بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد و على اله و صحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
تمهيد
رسمت الوهابية صورة مشوهة للشيعة الاتني عشرية لا صلة بينها وبين الصورة التي رسمها المنصفون من علماء أهل السنّة لهم .هدا مادفعني للبحت حول موضوع يتناول (الفرق بين منهج الوهابية في التعامل مع المذاهب الإسلامية وبين منهج علماء أهل السنّة) . ولا بد أن هناك سبباً للخلاف الشديد في تعريف (حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) بين فقهاء أهل السنّة وبين شيوخ الوهابية.
فقد عمد شيوخ الوهابية الى التأويل الباطل لعقائد الشيعة الامامية مقدمين سوء الظن. ودهبت دراساتهم حول عقائد الامامية بعيدة عن صورتها ورسمها الواقعي ، ويلحقها التحريف والتشويه حيت عرضت بطريقة ومنهج غير علمي ، يحمل في طبيعته مغالطات خفية . ولا يمكننا أن ندرك حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه؛ إلاّ إذا قمنا بدراسة علمية تعتمد على المقارنة بين (حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) التي رسمها أهل السنّة ، و(حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) التي رسمتها الوهابية .
إنّ الباحث المنصف عن الاثني عشرية ينبغي أن يميز بين الاثني عشرية كما هي في حقيقتها وواقعها ، وبين مناهج دراستها وأساليب قراءتها من قبل شيوخ الوهابية التي وقعت في أخطاء كبيرة ، ومن ثَمّ أوقعتنا في انحراف عن ادراك حقيقة الاثني عشرية .
ومن هنا تأتي أهمية طرح (المنهج الصحيح والسليم) في دراسة المذهب الاثني عشري .بدون نزعات طائفية او قبلية للتوصل الى المعرفة الكاملة والصحيحة لمدهب الشيعة الاتني عشرية .
ومنهجنا في عرض ورسم (حقائق الاثني عشرية وخصائصها) يمر بثلاث مراحل ، لا بد من الالتزام بها حتى نسلم من الاخطاء التي انزلق فيها اتباع الوهابية أثناء عرضهم ورسمهم ل (حقائق الاثني عشرية وخصائصها) .
- مرحلة الاولى '' المعرفة الانتسابية للاثني عشرية''
(مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفرق الغلاة عند الوهابية - أسباب الخلط - آثار الخلط - علاج الخلط)
- مرحلةالتانية'' المعرفة التحليلية للاثني عشرية'':
(1- حقيقة الألوهية والنبوة عند الاثني عشرية -2- حقيقة الشرائع والاحكام عند الاثني عشرية -3- حقيقة أهداف الاثني عشرية -4- حقيقة معنى بعض المصطلحات عند الاثني عشرية)
- مرحلة الثالثة '' المعرفة الجذرية للاثني عشرية'':
(1- حقيقة منابع الاثني عشرية -2- حقيقة الإمامة عند الاثني عشرية -3- حقيقة هوية الاثني عشرية -4- حقيقة نشأة الاثني عشرية وعلل هذه النشأة)
* النتيجة: خصائص المذهب الاثني عشري (خاصية الوسطية الإيجابية في التعامل مع أهل البيت عند الاثني عشرية - خاصية الواقعية في التعامل مع الصحابة عند الاثني عشرية - خاصية غيبة الإمام الثاني عشر عند الاثني عشرية)
1- المرحلة الاولى '' المعرفة الانتسابية للاثني عشرية''
قال الله تعالى ''(ولا تَلْبِسوا الحقَّ بالباطلِ)
ا-مشكلة خلطالوهابية بين الاثني عشرية وفرق الغلاة سوف نتعرّف على النتائج الخطيرة التي نشأت من مشكلة الخلط بين (الفكر الإسلامي الاثني عشري) و(الفكر المغالي) ، وكان لهذا الخلط الأثر الكبير على اتباع الوهابية؛ حيث نسبوا للاثني عشرية أموراً غريبةً غرابةً تامةً عنها وعن حقائقها وخصائصها والسقوا بهم كل قبيح دون ان يلتزموا بأدنى شروط البحت التاريخي السليم ونظرا لخلطهم بين عقائد الشيعة الاتني عشرية وعقائد غلاة الشيعة ووضهم جميعا في سلة واحدة وعدم إدراك أتباع الوهابية لهذا الخلط هو الذي جعلهم ينسبون كل ما سمعوه من مخلفات المجوسية واليهودية والنصرانية إلى المذهب الاثني عشري ، وكان لعدم ادراكهم لهدا الخلط الأثر في أن يَصوروا المذهب الاثني عشري في صورة قاتمة سوداء ينفر منها الجميع.
ب-أسباب الخلط ان اسم-'' الشيعة''- هو اسم عام يدخل تحت مظلته العديد من المداهب الاسلامية والباطنية و الغلاة ...الخ واصبح هدا المصطلح يطلق على كل من يدعي انتسابه الى علي بن ابي طالب عقديا .وكان من بين من سموا بهدا الاسم بعض الغلاة الدين خرجوا عن الاسلام بغلوهم في الامام علي و ادعائهم فيه للربوبية او النبوة ...
ونحن علينا أن نميّز بين ما هو من صميم الاثني عشرية ، وما هو من صميم الغلو؛ فعدم التمييز بينهما جعل أتباع الوهابية ينسبون للاثني عشرية الاساطير والخرافات المتعلّقة بالفرق المغالية المنحرفة كالسبئية و النصيرية ...وهدا الخلط جعل الوهابيين يحكمون بكفر الاتني عشرية وهدا من بين نتائج هدا الخلط
ج-آثار الخلطنتيجة للدراسة السلبية الغير علمية في البحت التي سار عليها شيوخ الوهابية وخلطهم بين الشيعة الامامية الاتني عشرية و بين فرق اخرى باطنية من غلاة الشيعة .كان لهدا نتائج وخيمة أطرت سلبا على الامة الاسلامية .وبروز حركات تكفيرية ونظريات متطرفة هدامة . ولا بد هنا أن ننبّه إلى أنّ قدماء أهل السنّة قد تحرروا من مشكلة الخلط بين الاتني عشرية و فرق الغلاة ، كما تحرر منها - أيضاً - المتأخرون والمعاصرون من أهل السنّة .عكس الوهابيين ممن انتهجوا الفكر التكفيري للامامية ، ومن ثَمّ نجدهم-علماء السنة - دافعوا عن المذهب الاثني عشري وهاجموا الذين ما زالوا يخلطون بينه وبين فِرَق الغلاة.الا ان الوهابية تصر على – أن تنسبُ للمذهب الاثني عشري التصورات المجوسية والوثنية ، و الأساطير الجاهلية ، و الشطحات الصوفية ، و كل أفكار فِرَق الغلاة وما فيها من لوثةٍ وثنية . . .
