بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين ..
السلام عليكم ..
الموضوع التالي منقول ..
نهي الأئمة الأربعة عن تقليدهم :
إن أئمة المذاهب الأربعة نهوا الناس عن تقليدهم واتّباعهم ، وقد نُقل ذلك عنهم ، وهو محفوظ من أقوالهم وكلماتهم :
قال ابن القيم في أعلام الموقعين : وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم ، وذمّوا مَن أخذ أقوالهم بغير حُجّة (2).
وقال ابن حزم : وقد ذكرنا أن مالكاً وأبا حنيفة والشافعي لم يُقلِّدوا ، ولا أجازوا لأحد أن يقلِّدهم ، ولا أن يقلِّد غيرهم (3).
وقال أبو حنيفة : لا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه (4).
وقال : لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت (5).
وروى ابن حزم بسنده عن المازني ، عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره (6).
ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال : نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره (7). وذكر المزني صاحب الشافعي ذلك في مقدمة مختصره (8).
____________
(2) أعلام الموقعين 2|200.
(3) الإحكام في اصول الأحكام 6|314.
(4) أعلام الموقعين 2|200.
(5) الانتقاء ، ص 145.
(6) الإحكام في أصول الأحكام 6|174.
(7) الرد على من أخلد الى الارض ، ص 141.
(8) مختصر المزني ، ص 1. ونقل ذلك عنه السيوطي في المصدر السابق ، ص 142.
--------------------------------------------------------------------------------
وقال أحمد بن حنبل : لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الثوري ولا الأوزاعي ، خذ من حيث أخذوا. وقال : من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال.
وقال : لا تقلّد دينك أحداً (1).
قال ابن القيم : ولأجل هذا لم يؤلف الإمام أحمد كتاباً في الفقه ، وإنما دوّن أصحابه مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته وغير ذلك.
ثم إن كل واحد من الأئمة الأربعة نهى أن يؤخذ بقوله إذا كان مخالفاً لما هو مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فالمعتمد هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أقوالهم :
قال أبو حنيفة : إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس ، وإذا جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم ، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم... (2)
وقال الشافعي: كل ما قلت وكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح ، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، فلا تقلدوني (3).
وقال مالك بن أنس : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنّة فخذوا به ، وما لم يوافق الكتاب والسنّة فاتركوه (4).
وبعد هذا كله هل يجوز لمؤمن أن يتَّبع إماماً نهى عن تقليده واتّباعه ، وأمر الناس بعرض أقواله على كتاب الله وسُنة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر بطرح كل ما
____________
(1) أعلام الموقعين 2|211.
(2) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ، ص 144 ، 145.
(3) آداب الشافعي ومناقبه ، ص 68. حلية الاولياء 9|106 ، 107. توالي التأسيس ، ص 107. مناقب الإمام الشافعي ، ص 359. أعلام الموقعين 2|285. البداية والنهاية 10|265. تذكرة الحفاظ 1|362. سير أعلام النبلاء 10|33 ، 34 ، 35.
(4) الإحكام في أصول الأحكام 6|294. تهذيب التهذيب 10|8.
--------------------------------------------------------------------------------
خالفهما، وعلى ذلك يكون كل مَن لم يفعل ذلك فهو مخالفاً لهم وهو يزعم أنه يتّبعهم ، ولعلهم يتبرّؤون من كل أولئك الذين اتبعوهم يوم العرض على الله.
( إذ تبرَّأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعُوا وَرَأَوْا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتَّبَعُوا لو أن لنا كرَّة فَنَتَبَرَّأَ منهم كما تبرّأوا منا كذلك يُريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) (1).
قال ابن حزم : هكذا والله يقول هؤلاء الفضلاء الذين قلَّدهم أقوام قد نهوهم عن تقليدهم ، فإنهم رحمهم الله قد تبرأوا في الدنيا والآخرة من كل من قلَّدهم ، وفاز أولئك الأفاضل الأخيار ، وهلك المقلِّدون لهم ، بعدما سمعوا من الوعيد الشديد ، والنهي عن التقليد (2).
وقال : ووالله لو أن هؤلاء [ الأئمة ] وَرَدُوا عرصة القيامة بملء السماوات والأرض حسنات ، ما رحموه ـ يعني مَن قلَّدهم ـ بواحدة ، ولو أنه المغرور وَرَدَ ذلك الموقف بملء السماوات والأرض سيئات ، ما حطُّوا منها واحدة ، ولا عرَّجوا عليه ، ولا التفتوا إليه ، ولا نفعوه بنافعة (3).
____________
(1) سورة البقرة ، الآياتان 166 ، 167.
(2) الإحكام في أصول الأحكام 6|276.
(3) المصدر السابق 6 |281.
