إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

زوجتك نفسي.. لكن سرا

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زوجتك نفسي.. لكن سرا

    زوجتك نفسي.. لكن سرا

    غزة-دنيا الوطن
    بين فترة وأخرى يستفيق المجتمع الأردني على حالات وأنماط زواج جديدة لم تكن معهودة، مثل "زواج المسيار" و"زواج المتعة" و"الزواج العرفي"، لكن أشكالا جديدة أخرى من الزواج أخذت طابع السرية التامة أو شبه السرية بدأت تنتشر على نحو مفرط ومثير، ومن بينها زواج "المساكنة" وزواج "المصياف" وزواج "المغتربين"... إلخ.

    حيث إن البحث عن فتوى تتكفل باسترخاء الضمير لا يكلف الشاب أو الفتاة في الأردن أكثر من جولة سريعة عبر شبكة الإنترنت، حيث توجد عشرات المواقع المتخصصة في ترويج الثقافات الجنسية تحت إطار شرعي في غالبية الأحيان.

    قصص وحكايات!

    من بين ملفات المحامين جمعنا بعض قصص الزواج السري في الأردن، فها هو "أحمد" الذي ما زال طالبا جامعيّا يروي قصته مع الزواج السري بزميلته التي تشاركه في السكن في ظاهرة غريبة أيضا في الأردن بدأت تنتشر مؤخرا تحت لافتة "زواج المساكنة"، والمقصود زواج زملاء السكن من الطلاب والطالبات بشكل سري بعيدا عن أعين الأهل وإسكاتا للشهوة المتقدة.

    يقول أحمد: "عشت بداية حياتي في إحدى الدول الغربية وأعجبني أسلوبهم في التغلب على مثل هذه الأمور والتعقيدات". ويضيف: "يجب أن يكون هنالك إطار ما مقبول دينيا واجتماعيا للعلاقات ما بين الشباب والفتيات غير الزواج التقليدي".

    ويتابع: "على هذا الأساس اضطررت للزواج بزميلتي بشكل سري دون علم أحد باستثناء المحامي الذي وثق الزواج، وكل يوم أحمل هم إخبار أهلي بمجرد التخرج، لكن لم يكن أمامي أي حل آخر".. ويقول أحمد: "في البداية كنا سعداء جدا فنحن في بيت واحد يجمعنا.. ندرس معا ونخرج معا ونعود معا، ولا نحمل هم شيء، لكن الآن الوضع اختلف مع بداية حمل زوجتي، والمشكلة تتفاقم لأن الزواج كان سريا وغير معلن".

    زوجتك نفسي!

    تقول مها (21 عاما) التي تحكي تجربتها مع الزواج السري: "لا أذكر كيف أقنعني بتلك الفكرة المجنونة، قال لي: نحن طلاب ولا يمكنني تحمل تكاليف الزواج، وإن أهله لن يسمحوا له بالزواج وهو على مقاعد الدراسة".

    كان وسيما لبقا وكنت أحبه.. لم أكن أفكر في شيء إلا بالطريقة التي أستطيع فيها أن أكون معه!!

    تم كل شيء بسرعة، كتبنا ورقة وقلت له: زوجتك نفسي وأجاب: وأنا قبلت.. تم كل شيء بدون مهر أو شهود أو مأذون، كنا نلتقي في شقة صغيرة كان يقول: إنها لأحد أصدقائه، وبعد مدة قصيرة بدأ يتهرب من مقابلتي يجعلني أنتظره ولا يأتي.. ثم اختفى.. علمت أنه أسقط الفصل الدراسي وسافر خارج الأردن.. بقيت مدة طويلة لا أستطيع النوم، وذات يوم أعلمتني صديقة لي أنه عاد فقابلته بعد محاولات عدة، وبدون أن يخجل من نفسه أخبرني أنه لم يعد يرغب في استمرار العلاقة، وقبل أن أفتح فمي بكلمة قال لي: لن تغامري وتفضحي نفسك.

    وتقول فاطمة (موظفة): مفهوم الزواج أصبح يبتعد عن أذهان شبابنا لأسباب عديدة، منها البطالة، والأوضاع الاقتصادية، واكتفاء البعض بالعلاقات الجنسية غير الشرعية.