د-علاج الخلط لقد جاء علاج الخلط الدي تسبب فيه شيوخ المدهب الوهابي جاء هدا العلاج من قبل علماء و فقهاء وكتاب من اهل السنة الدي كانت مناهجهم تختلف عن منهج الوهابية اختلافاً جوهرياً ، وتدرك خطورة الخطأ في المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري ، وتنتقد منهج الوهابية في دراسة المذهب الاثني عشري ، وتعتبر أنّه لا يوجد عند الوهابية أدنى تمييز بين الاثني عشرية والغلاة ، وترى أنّ القارئ في كل ما كتبه أتباع الوهابية عن الاثني عشرية لا يخرج إلى نتيجة معينة تعرّفه على حقائق هذا المذهب وخصائصه ، وفي هذا يقول الكاتب السنّي المعاصر الأُستاذ حامد حنفي[رئيس قسم الأدب العربي في جامعة عين شمس بمصر] : (بعد أن قضيت ردحاً طويلاً من الزمن أدرس فيها عقائد الأئمة الاثني عشر بخاصة وعقائد الشيعة بعامة؛ فما خرجت من هذه الدراسة الطويلة التي قضيتها بشيء ذي بال)
ويقول المفكّر الإسلامي السنِّي المصري أنور الجندي - رحمه الله - في كتابه القيم (الإسلام وحركة التاريخ):
(ومن الحق أنّ يكون الباحثُ يقظاً في التفرقة بين الشيعة [يعني: الاثني عشرية] والغلاة ، هؤلاء الذين هاجمهم أئمة الشيعة أنفسهم وحذروا مما يدسونه) .
والعلامة المفكر الإسلامي المصري علي عبد الواحد وافي - رحمه الله -عالج هذه المشكلة في كتابه القيّم (بين الشيعة وأهل السنَّة) ومما قاله:
(إن كثيراً من مؤلفينا قد خلط بين الشيعة الجعفرية وغيرها من فرق الشيعة)[ ص 11] .
وقد بذل إمام أهل السنّة في العصر الحديث (الشيخ محمد الغزالي) - رحمه الله - جهوداً عظيمة مثمرة في تصحيح منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية؛ كما بذل جهوداً جبارة في مقاومة المقلِّدين لمنهج الوهابية من أهل السنّة المعاصرين ، وبذل جهوداً كبيرة في معالجة المصابين بمشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة ، أو بتعبيرٍ أدق:
في معالجة المصابين بمشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، وفي هذا يقول:
(ومن هؤلاء الأفاكين [ الذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة] من روّج أنّ الشيعة أتباع عليّ ، وأن السنيين أتباع محمدٍ ، وأن الشيعة يرون علياً أحق بالرسالة ، أو أنّها أخطأته إلى غيره . وهذا لغوٌ قبيح وتزوير شائن)[ رسالة التقريب: ص 250، العدد 3، السنة الأُولى، شهر شعبان 1414] . وهو لا ينطبق إلاّ على الفرق المغالية المنقرضة .
وقد توسع الإمام الغزالي - إمام أهل السنة في العصر الحديث - في كتابه القيّم (ليس من الإسلام) في نقد منهج المتأخرين من أهل السنّة ، المقلدين للوهابية في دراسة الاثني عشرية ، ونقد الذين ما زالوا لا يفرّقون بين الاثني عشرية والغلاة ، وفي هذا يقول - رحمه الله -:
(نسب [بعض الذين يخلطون بين الاثني عشرية وفرق الغلاة] إلى الإمامية - افتراء وتنكيلاً - نقصان آيات من القرآن)[ 11ص] .
ويرى كبار أهل السنة أنّ الوهابيين لا يدركون خطورة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية . ومن ثَمَّ كان من الطبيعي أنّهم لا يفصلون بين الاثني عشرية والغلاة ،
ويرى بعض مفكري أهل السنَّة أنّ منهج الوهابية يعتبر منهجاً متطرفاً في دراسة الاثني عشرية ، ومنهجاً مُخلِّطاً بين الاثني عشرية والغلاة ، ومنهجاً منحرفاً في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية . وقد تبنى هذا الرأي المفكر الإسلامي السنّي المصري (محمد البهي) - رحمه الله - وقال في صدد نقده منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية:
(وسَّعت [الوهابية] شقة الخلاف بين السنّة والشيعة ، وأصبحت الفجوة كبيرة في النزاع المذهبي بين السنّة والشيعة منذ القرن الثامن عشر الميلادي ، بل أصبحت أشدّ من ذي قبل . وكان لزيادة الفجوة على هذا النحو أثرٌ سلبيٌ للدعوة الوهابية)[ (الفكر الإسلامي في تطوره)، الفصل الرابع والأخير: ص 140 .] .
ويقول العلامة السنّي (عبد الحليم الجندي) - حفظه الله - عن الذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة أنّهم:
( . . . نسبوا عمل الغلاة إلى الشيعة فأحدثوا بذلك أثراً كاذباً في فهم الآخرين بدعاوى هم [أي الاثني عشرية] منها براء ، مثل: إنّ الإمام هو الله ظهوراً واتحاداً وهو غلو يبلغ الكفر)[ الإمام جعفر الصادق، عبد الحليم الجندي: ص 235، ا لهامش رقم 1 .]. . .
.
وفي الحقيقة أنّ الذي لا يدرك مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية سوف ينسب للاثني عشرية ما ليس له صلة بها ، وسوف يكون مثل الذين وصفهم الدكتور طه حسين - رحمه الله - في كتابه (علي وبنوه) بقوله:
(إنّ خصوم الشيعة نسبوا إليهم ما يعلمون وما لا يعلمون . . . لا يكتفي خصوم الشيعة من الشيعة بما يسمعون عنهم أو بما يرون من سيرتهم وإنّما يضيفون إليهم أكثر مما قالوا وأكثر مما سمعوا ، ثُمّ لا يكتفون بذلك .
. . بل يحملون ذلك كلّه على أصحاب أهل البيت . . . وخصومهم واقفون لهم بالمرصاد ، يحصون عليهم كل ما يقولون ويفعلون ، ويضيفون إليهم أكثر مما قالوا ومما فعلوا ، ويحملون عليهم الأعاجيب من الأقوال والأفعال . . . ثم يتقدم الزمان فيزداد الأمر تعقيداً وإشكالاً ، ثم تختلط الأُمور بعد أن يبعد عهد الناس بالأحاديث . . .)[ : ص 35 .
