هؤلاء بالرغم من أنه قد تجاوز حالة الشعور بانه دائماً في الخلف بشهادة علمية مدرسية أواموال من تجارة أو ماشابههُ يضل في صف الهمج الرعاع ومنهم من يتجاوزها فعلاً إلى عز العبودية لله تعالى ، ومنهم من يتجاوزها إلى عز العلاقة مع المستكبرين والتبعية لهم ، والهمج الرعاع في المجتمع الفرعوني هم أنفسهم الذين أشار إليهم علي بن أبي طالب (عليه السلام) مع فرق أنهم على درجات في تخلفهم السياسي والاجتماعي ، فهم يتزاحمون بين حد أعلى وهو أن يكون على مقربة من أعوان الظلمة والانخراط في فئآتهم ، وحد ادنى وهم الذين أصابوا من الدنيا شيئاً من المال والمرتبة العلمية وهم على حماية معطياتها عاكفون ، واغلب همهم وفكرهم في حياتهم الشخصية والأسرية فقط .
إن الظواهر الاجتماعية بما فيها الفئات التي برزت إلى الساحة بسبب ظلم وظلال وتظليل فرعون في الحقيقة موجودة داخل نفس الإنسان وجزء من تناقضه الداخلي قبل أن تكون ظاهرة اجتماعية.
فكل إنسان من الممكن أن يكون فرعوناً طاغياً أو معيناً للظالمين أويكون صدّيقاً أو من الصالحين كل ذلك يعتمد على تغلب إحدى القوتين فيهِ . قوة الشهوة وهوى النفس من قبضة التراب الأرضية أو قوة العقل والهوى من نفخة الروح الربانية .
ولذلك فأن ﮪذه الفئة (الهمج الرعاع) أبرز ما يميزها هو إتباعهم لهوى أنفسهم ومشتهياتهم لدرجة يفتقد فيهم الرشد ولا يعود المنطق والدليل والبرهان من الحجج التي يعتمدها فكرهم ثم سلوكهم . بل هم يفتقدون الرشد لدرجة لا يعود التفكير وأعمال العقل ذو دور واضح في حياتهم وسلوكهم .
أن لكل ظاهرة اجتماعية خلفيات وأوليات نشأت عنها وصدرت منها وكان السبب في وجودها وصحيح إن المستكبرين هم السبب الأول لتمزيق المجتمع وتشتت أفراده وتناثر طاقاته لكن ﮪذا التشتت في نفس الوقت له أسبابه التي وجدتها والتي لا تبرئ ساحة المستكبرين من الجريمة .