((انتهى))
فأدعو جميع إخواني المسلمين من أهل السنة إلى ركوب سفينة النجاة وعترة الرسول الهادي (ص) ، فقد أوصى بهم مراراً وتكراراً .. فالتمسك بهم نجاة للبشر لا التمسك بغيرهم !
ولا تنس يا أخي الكريم حديث الثقلين وقول رسول الله (ص) أن القرآن والعترة لن يفترقا حتى يردا الحوض ، أي أنهما لن يختلفا في شيء أبداً . وهذا يعني أن أهل البيت (ع) معصومون مثلما القرآن معصوم .. فهل تمسكت بالعترة الطاهرة بعد وفاة الرسول (ص) أم اتبعت مؤتمر السقيفة الذي كان فلتة والتي كان من نتائجها وامتداداتها تولي أمير المؤمنين يزيد الخلافة الإسلامية وقتله سيد شباب أهل الجنة (ع) لأنه خرج على خليفته وأمام زمانه !!
فهل الله ورسوله غفلا -والعياذ بالله- عن إيصال الأمة الإسلامية وخاتم الأديان السماوية إلى بر الأمان ؟؟ أم أنهما أوصانا باتباع وموالاة العترة الطاهرة (ع) الذين هم أمان لأهل الأرض مثلما النجوم أمان لأهل السماء ..
فإذا أجبت بأن الرسول (ص) أوصانا بالسقيفة وأن خلافة معاوية شرعية ، لكان ما قام به يزيد بن معاوية من قتل الحسين (ع) وأصحابه ، ورميه الكعبة بالمنجنيق ، واستباحته المدينة ثلاثة أيام .. لكان كل هذا الضياع يتحمله رسول الله (ص) وأعوذ بالله من ذلك !!
أعتذر لأني خرجت من الموضوع ، ولكن الحديث يجر نفسه !!
والسلام عليكم ...
والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين ..
السلام عليكم ..
الموضوع التالي منقول ..
نهي الأئمة الأربعة عن تقليدهم :
إن أئمة المذاهب الأربعة نهوا الناس عن تقليدهم واتّباعهم ، وقد نُقل ذلك عنهم ، وهو محفوظ من أقوالهم وكلماتهم :
قال ابن القيم في أعلام الموقعين : وقد نهى الأئمة الأربعة عن تقليدهم ، وذمّوا مَن أخذ أقوالهم بغير حُجّة (2).
وقال ابن حزم : وقد ذكرنا أن مالكاً وأبا حنيفة والشافعي لم يُقلِّدوا ، ولا أجازوا لأحد أن يقلِّدهم ، ولا أن يقلِّد غيرهم (3).
وقال أبو حنيفة : لا يحل لأحد أن يقول بقولنا حتى يعلم من أين قلناه (4).
وقال : لا يحل لمن يفتي من كتبي أن يفتي حتى يعلم من أين قلت (5).
وروى ابن حزم بسنده عن المازني ، عن الشافعي أنه نهى الناس عن تقليده وتقليد غيره (6).
ونقل السيوطي عن الإمام أبي شامة أنه قال : نهى إمامنا الشافعي عن تقليده وتقليد غيره (7). وذكر المزني صاحب الشافعي ذلك في مقدمة مختصره (8).
____________
(2) أعلام الموقعين 2|200.
(3) الإحكام في اصول الأحكام 6|314.
(4) أعلام الموقعين 2|200.
(5) الانتقاء ، ص 145.
(6) الإحكام في أصول الأحكام 6|174.
(7) الرد على من أخلد الى الارض ، ص 141.
(8) مختصر المزني ، ص 1. ونقل ذلك عنه السيوطي في المصدر السابق ، ص 142.
--------------------------------------------------------------------------------
وقال أحمد بن حنبل : لا تقلدني ولا تقلد مالكاً ولا الثوري ولا الأوزاعي ، خذ من حيث أخذوا. وقال : من قلة فقه الرجل أن يقلد في دينه الرجال.
وقال : لا تقلّد دينك أحداً (1).
قال ابن القيم : ولأجل هذا لم يؤلف الإمام أحمد كتاباً في الفقه ، وإنما دوّن أصحابه مذهبه من أقواله وأفعاله وأجوبته وغير ذلك.
ثم إن كل واحد من الأئمة الأربعة نهى أن يؤخذ بقوله إذا كان مخالفاً لما هو مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. فالمعتمد هو قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أقوالهم :
قال أبو حنيفة : إذا جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم فعلى العين والرأس ، وإذا جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم نختار من قولهم ، وإذا جاء عن التابعين زاحمناهم... (2)
وقال الشافعي: كل ما قلت وكان عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف قولي مما يصح ، فحديث النبي صلى الله عليه وسلم أولى ، فلا تقلدوني (3).