] .
وقد ذكرنا - سابقاً - أنّ من كبار علماء أهل السنّة الذين أدركوا خطورة مشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة؛ العلامة الدكتور علي عبد الواحد وافي[انظر: ص 33 - 34 من هذا الكتاب] ، الذي عالج هذه المشكلة في كتابه (بين الشيعة وأهل السنّة) ، وقال في الرد على الوهابية الذين يخلقون ضجة مفتعلة بين السنّة والاثني عشرية:
( . . . الخلاف بيننا وبينهم - أي بين السنّة والاثني عشرية - مهما بدا في ظاهره كبيراً لا يخرج في أهمِّ أوضاعه عندنا وعندهم من حيز الاجتهاد المسموح به)[ : ص 4 .
] .
ومن كبار مفكري أهل السنّة الذين أدركوا أنّ الخلط بين المذهب الاثني عشري وفرق الغلاة عند أتباع الفرقة الوهابية يعدّ هو السبب في إصرارهم على تكفير الاثني عشرية؛ المفكر الإسلامي السني (فهمي هويدي) - حفظه الله - حيث يقول:
(تعتبر قضية تكفير الشيعة [يعني الاثني عشرية] إحدى الأطروحات الرئيسية في الفكر الوهابي)[ إيران من الداخل، فهمي هويدي: ص 322، ط / 2، 1408] .
كل هذه الأقوال التي نقلناها عن كبار أهل السنّة تعتَبرُ أنّ منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية قد قادهم إلى الخلط والتخليط بين الاثني عشرية والغلاة ، ومن ثَمّ وقعوا في انحراف كبير في مرحلة المعرفة الانتسابية لهذا المذهب .
ويرى بعض علماء أهل السنّة أنّ التصور الذي يحمله أتباع الوهابية عن الاثني عشرية مناقض أو مصادم لحقيقتها ولخصائصها ، ومُسَاوٍ ومتحدّ مع حقيقة الغلو؛ كما نلمس ذلك في كتابات المفكر الإسلامي السنِّي سالم البهنساوي - حفظه الله - صاحب (السنّة المفترى عليها) . وهو يعدُّ من الذين التفتوا إلى خطورة مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفرقة الغلاة عند الوهابية ، أو بتعبير أدق وأصح: إلى خطورة خطأ الوهابية في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية .
وكتابه يحتوي على دراسة عميقة تدعو إلى ضرورة تصحيح منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية ، وتبين خروجهم عن منهج أهل السنّة في دراسة هذا المذهب . كما انتقد كل التهّم التي شاعت في وسط الوهابيين ، ومن أهم هذه التهم التهمة القائلة ب (أنّ للاثني عشرية مصحفاً آخر . .
.) ، فهاجم البهنساوي هذه التهمة وقال:
(إنّ المصحف الموجود بين أهل السنّة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة)[ من ص 6] .
ويرى بعض مفكري أهل السنّة أنّ أتباع الفرقة الوهابية أخذوا تصوراتهم عن الاثني عشرية من مقالات الغلاة ، بل أخذ بعضهم تصوراتهم عن الاثني عشرية من مقالات اليهودية والنصرانية والمجوسية ومن مقالات المستشرقين .
وحينما أخذوا معلوماتهم عن الاثني عشرية من تلك المقالات أُصيبوا بمرض الخلط بين المذهب الاثني عشري وبين فرق الغلاة ، وأُصيبوا بمشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ومن هؤلاء الذين يرون هذا الرأي المفكر الإسلامي السنّي (أنور الجندي) ، والذي سبق أن ذكرنا عبارة مقتطفة من كلامه حول ذلك .
وكان الإمام الشهيد حسن البنا - زعيم الحركة الإسلامية السنّية في العالم - من أكثر المتحمسين لتصحيح منهج الوهابيين في دراسة الاثني عشرية ، ومن أكثر المحاربين للذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة أو للذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية؛ كما كان الإمام حسن البنا - رضوان الله عليه - يعجب - كثيراً - من الذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة! (مع العلم بأنّ أئمة الشيعة [يعني: أئمة وعلماء الشيعة الاثني عشرية] قد أثروا التأليف الإسلامي ثروة لا تزال المكتبات تعج بها)[ (ذكريات لا مذكرات): ص 250] .
وكان الكاتب الإسلامي السنّي الكبير (عبّاس محمود العقاد) - رحمه الله - من الذين أدركوا دور مشكلة الخلط بين الاثني عشرية ، أو دور مشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية؛ التي هي وراء كل الأكاذيب المنسوبة للمذهب الاثني عشري .
وكان يتمنى - لولا أن وافته المنية - أن يكتب كتاباً في الدفاع عن الاثني عشرية ، وفي هذا قال الكاتب المشهور المصري (أنيس منصور): إنّه سمع العقاد يقول له:
(إنّه يريد - قبل أن يموت - أن يؤلف دراسة موضوعية عن المذهب الشيعي ، فقد أدخلت عليه أكاذيب أفسدت صورته عند كثير من الناس [الذين لا يميزون بين حقيقة الاثني عشرية وبين تلك الاكاذيب] ، ولم يتسع عمره لأن يكتب هذا الكتاب)[ (لعلك تضحك) للكاتب المصري أنيس منصور: ص 201 الطبعة الثالثة، 1998، مطبعة نهضة مصر - القاهرة] .
وكان المؤرّخ السنِّي (محمد كرد علي) - رحمه الله - يهاجم الذين يخطئون ، ويخلطون بين الاثني عشرية والغلاة ولا يميزون بين قادة الاثني عشرية وقادة الغلاة . . ويقول:
(أما ما ذهب إليه بعض الكتاب [الذين يخلطون بين قادة الغلاة وقادة الاثني عشرية] من أنّ مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء؛ فهو وهم وقلة علم بتحقيق مذهبهم . ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة[] وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك؛ علم مبلغ هذا القول من الصواب)[ (خطط الشام): ج 6، ص 251 .] .
والمرشد الروحي - السابق - للإخوان المسلمين في العالم ، الإمام (عمر التلمساني) - رحمه الله - يعجب من الذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ثُمّ يقولون: بأنّ الاثني عشرية من فرق الغلاة . مع أنّ الواقع يثبت ويؤكد بأنّ (الفقه الشيعي[يقصد الفقه الاثني عشري] أغنى العالم الإسلامي من حيث التفكير)[ - صرح بذلك ل (مجلة العالم الإسلامية) المشهورة، العدد 91 .
] .
