إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مع الدكتور عائض القرني في قصيدته(دفاع عن الصحابة)

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مع الدكتور عائض القرني في قصيدته(دفاع عن الصحابة)

    هذا المقال نشر في منتدى سفينة النجاة/ للكاتب الشيخ يحيى الدوخي .
    أنقله للفائدة . مع تنظيمه على أجزاء .
    ( الجزء الأول)
    بسم الله الرحمن الرحيم:
    تتحفنا اليوم وسائل الإعلام في الفضائيات والانترنيت شخصية وديعة معتدلة لتجمل الواقع الوهابي، بنوع من صقل للمفردات وسبك للعبارات الإنشائية والأدبية نوعا ما، والتي لا نجد فيها الصدق في ما يطرحه، ولصدق ما ندعي فقد عثرت وأنا أتصفح الانترنيت على قصيدة يدّعي أنه يدافع عن الصحابة، وإذا بهذا الرجل يكشف عن واقع مرِّ يعكس ما يجول بقلبه من حقد أسود دفين، وتخبط في المفاهيم، وتناقض في الاعتقاد، وتهجم على طوائف المسلمين ، فلنتأمل بشعره الذي ينبؤنا عن أفكاره ومعتقداته التي نعتقد أن النصب هو ديدنه ولا يمكن أن ينفك عنه مهما جملته تلك الفضائيات، إذن لنكشف القناع المزيف عن وجه هذا الرجل ولنرى ماهية اعتقاداته نحو المسلمين بشكل عام والشيعة الإمامية بشكل خاص، مع مناقشتنا لأفكاره التي بلورها بإطار شعري، فاقتطفنا بعض كلماته في هذه القصيدة التي قال فيها:

    فولاة أمـرِ المسلميـنَ نطيعـهـم نأبى الخروجَ على الإمامِ المهتـدي
    والـرفضُ أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه هـم أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ
    كلا ولا أرضى التصوفَ مشربــاً تبـاً لهـم مـن فـرقةٍ لـم تهتـدِ
    كتـبُ ابن تيمية حسـوتُ علومها ونسختُهـا في القلبِ فعـل الأمجدِ
    ومع المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي مـن نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ
    ما سبـهم إلا حقيـرٌ تـافــــهٌ نـذلٌ يشـوههم بحقـدٍ أســـودِ
    لغبـارُ أقدام الصحابة في الـردى أغلى وأعلى من جبـين الأبعــدِ
    كل الصحابة عادلون وليس فــي أعراضهم ثـلبٌ لكـل معـربــدِ
    أنسيـت قـد رضي الإله عليـهـم في تـوبةٍ وعلى الشهادة فاشهــدِ
    فإذا سمعت بأن مخـذولاً غـــدا في ثلبـهم فاقطع نياط المعتــدي
    مفـتاح سبـهم الموفـق خالنــا أزجي التحـايا للحليــمِ الأرشـدِ
    أعني معاويـة الجليـلَ وحسبـُـه إذ كـان كاتبَ وحينا ثبـتَ اليــدِ
    مـا اختـاره المختـار إلا أنــه حَبـرٌ أميـن في صراطٍ مهتــدِ
    ودعا له خيـر الأنـام وبوركـت أيـامـه في مُـلك عـدلٍ أرغـدِ
    حتى تقيُ الديـن قـال: دُعا النبـي لا أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـدِ
    هو من مناقبه وخيـرُ خصالـــه فأضف إلى تلك المنـاقب واعـددِ

    المناقشة:
    قال الدكتور:
    فولاة أمـرِ المسلميـنَ نطيعـهـم نأبى الخروجَ على الإمامِ المهتـدي
    والـرفضُ أخلعهُ وأخلـعُ أهـلـه هـم أغضبوا بالسبِ كـل موحـدِ
    كلا ولا أرضى التصوفَ مشربــاً تبـاً لهـم مـن فـرقةٍ لـم تهتـدِ

    نظرية الطاعة للسلطان:
    في مطلع هذا الكلام يؤكد القرني على نظرية الطاعة للسلطان سواء كان براً أو فاجراً، فيأبى الدكتور الخروج عن الطاعة العمياء للسلطان، وهذه النظرية جذرها معاوية بن أبي سفيان عن
    طريق الوضاعين ليصبغ حكومته بطابع نصي ديني لا يمكن أن يعترض عليه المسلمون مهما فعل، ولو قتل عمار بن ياسر رضوان الله عليه، ولو نصب يزيد على رقاب المسلمين فهو الحاكم الذي لابد من طاعته والسير بسيرته وبهديه.
    براءة الشيعة من سب الصحابة:
    ثم انتقل الدكتور القرني إلى خلع الرفض ( ويقصد بهم أتباع أهل البيت عليهم السلام) فهو يخلعهم ويخلع مذهبهم لا لشئ الا لأنهم سبوا الصحابة.
    وهذا القول محض هراء لا يمس الواقع؛ لان الشيعة لهم أدلتهم في القول بمذهبهم التي لوت أعناقهم لاعتناق مذهب أهل بيت العصمة والطهارة، ولا أريد الخوض في طرح تلك الأدلة الصحيحة سنداً ودلالة. وأما السب فالشيعة لا تسب إطلاقا بل يستخدمون العقل في تقييم أفعال الصحابة ويضعونها في موضعها الصحيح والمتوازن، بل إن معاوية هو من سنّ لغة السب واللعن لأمير المؤمنين الخليفة الراشدي طيلة ستين عاما إلى أن جاء عمر بن العزيز ليرفع تلك السنة، فالذي يسب هو معاوية الذي يقتدي به سماحة الدكتور كما يحدثنا في شعره اللاحق.
    حتى الصوفيون لا يسلمون من لسانه:
    ثم انتقل إلى التصوف وأهله ليسبهم ولا نعلم ما هو ذنبهم لتكون التبة لهم؟!! فلعل بعض عقائدهم لا تلتقي مع بعض المباني الفكرية الوهابية فهل نخرجهم من ملة الإسلام.!!


