و أحذركم الدنيا فإنها منزل قلعة، و ليست بدار نجعة. قد تزينت بغرورها، و غرت بزينتها . دار هانت على ربها، فخلط حلالها بحرامها و خيرها بشرها، و حياتها بموتها، و حلوها بمرها . لم يصفها الله تعالى لأوليائه، و لم يضن بها على أعدائه. خيرها زهيد، و شرها عتيد. و جمعها ينفد، و ملكها يسلب، و عامرها يخرب. فما خير دار تنقض نقض البناء و عمر يفنى فناء الزاد، و مدة تنقطع انقطاع السير. اجعلوا ما افترض الله عليكم من طلبكم، و اسألوه من أداء حقه ما سألكم. و أسمعوا دعوة الموت آذانكم قبل أن يدعى بكم. إن الزاهدين فى الدنيا تبكى قلوبهم و إن ضحكوا، و يشتد حزنهم و إن فرحوا، و يكثر مقتهم أنفسهم و إن اغتبطوا بما رزقوا.
نهج البلاغة خطبة 113
نهج البلاغة خطبة 113