إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مقتطفات من كتاب حسن بن فرحان المالكي(1)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مقتطفات من كتاب حسن بن فرحان المالكي(1)

    الأخوة والأخوات الأفاضل، هذه بعض المقتطفات من كتاب (قراءة في كتب العقائد.. المحاضرة السادسة) لحسن بن فرحان المالكي.
    وحسن بن فرحان المالكي، ليس مجهولا في منطقة الخليج العربي على وجه التحديد، فهو سعودي المنشأ والإقامة، وحنبلي سلفي المذهب.
    قرأ كتب التراث قراءة واعية، و وقف من خلال تلك القراءة على بعض الأفكار و الممارسات لأقطاب مذهبه على وجه التحديد، محللا لها تحليل الناقد المسؤل..
    هذه القراءة، تميزت بأنها قراءة في الفكر الحنبلي السلفي، وتحديدا الفكر الوهابي، الذي يتمذهب به هو، بل ويتمذهب به غيره وهو المذهب الرسمي في المملكة..
    وبعض الجوانب التي تميز الكتاب، والمؤلف، أنهما من داخل البيت وليسا من خارجه، وأهل مكة أدرى بشعابها...
    ولتعميم الفائدة للجميع ها أنا أضع مقتطفات من كتابه القيم هذا، مع وجود بعض التحفظات (لديَّ) على بعض ما يذهب إليه
    ----------------------------------------------------------------------
    بسم الله الرحمن الرحيم
    مقدمة :
    الحمد لله والصلاة والسلام على محمد وعلى آله وسلم
    أما بعد..
    كان المسلم في عهد النبي (صلى الله عليه وسلم) يتعلم الدين كله إيماناً وأحكاماً وأخلاقاً وأوامر ومنهيات جملة واحدة لا فصل للإيمانيات (العقيدة) فيها عن الأخلاق والأحكام (العمليات) وكان ما يسمى بـ(العقيدة) لا يعدو أركان الإيمان المعروفة من الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره بل حتى هذه الأمور الستة (أصول الإيمان) لم يكن لها تلك التفصيلات المحيرة التي استحدثت في أزمنة الصراعات الكلامية، وإنما كان يؤمن بها الصحابة على وجه الإجمال دون الدخول في تفصيلات جزئية وتشقيقات كلامية تثير الاختلافات والشكوك ولا يكون لها ذلك الأثر الإيجابي على العمل والسلوك.
    وكان الأعرابي يأتي إلى النبي (صلى الله عليه وسلم) فيعلمه الإسلام في لحظات يسيرة ثم يعود إلى بلاده مسلماً لا أحد يشكك في إسلامه أو إيمانه (عقيدته) -حسب الاصطلاح المتأخر- رغم أنه –أقصد ذلك الأعرابي أو الرجل- لا يعرف أكثر العقائد التي استحدثت فيما بعد من قبل أهل السنة ومخالفيهم نتيجة الصراعات السياسية والمذهبية التي جعلها البعض من العقائد الأساسية.


    كيف تغير الأمر؟!
    ونتيجة للصراعات السياسية والمذهبية –كما أسلفنا- تضخمت العقيدة وتوسعت مسائلها وتفرق المنادون بها طوائف متنازعة يكفر بعضهم بعضاً ويبدع بعضهم بعضاً ويستحل بعضهم دماء بعض وخرجت العقيدة من وظيفتها التي كان ينبغي أن تؤديها من عبادة الله وحده ومعرفة عظمته ومحبته وطاعته000 إلى عمل فكري محض يورث القلوب قسوة وشكوكاً والأمة فرقة وأحقاداً حتى أصبحت (العقيدة) في الأزمنة المتأخرة لا تعني عند الكثير من الناس إلا تتبع بعض المسلمين كالسلفيين أو الأشاعرة ما يرونه من المخالفات الفكرية عند غيرهم من المسلمين مع تناسي الأخطاء الكبيرة لأفكارهم، ثم إتباع ذلك التتبع بالتكفير أو التبديع والتضليل والتفسيق مع الاستعداء السياسي والاجتماعي!!.