    احتساء وشرب فكر ابن تيمية حتى الثمالة:
    ثم يخبرنا بأنه احتسى وشرب فكر ابن تيمية ( وهذه هي الطامة الكبرى) فهذا الرجل شرب هذا الفكر الدموي الجامد الذي ولّد لنا الفكر الطالباني الذي نجده شاخصاً أمامنا وواقعاً نشاهده ونقرؤه كل يوم بقتل أطفال العراق ونسائهم وشيوخهم، ولم يقتصر على العراق؛ بل في كل أنحاء العالم.
    فهذا الفكر نَسخه الدكتور في قلبه الأمجد، ومعلوم أن النصب لعلي عليه السلام في هذا الفكر وإنكار فضائله لم يخف على طلاب الحقيقة. وأنقل بعض النصوص التي نتلمس من خلالها صدق ما نقول:
    نماذج من نصب ابن تيمية:
    قال ابن تيمية في منهاج السنة:< وقد أنزل الله تعالى في علي يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون لما صلى فقرأ وخلط .
    وقال النبي صلى الله عليه وسلم وكان الإنسان أكثر شيء جدلا لما قال له ولفاطمة إلا تصليان فقالا أنما أنفسنا بيد الله سبحانه وتعالى> منهاج السنة:ج7 ص237 الناشر : مؤسسة قرطبة، الطبعة الأولى ، 1406هـ ، تحقيق : د. محمد رشاد سالم.
    فعلي عليه السلام كما يدعي ابن تيمية نزلت في هذه الآية. وهو عليه السلام وفاطمة يتجادلان ويتركان الصلاة.
    أليس هذا هو النصب بعينه يا من نسخت حب ابن تيمية في قلبك وشربته في أحشائك، وقطعاً هذه الكلمات عجنت وترسخت في قلبك ولا يمكن إلا أن تصدقها.


    توبيخ الذهبي لابن تيمية:
    ولا بأس أن أنقل بعض من رسالة الذهبي التي أرسلها لابن تيمية ليتضح للقارئ ضحالة هذا الفكر ومن يقتدي به:
    < أما آن لك أن ترعوي؟! أما حان لك أن تتوب وتنيب؟! أما أنت في عشر السبعين وقد قرب الرحيل؟! بلى - والله - ما أدكر أنك تذكر الموت، بل تزدري بمن يذكر الموت، فما أضنك تقبل على قولي ولا تصغي إلى وعظي، بل لك همة كبيرة في نقض هذه الورقة بمجلدات، وتقطع لي أذناب الكلام، ولا تزال تنتصر حتى أقول: البتة سكت. فإذا كان هذا حالك عندي وأنا الشفوق المحب الواد فكيف حالك عند أعدائك؟! وأعداؤك - والله - فيهم صلحاء وعقلاء وفضلاء، كما أن أولياءك فيهم فجرة وكذبة وجهلة وبطلة وعور وبقر، قد رضيت منك بأن تسبني علانية وتنتفع بمقالتي سرا (فرحم الله امرءا أهدى إلي عيوبي) فإني كثير العيوب غزير الذنوب، الويل لي إن أنا لا أتوب، ووافضيحتي من علام الغيوب، ودوائي عفو الله ومسامحته وتوفيقه وهدايته> (تكملة السيف الصقيل للكوثري: ص190)
    فالذهبي يدعوه للتوبة والإنابة من أفكاره ، ويحذره من أوليائه فإن فيهم الباطل والأعور والبقر ، والذهبي كلماته بحق هؤلاء ،الذين يتبعونه فهو يكني بل يصرح ببقريتهم لجمودهم وضحالة فكرهم.

    (الجزء الثاني)
    ونعود لمناقشة أفكار الدكتور عائض القرني:
    فالرجل احتسى وشرب من فكر ابن تيمية حتى الثمالة، مع علمه المسبق بأن هذا الفكر يحمل الطامات على جميع المستويات بدءً بتكفير المسلمين فكل من خرج عن أصولهم يكفر ويبتدع، مروراً بالنصب لعلي وأهل بيته عليهم السلام، وانتهاءً بالقتل الذي طال ديار الدكتور القرني نفسه .
    النصب هو البغض والانحراف عن علي عليه السلام
    ولعل قائل يقول انتم تدعون أنه ناصبي فكيف تثبتون ذلك؟ وهذا الرجل له من المقدلين لا حصر ولا عد فهل غفلوا عن هذه المسألة .
    نختصر فنقول:إن ابن حجر العسقلاني يعرّف النصب بالبغض والانحراف عن علي عليه السلام:
    قال:<وقد كنت أستشكل توثيقهم الناصبي غالياً وتوهينهم الشيعة مطلقا ولاسيما أن عليا ورد في حقه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق> تهذيب التهذيب:ج8ص411، الناشر : دار الفكر - بيروت ، ط1،1411 هـ .
    ولا أريد الخوض والدخول في مناقشة ما أورده ابن حجر ولكن هو يستشهد بهذا الحديث لكل من يبغض علياً ويصفه بالنصب.
    ولو عدنا إلى أحاديث ابن تيمية الكثيرة جدا في البغض لعلي كما تقدم بعضها ، ومن راجع منهاج السنة وغيرها من كتبه يرى العجب العجاب في الحط من منزلة علي ورده للأحاديث الصحيحة في فضائله عليه السلام.