أمّا إمام أهل السنّة وفقيههم في العصر الحديث (محمد أبو زهرة) - رحمه الله - فقد هاله منهج الوهابية الذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري ، فيخلطون بين الاثني عشرية والغلاة ، وانتقد منهج الوهابية في التعامل مع بعض المصطلحات الكلامية عند الاثني عشرية ، وقال في تبيين وتوضيح مصطلح (التقية) الذي يعتبر من أهمِّ المصطلحات التي لم تدرك معناها الوهابية ، فاثبت إمام أهل السنّة أنّ معنى التقية عند الاثني عشرية قد أُخذ من القرآن الكريم ، وفي هذا يقول:
(والتقية [يعني: عند الاثني عشرية] أن يخفي المؤمن بعض ما يعتقد ولا يجهر به؛ خشية الأذى ، أو للتمكن من الوصول إلى ما يريد من نصرة لدين الله أو للحق في ذاته .
والأصل فيها - التقية - قوله تعالى: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إلاّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإلى اللّهِ الْمَصِيرُ)[ سورة آل عمران: 28 .
] ،[ الإمام الصادق، محمد أبو زهرة: ص 22 .
] .
ويقول الإمام (محمد أبو زهرة) في صدد الرد على الوهابية الذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ثم يخلطون بين مقام الإمام عند الغلاة ومقامه عند الاثني عشرية:
وإنّ الإمامية [الاثني عشرية] لا يصلون بالإمام إلى مرتبة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم)[ الإمام الصادق، محمد أبو زهرة: ص 151 .
] .
وكان إمام أهل السنّة الإمام الأكبر شيخ الأزهر (محمود شلتوت) - رحمه الله - من أكثر الذين دافعوا عن منهج قدماء أهل السنّة في التعامل مع المذهب الاثني عشري ، وبذلوا جهوداً في محاربة المنهج الوهابي في دراسة هذا المذهب؛ لأنّهم ما زالوا يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية لهذا المذهب ، وبالتالي فهم يخلطون بين الاثني عشرية وفرق الغلاة .
ولقد حاول الإمام شلتوت - رحمه الله - دعوة الوهابية إلى الرجوع لمنهج أهل السنّة ، كما حاول أن يزيل الضجة التي خلقتها الوهابية بين الاثني عشرية وأهل السنّة ، فحاربه الذين ما زالوا مصابين بمشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة من الوهابيين ، وحسبوا أنّه يدعو للتقريب بين أهل السنّة وبين فرق الغلاة .
وأراد - رحمه الله - أن يبين للوهابيين أنّ المقالات التي ينسبوها للاثني عشرية هي مقالات السبئية والخطابية والبيانية الذين كفرهم الاثنا عشرية وأهل السنّة ، واعتبر أنّهم نسبوا تلك المقالات القبيحة إلى الاثني عشرية لأنهم يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ومن ثَمَّ فلا غرابة أن يخلطوا بين حقائق الاثني عشرية ومقالات الغلاة .
وقد اضطر إلى مهاجمة بعض المعاصرين من أهل السنّة الذين تأثروا بالمنهج الوهابي ، وبدأوا يشككون في منهج قدماء أهل السنّة في التعامل مع الاثني عشرية؛ لأنّهم كانوا العقبة الكبرى - في نظره - أمام التقريب بين السنّة والاثني عشرية ، قال رحمه الله:
(حارب هذه الفكرة [أي فكرة التقريب بين السنّة والاثني عشرية] ضيقوا الأُفق ، كما حاربها صنف آخر من ذوي الاغراض الخاصّة السيئة ، ولا تخلوا أية أُمة من هذا الصنف من الناس . . حاربها من يجدون في التفرق ضماناً لبقائهم وعيشهم ، وحاربها ذوو النفوس المريضة [من أمثال المصابين بمرض الخلط بين الاثني عشرية والغلاة] وأصحاب الأهواء والنزعات الخاصّة ، هؤلاء وأولئك ممن يؤجرون أقلامهم لسياسات مفرقة ، لها أساليبها المباشرة وغير المباشرة في مقاومة أية حركة إصلاحية ، والوقوف في سبيل كل عمل يضم شمل المسلمين ويجمع كلمتهم)[ (رسالة الإسلام)]
والذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية هم الذين لا يميزون بين الاثني عشرية والغلاة ، وبالتالي لا يمكن لهم أن يدركوا - أيضاً - الفرق بين الرافضة والاثني عشرية . وقد واجه المفكّر السنِّي الكبير (أنور الجندي) أتباع الوهابية الذين لا يفرِّقون بين الرافضة وبين الاثني عشرية وقال: (والرافضة غير السنّة والشيعة)[ الإسلام وحركة التاريخ، أنور الجندي: ص 28 .] ؛ لأنّ الرافضة كلمة عامة في كتب الفرق تشمل الكثير من الفرق المغالية التي كفرّها علماء الاثني عشرية قبل أن يكفرّها أهل السنّة .
وهناك مئات الأقوال لكبار علماء أهل السنة التي تحذر من مشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية أو من مشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة؛ لو ذكرناها كلها لتضاعفت سطور هدا البحت .انتهت المرحلة الاولى
وان شاء الله سنكمل هدا البحت غدا حول المرحلة التانية المعرفة التحليلية للاثني عشرية'':
وقد قمت بنشرهدا البحت في المنتديات الشيعية متل منتدى يا حسين و منتدى انصار الحجة ومنتدى شيعة الجزائر .و كدلك نشرته في منتديات سنية متل منتديات الشروق ومنتديات مكتوب ومنتديات مملكة البحرين....... ;.
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و اللهم قرب الفرج و ازل البلاء واكشف الغمة على هده الامة ووحد بين المسلمين الشيعة و السنة .واللهم انصر اخواننا في فلسطين ورد كيد الكائدين .وانصر اللهم اخواننا في حزب الله وجعلهم شوكة في حلق اسرائيل .واكشف اللهم بلطفك و عفوك عن اخواننا بالعراق وازل عنهم هم الفتن والافتراق .وجنب شباب هده الامة شبح التنصير والفقر والتضليل .واكشف عنا يا ارحم الراحمين بلاء علماء البلاط وعلماء التضليل وعلماء التفريق و التكفير و اللهم لا تعدبنا بما فعل السفهاء منا واعفوا عنا و ارحمنا انت مولانا وانصرنا على القوم الكافرين .
اللهم صل على محمد و على اله و صحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين
تمهيد
رسمت الوهابية صورة مشوهة للشيعة الاتني عشرية لا صلة بينها وبين الصورة التي رسمها المنصفون من علماء أهل السنّة لهم .هدا مادفعني للبحت حول موضوع يتناول (الفرق بين منهج الوهابية في التعامل مع المذاهب الإسلامية وبين منهج علماء أهل السنّة) . ولا بد أن هناك سبباً للخلاف الشديد في تعريف (حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) بين فقهاء أهل السنّة وبين شيوخ الوهابية.