    أنا واحدة ممن تزوجن بشكل سري لكن بعد فترة اكتشف أهلي ذلك وقاطعوني ومنذ اليوم الأول راهنت على زوجي الذي أحببته فكان رهاني في محله؛ لأنه لم يتخل عني بعد "الفضيحة"، بل تمسك كل منا بالآخر، لكنني في المقابل خسرت أهلي وللأسف الفتاة هي الخاسر دائما في حالات الزواج السري، اليوم لدي 3 أطفال وأعيش حياة سعيدة وجيدة لكنني لا أنصح الفتيات بالزواج سرا.

    ويشير "وائل" إلى أن الزواج السري استحقاق طبيعي للاختلاط في الجامعات قائلا: "وأنا شخصيا لا أمانع في الزواج سرا". وحول أسباب ذلك يقول: "الأسباب كثيرة لعل أبرزها عدم موافقة الأهل على تزويج أبنائهم وهم لا يزالون على مقاعد الدراسة، وعدم القدرة على تحمل الانتظار لسنوات لحين الاستعداد ماليا". لكن السبب الأبرز برأيه هو هامش الانفتاح والحرية بين شباب وفتيات اليوم مضيفا: "نحن مضطرون لعلاقات مع الجنس الآخر؛ فالفتاة هذه الأيام في كل مكان الجامعة والعمل و...".

    ويرى "نضال" أن الزواج السري على الرغم من سلبياته يظل أهون شرا من العلاقات غير الشرعية لأنه بالنهاية زواج وليس زنا، ويضيف: "لنتكلم بصراحة.. الجنس يشغل تفكير الفتيات والشبان، ويجعلهم شاردي الذهن ومتوترين، بدون تركيز أو نشاط أو عطاء".

    وتطرح "سوسن" - طالبة بالسنة الثالثة لغات، جامعة اليرموك - رأيا مقاربا، وتقول: "هنالك حديث للرسول صلى الله عليه وسلم معناه يشدد على أن أفضل حل لأي شاب وفتاة يحبان بعضهما هو (الزواج)؛ فإذا كان الزواج الاعتيادي بصورته المعروفة صعبًا وغير ممكن، فلماذا نرفض حلا بسيطا كهذا لهذه المشكلة.. جامعاتنا مليئة بقصص الحب التي تجمع بين الفتيات والشباب.. فكيف نحلها؟ هل نقمع هذه العواطف باسم العادات والتقاليد والدين؟ وهل ندفع بهؤلاء إلى ممارسة الخطأ بينما بالإمكان حل هذه الإشكالية ببساطة؟".

    وتعارض هبة (طالبة) الفكرة مطلقا على اعتبار أنها مرفوضة جملة وتفصيلا من قبل الأهل؛ فإذا وجدت من يتقبلها بين الشباب فإنها لن تجد آذانا مصغية بين الآباء والأمهات، وتضيف: "الزواج الطبيعي المتعارف عليه يمر بصعوبات، وبدأ يتلاشى في أيامنا هذه".

    آراء شرعية

    ويقول الشيخ محمد سعيد حوى: إذا كانت أشكال الزواج الجديدة مجرد فكرة يتم طرحها كنوع من البحث عن الحلول فأعتقد أن هذا الزواج يمثل الثقافة الغربية، وهو بعيد كل البعد عن قيمنا وثقافتنا الإسلامية.

    عندما نتحدث عن الزواج يجب أن ننظر إلى مقاصده في القرآن الكريم، ولا نكتفي بشكليات العقود، وإذا نظرنا في كتاب الله وجدنا قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ} فجعل من مقاصد الزواج وأهدافه السكن إلى الزوجة، ولا أعتقد أن هنالك سكنا حقيقيا في أنواع الزواج الجديدة والتي أغلبها باطلة شرعا.

    ونجد قوله تعالى: {هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ}، فجعل من مقاصد الزواج التحصين الذي يجعل كلا من الزوجين كاللباس للآخر، وأين ذلك في "زواج فريند" وهما بعيدان عن بعضهما في أغلب الأوقات؟!

    ويعتبر د.حوى أن الزواج لا بد له من رابط قوي يحميه من الانهيار أمام أي مشكلة تطرأ، ولا يمكن أن يكون ذلك إلا من خلال زواج علني غير سري وفي بيت يضم أسرة واحدة.