    ابن تيمية أحيى سنة النصب:
    قال الشيخ حسن بن فرحان: <وقد كان النصب شديداً في البداية ثم أصبح خفيفاً إلى حد ما من عصر تابعي التابعين ـ مع قتلهم النسائي!! ـ وكاد النصب أن ينتهي من الشام لولا ابن تيمية سامحه الله الذي أحياه في بداية القرن الثامن في كثير من أقواله ورسائله كان من آخرها كتابه (منهاج السنة) الذي ملأه بالأفكار الشامية المتحاملة على علي المدافعة بالباطل عن معاوية وزاد الطين بلة دعواه بأن ذلك هو (عقيدة أهل السنة والجماعة!!).>قراءة في كتب العقائد ص 60 مركز الدراسات التاريخية .
    فابن تيمية أحيى سنة النصب في تحامله على علي عليه السلام، ومعلوم بالبداهة أن الناصبي لا يمكن أن يدخل الجنة لأنه منافق . لذا جاء قول ابن حجر الهيتمي المكي في الفتاوى الحديثية : <ابن تيميه عبد خذله اللّه وأضله وأعماه واصمه وأذله..> نقلاً عن السبكي _ السيف الصقيل / هامش ص 161.الناشر مكتبة زهران .
    خلاصة أقوال علماء أهل السنة في (ابن تيمية)
    وخلاصة قول العلماء في هذا الرجل:
    فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر فى العقيدة الحموية والواسطة وغيرهما من ذلك، كقوله: إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية، وانه مستو على العرش بذاته.
    ومنهم من ينسبه إلى الزندقة لقوله: إن النبي صلى الله عليه وآله لا يستغاث به.
    ومنهم من ينسبه إلى النفاق لقوله في علي: انه كان مخذولا حيثما توجه، وانه حاول الخلافة مرارا فلم ينلها، وانه قاتل للرئاسة لا للديانة. ولقوله: انه كان يحب الرئاسة وان عثمان كان يحب المال. ولقوله: على اسلم صبيا والصبي لا يصح إسلامه، وبكلامه في خطبه بنت أبى جهل فانه شنع في ذلك فالزموه بالنفاق لقوله صلى الله عليه وآله: (لا يبغضك إلا منافق).
    ونسبه قوم إلى انه كان يسعى في الإمامة الكبرى، فانه كان يلهج بذكر ابن تومرت ويطريه.
    ويترتب على ما تقدم :
    أن كل من يقلد ابن تيمية وينتحل رأيه ويقلده فهو ناصبي مخذول أعمى القلب ذليل على حد تعبير ابن حجر الهيتمي المكي صاحب كتاب الصواعق المحرقة .


    (الجزء الثالث)
    عود على بدء:
    قال الدكتور: ومع المجـددِ قـد ركبـتُ مطيتي مـن نجدِ أشرقَ مثل نورِ الفرقـدِ .
    فهنا يكشف لنا عن معتقده حيث أنه ركِب الفكر الوهابي اعتقاداً وعملاً ، مقتدياً بمجدده (محمد عبد الوهاب) فنعم المركب ونعم المطية!!!.
    دعوة إلى النخب المثقفة للفصل والتفكيك بين الفكر السني بشكل عام والفكر الوهابي:
    أقول: في البداية أشير الى حقيقة مهمة وهي أن هذا الفكر لا يرتبط بالفكر السني العام إطلاقاً، فلا بد من الالتفات الى هذه النكتة المهمة والفصل بينهما والتي أكد عليها الشيخ (حسن بن فرحان) عندما قال إن ابن تيمية عمم النظرة في الفكر وزاد الطين بلة، بخلطه بين المعتقدين، وهذا الكلام نفسه ينسحب على الفكر الوهابي .
    والمتأمل والمدقق في بعض القنوات الإعلامية خصوصا بعض القنوات الفضائية كقناة المستقلة وقناة أقرأ ،نجدهم يجهدون أنفسهم بدمج كلا الفكرين في إناء واحد، وأعتقد أن هذا المشروع بذلت وتبذل عليه الأموال ليُصبغ التسنن بالفكر الوهابي ليصبح هو الممثل عن السنة، وهذا خلط لابد أن يضع له الإخوة- وهذا خطاب نوجهه من هذا المنبر الإسلامي- لاسيما من النخب المثقفة والعلمية في أرجاء عالمنا الإسلامي الحد له وإلا (على الإسلام السلام ) ولتحول مليار مسلم إلى فكر مكفر جامد على الألفاظ ينحي العقل والعقلنة عن ساحة المنهج الإسلامي بصورة كلية، وبذلك يفرّغ الإسلام من مفاهيمه الرسالية الأصيلة ويُعوض عنه مفاهيم الفكر السلفي الضيق الأفق الجامد العقل، فالقتل والدماء وإقصاء الآخر و... ونعود بذلك إلى قيعان الجاهلية الاُولى.
    إذن فلا بد أن نرتقي بعقلنا البشري لنبذ هذا الفكر كسلوك وعقيدة وعمل، الى سماحة الإسلام وعقلنته وسمو مبادئه لنعكس بذلك أخلاق وأدب ومفاهيم الإسلام الصحيحة التي تنبذ التطرف بكل أشكاله وألوانه وتقبل الآخر وتحاوره ولا تحجر العقول بل تعطيه المساحة في النقد وتبادل الرأي والرأي الآخر.
    ولنختصرالكلام مسلطين الضوء على مفردة واحدة وهي ( تكفيره للمسلمين) وما يترتب عليها من قتل للأبرياء، فلنأخذ نماذج ممن أشار لهذه المفردة ورفض هذا الفكر ونقده.
    الفكر الوهابي وتكفيره لطوائف المسلمين:
    1- سلمان بن عبد الله (أخو محمد بن عبد الوهاب):
    قال فإن اليوم ابتلى الناس بمن ينتسب إلى الكتاب والسنة ، ويتبسط في علومهما ، ولا يبالي - أي محمد عبد الوهاب - من خالفه ، وإذا طلبت منه أن يعرض كلامه على أهل العلم لم يفعل ، بل يوجب على الناس الأخذ بقوله ، وبمفهومه ، ومن خالفه فهو عنده كافر ، هذا ، وهو لم يكن فيه خصلة واحدة من خصال أهل الاجتهاد ، لا والله، ولا عشر واحدة ، ومع هذا راج كلامه على كثير من الجهال ، فإنا لله وإنا إليه راجعون ، الأمة كلها تصيح بلسان واحد ، ومع هذا لا يصغي إلى كلمة ، بل كلهم كفار ، أو جهال ، اللهم اهد هذا الضال ، ورده إلى الحق ) كتاب الصواعق بالجهل والضلالة ، ص 4 ط ، 1306 ه‍ .
    2- منصور النقيدان:
    حينما سأله تركي الدخيل في برنامج إضاءات في فضائية العربية: عن اللسان الناطق لتنظيم القاعدة في السعودية وما يمثله من أصول فكرية للقاعده ومدى ارتباطه بالفكر الوهابي!!!
    قال: (هي ليست بعيدة كل البعد عن الأصول الفكرية للوهابية: الولاء والبراء التكفير .. هذه الأشياء كلها موجودة فيها وبالتالي لا يمكن أبداً أن تنفك هذه الأفكار عن أصولها...الخ)
    لذا فإن هذا الرجل خرج عن إطار الفكر التكفيري الذي يمثله محمد بن الوهاب نوعا ما؛ لذا فلعنات التكفير والسب تلاحقه من علماء السلف؛ لأنه نقد هذا الفكر.
    3- الشيخ ابن فرحان المالكي:
    قال: ( فإني وجدت (أي محمد بن عبد الوهاب ) قد وقع في أخطاء أصبحت سنة متبعة.. أصبحوا يطلقون التكفير في حق علماء ودول وطلاب علم ؛ بناءً على ما قرره الشيخ محمد في بعض كتبه ورسائله .. ثم يقول: والتمسك بكلام الشيخ تمسك بالخطأ والخطأ لا يجوز فيه التقليد .
    وقال أيضاً: (فلا يجوز أن نتهم أحداً بالكفر الا بدليل ظاهر لنا فيه من الله برهان؛ وخاصة وأن الشيخ (أي محمد بن عبد الوهاب) يريد بإطلاق الكفر؛ ذلك الكفر الأكبر المخرج من الملة...) انظر محمد بن عبد الوهاب داعية وليس نبياً:ص 42.