فقد عمد شيوخ الوهابية الى التأويل الباطل لعقائد الشيعة الامامية مقدمين سوء الظن. ودهبت دراساتهم حول عقائد الامامية بعيدة عن صورتها ورسمها الواقعي ، ويلحقها التحريف والتشويه حيت عرضت بطريقة ومنهج غير علمي ، يحمل في طبيعته مغالطات خفية . ولا يمكننا أن ندرك حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه؛ إلاّ إذا قمنا بدراسة علمية تعتمد على المقارنة بين (حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) التي رسمها أهل السنّة ، و(حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه) التي رسمتها الوهابية .
إنّ الباحث المنصف عن الاثني عشرية ينبغي أن يميز بين الاثني عشرية كما هي في حقيقتها وواقعها ، وبين مناهج دراستها وأساليب قراءتها من قبل شيوخ الوهابية التي وقعت في أخطاء كبيرة ، ومن ثَمّ أوقعتنا في انحراف عن ادراك حقيقة الاثني عشرية .
ومن هنا تأتي أهمية طرح (المنهج الصحيح والسليم) في دراسة المذهب الاثني عشري .بدون نزعات طائفية او قبلية للتوصل الى المعرفة الكاملة والصحيحة لمدهب الشيعة الاتني عشرية .
ومنهجنا في عرض ورسم (حقائق الاثني عشرية وخصائصها) يمر بثلاث مراحل ، لا بد من الالتزام بها حتى نسلم من الاخطاء التي انزلق فيها اتباع الوهابية أثناء عرضهم ورسمهم ل (حقائق الاثني عشرية وخصائصها) .
- مرحلة الاولى '' المعرفة الانتسابية للاثني عشرية''
(مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفرق الغلاة عند الوهابية - أسباب الخلط - آثار الخلط - علاج الخلط)
- مرحلةالتانية'' المعرفة التحليلية للاثني عشرية'':
(1- حقيقة الألوهية والنبوة عند الاثني عشرية -2- حقيقة الشرائع والاحكام عند الاثني عشرية -3- حقيقة أهداف الاثني عشرية -4- حقيقة معنى بعض المصطلحات عند الاثني عشرية)
- مرحلة الثالثة '' المعرفة الجذرية للاثني عشرية'':
(1- حقيقة منابع الاثني عشرية -2- حقيقة الإمامة عند الاثني عشرية -3- حقيقة هوية الاثني عشرية -4- حقيقة نشأة الاثني عشرية وعلل هذه النشأة)
* النتيجة: خصائص المذهب الاثني عشري (خاصية الوسطية الإيجابية في التعامل مع أهل البيت عند الاثني عشرية - خاصية الواقعية في التعامل مع الصحابة عند الاثني عشرية - خاصية غيبة الإمام الثاني عشر عند الاثني عشرية)
1- المرحلة الاولى '' المعرفة الانتسابية للاثني عشرية''
قال الله تعالى ''(ولا تَلْبِسوا الحقَّ بالباطلِ)
ا-مشكلة خلطالوهابية بين الاثني عشرية وفرق الغلاة سوف نتعرّف على النتائج الخطيرة التي نشأت من مشكلة الخلط بين (الفكر الإسلامي الاثني عشري) و(الفكر المغالي) ، وكان لهذا الخلط الأثر الكبير على اتباع الوهابية؛ حيث نسبوا للاثني عشرية أموراً غريبةً غرابةً تامةً عنها وعن حقائقها وخصائصها والسقوا بهم كل قبيح دون ان يلتزموا بأدنى شروط البحت التاريخي السليم ونظرا لخلطهم بين عقائد الشيعة الاتني عشرية وعقائد غلاة الشيعة ووضهم جميعا في سلة واحدة وعدم إدراك أتباع الوهابية لهذا الخلط هو الذي جعلهم ينسبون كل ما سمعوه من مخلفات المجوسية واليهودية والنصرانية إلى المذهب الاثني عشري ، وكان لعدم ادراكهم لهدا الخلط الأثر في أن يَصوروا المذهب الاثني عشري في صورة قاتمة سوداء ينفر منها الجميع.
ب-أسباب الخلط ان اسم-'' الشيعة''- هو اسم عام يدخل تحت مظلته العديد من المداهب الاسلامية والباطنية و الغلاة ...الخ واصبح هدا المصطلح يطلق على كل من يدعي انتسابه الى علي بن ابي طالب عقديا .وكان من بين من سموا بهدا الاسم بعض الغلاة الدين خرجوا عن الاسلام بغلوهم في الامام علي و ادعائهم فيه للربوبية او النبوة ...
ونحن علينا أن نميّز بين ما هو من صميم الاثني عشرية ، وما هو من صميم الغلو؛ فعدم التمييز بينهما جعل أتباع الوهابية ينسبون للاثني عشرية الاساطير والخرافات المتعلّقة بالفرق المغالية المنحرفة كالسبئية و النصيرية ...وهدا الخلط جعل الوهابيين يحكمون بكفر الاتني عشرية وهدا من بين نتائج هدا الخلط
ج-آثار الخلطنتيجة للدراسة السلبية الغير علمية في البحت التي سار عليها شيوخ الوهابية وخلطهم بين الشيعة الامامية الاتني عشرية و بين فرق اخرى باطنية من غلاة الشيعة .كان لهدا نتائج وخيمة أطرت سلبا على الامة الاسلامية .وبروز حركات تكفيرية ونظريات متطرفة هدامة . ولا بد هنا أن ننبّه إلى أنّ قدماء أهل السنّة قد تحرروا من مشكلة الخلط بين الاتني عشرية و فرق الغلاة ، كما تحرر منها - أيضاً - المتأخرون والمعاصرون من أهل السنّة .عكس الوهابيين ممن انتهجوا الفكر التكفيري للامامية ، ومن ثَمّ نجدهم-علماء السنة - دافعوا عن المذهب الاثني عشري وهاجموا الذين ما زالوا يخلطون بينه وبين فِرَق الغلاة.الا ان الوهابية تصر على – أن تنسبُ للمذهب الاثني عشري التصورات المجوسية والوثنية ، و الأساطير الجاهلية ، و الشطحات الصوفية ، و كل أفكار فِرَق الغلاة وما فيها من لوثةٍ وثنية . . .
