نصيحة هامة لمن يريد البحث عن الحقيقة:
ونود في ختام هذا الحديث أن نؤكد على أن الحقائق الدينية لم يفرضها الله تعالى على عباده، ويجعلها معياراً لثوابه وعقابه، إلا بعد أن أقام عليها الدليل الكافي والحجة الواضحة (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)(1). وليس ضياعها على من ضاعت عليه من ذوي الإدراك الكامل إلا لتقصير منه في البحث عنها، والوصول إليها، إما استهواناً بها وتسامحاً في أمرها، وإما تقليداً للآباء والأجداد، أو تعصباً للأهواء والتراكمات، حيث يثير كل من الأمرين غباراً على الحقيقة، ويحيطها بضبابية تمنع من مصداقية الرؤية، وتفتح أبواب النقاش والجدل غير المنطقيين، بالوجه الذي لا يرضاه الإنسان بطبعه ـ وبما أودعه الله تعالى فيه من قوة مدركة ـ في غير موارد التعصب والتقليد.
وكل ذلك لا يجدي مع الله عزَّ وجلّ، ولا يكون عذراً بين يديه، بعد أن أقام الدليل الكافي والحجة الواضحة على الحقيقة التي فرضها على عباده، وألزمهم بها.
فلابد للعاقل الرشيد أن يحتاط لنفسه التي هي أحب الأنفس إليه، وأعزها عليه، ويتحفظ عليها من الهلكة الدائمة، والخلود في العذاب، بأن لا ينظر للأدلة في قضايا الدين بمنظار العاطفة والتقليد، بل بمنظار العقل والوجدان الذي أودعه الله تعالى فيه، واحتج به عليه، ويجهد جهده في الوصول للحقيقة التي فرضها الله سبحانه كيف كانت وأنى كانت، تسليماً لأمر الله عز وجل، وبخوعاً لحكمه، ليكون على بصيرة من أمره وعذر عند ربه، ملتجئاً إلى الله جل شأنه في أن يسدده في مسيرته، ويعصمه من الضلال، ويهديه إلى الصراط المستقيم، فإن بيده أسباب التوفيق والخذلان، قال تعالى: (وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)(2). وهو جل شأنه لا يبخل بالتوفيق على من أخلص له والتجأ إليه، وبذل وسعه في سبيل مرضاته. قال عز من قائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(3).
ونسأل الله سبحانه وتعالى برحمته ولطفه أن يجعلنا وإياكم ممن أجاب دعوته، وجاهد في سبيله، وأن يفيض علينا جميعاً من أسباب التوفيق والتسديد ما نستضيء معه بنوره وهداه، ونسلك به الطريق الواضح الذي شرعه، ونصل به للدين الـحق الذي رضيه. إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: أرجو التكرم بالإجابة المفصلة والموثقة بالمراجع. وشكراً.
حاولنا جهد إمكاننا أن نحقق رغبتك ونلبي طلبتك، وإن كلفنا ذلك وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً، غير ضائع إن شاء الله تعالى. وإن كنا على يقين بأننا لم نستوف الواقع كله، إلا أن الميسور لا يسقط بالمعسور. وشكراً لك على فتح هذا الحوار، الذي نرجو أن يكون مثمراً، بتوفيق الله سبحانه وحسن رعايته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
____________
1- سورة الأنفال الآية: 42.
2- سورة النحل الآية: 9.
3- سورة العنكبوت الآية: 69.
ونود في ختام هذا الحديث أن نؤكد على أن الحقائق الدينية لم يفرضها الله تعالى على عباده، ويجعلها معياراً لثوابه وعقابه، إلا بعد أن أقام عليها الدليل الكافي والحجة الواضحة (لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ)(1). وليس ضياعها على من ضاعت عليه من ذوي الإدراك الكامل إلا لتقصير منه في البحث عنها، والوصول إليها، إما استهواناً بها وتسامحاً في أمرها، وإما تقليداً للآباء والأجداد، أو تعصباً للأهواء والتراكمات، حيث يثير كل من الأمرين غباراً على الحقيقة، ويحيطها بضبابية تمنع من مصداقية الرؤية، وتفتح أبواب النقاش والجدل غير المنطقيين، بالوجه الذي لا يرضاه الإنسان بطبعه ـ وبما أودعه الله تعالى فيه من قوة مدركة ـ في غير موارد التعصب والتقليد.
وكل ذلك لا يجدي مع الله عزَّ وجلّ، ولا يكون عذراً بين يديه، بعد أن أقام الدليل الكافي والحجة الواضحة على الحقيقة التي فرضها على عباده، وألزمهم بها.
فلابد للعاقل الرشيد أن يحتاط لنفسه التي هي أحب الأنفس إليه، وأعزها عليه، ويتحفظ عليها من الهلكة الدائمة، والخلود في العذاب، بأن لا ينظر للأدلة في قضايا الدين بمنظار العاطفة والتقليد، بل بمنظار العقل والوجدان الذي أودعه الله تعالى فيه، واحتج به عليه، ويجهد جهده في الوصول للحقيقة التي فرضها الله سبحانه كيف كانت وأنى كانت، تسليماً لأمر الله عز وجل، وبخوعاً لحكمه، ليكون على بصيرة من أمره وعذر عند ربه، ملتجئاً إلى الله جل شأنه في أن يسدده في مسيرته، ويعصمه من الضلال، ويهديه إلى الصراط المستقيم، فإن بيده أسباب التوفيق والخذلان، قال تعالى: (وَعَلَى اللّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَآئِرٌ وَلَوْ شَاء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ)(2). وهو جل شأنه لا يبخل بالتوفيق على من أخلص له والتجأ إليه، وبذل وسعه في سبيل مرضاته. قال عز من قائل: (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ)(3).
ونسأل الله سبحانه وتعالى برحمته ولطفه أن يجعلنا وإياكم ممن أجاب دعوته، وجاهد في سبيله، وأن يفيض علينا جميعاً من أسباب التوفيق والتسديد ما نستضيء معه بنوره وهداه، ونسلك به الطريق الواضح الذي شرعه، ونصل به للدين الـحق الذي رضيه. إنه أرحم الراحمين، وولي المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، نعم المولى ونعم النصير. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ملاحظة: أرجو التكرم بالإجابة المفصلة والموثقة بالمراجع. وشكراً.
حاولنا جهد إمكاننا أن نحقق رغبتك ونلبي طلبتك، وإن كلفنا ذلك وقتاً طويلاً، وجهداً كبيراً، غير ضائع إن شاء الله تعالى. وإن كنا على يقين بأننا لم نستوف الواقع كله، إلا أن الميسور لا يسقط بالمعسور. وشكراً لك على فتح هذا الحوار، الذي نرجو أن يكون مثمراً، بتوفيق الله سبحانه وحسن رعايته.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
____________
1- سورة الأنفال الآية: 42.
2- سورة النحل الآية: 9.
3- سورة العنكبوت الآية: 69.