    4- الشيخ محمد جواد مغنية:
    قال: ( فاتقوا الله أيها الوهابيون في دين الله، وفي شريعة محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم ولا تشوهوا جمالها بتعصبكم، ولا تقفوا حائلاً بين نورها، وبين الأجيال بعقولكم، ولا تحرموا ما أحل الله من عناياتكم، وتربطوا بعض أحكامه ببعض من تلقائكم، ولا تكفروا من وجد ويوجد من امة محمد غيركم، فان الايمان منه القوي، ومنه الضعيف، ومنه ما بين ذلك، ولا يذهب كله بذهاب مرتبة منه: (ومن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره) . ومرة ثانية اكرر القول: ان مبادئ الإسلام صافية كلها، فطرية كلها، فلندعها تسير في طريقها لتنتشر في ارض الله الواسعة، ولا نقف حجرة عثرة في سبيلها، ولنكن لها فخاراً وزيناً، لا عيباً وشيناً ) محمد جواد مغنية: هذه هي الوهابية ص122- 123.
    أما بقية عقائده وأفكاره فقد رُد عليها بأكثر من ثلاثين مجلد : انظر صائب عبد الحميد في كتابه الوهابية في صورتها الحقيقية .

    فيترتب على ما تقدم :
    إن الفكر الوهابي فكر يبيح التكفير وبالتالي يبيح قتل الآخر سواء كان مسلما أو غيره ، وهذا الفكر قد ركب مطيته وتشرب في عقل وقلب الدكتور الداعية عائض القرني ولا يمكن الانفكاك والفصل عنه؛ لأنه ثمرة من ثمرات ابن تيمية ومحمد بن عبد الوهاب.

    (الجزء الرابع)
    قال سماحة الدكتور الداعية:
    ما سبـهم إلا حقيـرٌ تـافــــهٌ نـذلٌ يشـوههم بحقـدٍ أســـودِ