د-علاج الخلط لقد جاء علاج الخلط الدي تسبب فيه شيوخ المدهب الوهابي جاء هدا العلاج من قبل علماء و فقهاء وكتاب من اهل السنة الدي كانت مناهجهم تختلف عن منهج الوهابية اختلافاً جوهرياً ، وتدرك خطورة الخطأ في المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري ، وتنتقد منهج الوهابية في دراسة المذهب الاثني عشري ، وتعتبر أنّه لا يوجد عند الوهابية أدنى تمييز بين الاثني عشرية والغلاة ، وترى أنّ القارئ في كل ما كتبه أتباع الوهابية عن الاثني عشرية لا يخرج إلى نتيجة معينة تعرّفه على حقائق هذا المذهب وخصائصه ، وفي هذا يقول الكاتب السنّي المعاصر الأُستاذ حامد حنفي[رئيس قسم الأدب العربي في جامعة عين شمس بمصر] : (بعد أن قضيت ردحاً طويلاً من الزمن أدرس فيها عقائد الأئمة الاثني عشر بخاصة وعقائد الشيعة بعامة؛ فما خرجت من هذه الدراسة الطويلة التي قضيتها بشيء ذي بال)
ويقول المفكّر الإسلامي السنِّي المصري أنور الجندي - رحمه الله - في كتابه القيم (الإسلام وحركة التاريخ):
(ومن الحق أنّ يكون الباحثُ يقظاً في التفرقة بين الشيعة [يعني: الاثني عشرية] والغلاة ، هؤلاء الذين هاجمهم أئمة الشيعة أنفسهم وحذروا مما يدسونه) .
والعلامة المفكر الإسلامي المصري علي عبد الواحد وافي - رحمه الله -عالج هذه المشكلة في كتابه القيّم (بين الشيعة وأهل السنَّة) ومما قاله:
(إن كثيراً من مؤلفينا قد خلط بين الشيعة الجعفرية وغيرها من فرق الشيعة)[ ص 11] .
وقد بذل إمام أهل السنّة في العصر الحديث (الشيخ محمد الغزالي) - رحمه الله - جهوداً عظيمة مثمرة في تصحيح منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية؛ كما بذل جهوداً جبارة في مقاومة المقلِّدين لمنهج الوهابية من أهل السنّة المعاصرين ، وبذل جهوداً كبيرة في معالجة المصابين بمشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة ، أو بتعبيرٍ أدق:
في معالجة المصابين بمشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، وفي هذا يقول:
(ومن هؤلاء الأفاكين [ الذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة] من روّج أنّ الشيعة أتباع عليّ ، وأن السنيين أتباع محمدٍ ، وأن الشيعة يرون علياً أحق بالرسالة ، أو أنّها أخطأته إلى غيره . وهذا لغوٌ قبيح وتزوير شائن)[ رسالة التقريب: ص 250، العدد 3، السنة الأُولى، شهر شعبان 1414] . وهو لا ينطبق إلاّ على الفرق المغالية المنقرضة .
وقد توسع الإمام الغزالي - إمام أهل السنة في العصر الحديث - في كتابه القيّم (ليس من الإسلام) في نقد منهج المتأخرين من أهل السنّة ، المقلدين للوهابية في دراسة الاثني عشرية ، ونقد الذين ما زالوا لا يفرّقون بين الاثني عشرية والغلاة ، وفي هذا يقول - رحمه الله -:
(نسب [بعض الذين يخلطون بين الاثني عشرية وفرق الغلاة] إلى الإمامية - افتراء وتنكيلاً - نقصان آيات من القرآن)[ 11ص] .
ويرى كبار أهل السنة أنّ الوهابيين لا يدركون خطورة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية . ومن ثَمَّ كان من الطبيعي أنّهم لا يفصلون بين الاثني عشرية والغلاة ،
ويرى بعض مفكري أهل السنَّة أنّ منهج الوهابية يعتبر منهجاً متطرفاً في دراسة الاثني عشرية ، ومنهجاً مُخلِّطاً بين الاثني عشرية والغلاة ، ومنهجاً منحرفاً في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية . وقد تبنى هذا الرأي المفكر الإسلامي السنّي المصري (محمد البهي) - رحمه الله - وقال في صدد نقده منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية:
(وسَّعت [الوهابية] شقة الخلاف بين السنّة والشيعة ، وأصبحت الفجوة كبيرة في النزاع المذهبي بين السنّة والشيعة منذ القرن الثامن عشر الميلادي ، بل أصبحت أشدّ من ذي قبل . وكان لزيادة الفجوة على هذا النحو أثرٌ سلبيٌ للدعوة الوهابية)[ (الفكر الإسلامي في تطوره)، الفصل الرابع والأخير: ص 140 .] .
ويقول العلامة السنّي (عبد الحليم الجندي) - حفظه الله - عن الذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة أنّهم:
( . . . نسبوا عمل الغلاة إلى الشيعة فأحدثوا بذلك أثراً كاذباً في فهم الآخرين بدعاوى هم [أي الاثني عشرية] منها براء ، مثل: إنّ الإمام هو الله ظهوراً واتحاداً وهو غلو يبلغ الكفر)[ الإمام جعفر الصادق، عبد الحليم الجندي: ص 235، ا لهامش رقم 1 .]. . .
.
وفي الحقيقة أنّ الذي لا يدرك مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية سوف ينسب للاثني عشرية ما ليس له صلة بها ، وسوف يكون مثل الذين وصفهم الدكتور طه حسين - رحمه الله - في كتابه (علي وبنوه) بقوله:
(إنّ خصوم الشيعة نسبوا إليهم ما يعلمون وما لا يعلمون . . . لا يكتفي خصوم الشيعة من الشيعة بما يسمعون عنهم أو بما يرون من سيرتهم وإنّما يضيفون إليهم أكثر مما قالوا وأكثر مما سمعوا ، ثُمّ لا يكتفون بذلك .
. . بل يحملون ذلك كلّه على أصحاب أهل البيت . . . وخصومهم واقفون لهم بالمرصاد ، يحصون عليهم كل ما يقولون ويفعلون ، ويضيفون إليهم أكثر مما قالوا ومما فعلوا ، ويحملون عليهم الأعاجيب من الأقوال والأفعال . . . ثم يتقدم الزمان فيزداد الأمر تعقيداً وإشكالاً ، ثم تختلط الأُمور بعد أن يبعد عهد الناس بالأحاديث . . .)[ : ص 35 .
] .