    ويضيف: يجب ألا يُجعل الزواج مجرد متعة؛ فذلك يفسد حقيقته وحقيقة النظام الذي يشمله؛ فالنظام الإسلامي نظام متكامل في تعامله في كثير من جوانب النظام الإسلامي مع الحياة والمجتمع والكون.

    العرفي موضة قديمة!

    يؤكد باحثون أردنيون أن الزواج العرفي القائم على إعداد عقد شرعي سري بحضور شاهدين أصبح أمرا عاديا ومألوفا في الأوساط المحلية، فيما يرى الباحث "حازم تادرس" أن قطاعات الشباب المنفتحة تنظر للزواج العرفي حاليا باعتباره قيدا اجتماعيا، وبالتالي تبحث عن زيجات أقل كلفة وأكثر سرية عبر أي جهة يمكن أن تقترح أفكارا حول الموضوع.

    ووفقا لتادرس فقد انتشرت في صفوف الطلاب تحديدا موضات متعددة من الارتباطات المجانية والحرة، مثل زواج الأصدقاء المنتشر بكثافة في الدول الأوروبية، لكن آخر "صرعات" الزواج التي تحدثت عنها تقارير محلية جريئة في عمان هو زواج المساكنة الذي لا ينطوي علي أي عقد أو توافق اجتماعي إنما على مبدأ العيش معا وتحت السقف نفسه بين شاب وفتاة وبدون روابط محددة.

    وتعزز القناعة يوميا بوجود تغييرات أساسية تجتاح المجتمع الأردني، خصوصا أن غالبيته من الشباب (70% حسب الأرقام الرسمية).

    وبين الحين والآخر تظهر دراسات متخصصة تتابع التغييرات الحادة في المفاهيم الاجتماعية ومنها واحدة لاحظت بأن حوالي 70 ألف فتاة تجاوزن سن الـ27 بدون زواج والارتفاع الملاحظ في معدل زواج المطلقات والأرامل، حيث يلاحظ الباحث الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي أن المحظور الاجتماعي الذي كان يحول دون زواج المطلقة أو الأرملة تراجع إلى حد كبير، خصوصا أن 16 % من حالات الزواج المسجلة عام 2003 تمت للفتيات العوانس فيما بلغت نسبة المطلقات اللاتي تزوجن العام الماضي 10 % من عدد حالات الزواج المسجلة.

    يلخص الكاتب الإسلامي "حلمي الأسمر" الموقف بالحديث عن أنماط جديدة من العلاقات باتت تربط الرجل بالمرأة لها صفة شرعية ولو من الناحية الشكلية وتلبي في الوقت ذاته حاجة ملحة لدى كل من الطرفين، وربما يحار الشرع في موقفه منها.

    من هذه العلاقات بحسب الكاتب أنواع جديدة من الزواج كالمتعة والمسيار والـ(ويك إند) والـ(تيك أواي)، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ابتدع عدد من طلاب المتعة الشرعية شكلا في بعض دول الخليج نوعا آخر من الزواج يسمي زواج (الصيف) أو زواج (المصياف) لاقى رواجا كبيرا خصوصا في أوساط الشباب وكثير من الكهول أيضا.

    يشار إلى أن قانون الأحوال الشخصية الأردني يشترط لصحة عقد الزواج حضور شاهدين اثنين مسلمين رجلين أو رجل وامرأتين إذا كان الزوجان مسلمين عاقلين بالغين، وأن يسمع الشهود الإيجاب والقبول، وقد نصت المادة 17 من قانون الأحوال الشخصية على وجوب مراجعة الخاطب القاضي أو نائبه لإجراء العقد، ويتم إجراء عقد الزواج من قبل مأذون شرعي بموجب وثيقة رسمية، وللقاضي بحكم وثيقته في حالات استثنائية أن يتولى إجراء العقد بإذن من قاضي القضاة. ونصت المادة على أنه إذا جرى عقد الزواج بدون وثيقة رسمية فيعاقب كل من العاقد والزوجين والشهود بالعقوبات المنصوص عليها في قانون العقوبات الأردني.
    *إسلام أون لاين.نت
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X