    الدكتور يكشر عن وجهه ويرفع الستار عما في باطنه:
    هنا في هذا المقطع يكشف الدكتور عن وجهه المقنع الأسود، الذي ألبسته الفضائيات الإعلامية لباس الاعتدال ، فبدأ يعربد ويشتم ويسب بلا وازع ضميرأو أدب ، وياليته كان بعلم ؛ بل العصبية والجهل لا غير.
    نقول للدكتور ومن هو على نهجه وشاكلته:
    واضح من خطابك انك توجهه لأتباع العترة الطاهرة عليهم أفضل الصلاة والسلام الذين هم أشرف وأطهر منك ومن خالك الموفق معاوية الذي تزجي له التحايا بلا علم ولا فهم ولا ، كما سيأتي في مفردات شعره اللاحق...
    الدكتور وخاله معاوية أبن أبي سفيان:
    فلابد أن نعّرف خالك للقراء الأعزاء حتى يعرفوك :
    فمعاوية: هو من سن لعن أمير المؤمنين على المنابر، هو من قتل عمار بن ياسر وحجر بن عدي وغيرهم، هو من استلحق زياد بن أبيه، هو من أمّر يزيد - الفاجر الفاسق شارب الخمر
    قاتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله - على رقاب المسلمين ، هو من قتل وسم الامام الحسن عليه السلام. هو من قتل جمع من الصحابة كما تدعون يوم صفين .هو السفيه والمغير لسنة رسول الله صلى الله عليه وآله ، كما يروي البخاري في صحيحه .
    في الحديث المشهور: (فساد أمتي على أيدي أغيلمة سفهاء من قريش) وكذلك حديث (أول من يغير سنتي رجل من بني أمية) وهذا الحديث صححه الألباني . وما نقلناه كله في مصادر القوم .
    فالشيعة لا تسب بل تصرح بأن الصحابي لابد أن يكون على درجة كبيرة من العدالة والتقوى .فلكي نقول أنه صحابي بالعمل والقول والفعل لابد أن يكون وفق المنهج الذي رسمه الله تعالى ومطبقاً سنه رسول الله صلى الله عليه وآله .
    فهل أفعال معاوية الآنفة الذكر، تجعله معصوماً ولابد من تبجيله وتكريمه؛ لأنه رأى النبي أو انه كتب الوحي كما تدعي !!!
    أما قولك : غبار أقدام الصحابة أغلى ، صحيح هو أغلى ولكن ليس لمعاوية ومن هو كمعاوية؛بل لمن التزم واتبع الرسول ولم يشذ بأفعاله عن سنته طرفة عين .
    رأي الشيعة في دالة الصحابة:
    وأما رأي الشيعة واضح في مسألة عدالة الصحابة، وأكتفي بمقالة ، السيد شرف الدين (ت /1377هـ)، قال:
    ( إنّ من وقف على رأينا في الصحابة علم أنه أوسط الآراء، إذ لم نفرط فيه تفريط الغلاة الذين كفّروهم جميعاً، ولا أفرطنا إفراط الجمهور الذين وثّقوهم أجمعين، فإن الكاملية ومن كان في الغلو على شاكلتهم، قالوا: بكفر الصحابة كافة، وقال أهل السنة: بعدالة كل فرد ممن سمع النبي| أو رآه من المسلمين مطلقاً، واحتجوا بحديث (كل من دب أو درج منهم أجمعين أكتعين)، أما نحن فإن الصحبة بمجردها وإن كانت عندنا فضيلة جليلة، لكنها - بما هي ومن حيث هي - غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وهم عظماؤهم وعلماؤهم، وأولياء هؤلاء وفيهم البغاة، وفيهم أهل الجرائم من المنافقين، وفيهم مجهول الحال، فنحن نحتج بعدولهم ونتولاهم في الدنيا والآخرة، أما البغاة على الوصي، وأخي النبي، وسائر أهل الجرائم والعظائم كابن هند، وابن النابغة، وابن الزرقاء وابن عقبة، وابن أرطاة، وأمثالهم فلا كرامة لهم، ولا وزن لحديثهم، ومجهول الحال نتوقف فيه حتى نتبين أمره، هذا رأينا في حملة الحديث من الصحابة وغيرهم، والكتاب والسنة بيننا على هذا الرأي، لكن الجمهور بالغوا في تقديس كل من يسمونه صحابياً حتى خرجوا عن الاعتدال فاحتجوا بالغثّ منهم والسمين واقتدوا بكل مسلم سمع النبي أو رآه|اقتداء أعمى، وأنكروا على من يخالفهم في هذا الغلو، وخرجوا في الإنكار على كل حد من الحدود، وما أشد إنكارهم علينا حين يروننا نرد حديث كثير من الصحابة مصرحين، بجرحهم أو بكونهم مجهولي الحال، عملاً بالواجب الشرعي في تمحيص الحقائق الدينية، والبحث عن الصحيح من الآثار النبوية، وبهذا ظنوا بنا الظنونا، فاتهمونا بما اتهمونا، رجماً بالغيب، وتهافتاً على الجهل، ولو ثابت إليهم أحلامهم، ورجعوا إلى قواعد العلم، لعلموا أن أصالة العدالة في الصحابة مما لا دليل عليه، ولو تدبروا القرآن الحكيم لوجدوه مشحوناً بذكر المنافقين منهم، وحسبك من سورة التوبة والأحزاب، وإذا جاءك المنافقون، ويكفيك من آياته المحكمة: {الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ}، {وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} {لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ}. السيد شرف الدين: أجوبة مسائل جار الله، ص15- 16. الناشر: مطبعة العرفان - صيدا.

    إذن فلا إفراط ولا تفريط في هذه المسألة فالصحبة بمجردها وإن كانت فضيلة جليلة، لكنها - بما هي ومن حيث هي - غير عاصمة، فالصحابة كغيرهم من الرجال فيهم العدول، وفيهم البغاة كمعاوية فكيف يستوي هذا مع هذا .
    وهذا هو رأي الشيعة الإمامية الذي تسبهم بحقدك وجهلك ولؤمك وو.. حشرك الله مع خالك إنه سميع مجيب .

