في مواجهة الحرب الأميركية الوشيكة على العراق، يجب ان

يكون هناك موقف عربي يتجاوز الرفض والادانة الى سلوك

عملى بتطبيق معاهدة الدفاع العربي المشترك، وارسال قوات

الى العراق تحت مظلة جامعة الدول العربية، تشارك في

الدفاع عنه ضد الغزوة المتوقعة لقيصر روما الجديدة ..

واذا تعذر تفعيل معاهدة الدفاع المشترك، يجب ان تقوم

الأحزاب السياسية والنقابات والجمعيات الأهلية العربية

بايفاد متطوعين منها الى بغداد ليشكلوا دروعا بشرية تحمى

المنشآت الهامة، حتى تعلم واشنطن أنها تدخل في مواجهة

جماعية مع كل الدول والشعوب العربية، وحتى يكون لكل بيت

عربي ثأر يتطلب القصاص من أكبر من يمارس الارهاب في

العالم، ويمارس معه الغش والكذب والتدليس والخداع

والمعايير المزدوجة .. وعلى العرب أن يعوا أنه لا مجال

للصداقة بين الذئب والحمل، وأن كل الحملان على قائمة

انتظار الذبح بيد الجزار الأميركي.



وفي مواجهة أطنان الأكاذيب التي تخرج من واشنطن حول

امتلاك العراق لأسلحة دمار شامل علينا أن نتساءل : لماذا

فشلت الولايات المتحدة حتى الآن في تقديم أدلة قطعية

تؤكد وجود هذه الأسلحة، رغم قيامها بالتجسس على العراق

تحت مظلة لجنة الأمم المتحدة للتفتيش عن الأسلحة

المحظورة؟ هل هذا اخفاق يسجل لمن يملكون أعتى أجهزة

التجسس في العالم، أم أنه لا وجود لهذه الأسلحة أصلا ؟

واذا افترضنا ان العراق يمتلك مثل هذه الأسلحة، فهل

استخدمها أو هدد باستخدامها ضد الولايات المتحدة حتى تجد

ذريعة لضربه؟ ولماذا تغفل أميركا انها هي التى استخدمت

قنابل اليورانيوم المستنفد في قصفها لجنوب العراق؟

ولماذا ترغى واشنطن وتزبد حول الأسلحة العراقية وتغض

الطرف عن امتلاك اسرائيل لأكثر من مائة قنبلة نووية، وعن

رفض اسرائيل المتكرر للتوقيع على معاهدة الحد من انتشار

هذه الاسلحة؟ ان الحقيقة الوحيدة الماثلة أمام عيون

الجميع أن الولايات المتحدة تسعى لاعادة تفصيل الجغرافيا

السياسية للمنطقة بما يخدم مصالحها ويغفل مصالح الشعوب.



لقد سقطت ورقة التوت وكشفت الولايات المتحدة عن دعمها

المطلق للارهابي الكذاب ارييل شارون وعصابته، وفي

تصنيفها للمناهضين لسياستها الامبريالية ضمن محور الشر،

باعتبارها (دولا مارقة) عن ارادة قيصر روما الجديدة ..

وبعد فلسطين والعراق الدور قادم على ايران وسوريا

وباكستان ومصر، وبالأمس فقط سرب البنتاغون تقريرا يؤكد

ان المملكة العربية السعودية دولة (معادية) لأميركا ..

واذا لم تتعلم الدول العربية والاسلامية شيئا من مثل هذه

التجارب المرة فعليها ان ترفع رايات الاستسلام البيضاء،

وان تحمل غلالها الى مخازن القيصر في روما الجديدة، بعد

أن تطوف سبعا حول بيته الأبيض وتسعى سبعا ما بينه وبين

كابيتول هل .. اما العرب فان خيارهم البديل الآخر هو نشر

نعى للعروبة في صحف نيويورك تايمز واندبندنت وهاآرتس، مع

اغلاق مقر جامعة الدول العربية وتثبيت لافتة على بوابته

الرئيسة تقول: مغلق لفقدان الصلاحية