وقد ذكرنا - سابقاً - أنّ من كبار علماء أهل السنّة الذين أدركوا خطورة مشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة؛ العلامة الدكتور علي عبد الواحد وافي[انظر: ص 33 - 34 من هذا الكتاب] ، الذي عالج هذه المشكلة في كتابه (بين الشيعة وأهل السنّة) ، وقال في الرد على الوهابية الذين يخلقون ضجة مفتعلة بين السنّة والاثني عشرية:
( . . . الخلاف بيننا وبينهم - أي بين السنّة والاثني عشرية - مهما بدا في ظاهره كبيراً لا يخرج في أهمِّ أوضاعه عندنا وعندهم من حيز الاجتهاد المسموح به)[ : ص 4 .
] .
ومن كبار مفكري أهل السنّة الذين أدركوا أنّ الخلط بين المذهب الاثني عشري وفرق الغلاة عند أتباع الفرقة الوهابية يعدّ هو السبب في إصرارهم على تكفير الاثني عشرية؛ المفكر الإسلامي السني (فهمي هويدي) - حفظه الله - حيث يقول:
(تعتبر قضية تكفير الشيعة [يعني الاثني عشرية] إحدى الأطروحات الرئيسية في الفكر الوهابي)[ إيران من الداخل، فهمي هويدي: ص 322، ط / 2، 1408] .
كل هذه الأقوال التي نقلناها عن كبار أهل السنّة تعتَبرُ أنّ منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية قد قادهم إلى الخلط والتخليط بين الاثني عشرية والغلاة ، ومن ثَمّ وقعوا في انحراف كبير في مرحلة المعرفة الانتسابية لهذا المذهب .
ويرى بعض علماء أهل السنّة أنّ التصور الذي يحمله أتباع الوهابية عن الاثني عشرية مناقض أو مصادم لحقيقتها ولخصائصها ، ومُسَاوٍ ومتحدّ مع حقيقة الغلو؛ كما نلمس ذلك في كتابات المفكر الإسلامي السنِّي سالم البهنساوي - حفظه الله - صاحب (السنّة المفترى عليها) . وهو يعدُّ من الذين التفتوا إلى خطورة مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وفرقة الغلاة عند الوهابية ، أو بتعبير أدق وأصح: إلى خطورة خطأ الوهابية في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية .
وكتابه يحتوي على دراسة عميقة تدعو إلى ضرورة تصحيح منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية ، وتبين خروجهم عن منهج أهل السنّة في دراسة هذا المذهب . كما انتقد كل التهّم التي شاعت في وسط الوهابيين ، ومن أهم هذه التهم التهمة القائلة ب (أنّ للاثني عشرية مصحفاً آخر . .
.) ، فهاجم البهنساوي هذه التهمة وقال:
(إنّ المصحف الموجود بين أهل السنّة هو نفسه الموجود في مساجد وبيوت الشيعة)[ من ص 6] .
ويرى بعض مفكري أهل السنّة أنّ أتباع الفرقة الوهابية أخذوا تصوراتهم عن الاثني عشرية من مقالات الغلاة ، بل أخذ بعضهم تصوراتهم عن الاثني عشرية من مقالات اليهودية والنصرانية والمجوسية ومن مقالات المستشرقين .
وحينما أخذوا معلوماتهم عن الاثني عشرية من تلك المقالات أُصيبوا بمرض الخلط بين المذهب الاثني عشري وبين فرق الغلاة ، وأُصيبوا بمشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ومن هؤلاء الذين يرون هذا الرأي المفكر الإسلامي السنّي (أنور الجندي) ، والذي سبق أن ذكرنا عبارة مقتطفة من كلامه حول ذلك .
وكان الإمام الشهيد حسن البنا - زعيم الحركة الإسلامية السنّية في العالم - من أكثر المتحمسين لتصحيح منهج الوهابيين في دراسة الاثني عشرية ، ومن أكثر المحاربين للذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة أو للذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية؛ كما كان الإمام حسن البنا - رضوان الله عليه - يعجب - كثيراً - من الذين يخلطون بين الاثني عشرية والغلاة! (مع العلم بأنّ أئمة الشيعة [يعني: أئمة وعلماء الشيعة الاثني عشرية] قد أثروا التأليف الإسلامي ثروة لا تزال المكتبات تعج بها)[ (ذكريات لا مذكرات): ص 250] .
وكان الكاتب الإسلامي السنّي الكبير (عبّاس محمود العقاد) - رحمه الله - من الذين أدركوا دور مشكلة الخلط بين الاثني عشرية ، أو دور مشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية؛ التي هي وراء كل الأكاذيب المنسوبة للمذهب الاثني عشري .
وكان يتمنى - لولا أن وافته المنية - أن يكتب كتاباً في الدفاع عن الاثني عشرية ، وفي هذا قال الكاتب المشهور المصري (أنيس منصور): إنّه سمع العقاد يقول له:
(إنّه يريد - قبل أن يموت - أن يؤلف دراسة موضوعية عن المذهب الشيعي ، فقد أدخلت عليه أكاذيب أفسدت صورته عند كثير من الناس [الذين لا يميزون بين حقيقة الاثني عشرية وبين تلك الاكاذيب] ، ولم يتسع عمره لأن يكتب هذا الكتاب)[ (لعلك تضحك) للكاتب المصري أنيس منصور: ص 201 الطبعة الثالثة، 1998، مطبعة نهضة مصر - القاهرة] .
وكان المؤرّخ السنِّي (محمد كرد علي) - رحمه الله - يهاجم الذين يخطئون ، ويخلطون بين الاثني عشرية والغلاة ولا يميزون بين قادة الاثني عشرية وقادة الغلاة . . ويقول:
(أما ما ذهب إليه بعض الكتاب [الذين يخلطون بين قادة الغلاة وقادة الاثني عشرية] من أنّ مذهب التشيع من بدعة عبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء؛ فهو وهم وقلة علم بتحقيق مذهبهم . ومن علم منزلة هذا الرجل عند الشيعة[] وبراءتهم منه ومن أقواله وأعماله ، وكلام علمائهم في الطعن فيه بلا خلاف بينهم في ذلك؛ علم مبلغ هذا القول من الصواب)[ (خطط الشام): ج 6، ص 251 .] .
والمرشد الروحي - السابق - للإخوان المسلمين في العالم ، الإمام (عمر التلمساني) - رحمه الله - يعجب من الذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ثُمّ يقولون: بأنّ الاثني عشرية من فرق الغلاة . مع أنّ الواقع يثبت ويؤكد بأنّ (الفقه الشيعي[يقصد الفقه الاثني عشري] أغنى العالم الإسلامي من حيث التفكير)[ - صرح بذلك ل (مجلة العالم الإسلامية) المشهورة، العدد 91 .
] .