    الخطأ قديم!!
    ويظن بعض الناس أن هذه الأمراض التي دخلت في كتب العقائد وفي عقول المسلمين من التكفير الظالم أو التبديع والتضليل -دون استناد على أدلة وبراهين صحيحة-مع نشر الأكاذيب على النبي (صلى الله عليه وسلم) إنما كان في الأزمنة المتأخرة فقط وهذا نتيجة لعدم الاطلاع على كتب المتخاصمين في القرن الثالث والرابع ففيها الكثير من هذا التكفير الظالم والتبديع والتفسيق وهي الكتب التي يتحاكم إليها العقائديون المعاصرون تاركين نصوص القرآن والسنة ومحتجين –بما لا حجة فيه- بأن (السلف الصالح!!) كانوا يكفّرون ويفسقون ويضللون ويفحشون القول ويفتون بقتل مخالفيهم واستحلال دمائهم وأموالهم وأعراضهم000

    اضطراب المصطلح:
    ويقصدون بالسلف الصالح من كان على مذهبهم في الخصومات، فمن كان منهم فهو من السلف الصالح وإن كان كاذباً فاجراً ومن كان من غيرهم فهو من السلف الطالح!! وإن كان من أعبد الناس وأصدقهم ، فضابط الصلاح عند كل فرقة من فرق المسلمين بلا استثناء هو المذهبية والتعصب لها لا غير، وليس الالتزام بأوامر الله عز وجل واجتناب نواهيه.
    فسلف الحنابلة يختلف عن سلف الأحناف والشافعية والمالكية والظاهرية وسائر الأشاعرة وسلف هؤلاء يختلف عن سلف المعتزلة والشيعة وسلف هؤلاء يختلف عن سلف الإباضية والنواصب وهكذا أصبح المصطلح (مصطلح السلف الصالح) مصطلح عائم يدور مع المذهبية أينما كانت وليس مع الصلاح وأصبح هذا الصلاح يضبط بمعايير المذهبية وليس بالقرآن الكريم ولا بما صحَّ من السنة النبوية فمن كان معنا فهو العالم الصالح الثقة الزاهد الحريص على دينه... الخ ومن خالفنا في اجتهاد فهو المشكوك في كلامه وفي نيته بل وفي دينه! وعلى هذا فهو الكذاب المتعصب المبتدع... الخ.

    والنتيجة؟!
    ونتيجة لهذا أصبح المفكرون والمبدعون والباحثون والمصلحون على مر التاريخ وفي كل بلد يعانون من هذه الطوائف ذات النظرة المذهبية الضيقة التي تحاول كل طائفة منها أن تجبر ذلك الباحث أو المفكر بأن يرى الإسلام من نظرتها الضيقة المتعصبة (المبغضة لما سواها من المسلمين) فإن رفض الباحث أو تحفظ اتهموه في فكره وتوجهه وإخلاصه…… واستعدوا عليه من استطاعوا استعداءه من مجتمع أو سلطة أو لصوص أو قطاع طرق.. الخ (هذا على مر التاريخ بشكل عام ولا أقصد فترة معينة).
    وبهذا يبقى الصراع داخل كل مجتمع ويضمر الإبداع وتنتشر المخاوف وينشغل أبناء المجتمعات الإسلامية ببعضهم تاركين الإسلام في سموه وحقائقه الكبرى وأصوله العامة وحثه على العلم والبحث والتدبر والتفكر متجهين لجزئيات وتشقيقات ومسميات ما أنزل بها من سلطان ليجعلوها الإسلام نفسه مدعين –كذباً وزوراً- أن هذا الضيق والتعصب والجهل والتكفير هو الدين الذي كان عليه النبي (صلى الله عليه وسلم) وأصحابه من المهاجرين والأنصار ومن تبعهم بإحسان.

    ما الحل إذن؟!
    لذلك رأينا أنه من اللازم علينا بيان هذا الخلل الفكري الكبير الذي عانت منه الأمة الإسلامية في الماضي وكان سبباً رئيساً في النكسات التي أصابتها ولا زالت الأمة الإسلامية إلى اليوم تعاني من هذا التراث (العقائدي ) البعيد في كثير من مضامينه عن تعاليم الإسلام فقد كانت معظم العقائد المدونة في كتب العقائد تعبر عن مراحل تاريخية من مراحل الصراع السياسي والمذهبي فحسب.

    صعوبة الحلول:
    ولكن إيضاح هذا الخلل لا يتأتى بسهولة فهو بحاجة إلى كثير من البحوث والدراسات، وليت الجامعات المعنية بالعلوم الدينية تخصص جزءاً يسيراً من الدراسات في نقد هذه الكتب العقائدية حتى تساهم في الإنصاف ووحدة كلمة المسلمين بدلاً من إشغال الدارسين بتكريس التفرق بين المسلمين وظلم الآخرين والتقول عليهم وتضخيم أخطائهم مع التستر على (الموبقات والأخطاء العظيمة) الموجودة داخل الكتب التي نحققها وننشرها ونوصي بها.
    على أية حال هذه نصيحة لا أتوقع أن تجد لها آذاناً صاغية لأن الانشغال بالظلم لا يترك فرصة للتفكير في العدالة.