وقال مالك بن أنس : إنما أنا بشر أخطئ وأصيب ، فانظروا في رأيي ، فكل ما وافق الكتاب والسنّة فخذوا به ، وما لم يوافق الكتاب والسنّة فاتركوه (4).
وبعد هذا كله هل يجوز لمؤمن أن يتَّبع إماماً نهى عن تقليده واتّباعه ، وأمر الناس بعرض أقواله على كتاب الله وسُنة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم ، وأمر بطرح كل ما
____________
(1) أعلام الموقعين 2|211.
(2) الانتقاء في فضائل الثلاثة الأئمة الفقهاء ، ص 144 ، 145.
(3) آداب الشافعي ومناقبه ، ص 68. حلية الاولياء 9|106 ، 107. توالي التأسيس ، ص 107. مناقب الإمام الشافعي ، ص 359. أعلام الموقعين 2|285. البداية والنهاية 10|265. تذكرة الحفاظ 1|362. سير أعلام النبلاء 10|33 ، 34 ، 35.
(4) الإحكام في أصول الأحكام 6|294. تهذيب التهذيب 10|8.
--------------------------------------------------------------------------------
خالفهما، وعلى ذلك يكون كل مَن لم يفعل ذلك فهو مخالفاً لهم وهو يزعم أنه يتّبعهم ، ولعلهم يتبرّؤون من كل أولئك الذين اتبعوهم يوم العرض على الله.
( إذ تبرَّأ الذين اتُّبِعُوا من الذين اتَّبَعُوا وَرَأَوْا العذاب وتقطعت بهم الأسباب * وقال الذين اتَّبَعُوا لو أن لنا كرَّة فَنَتَبَرَّأَ منهم كما تبرّأوا منا كذلك يُريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار ) (1).
قال ابن حزم : هكذا والله يقول هؤلاء الفضلاء الذين قلَّدهم أقوام قد نهوهم عن تقليدهم ، فإنهم رحمهم الله قد تبرأوا في الدنيا والآخرة من كل من قلَّدهم ، وفاز أولئك الأفاضل الأخيار ، وهلك المقلِّدون لهم ، بعدما سمعوا من الوعيد الشديد ، والنهي عن التقليد (2).
وقال : ووالله لو أن هؤلاء [ الأئمة ] وَرَدُوا عرصة القيامة بملء السماوات والأرض حسنات ، ما رحموه ـ يعني مَن قلَّدهم ـ بواحدة ، ولو أنه المغرور وَرَدَ ذلك الموقف بملء السماوات والأرض سيئات ، ما حطُّوا منها واحدة ، ولا عرَّجوا عليه ، ولا التفتوا إليه ، ولا نفعوه بنافعة (3).
____________
(1) سورة البقرة ، الآياتان 166 ، 167.
(2) الإحكام في أصول الأحكام 6|276.
(3) المصدر السابق 6 |281.
((انتهى))
فأدعو جميع إخواني المسلمين من أهل السنة إلى ركوب سفينة النجاة وعترة الرسول الهادي (ص) ، فقد أوصى بهم مراراً وتكراراً .. فالتمسك بهم نجاة للبشر لا التمسك بغيرهم !
ولا تنس يا أخي الكريم حديث الثقلين وقول رسول الله (ص) أن القرآن والعترة لن يفترقا حتى يردا الحوض ، أي أنهما لن يختلفا في شيء أبداً . وهذا يعني أن أهل البيت (ع) معصومون مثلما القرآن معصوم .. فهل تمسكت بالعترة الطاهرة بعد وفاة الرسول (ص) أم اتبعت مؤتمر السقيفة الذي كان فلتة والتي كان من نتائجها وامتداداتها تولي أمير المؤمنين يزيد الخلافة الإسلامية وقتله سيد شباب أهل الجنة (ع) لأنه خرج على خليفته وأمام زمانه !!
فهل الله ورسوله غفلا -والعياذ بالله- عن إيصال الأمة الإسلامية وخاتم الأديان السماوية إلى بر الأمان ؟؟ أم أنهما أوصانا باتباع وموالاة العترة الطاهرة (ع) الذين هم أمان لأهل الأرض مثلما النجوم أمان لأهل السماء ..
فإذا أجبت بأن الرسول (ص) أوصانا بالسقيفة وأن خلافة معاوية شرعية ، لكان ما قام به يزيد بن معاوية من قتل الحسين (ع) وأصحابه ، ورميه الكعبة بالمنجنيق ، واستباحته المدينة ثلاثة أيام .. لكان كل هذا الضياع يتحمله رسول الله (ص) وأعوذ بالله من ذلك !!
أعتذر لأني خرجت من الموضوع ، ولكن الحديث يجر نفسه !!
والسلام عليكم ...