أمّا إمام أهل السنّة وفقيههم في العصر الحديث (محمد أبو زهرة) - رحمه الله - فقد هاله منهج الوهابية الذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للمذهب الاثني عشري ، فيخلطون بين الاثني عشرية والغلاة ، وانتقد منهج الوهابية في التعامل مع بعض المصطلحات الكلامية عند الاثني عشرية ، وقال في تبيين وتوضيح مصطلح (التقية) الذي يعتبر من أهمِّ المصطلحات التي لم تدرك معناها الوهابية ، فاثبت إمام أهل السنّة أنّ معنى التقية عند الاثني عشرية قد أُخذ من القرآن الكريم ، وفي هذا يقول:
(والتقية [يعني: عند الاثني عشرية] أن يخفي المؤمن بعض ما يعتقد ولا يجهر به؛ خشية الأذى ، أو للتمكن من الوصول إلى ما يريد من نصرة لدين الله أو للحق في ذاته .
والأصل فيها - التقية - قوله تعالى: (لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إلاّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإلى اللّهِ الْمَصِيرُ)[ سورة آل عمران: 28 .
] ،[ الإمام الصادق، محمد أبو زهرة: ص 22 .
] .
ويقول الإمام (محمد أبو زهرة) في صدد الرد على الوهابية الذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ثم يخلطون بين مقام الإمام عند الغلاة ومقامه عند الاثني عشرية:
وإنّ الإمامية [الاثني عشرية] لا يصلون بالإمام إلى مرتبة النبي صلّى الله عليه وآله وسلم)[ الإمام الصادق، محمد أبو زهرة: ص 151 .
] .
وكان إمام أهل السنّة الإمام الأكبر شيخ الأزهر (محمود شلتوت) - رحمه الله - من أكثر الذين دافعوا عن منهج قدماء أهل السنّة في التعامل مع المذهب الاثني عشري ، وبذلوا جهوداً في محاربة المنهج الوهابي في دراسة هذا المذهب؛ لأنّهم ما زالوا يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية لهذا المذهب ، وبالتالي فهم يخلطون بين الاثني عشرية وفرق الغلاة .
ولقد حاول الإمام شلتوت - رحمه الله - دعوة الوهابية إلى الرجوع لمنهج أهل السنّة ، كما حاول أن يزيل الضجة التي خلقتها الوهابية بين الاثني عشرية وأهل السنّة ، فحاربه الذين ما زالوا مصابين بمشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة من الوهابيين ، وحسبوا أنّه يدعو للتقريب بين أهل السنّة وبين فرق الغلاة .
وأراد - رحمه الله - أن يبين للوهابيين أنّ المقالات التي ينسبوها للاثني عشرية هي مقالات السبئية والخطابية والبيانية الذين كفرهم الاثنا عشرية وأهل السنّة ، واعتبر أنّهم نسبوا تلك المقالات القبيحة إلى الاثني عشرية لأنهم يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية ، ومن ثَمَّ فلا غرابة أن يخلطوا بين حقائق الاثني عشرية ومقالات الغلاة .
وقد اضطر إلى مهاجمة بعض المعاصرين من أهل السنّة الذين تأثروا بالمنهج الوهابي ، وبدأوا يشككون في منهج قدماء أهل السنّة في التعامل مع الاثني عشرية؛ لأنّهم كانوا العقبة الكبرى - في نظره - أمام التقريب بين السنّة والاثني عشرية ، قال رحمه الله:
(حارب هذه الفكرة [أي فكرة التقريب بين السنّة والاثني عشرية] ضيقوا الأُفق ، كما حاربها صنف آخر من ذوي الاغراض الخاصّة السيئة ، ولا تخلوا أية أُمة من هذا الصنف من الناس . . حاربها من يجدون في التفرق ضماناً لبقائهم وعيشهم ، وحاربها ذوو النفوس المريضة [من أمثال المصابين بمرض الخلط بين الاثني عشرية والغلاة] وأصحاب الأهواء والنزعات الخاصّة ، هؤلاء وأولئك ممن يؤجرون أقلامهم لسياسات مفرقة ، لها أساليبها المباشرة وغير المباشرة في مقاومة أية حركة إصلاحية ، والوقوف في سبيل كل عمل يضم شمل المسلمين ويجمع كلمتهم)[ (رسالة الإسلام)]
والذين يخطئون في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية هم الذين لا يميزون بين الاثني عشرية والغلاة ، وبالتالي لا يمكن لهم أن يدركوا - أيضاً - الفرق بين الرافضة والاثني عشرية . وقد واجه المفكّر السنِّي الكبير (أنور الجندي) أتباع الوهابية الذين لا يفرِّقون بين الرافضة وبين الاثني عشرية وقال: (والرافضة غير السنّة والشيعة)[ الإسلام وحركة التاريخ، أنور الجندي: ص 28 .] ؛ لأنّ الرافضة كلمة عامة في كتب الفرق تشمل الكثير من الفرق المغالية التي كفرّها علماء الاثني عشرية قبل أن يكفرّها أهل السنّة .
وهناك مئات الأقوال لكبار علماء أهل السنة التي تحذر من مشكلة الخطأ في مرحلة المعرفة الانتسابية للاثني عشرية أو من مشكلة الخلط بين الاثني عشرية والغلاة؛ لو ذكرناها كلها لتضاعفت سطور هدا البحت .انتهت المرحلة الاولى
وان شاء الله سنكمل هدا البحت غدا حول المرحلة التانية المعرفة التحليلية للاثني عشرية'':
وقد قمت بنشرهدا البحت في المنتديات الشيعية متل منتدى يا حسين و منتدى انصار الحجة ومنتدى شيعة الجزائر .و كدلك نشرته في منتديات سنية متل منتديات الشروق ومنتديات مكتوب ومنتديات مملكة البحرين....... ;.
والسلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته .
واخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و اللهم قرب الفرج و ازل البلاء واكشف الغمة على هده الامة ووحد بين المسلمين الشيعة و السنة .واللهم انصر اخواننا في فلسطين ورد كيد الكائدين .وانصر اللهم اخواننا في حزب الله وجعلهم شوكة في حلق اسرائيل .واكشف اللهم بلطفك و عفوك عن اخواننا بالعراق وازل عنهم هم الفتن والافتراق .وجنب شباب هده الامة شبح التنصير والفقر والتضليل .واكشف عنا يا ارحم الراحمين بلاء علماء البلاط وعلماء التضليل وعلماء التفريق و التكفير و اللهم لا تعدبنا بما فعل السفهاء منا واعفوا عنا و ارحمنا انت مولانا وانصرنا على القوم الكافرين .