
يطلق على السلوك الإنساني الذي يؤسس حالة عامة بالقيم أما لغة الخطاب فهي صيغة التفاهم والعلاقات الرسمية وغيرها والتي تتكون عبر وسائل متنوعة وترتبط بطبيعة التعامل المطلوب اجتماعيا وسياسيا وتربويا وبقية الشؤون المرادفة ومنذ البدايات الاولى في إرساء القيم من اجل بناء مجتمع ودولة في العهد الإغريقي وما تلاه من محاولات الفلاسفة والمهتمين بحقوق الإنسان والرسالات السماوية ارتبطت القيم على تنوع ثقافاتها ومشاربها بلغة الخطاب كونها البوصلة التي تؤشر لقافلة التمدن ورقي البشرية بالاتجاه الصحيح كي لاتحرف القيم عن مضمونها وغايتها وتأخذ الاتجاه المعاكس لحركتها وطبيعتها المقصودة ، فقد تجرع سقراط السم من اجل قيم التربية المثالية للشباب الأثيني وبخطاب الحوار وتبادل الرأي والرأي الآخر رغم علمه بمظلومية الحكم الصادر بحقه ، وكان غاندي يخاطب أعدائه بلغة الصوم عن الأكل والشرب ، وأما خطاب الأمام علي (ع) المبني على العفو والإصلاح فكان عبر وصيته عن قاتله عبد الرحمن بن ملجم أن يكون عقابه ضربتا بضربة وان يعفا عن القاتل إن نجا الإمام (ع) من الموت ولغة الخطاب هذه دعت أحد المستشرقين أن يقول أن الشيعة لايمكن أن يقال عنهم إرهابيون فهؤلاء القوم الذين يبكون على طفل قتل قبل 1400 سنة لايمكن نعتهم بالإرهاب ، وإذن كل القيم الروحية والإنسانية من التعاليم السماوية والنتاج الفكري البشري مالم تكن لغة خطابها ذات واقع مبني على المنطق الذي يتناسب مع الطبيعة الإنسانية فأنه يفقد قيمته الفكرية وغايته المنشودة .
ماجد القيسي
9/6/2007