    لماذا لا نجرب الحل؟!
    ولأبدأ مساهماً في نقد ما أحجم عنه الآخرون –طلباً للدنيا وإما حباً للثناء بصلابة العقيدة وحسن السيرة!! وإما إيثاراً للسلامة وإما جهلاً بأهمية أصول وقواطع الإسلام- وستكون البداية ببيان (مصطلح العقيدة) وكيف استحدث المتخاصمون هذا المصطلح ليتسع لتكفير وتبديع المخالفين لهم من المسلمين، مع ذكر نماذج من تلك التكفيرات والتعصبات والأكاذيب والأحاديث الموضوعة والبدع التي شحنت بها كتب العقائد من سائر المذاهب الإسلامية ولم ينج هذه الأمراض والمخالفات الشرعية مذهب من المذاهب العقدية لا الشيعة ولا أهل السنة ولا المعتزلة ولا الإباضية ولا الصوفية ولا غيرهم من طوائف المسلمين وإن اختلف هؤلاء من حيث النسبة والنوعية في كل أمر من هذه الأمور.

    هوامش:
    1/ (محاضرة ألقيت في أحدية الدكتور راشد المبارك) 6/8/1420هـ – 14/11/1999م.
    2/ سيأتي الكلام على (مصطلح العقيدة) وإثبات أنه مصطلح محدث وأن الأولى اجتنابه إلى المصطلحات أو الألفاظ الشرعية كالإيمان.
    3/ يقول ابن أبي يعلى (ما أحب أحد أحمد بن حنبل إما محب صادق أو عدو منافق إلا وانتفت عنه الظنون!! وأضيفت إليه السنن..!!) –انظر طبقات الحنابلة لابن أبي يعلى (1/15)_ وهذا دليل على إهمال العقائديين لمقياس الإسلام وإعمالهم للمقياس المبتدع المتمثل في الثناء على الموافق ولو كان منافقاً كاذباً فاجراً بل يصبح ما يقوله (سنة!!) وتقبل أقواله في الأشخاص والكتب والتيارات والمذاهب سواءً كان مدحاً أو ذماً وكلما كان أبعد عن العدل وعن الشريعة وأقرب للظلم ولتعصبات المذاهب كلما زاد مدحه وتقديره فلذلك يتسابق هؤلاء في التشدد والغلو وكذلك الحال عند الشيعة مثلاً فكلما سارعت في الغلو في جعفر الصادق كلما جاءتك الممادح، وللأسف أن هذا المقياس الظالم المبتدع لا زال يعمل بقوة إلى اليوم عند كثير من المتمذهبين.
    4/ لكن ينبغي أن نعترف بأن سلفنا من الحنابلة كانوا أشد من غيرهم من المذاهب السنية في التكفير والتبديع والإفتاء بقتل الخصوم… الخ.
    5/ أكثر هذا التراث العقائدي قائم على أقوال الرجال وخصوماتهم وليس قائماً على الكتاب والسنة ويكفي دلالة على هذا أن تقرأ فهرس أي كتاب في العقيدة وسترى أن هذه العقيدة المؤلفة في الكتب ما هي إلا خصومات ونزاعات تاريخية فدعها وأقرأ القرآن الكريم مرة واحدة وقارن بين أوامر الله في القرآن الكريم وأوامر هؤلاء المتخاصمين وإذا رزقك الله هداية وتدبراً فسترى الفرق الواضح بين الهداية التي أرادها الله لك في كتابه الكريم والمخالفات الشرعية التي ينادي بها المتخاصمون ويزعمون أنها من الواجبات العقدية!! بينما أكثر ذلك كالتكفير والظلم والأحاديث الموضوعة... من المحرمات التي لا يخفى تحريمها على مؤمن سليم الفطرة فإياك أن تتدين برغبة الناس وتترك أوامر الله عز وجل لأجل مديحهم وثنائهم على (عقيدتك)!! فإن هؤلاء لن يدخلوك جنة ولن ينجوك من نار فكن على بصيرة ولا يغرنك ما زخرفوه من أقوال وقواعد غاية ما فيها أنها مشتبهة بعيدة عن بساطة هذا الدين وتعاليم القرآن الكريم وصحيح السنة.


    يتبع....
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:07 AM
ردود 0
14 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 16-05-2025, 03:04 AM
ردود 0
7 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة وهج الإيمان
بواسطة وهج الإيمان
 
يعمل...
X