    (الجزء الخامس)
    نعود الى عقائد الدكتور الذين صاغها بلون وقالب شعري .
    قال :
    مفـتاح سبـهم الموفـق خالنــا أزجي التحـايا للحليــمِ الأرشـدِ
    أعني معاويـة الجليـلَ وحسبـُـه إذ كـان كاتبَ وحينا ثبـتَ اليــدِ
    مـا اختـاره المختـار إلا أنــ حَبـرٌ أميـن في صراطٍ مهتــدِ
    ودعا له خيـر الأنـام وبوركـت أيـامـه في مُـلك عـدلٍ أرغـدِ
    حتى تقيُ الديـن قـال: دُعا النبـي لا أشبـع الرحمـن بطـن الأبعـدِ
    هو من مناقبه وخيـرُ خصالـــه فأضف إلى تلك المنـاقب واعـددِ

    أزمة في الفكر والوعي !!
    أقول - وما عساني أقول- وكيف يكون الرد !! وكيف يعقله ويفهمه القوم ؟ -إذا كان هذا الإنسان هو من يمثلهم - هو الجهل وأي جهل، ولعلي لا أغالي إذا قلت أن هناك أزمة في الفكر والوعي، أزمة حقيقية في العقل- تستحق المراجعة والتأمل ملياً- ، أين الحقيقة ؟ كيف تنكس وتقلب بهذا الشكل الذي تمجه الفطرة السليمة، والطامة الكبرى أن هناك من يصدقها ويلهث وراءها ويمضغها. ولكن حسبي عقلاء القوم .

    إن الدكتور القرني: لخص لنا فضائل معاوية بأنه كاتب للوحي ، أمين ، على صراط مستقيم، في ملكه كان عادلاً، دعا له النبي صلى الله عليه وآله، (لا أشبع الله بطنه )، فهذه منقبة تضاف الى مناقبه الكثيرة (فأضف وأعدد).

    وقفة مع عقل الدكتور وضميره ؟؟
    مع ما قدمناه من أفعال معاوية التي سفك فيها الدماء، وقتل الأبرياء والصلحاء، لا سيما من الصحابة الأخيار رضوان الله عليهم، نذكر بعض الروايات التي تدل بصورة جلية وواضحة على كفر معاوية وجواز لعنه فضلاً عن سبه ؟؟ أنقل بعض مما نقله العلامة المحقق السيد محمد بن عقيل رحمه الله ، من كتابه النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ، فقد وضع الحق نصابه ، وبكلماته أسفر الحق لمن طلبه .

    أحاديث كفر ولعن معاوية :
    فبعد أن ذكر بوائق معاويه ومثالبه ذكر أدله لعنه من خلال الروايات المتضافرة وبطرق كثيرة يستغنى عن البحث عن سندها ، نذكر قسم منها، قال :
    (أخرج ) ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب قال : رأى النبي صلى الله عليه وآله بني أمية على منابرهم فساءه ذلك فأوحى الله إليه إنما هي دنيا أعطوها فقرت عينه وهو قوله تعالى وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس . قال فخر الدين الرازي في تفسيره وهذا هو قول ابن عباس عن عطاء ثم قال : أيضا
    قال : ابن عباس الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية .
    ( وأخرج ) الترمذي والنسائي وأبو داود وابن ماجة عن أبي ذر عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : أول من يبدل سنتي رجل من بني أمية .
    (أخرج ) أبو يعلى عن أبي عبيد عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : لا يزال أمر أمتي قائما بالقسط حتى يكون أول من يشمله رجل من بني أمية .

    ( وأخرج ) الطبراني في الأوسط عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : أكثر ما أتخوف على أمتي من بعدي رجل يتأول القرآن يضعه على غير مواضعه ورجل يدعى أنه أحق بهذا الأمر من غيره . قلت : أول من ينطبق عليه هذا الوصف معاوية .
    ( وأخرج ) الديلمي عن عبد الله بن شبل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم العن فلانا واجعل قلبه قلب سوء واملأ جوفه من رضف جهنم .
    ( وأخرج ) الطبراني عن أبي برزة عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : إن بعدي أئمة إن أطعتموهم أكفروكم وإن عصيتموهم قتلوكم أئمة الكفر ورؤوس الضلالة .
    ( وأخرج ) الترمذي وحسنه عن ثوبان قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله إنما أخاف على أمتي الأئمة المضلين .
    ( وأخرج ) أبو داود الطيالسي وابن أبي شيبة وأحمد والدارمي وأبو يعلى والطبراني والبيهقي في دلائله بسند حسن عن أبي عبيدة ومعاذ معا رفعاه : هذا الأمر بدأ نبوة ورحمة ثم يكون خلافة ورحمة ثم ملكا عضوضا ثم كائن جبرية وعتوا وفسادا في الأرض يستحلون الحرير والفروج والخمور ويرزقون على ذلك وينصرون حتى يلقوا الله .
    ( وأخرج ) الطبراني عن عبادة بن الصامت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله سيكون عليكم أمراء من بعدي يأمرونكم بما لا تعرفون ويعملون بما تنكرون فليس أولئك عليكم بأئمة. حديث حسن .
    ( وأخرج ) أيضا عن كعب بن عجرة عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : إنها ستكون عليكم أمراء بعدي يعظون بالحكمة على المنابر، فإذا نزلوا اختلست منهم قلوبهم أنتن من الجيف فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه ،ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض .
    ( وأخرج ) الهيثمي في مجمع الزوائد عن ابن عباس ان النبي (ص) , سمع صوت رجلين وهم يتغنيان .. فسأل عنهما فقيل له: معاوية وعمروبن العاص , فقال : اللهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما الى النار دعاً .


    مغالطات أنصار معاوية:
    ثم قال صاحب كتاب النصائح الكافية: فإن المجال في ذلك فصيح جدا ومن ذا الذي يقدر على جمع بوائق جبار لبث بضعا وأربعين سنة في الإسلام وهو يتمرغ في حمئة الجور والبغي والفساد والمحادة لله ورسوله على أن الرواة قد سكتوا عن أكثرها خوف الفتنة ثم جاء بعدهم علماء من أنصاره فطمسوا كثيرا مما نقله الرواة منها وليتهم اقتنعوا بما صنعوا؛ لا بل أكثروا اللوم وشددوا النكير على من نقل شيئا من قبائحه ولم يتأوله له أو يطعن في سنده، وإن كان بمنتهى مراتب الصحة ،وزعموا أن في ذلك فسادا عظيما لما فيه من الحط في مقدار كبار الصحابة ، الذين هم حملة الدين ونقلة القرآن حتى لام بعضهم العلامة المحدث ابن قتيبة على ذكره طرفا من ذلك في كتاب الإمامة والسياسة وغيره، وفي هذا الكلام مشاغبة ومغالطة يكررها أنصار معاوية ويلوذون عند العجز بها؛ ليستروا قبائحه ويكتموا فضائحه ويوهموا بذلك الأغبياء إنه من كبار الصحابة وحملة الدين .
    و قال (رحمه الله) : (هذه أدلة جواز لعنه كما مرت بك واضحة متضافرة لا يبقى عند المؤمن المنصف أدنى ارتياب بعد سماعها، وأما من غلب عليه التعصب والتحمل وتقليد من لا يجديه تقليده فيما خالف الحق شيئا وتقديم قول فلان وفلان على قول الله ورسوله وكثير من أكابر الصحابة فلا كلام معه؛ لأن داءه داء عضال قل إن ينجو منه من ابتلى به نسأل الله العافية والسلامة) محمد بن عقيل: النصائح الكافية : 140- 143 .

    الآيات القرآنية الدالة كفره ولعنه :
    بعدما تقدم من ذكر الأحاديث التي دلت على ظلم وفسق وجور بني أمية وعلى رأسهم معاوية ، فلا نشك بعدئذ من تطبيق هذه الأحاديث على الآيات القرآنية فهي مفسرة وشارحة له .
    كقوله تعالى : (وَ ما جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْناكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِلنَّاسِ وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما يَزِيدُهُمْ إِلاَّ طُغْياناً كَبِيراً)
    فقد طبق الفخر الرازي والثعلبي والسيوطي هذه الآية على معاوية وذلك للروايات الواردة فيه كرؤيته صلى الله عليه واله بأن بني أمية ينزون على منبره نزو القرود، فبنوا أمية هم الشجرة

    الملعونة في القرآن .
    وكذلك يمكن أن نطبق كل آية تدل على الظلم والفساد، فإنهم هم المصداق الجلي لهذا الظلم .
    كما في قوله تعالى: (فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَْرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَكُمْ أُولئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَ أَعْمى أَبْصارَهُمْ)
    وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيا وَ الآْخِرَةِ وَ أَعَدَّ لَهُمْ عَذاباً مُهِيناً)
    وقوله تعالى : (وَ مَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزاؤُهُ جَهَنَّمُ خالِداً فِيها وَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَ لَعَنَهُ وَ أَعَدَّ لَهُ عَذاباً عَظِيماً)
    فاللعنة تطارد معاوية أينما حل ونزل ؛ لانه قطع رحم رسول الله صلى الله عليه وآله متعمداً ، وذلك من خلال قتله للحسن عليه السلام ، وقتل الحسين من قبل ابنه يزيد لعنه الله الذي أمّره
    أبيه على المسلمين. وهو بذلك آذى رسول الله ، ومن آذى رسول الله فهو ملعون بالقطع واليقين . وغير ذلك من الايات الشريفة .

    فرية الدكتور باختلاق عدد الفضائل لمعاوية .
    ثم نقول للدكتور: كيف فسرت ( لا أشبع الله بطنه بالفضيلة ) ثم تضيفها الى عدد من المناقب الاخرى .
    لو نسأل الدكتور: لو فرضنا فرض محال ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله عاد الى الدنيا وقال لسماحتكم ( لا أشبع الله بطنك) وهو يعلم أنك من الشعراء ومن المشهورين بالكرم والخصال الأخرى .
    الا تتوقف في هذا الامر ؟ وتستفهم . وتقول أن هذه صيغة ذم لي؛لان الطعام ما قيمته أمام شعري وقصائدي مثلاً.
    حينئذ نقول: الا يشكل هذا انتقاصاً لرسول الله صلى الله عليه وآله . ما لكم كيف تحكمون !!!
    ثم نسألكم أين أنت مما قاله النسائي حينما سافر الى الشأم وسألوه أن يكتب عن فضائل معاوية فأجابهم متهكماً ،
    لا أعرف فيه إلا قول النبي صلى الله عليه وآله لا أشبع الله بطنه فضرب بالنعال الى أن مات .
    إذن أين هي تلك الفضائل ؟ فالنسائي قد نفاها فكيف تثبتها فهذه فرية واضحة .

    الدكتور بين مدح الطاغية وقضايا أخلاقية!!
    يصعب علي أن أكتب هذا الكلام ولكن هي الحقيقة التي لابد من تجرعها ، فلا نستغرب من كلام الدكتور الذي أتهم طائفة من المسلمين بالتفاهة والحقاره ، فالذي يمدح صدام المجرم في قصائده، والذي يُتهم بقضايا أخلاقية، يهون عليه رمي الآخرين بشتى التهم للجهل والعصبية والطائفية .
    قال منصور النقيدان حينما سؤل في لقاء صحفي عندما طالب عائض القرني بمحاكمته .
    تفاجأت بعد خروجي في برنامج اضاءات مع تركي الدخيل في الخامس عشر من سبتمبر عام( 2004) بعائض بعدها بأسبوعين في قناة في الجزيرة يطالب بمحاكمتي بعد ان قلت ان المؤمنين عندي سواء مسلمهم او بوذيهم ويهوداً او مسيحيين.
    اذكّر الشيخ عائض أن القضاء الذي يطالبه بمحاكمتي، هو نفسه القضاء الذي أصدر بحقه عام 1990 صكاً شرعياً يتعلق بقضية اخلاقية لاعتدائه على طفل، في قصة مشهورة، أعتقد ان

    مثل هولاء هم الاجدر بأن يراجعوا أنفسهم عندما ينتقدون الآخرين وعليهم العودة لذواتهم ومراجعة أخطائهم. (والعهدة على الناقل)
    واليك هذا الرابط :
    http://www.geocities.com/islamicworl...otabubble.html

    رجاء وأمل وتأمل ...
    أخيراً : أرجو وآمل أن يتأمل إخواننا أهل السنة بما يبث عليهم ، وأن يتثبتوا ، وأن يتفحصوا الأدلة من مصادرها ، فالحق لا يعرف بالرجال . أسال الله تعالى أن يوفقنا لمرضاته وأن يغفر لنا إنه سميع الدعاء.



    (الجزء الأخير)
    خطر الجهل والجمود الفكري على الدين والشريعة
    ابتليت الأمة الإسلامية بداء وبيل وخطير على الإسلام برمته ؛ الا وهو الجهل والجمود العقلي والفكري ، فهناك أزمة خانقة في الوعي تكاد تجهز وتقتل كل ما هو عقلي وعقلاني ، ويمكن أن نقسّم أو نصنف عملية اللاوعي واللامعرفة وعدم الفهم الصحيح للمفاهيم الإسلامية واتباع الحق بثلاثة محاور.
    الأول: الجهل بحقائق الأشياء وعدم إدراكها.
    والثاني: الجحود والإنكار لما هو واضح بالبديهة.
    والثالث: الجمود والانغلاق.
    أما الأول ( الجهل ) فقد ابتلى به أمير المؤمنين عليه السلام ، حيث وصف هذا الصنف في نهجه الشريف، قائلاً:
    ( فإن نزلت به - أي الجاهل- إحدى المبهمات هيأ لها حشواً رثا من رأيه ثم قطع به. فهو من لبس الشبهات في مثل نسج العنكبوت. لا يدري أصاب أم أخطأ، جاهل خباط جهالات،عاش ركاب عشوات لم يعض على العلم بضرس قاطع ، يذري الروايات إذراء الريح الهشيم . لا ملئ والله بإصدار ما ورد عليه . ولا هو أهل لما فوض إليه . لا يحسب العلم في شئ مما أنكره ولا يرى أن من وراء ما بلغ مذهبا لغيره . وإن أظلم أمر اكتتم به لما يعلم من جهل نفسه .. الى أن يقول عليه السلام :الى الله أشكو من معشر يعيشون جهالاً ويموتون ضلالا الخ .. ) محمد عبده / نهج البلاغة :ج1 ص35-36.
    فالأمير عليه السلام يشكو من هذا الصنف لأنه يقلب الحقائق فهو لا يدري أصاب أم أخطأ، فإن أصاب خاف أن يكون أخطأ والعكس صحيح .
    وأما الصنف الثاني: (الإنكار والجحود )، فهذا الصنف أكثر إيلاماً من الأول، فهو يعلم يقيناً أن الحق والصواب متمثل بالرأي الكذائي مثلاً ولكن (جحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا) وهذه مشكلة تعيق مسألة الوعي والمعرفة.

    وأما الصنف الثالث : (الجمود والانغلاق) ، فهذه هي (الطامة الكبرى ) ولعل هذا الصنف أخطر من الأول والثاني؛ لأننا نستطيع أن نميز ونشخص الأمرين الأولين ، فالجاهل والمنكر للحقائق أمرهما واضح ومكشوف. وأما الجمود الفكري، فمن يمثل هذا الفكر يدّعي أنه هو الإسلام الصحيح وينقل الأدلة من الكتاب والسنة ، ويلتبس الأمر على الناس لوقوعهم
    في الأمر الأول ( الجهل ) لان ما يلقى إليه ويقلده لا يعلم بصوابه أو عدمه؛ لأنه لا يقرأ ليصيب الحقيقة بنفسه. ولعل أقرب مصداق لذلك هو الفكر( الوهابي) ولنأخذه نموذجاً:
    فالوهابية تدّعي أنهم الإسلام الصحيح ، في حين أن أفكارهم نتاج جمود فكري؛ لأنهم يفسرون ويأولون الحقائق العلمية بغير علم، بل نجدها تناقض قواعد الإسلام، فتصدر الفتاوى وتصنف الناس بالشرك والكفر والفسق والمبتدع وهلم جرا .. ، فأورثت لنا ذلك القتل للآخرين والاتهام لأدنى شبهة، وخير مثال ما نجده اليوم من قتل للأبرياء نتيجة الفتاوى التي تبيح ذلك من دون تمييز ؛ لأنها اُسست على ذلك النتاج الفكري. بل وصل الأمر أن كل من يخالفهم في الفكر(حتى لو كان من أبناء جلدتهم) فهو لا يخلو ألا أن يكون مشركا، كافرا ، فاسقا، وبذلك يباح دمه وعرضه ، فالحقد والكره للآخر هو نتيجة ما قدمناه من المحاور الثلاثة . لذا فالشيعة عند هذا الفكر( كفار) فنجد القرني وغيره من لا قيمة له ولا وزن عندنا ، يخلع التشيع وأهله، وذلك لما قدمناه من ذلك اللاوعي واللامعرفة .
    التعديل الأخير تم بواسطة الناصري 2; الساعة 17-03-2008, 02:09 PM.
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X